أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار - العدد 18: كانون الثاني 2010















المزيد.....



طريق اليسار - العدد 18: كانون الثاني 2010


تجمع اليسار الماركسي في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 07:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية /تيم/

- E-M: [email protected]
[الحرية للرفاق معتقلي حزب العمل الشيوعي: عباس عباس، حسن زهرة، أحمد نيحاوي، توفيق عمران، غسان الحسن ، ولجميع معتقلي الرأي... ]

في هذا العدد:
1- افتتاحية العدد
2- نايف سلّوم : "الطبقة والتحليل الطبقي"
3- نذير جزماتي: "المشهد السياسي لشهر كانون الثاني 2010 "
4- محمد سيد رصاص: "طهران- أنقرة والجوار العربي "
5- د. إلهام الإدلبي: "النهب والفساد دمر السدود والبلاد".
6- عمران : "قلق في مجتمع حائر / قصيدة" 7- سعيد عبد القادر : "احتفال الشيوعيين السوريين طاقات مهدورة" !
8- منصور الأتاسي: "المصالحة السورية اللبنانية أنجزت . المطلوب المصالحة مع الشعب"
9-"في الذكرى الأربعين لوفاة الرفيق سهيل الشبلي"
10- عن لوموند ديبلوماتيك: الأزمة والصراع الطبقي في روسيا
11- مقتطف من كتاب لينين: "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية "

افتتاحية
عام على عدوان غزة؛ همجيه، وصمود، وعبر ..
بعد هزيمتها في حرب تموز كان على إسرائيل أن تجد مكانا تحقق فيه انتصارا عسكريا يعيد لها ولجيشها شيئا من الاعتبار , ويدمر مركز مقاومة يعطل هيمنتها على كامل القرار الفلسطيني، فكانت غزة .
وانسجم هذا الاختيار وتطابق مع السياسة الأمريكية المعرقلة التي تلقت صفعتين متتاليتين الأولى في العراق نتيجة لمقاومة العراقيين الباسلة الموجهة ضد قواتها, والتي عرقلت اندفاعها ومشروعها الشرق أوسطي الجديد , والثانية في لبنان ، الذي وصفت فيه رايس وزير الخارجية الأمريكية الأسبق عدوان إسرائيل عليه بأنه الشرق الأوسط الجديد في حالة ولادة ، فكانت هزيمة مدوية زادت من إرباك برامجها ومن فقدان هيبتها وأفقدتها زمام المبادرة وانسجمت توجهات أمريكا وإسرائيل مع سياسة الحكام العرب الملحقة بالسياسة الإمبريالية / الصهيونية والمعادية لكل تحرك شعبي . إضافة لذلك استجابت غالبية الأنظمة العربية لتوجيهات الأسياد بمحاصرة شعب غزه ومقاومتها , ومنع وصول أي دعم بشري أو اقتصادي أو عسكري إليها .
واستعدادا للعدوان طلب الحلفاء –أمريكا وإسرائيل – من الدول العربية التابعة الصمت وعدم القيام بأي تحرك يعرقل أو يزعج إسرائيل أثناء تنفيذ عملياتها العسكرية . وبهدف تامين كل عوامل النجاح ,أمنت فصل وعزل غزة عن القطاع . وهكذا اعتقد الحلفاء أنهم امنوا كل عناصر النجاح وبحجة (تحرير شاليط ) بدأت إسرائيل عدوانها الهمجي على غزه من البر والبحر والجو , مستخدمة صنوف الأسلحة كافة , وقامت بتدمير كل مرافقها الأساسية والثانوية , وبعد إحداث الدمار الهائل دفعت قواتها محاولة الدخول إلى عمق القطاع واحتلاله والقضاء على حماس وتصفيتها , ولكنها فوجئت بمقاومة شٍعبية باسلة أفقدتها المبادرة ومنعتها من تحقيق أي من أهدافها, مما اضطرها إلى تصعيد عدوانهاٍ فدمرت ألوف المنازل وقصفت السكان الآمنين في محاولة لترويعهم وإبعادهم عن المقاومة. ولم يؤثر كل ذلك على الفلسطينيين في غزة ، بل ازدادوا تماسكا والتفافا حول سياسة المقاومة , وبوحشية استمر القصف الإسرائيلي مترافقا مع الصمت العربي المخجل و الجبان ومع التأييد الأمريكي والغربي للعدوان و قصفت الأهداف المدنية في غزة مرة تلو المرة دون جدوى ...وبدأت ملامح الفشل بالظهور و بدا واضحا أن العدوان سيتوقف دون الوصول لأي نتائج , ولم تجد نفعا كل المحاولات التي تمت لمنح إسرائيل نصراً و لو صغيراً، بما في ذلك إطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير , و عندما فشلت إسرائيل تحرك القادة العرب المتواطئون مع العدوان . وأعلن فشل إسرائيل للمرة الثانية.
