أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق غانم - قصيدة تقاسيم الوجع















المزيد.....

قصيدة تقاسيم الوجع


طارق غانم

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


تقاسيم الوجع
هذا هو القربان يا آخر الأنبياء
هذا هو آخر الأفق الممتد
الأمس يمتد إلى الأبد
جماجم و نعوش القول
هاهي تحلق في سمائك
الطاعون من جديد يتوهّج
وطن الجماجم و النعوش
هاهو ذا القول...أناشيد و حشرجات.
كي تهدي للمارة في الأفق المحترق
آهات أخرى وقرابين
نعوش فارغة وممتلئة تقرع أسوار المدن القديمة.
ويفيض الموت بالظلمة يفيض بالأنبياء والورم
والطرق القديمة لم تعد أمسا لم تعد غدا
وطن القرابين هنا تحتشد آخر الأفواه
هنا الأقوال والأفعال نذر الزمن البعيد
هل تعرف هذه الوجوه؟
و هذا الوجه الأخير كم احترق كم تورّم في الطرق الفارغة
لمن تقرع الطبول؟
هل للحرب معنى؟
لمن تحشد الهزائم؟
لمن تُعَسْكر الموتى؟
هو ذا نعشنا الوردي يتهادى يتمادى كي يرسم وطنا آخر
وطنا يملئ السماء ويفرغ الأرض
وطنا تتكدس فوق رباه سرمدية الدموع.
ماذا أقول لسكّان النّعوش؟
قل ما تقل فما للقول من معنى وما للدم من لون.
هو ذا الوطن ركام ودخان...
قف مكانك يا قربان الأزمان الغابرة.
فللقرابين أوان تعرفه النجوم و الطرق البعيدة
هو ذاك آخر الأقمار يهدي رماله وأقفاصه للموتى الآخرين.
قل ما تقل فما للقول من معنى و ما للدم من لون.
هل للموتى إحساس وأحلام وما للرمل أن يكون؟
هاهي الجماجم تتهاطل مرّة أخرى، تفيض بها الطرق و الأنفاق
الموتى و موتى آخرين بلا رائحة.
كم أنت ساذج؟
أتريد من الموتى أن يستيقظوا؟
أتريد من الطرق أن تصبح بلا قبعات ولا عصي؟
أتريد من الله أن يكون في قفص مع الموتى؟
إن الله لا يفرح و لا يحزن للموتى و الجياع
الله... يا الله يا قسم الوشاة والخونة وبائعي الضلوع الخاوية.
الله... يا الله يا آخر الطرق المسدودة
الله... يا الله هاهي ذي القرابين
هباء منثورا و أمواتا آخرين
كم قدسنا الآلهة و النبيذ و الصحراء
و القباب والماء الطهور.
أيا قرباننا: ألا تعرف أنّ للقبور أفواه و أيادي
احترق وطني احترق
و اجعل المسغبة على الأسوار.
قل ما تقل فما للقول من معنى وما للدم من لون.
أرسم على القول و ما للقول من تعاويذ،
تعاويذ ليل طويل وأمطار أخرى.
تقبر في القلب ألف عام من الجنون
آه! الغربة و الغربان و الغروب والتغرّب
وكل الرفاق الموتى منهم و الذين يموتون
وموسى بعصاه و عيسى بخده اليمنى و اليسرى
هنا على الأسوار يمدحون قلبك و يديك الفارغتين.
وطني هاهو ذا البرمكي و العباسة و عشاق آخرون
أتذكر كل هؤلاء ؟
قل ما تقل فما للقول من معنى و لا للدم من لون.
المغول و محمد بن عبد الله في بغداد.
بغداد بغداد بغداد
احترقي اشتعلي تبعثري في الطرق والرمال
فابن عبدالله و عثمان ومعاوية
يحبون الشواء والأنفاس الذاهبة إلى الأبد.
بغداد بغداد
عاصمة الحنطة و العسل والقبعات من كل لون
بغداد بغداد
منزل الله و النار والطوفان
بغداد بغداد
قد ذهب المماليك و جاء آخرون
وهؤلاء خصيان الحريم و زنوج المواكب.
وآخرون لا نعرفهم ولا تعرفهم.