وانعكست الهزيمة داخل أوساط المعتدين فرحلت حكومة (كاديما -العمل) في إسرائيل و أنتجت إسرائيل المتطرفة بطبيعتها حكومة أكثر تطرفاً و عدوانية و إجراماً في محاولة لإنقاذ ما تبقى لدولة قامت على قوة جيشها ودوره كقوة ردع في خدمة الامبريالية . وهنا بالتحديد تكمن أزمة إسرائيل التي تعمل هي وأصدقاؤها على الخروج منها كي تستطيع الاستمرار, وحتى تستمر عليها أن تحقق نصرا يعيد الاعتراف بها كدوله قادرة على تقديم الخدمات للغرب للامبريالي , وهذا ما يفسر تهديدات قادتها الأخيرة بتنفيذ ضربة عسكرية على إيران .
إننا نعتقد أن الجدار الفولاذي وزيادة إجراءات الحصار على القطاع وزيارة رئيس وزراء الكيان إلى مصر والاجتماع مع رئيسها منفردا. وقبلها سفر رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل، جميعها تندرج في سياق التحضيرات لعدوان جديد على غزه , فلا يوجد أمام إسرائيل إلا خياران الحرب أو التفكك, ولأول مره في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي توضع إسرائيل أمام هذه الخيارات التي صنعها صمود المقاومة في جنوب لبنان وغزة . إن تعزيز هذا الواقع يتطلب اليقظة وتأمين اكبر تضامن شعبي قادر على تجاوز الوضع الرسمي العربي والتأثير عليه.
وهكذا فقد استطاع الشعب الفلسطيني في غزة أن يحاصر محاصريه كما قال الراحل محمود درويش. (حاصر حصارك..!)
إننا نعتقد أن نتائج حصار غزة ستكون كارثية على النظام المصري الذي يتعارض في توجهاته مع تاريخ شعبه و مسيرة هذا الشعب الوطنية . أيضا فإن هذا الصمود سيؤسس لبداية تشكل واقع دولي ضاغط على الكيان الصهيوني .
وهكذا يتوضح وجود تيارين في المنطقة العربية , تيار الأنظمة التي تقف إلى جانب إسرائيل و الولايات المتحدة وتيار المقاومة ومعها الشعوب العربية التي ترفض هذا الشكل من الهيمنة و تقاومه وهذا ما يؤكد القطيعة و الفراق بين الأنظمة و شعوبها وطالما بقي هذا الواقع قائما فإن القتل و الإجرام الإسرائيلي و الآلام و تفتيت الشعب الفلسطيني سيبقى قائما .
ويعلن القادة الإسرائيليون الآن أنهم سيوجهون ضربة جديدة لقطاع غزة العام القادم أي بعد استكمال حصار غزة و انتهاء مصر من بناء السور الفولاذي. و إننا نعتقد أن التهديد الإسرائيلي بتوجيه ضربة هو تهديد جدي .
على القوى الوطنية بمختلف مشاربها و تياراتها أن تستعد و تتكاتف في سبيل تأمين أفضل أشكال الدعم السياسي للمقاومة عبر التحرك الشعبي الواسع , وعليها عدم انتظار موافقة السلطات على هذا التحرك, و تجاوز كافة الإشاعات التي ينشرها الإعلام المغرض و الذي يعتبر فيها أن الصراع الرئيسي في المنطقة هو صراع سني- شيعي , في محاولة للتشويش على الصراع الرئيسي، و لإرباك قوى المقاومة التي يعضدها الدعم الإيراني السياسي والعسكري في لبنان وفلسطين.
لقد خبر شعبنا طويلا مثل هذه الدعايات. ففي مرحلة الدعم السوفيتي للمقاومة كانوا يتحدثون عن الخطر الشيوعي الذي صوروه على أنه أكثر خطورة من الصهيونية . و في الواقع فإن الهدف هو التشويش على أي احتضان للمقاومة وعزلها عن الجهات التي تدعمها أيا تكون، و بالعكس ، التعمية عن العدو الصهيوني والأطراف الدولية والعربية التي تدعمه أو تتعاون معه.
عام مضى على عدوان غزة ولا زال الصمود يفعل فعله و لا زال الضغط يزداد ولا زال التهديد بالعدوان قائما , لقد كشف هذا الواقع هشاشة الكيان الصهيوني و تواطؤ الأنظمة العربية و أن المقاومة قد فتحت آفاقا للخروج من حالة التخلف التاريخي التي تعيشها منطقتنا و كشفت بالمقابل إمكانية شعوبنا في التصدي للعدو و إلحاق الهزيمة به في حال توافر أوضاع تعمل على تطور هذه المقاومة وتكسبها أبعاداً نوعية جديدة وهذا مشروط بنشوء أوضاع عربية داخلية ، تقوم على تحقق الحريات السياسية، ومكافحة الفساد، وتحقيق المطالب الاقتصادية- الاجتماعية للطبقات والفئات الشعبية، وتلاقي التيارات الوطنية العربية ، من قومية وإسلامية وماركسية،على الأهداف المشتركة.
هيئة التحرير
الطبقة والتحليل الطبقي
نايف سلّوم

شاعت فكرة في الوسط الليبرالي السوري ولاقت رواجاً في الفترة الأخيرة مفادها: أنه لا توجد طبقات في المجتمع السوري، بالتالي فإن أي تحليل أو مقاربة قائمة على هذا الأساس باطلة ولا نصيب لها من النجاح. وآخر تحديث لهذه الفكرة الليبرالية المبتذلة تلك التي تقول: "إن النماذج الطبقية المناسبة للتحليل السياسي في الدول الصناعية لا تصلح في سوريا. فلم تكن ثمة بورجوازية حقيقية ولا جماهير طبقية عاملة . والقوة الاجتماعية الوحيدة القادرة على وضع مشروع سياسي هي الطبقة الوسطى ... وإذا لم تلعب الطبقة الوسطى دوراً نشيطاً في الحياة السياسية ، فإن مجتمعنا ككل لن يلعبه .. وأي مشروع سياسي يجب أن يبرز من الطبقات الوسطى أو من مجموعة معينة من الطبقة الوسطى . التي هي حساسة بصورة خاصة من الدعوات الديمقراطية.." (1)[؟!]
وبالرغم من التناقض الداخلي للعبارة السالفة الذكر : استخدام الكاتب "المصطلح الطبقي" في عبارته وفي نفس الوقت رفضه للتحليل الطبقي باعتباره غير صالح للمجتمع السوري القائم كتحليل اجتماعي/ سياسي ، فإننا سوف نتابع نقدنا.