قل ما تقل فما للقول من معنى وما للدم من لون.
بورقيبة! جثة أخرى بلا رائحة
قد مرّ مرار وتكرارا
بورقيبة و الله قصة حب مسودّة
بورقيبة ما ترك خلفه؟
مجلبة العار والفقر والعراء
غرقنا خصيانا ومومسات
كلهم أبناء بورقيبة
قل ما تقل فما للقول من معنى وما للدم من لون.
ألديك أقوال أخرى؟
يا قرباننا المعلق على فوهات الحرائق.
اصعد يا قرباننا المسجّى على الوحل.
فالله وحده في آخر الزمن ينتظر الدم
انتظر وتمهل يا الله
فالقربان في طريقه الأبدية إلى حفلة الدم
اصعد يا قرباننا المسجّى.
قل ما تقل فما للقول من معنى و ما للدم من لون.
الإسراء و المعراج وكل الآلهة تنتظر القربان
اصعد يا قرباننا المسجى
سدرة المنتهى كثيفة الأشواك كاذبة
و القدس خلف الأشواك تحتسب الصلوات.
القدس مدينة الأنبياء و الصلوات
تحترق، تغرق
القدس مدينة الملائكة و الرب
القدس رماد وهباء منثور
و الملائكة تسرق الدعاء و الدم
و الله و حده يبكي الدم و القربان
قل ما تقل فما للقول من معنى وما للدم من لون.
فالزنازين لم تعد قباء لم تعد رمالا لم تعد مقبرة الزمن
الزمن لم يعد خبزا لم يعد أصابعا
كم من القرابين لتغلق الزنازين
كم قربانا ليعود زمن الخبز و الأنبياء.
اصعد يا قرباننا إلى سدة الله
قل ما تقل فما للقول من معنى و ما للدم من لون.
تونس فتاة الطرقات... تراود المارة...
المارة كلاب ليل مخمورين و مجانين
تونس..انتظري زناة الليل وحبات الرمل
تونس ابنة البحر و النخيل و ابن نافع.
تونس و النجاشي قصة حب قذرة
مبارك مبارك هو النجاشي ابن العشرين
تونس..تونس...والنجاشي بعصاه و قبعاته وزناته
النجاشي و أبنائه سارقي الزبدة و الرمل
أصمتوا لا تكتبوا لا تبكوا
فالنجاشي لا يحب البكاة و لا الكتبة
النجاشي ابن من أبناء بورقيبة
كم يحب الحفلات كم يحب الأرقام الفردية
سبع سموات، عشرون بل أكثر، أكثر
قل ما تقل فما للقول من معنى و ما للدم من لون.
أرقصوا أيها العراة أرقصوا قولوا لله
دم دم تاك تاك
العراة أبناء الله في كل الأرض
أرقصوا قبل المغادرة قبل المغيب
غادروا فإبن خلدون هو الآخر قد ذهب
اذهبوا، اذهبوا فالنجاشي لا يموت أبدا
النجاشي و الله حلف أبدي كبير، كبير جدّا
فهذا الوطن بألواحه و أشرعته أغان و دموع.
و طني يا أغانيّ الحزينة.. هذا وداع قبل الغروب.
و طني لك النجاشي قاتل سفّاك وجيوش العراة.
قل ما تقل فما للقول من معنى و ما للدم من لون.
و التاريخ..دم تاك ..دم تاك..تاك..
على مقاسك أحيك لك تاريخا.
مقصلة الأيام المسودّة هو التاريخ..
التاريخ هو النجاشي قشّ الغرقى
دم..تاك..دم تاك..
النجاشي وحفلات الحبال من كل لون.
و العراة ملتقطو الحبال و القبعات.
النجاشي... المنقذ..دم تاك..
النجاشي ناصب المقاصل في كلّ الدّروب.
و العراة من كل صوب من كلّ فجّ عميق من الظّل
يتداولون يتلوّون على المقاصل..حفلات الدم و القبعات
وطني لك الله..والرب.. أما الدروب فكلها تنتهي عند النجاشي.
قل ما تقل فما للقول من معنى و ما للدم من لون.


طارق غانم : ديوان الذاهبون إلى الله.



#طارق_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق غانم - قصيدة تقاسيم الوجع