مهما يكن وحتى نظهر تهافت وابتذال فكرة كهذه سوف نقتطف من مفكر كبير ورصين هو فيليب خوري ، في كتابه"أعيان المدن والقومية العربية – سياسة دمشق 1860-1920 " وهو كتاب يرصد كما هو واضح من العنوان الفترة بين 1860-1920 في سوريا وهي فترة كما هو واضح أقدم من الفترة التي يرصدها نص مفكرنا الليبرالي والممتدة من 1963-2002 . يكتب ف. خوري: "قبل النظر عن قرب أتحدث إلى تشكل طبقة الملاك – البيروقراطيين في دمشق والقيادة السياسية التي أنتجتها هذه الطبقة . هناك سؤالان هامان يحتاجان إلى محاولة للإجابة عنهما . أولاً ما هو المعني باستخدام "طبقة" في هذه الدراسة ؟ ثانياً لماذا تمكن أفراد من طبقة الملاكين –البيروقراطيين ، دون أفراد من الطبقات الأخرى من الحصول على مقاعد لهم في قمة الحياة السياسية في سوريا في القرن التاسع عشر جنباً إلى جنب مع ممثلي الحكومة العثمانية ومع مسؤولي القنصليات الأوربية المتزايدة النشاط ؟ .. بالاستناد إلى مفهوم حنا بطاطو للطبقة فيما يتعلق بمجتمع عربي (مجتمع العراق) فإن الطبقة قبل كل شيء ، عبارة عن تشكيل اقتصاديّ الأساس ، وإن كان يشير في النهاية إلى الموقع الاجتماعي لمكونيها من الأفراد والعائلات في مظاهره المتنوعة .. ومن الواجب هنا تعريف الطبقة من خلال ملكيتها ، أو بدقة أكبر – من خلال علاقاتها بوسائل الإنتاج . وأكثر من هذا، فإن وجود طبقة رئيسية يفترض وجود ما لا يقل عن طبقة أخرى ذات مجموعة مختلفة من العلاقات بوسائل الإنتاج . لكني أقبل مثل بطاطو ، بما لا يقل عن مؤهلين اثنين آخرين . الأول هو أن هناك ضمن كل طبقة رئيسية تباينات داخلية إلى درجة أن الطبقة يمكن أن تكون مؤلفة من تراتبية من الطبقات الفرعية تترابط بدورها "فيما بينها كما لو كانت طبقات منفصلة " . والثاني هو أن وجود الطبقة لا يفترض مسبقاً احتياجها "عند كل نقطة لفعل وجودها التاريخي ، أو للشعور بنفسها كوحدة .. ولا تحتاج لأن تكون جماعة منظمة مدركة لذاتها " حتى وإن كان سلوك أفراد الطبقة "مكيفاً طبقياً" فإن هؤلاء قد لا يمتلكون "وعياً طبقياً " على الرغم من تشابههم الشديد في المصالح والميول " (2) انتهى كلام خوري
أما حنا بطاطو نفسه فيقول: "كثيراً ما قيل بعدم إمكانية تطبيق التحليل الطبقي الاجتماعي الكلاسيكي – وهو تحليل يعتمد أساساً على آراء كارل ماركس وماكس فيبر- على المجتمعات العربية ، وكثيراً ما قيل أيضاً بأن ليس في المجتمعات العربية "طبقات" . وفي هذا تعميم يفتقر إلى البرهان ، على الأقل فيما يتعلق بالمجتمعات العربية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى .. ورفض التحليل الطبقي لاحتمال توافقه مع أيديولوجيات معينة فحسب أمر غير مقبول بتاتاً في نظر البحث العلمي " (3)
أما يرفند أبراهميان و الذي يعتبر من كبار المتخصصين بتاريخ إيران المعاصرة فيقول: "ربما لم يعد شبح ماركس ، نبي الثورة، يطارد السياسيين المحافظين ، إلا أن ماركس منظّر الثورة ، يستمر في شد وإثارة علماء الاجتماع ، ويقول أحد تلامذة السياسة بأن العلوم الاجتماعية ، وخاصة علم الاجتماع السياسي ، يمكن أن توصف بأنها "حوار قرن مع كارل ماركس" . وكما صرح بذكاء أحد مؤرخي الأفكار البارزين : يمكن أن نعتبر كارل ماركس قابلة الفكر الاجتماعي للقرن العشرين " ففي نبذهم لما اعتبروه باطلاً في الماركسية ، وتوضيحهم للنواحي المفيدة فيها ، اتخذ مجددو أواخر القرن التاسع عشر خطواتهم الأولى نحو بناء نظرية أعم للواقع الاجتماعي .. فقد طور إميل دوركهايم قبلاً، نموذج "التضامن العضوي الميكانيكي". لمواجهة نظرية الصراع الطبقي . وأكد كل من فلفرد باريتو وكاتيا نوموسكا على الانقسام الثنائي بين النخب الحاكمة والجماهير المحكومة ، وذلك من أجل استئصال مفهوم الطبقات الاجتماعية – الاقتصادية . وصاغ روبرت مايكلز "القانون الحديدي للأليغارشية " لكي يحذر من أن التنظيمات الجماهيرية كالأحزاب الاشتراكية الديمقراطية لن تحل عصر الاشتراكية الديمقراطية محل عصر أتوقراطية الاشتراكيين البيروقراطيين . وكرس ماكس فيبر .. الكثير من عمله ليبين أن ديناميكية الصراع الطبقي يجب أن تدرس بشكل متلازم مع المخلفات الثقيلة للأيديولوجيات المحافظة ، والأديان التقليدية والجماعات الإثنية المنغلقة ، والمؤسسات البيروقراطية " (4)
وبعد، فإن النص المقتبس من فكر الليبرالية السورية المبتذل يشير إلى أنه لا توجد بورجوازية حقيقية في سوريا ولا جماهير طبقة عاملة في فترة بعد الحرب العالمية الثانية حتى 2002 . ورغم ذلك يراهن المفكر الليبرالي كاتب النص على الطبقة الوسطى بحيث يستخدم مصطلح الطبقة ولكن يحصر المفهوم بالطبقة "الحقيقية" الوحيدة في سوريا وهي الطبقة الوسطى . والأكثر من هذا أن الفاعل في هذه الطبقة ليست الطبقة الوسطى كلها ، بل "مجموعة معينة" يقصد بها "مجموعة إحياء لجان المجتمع المدني في سوريا" . وإذا لم تلعب هذه المجموعة دوراً نشطاً فإن المجتمع السوري كله لن يلعبه حسب كلام المفكر الليبرالي الذي يتابع أيضاً بالقول:
وقد نهضت حركة البعث في البداية بقوة أقسام الطبقة الوسطى إلا أنها أُخذت إلى الجيش " (5) ولا ندري من استطاع أخذها إلى الجيش طالما هي الطبقة الوحيدة والقوة الناشطة الوحيدة الحقيقية ! وهنا مرة أخرى تظهر الطبقة الوسطى عبر تجربة البعث في سوريا على أنها الطبقة الحقيقية والفاعلة . وتجهل وجهة النظر هذه أن بعض فئات الطبقة الوسطى في أواخر الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي لم تكن قادرة على الفعل لولا وجود ما سمي بالمسألة الزراعية وقضية طبقة الفلاحين السوريين المحرومين من ملكية الأرض ، ووجود طبقة حقيقية من الملاكين المدينيين الغائبين الذين يملكون كل شيء .
وفي تفنيد رأي مبتذل كالذي يطرحه علينا المفكر الليبرالي نقول: كيف يمكن لطبقة وسطى حقيقية أن توجد بشكل طبقي مع غياب لوجود الطبقات الأخرى التي تحدد بوجودها كبورجوازية كبيرة وصغيرة وجود الطبقة الوسطى كوجود بيني يحدد بالتقابل ، أيضاً يتناسى المفكر الليبرالي أن حركة البعث لم تكن تدّعي أنها طبقة ، ولم تكن تدّعي أنها الطبقة الحقيقية الوحيدة ولا القوة السياسية الوحيدة الفاعلة في سوريا ، والدليل أنها استجابة لطلب عبد الناصر وتحت ظروف الوحدة السورية – المصرية حلت الحركة نفسها كحزب. لقد عملت حركة البعث كحزب يدّعي تمثيل الطبقات الكادحة في المجتمع السوري من عمال وفلاحين فقراء محرومين من ملكية الأرض بينما ادعت مجموعة من الطبقات الوسطى في سوريا في الفترة 1999-2002 أنها الطبقة الحقيقية في سوريا ، وأنها الوحيدة الفاعلة والقادرة على تقرير مستقبل سوريا. وهذا الغرور وضيق الأفق الاجتماعي/ السياسي يشير في جانبه الأساسي إلى أن هذه المجموعات من المثقفين السوريين المنحدرين بالأساس من صفوف اليسار الشيوعي 1970-1990 وبعد أن خابت آمالها في تمثيل مصالح العمال والفلاحين الفقراء وفقراء المدن وبعد تفكك الدولة السوفييتية وبعد الهجوم الإعلامي والثقافي ولا حقاً العسكري الإمبريالي الأميركي . راحت هذه المجموعات تهلوس لتسمع صوت ذاتها على أنه صوت المجتمع السوري ، وتعمل لحسابها الخاص متوهمة أنها الطبقة الحقيقية والقوة الفاعلة الحقيقية . وفي الواقع فقد تصرفت هذه المجموعات على أنها طبقة ونخبة في ذات الوقت ، وقد عززت الوعود الأميركية بالديمقراطية من هذا الوهم ومن هذا السلوك، بحكم حساسيتها الخاصة لأيديولوجيا "الديمقراطية" .
أخيراً يخلط الفكر الليبرالي ممثلاً بمفكرنا بين التحليل "الطبقي" للمجتمع السوري من جهة ، وبين الطبقة كذات فاعلة ، أي واعية لذاتها ومنظمة لتحركها السياسي والاجتماعي ، أي واعية لوحدتها وقوتها ، موقعها ودورها التاريخي (الوعي والتنظيم عند الطبقة الاجتماعية وبناء تحالفاتها). وهذا الخلط مستنتج بالطبع عند المجموعة المشار إليها من الطبقة الوسطى كونها ترى إلى ذاتها على أنها طبقة اجتماعية وذات فاعلة (نخبة ) في الوقت نفسه.
هوامش
1- جورج آلن: سوريا؛ لا خبز ولا حرية ، ترجمة نذير جزماتي . نشر شركة كتب Z المحدودة لندن ، الطبعة الأولى 2003 ص 64
2- فيليب خوري: أعيان المدن والقومية العربية – سياسة دمشق 1860-1920 " ترجمة عفيف الرزاز . مؤسسة الأبحاث العربية الطبعة الأولى 1993 بيروت . ص 17-18
3- حنا بطاطو : العراق؛ الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد الثماني حتى قيام الجمهورية " في ثلاث مجلدات ، المجلد الأول ، ترجمة عفيف الرزاز ، مؤسسة الأبحاث العربية . الطبعة الأولى: 1990 ، الطبعة الثانية 1995 ، الطبعة الثالثة : 2003 . ص 21
4- إيران 1900-1980 ؛ الثورات المعاصرة ، القوى السياسية والاجتماعية ، دور الدين والعلماء ، التسلح وسياسة التوكيل. أخذ المقتطف من مقالة يرفند أبراهميان: "خلفيات وعوامل الثورة الدستورية 1906 " . ترجمة مؤسسة الأبحاث العربية ، الطبعة الأولى 1980 ص 21
5- جورج آلن: مرجع مذكور ص 64

المشهد السياسي لشهر كانون الثاني 2010
بقلم نذير جزماتي

Merry Christmas and Happy New Year
عيد ميلاد سعيد، وســــــــنة جديدة سعيدة
إلا أن كل شيء لا يدل على ذلك: فالكوكب الذي نعيش فوقه وما تحيط به من مخاطر بدءاً من الاحتباس الحراري وانتهاء بالانبعاثات من الغازات الكربونية لم ينفذ مؤتمر كوبنهاغن الذي شاركت فيه 193 بلداً ما كان مأمولاً. وعلى العكس فقد خُيبت آمال الجميع بقوة رؤساء 28 دولة على رأسها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوربي والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل. وشبّه رئيس أرخبيل توفالو الاتفاق بـ"حفنة من ألأموال من أجل خيانة شعبنا ومستقبلنا". وقارن ممثل السودان الاتفاق مع المحرقة التي حصدت أرواح ستة ملايين إنسان. واتهمت كل من بوليفيا وفنزويلا وكوبا رئيس الوزراء الدانماركي الذي تولى رئاسة الجلسة العلنية الختامية للمؤتمر بـ"إعاقة الديمقراطية والشفافية" وبأنه "نفذ انقلاباً على الأمم المتحدة"، في حين أن أوباما امتدح الاتفاق واعتبره ساركوزي غير كامل. وسبق لنهلة الشهّال أن تساءلت في يوم افتتاحه:هل تنقذ كوبنهاغن الكرة الأرضية؟ وأجابت: "كلا! فليس من نتائج ملموسة ولا من قرارات حاسمة متوقعة .. وكمثال، فالتصحر، والافتقاد المتزايد للمياه النقية، والكوارث الطبيعية التي يسببها الاحتباس الحراري، تترافق مع مصادرة الأراضي الزراعية من فلاحيها التقليديين، لغايات إنتاج زراعات للتصدير تلبي حاجات صناعية واستهلاكية معولمة. النتائج إذن أسماؤها: دمار الفلاحة، وانفجار المجاعات، وتعاظم حجم النزوح البشري لأسباب بيئية، وانتشار مدن الصفيح، ومعها كلها توالي ظهور الأمراض الوبائية الفتاكة. وتقول دراسة أميركية :"أن نمط الاستهلاك السائد في الولايات المتحدة يحتاج إلى خمس كرات أرضية لإرضائه" (الأخبار 8/12/2009) وهذا بالذات ما سيؤدي إلى سقوطها: سقوط الإمبراطورية الأميركية حسب ما كتب المؤرخ البريطاني بول كنيدي عام 1987("الحياة"6/12 مقال السيد يسن)
والحقيقة أنها معركة قاسية ما بين عالمين:عالم الأغنياء المنتصر، وعالم الفقراء المندحر..والعالمان ، كما هو معروف، متداخلان، ويشكل الأميركيون في الولايات المتحدة الذين يعاني الألوف منهم من عدم وجود مأوى يأوون إليه، جزءاً من عالم المكافحين ضد الامبريالية والصهيونية. ويشكل تجار الرقيق والاتجار بأعضاء الأطفال وبـ"فراشات الليل" الروسيات في إسرائيل وفي الأمارات العربية وفي أوربا وآسيا، و"العمال العبيد (الرقيق) جزءاً لا يتجزأ من عالم الاستثمار والاستغلال..
وبالتالي، فان الولايات المتحدة الأميركية تتصدر جميع الدول بعدد المجرمين والجرائم والسجناء وبأكبر عدد من المنتحرين في القوات المسلحة خصوصاً، وتستعين بالإضافة إلى جيوشها في كل مكان بالمرتزقة..
ومن جهة أخرى، فان من المتوقع إن تقوم أكبر ثمانية مصارف في الولايات المتحدة وأوربا بدفع 77مليار دولار عام 2010 لموظفيها في أقسام الاستثمار الرأسمالي، والذين يبلغ عددهم 141ألف موظف بما يعادل مبلغ 543 ألف دولار للشخص الواحد،-حسب ما ورد في مقال لـ"سليفان سيبال" في جريدة "لوموند "نشرته "السفير" في 19/12 تحت عنوان"الزمن يعيد نفسه بانتظار انهيار اقتصادي جديد". ونقل الرجل عن صحيفة "نيويورك تايمز" في عدد صادر بمناسبة الذكرى السنوية للانهيار"بعد سنة الكارثة، لا تغيير فعلياً في" وول ستريت" الذي ابتلع 2تريليون دولار من أموال الخليج العربي الفارسي في خضم الأزمة المالية الأميركية.
وقال أوباما في حفل تسلمه جائزة نوبل للسلام في 10/12:"أنا أواجه العالم كما هو ولا يمكنني أن أتقاعس في وجه التهديدات بحق الشعب الأميركي، لا تخطئوا، فان الشر موجود في العالم" ولكن من يهدد من ؟ هل الرأسماليون الأميركيون مهددون بالاستعمار والاستغلال والاستعباد من قبل شعوب أو دول أخرى، ومن ضمنها "تنظيم القاعدة"و"طالبان"، أم أن تهديد الامبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الأميركية يواجه شعوب العالم برمته، ومن ضمنه الشعب الأميركي ؟ومن يمثل أكبر وأخطر شر في العالم غير الامبريالية وعميلتها الصهيونية؟ وكما لاحظ جورج باكر في جريدة الـ"نيويوركر"(الأخبار17/12)فانّ ثمة تناقضاً ما بين إقراره إرسال ثلاثين ألفاً من الجنود إلى أفغانستان واستلام جائزة السلام في أوسلو.
ومن المؤسف أن بعض العرب رأوا في الخطاب فتحاً جديداً، وطلبوا من باقي العرب تفهمه و"الانصياع لأوامره"، ولم يفهموا ولا يريدون أن يفهموا أنه مثقف عالي الطراز من الذين أعدتهم الدولة الأميركية إعدادا مناسباً للمهام المطلوب منهم تنفيذها، مقابل أجر مناسب من ضمنه مليونا دولار قيمة الجائزة.
ورداً على مقال لمسعود ضاهر نشر في "السفير" في 5/12 بعنوان" الصين:اشتراكية تنتج أصحاب الملايين" نشرت السفارة الصينية في بيروت مقالاً في الصحيفة نفسها في 17/12 (أنظر كراسي في هذا الشأن ).
وكما كتب ماجد الشيخ في "الحياة"21/12 فان قرار المحكمة الدستورية التركية جاء ليقطع الطريق على حملة حكومة العدالة
والتنمية التي قطعت أشواطاً لا بأس بها بالانفتاح على المكون الكردي، والاعتراف ولو جزئياً بالهوية الكردية، في وقت أبقت المحكمة الدستورية سيفها مشهراً في وجه الحكومة نفسه...وعندما أخطأ حزب "المجتمع الديموقراطي" في إعلانه
عن نيته في الاستقالة من البرلمان الذي له فيه 21 نائباً..صرخ عبد الله أوجلان من سجنه في وجه الحزب المذكور صائحاً بضرورة مواصلة النضال الديموقراطي ..وبذلك تم قطع الطريق على الأحزاب اليمنية الكمالية التي تسمى نفسها علمانية..وتبدو المؤسسة العسكرية حتى الآن ممسكة بخيوط اللعبة، أو على الأقل قادرة على التأثير فيها بدرحات معينة.فالعملية العسكرية التي نفذت قبل ساعات معدودات من قرار الحظر، واتهم بتنفيذها حزب العمال الكردستاني، تعد واحدة من الخطوات التي مهدت وتمهد أرض الواقع التركي لانتفاضة كردية..وبعد أن سارت الأمور في هذا الاتجاه عدة خطوات أعاد أوجلان الأمور إلى نصابها إلى هذا الحد أو ذاك.
وتوفي في إيران حسين علي منتظري الذي كانت تعلق صوره إلى جانب صور الخميني على الجدران وفي المساجد والحسينيات وسار على رأس جنازته في قم المعارضون وعلى رأسهم مير حسين موسوي مرشح الرئاسة في حزيران الفائت.
وتبين أن القوات المسلحة الأميركية مع قوات حلفائها قد فشلت فشلاً ذريعاً في مواجهة قوات "طالبان" التي عادت إلى المسرح من جديد وسيطرت على كثير من مناطق أفغانستان .
وأصبحت الحكومة الأفغانية شبه مقفل عليها في كابول. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن كلفة الحرب على أميركا في أفغانستان ستة ملايين دولار في اليوم الواحد، وبلغ الإنفاق الأميركي في السنوات الثمانية الماضية 200بليون دولار("الحياة"6/12مقال السيد يس).
وعربياً، فيما تتحدث واشنطن عن الانسحاب من العراق تشيّد وزارة الدفاع الأميركية القواعد في المنطقة، وتصرف الأموال على بناء المنشآت العسكرية في دول الخليج العربي-الفارسي. وفي سبيل ذلك-حسب نيك توس في مقالة بعنوان "البنتاغون يعسكر الخليج"(الأخبار10/12) يصرف الجيش الأميركي ملايين الدولارات سنوياً على عقود لشركات أميركية ومحلية تبني قواعد مجهزة بأحدث وسائل الراحة والترفيه. ويعود ذلك إلى الخطة التي بُلورت في السنوات الأخيرة من عهد بوش وثبتها الرئيس أوباما، والتي تقضي بخفض عدد الجنود الأميركيين في العراق إلى خمسين ألفاً بحلول شهر آب 2010 وبسحب أغلبية القوات الباقية في العراق في كانون الأول 2011. إلا أن الخروج من العراق لا يعني الخروج من الشرق الأوسط...بل يعني عسكرة الخليج بالدرجة الأولى.
وثمة فضيحتان عربيتان جديدتان ، تتمثل الفضيحة الأولى ، في نكران الجميل من قبل الحكومة الجزائرية الكمبرادورية مثل معظم باقي الحكومات العربية، التي تقتّر على الثوار الذي حرروا الجزائر من ربقة الاستعمار الفرنسي ، وتفتح خزائنها للصوص من مختلف الأنواع: لصوص الداخل ولصوص الخارج، مما اضطر البطلة جميلة بوحيرد إلى طلب المساعدة من الشعب الجزائري لمساعدتها في دفع تكاليف إجراء عملية جراحية في احد المستشفيات في الخارج، ورفضت – كما ذكرت في رسالتها- مساعدة بعض أمراء الخليج الذين عرضوا عليها مساعدتهم.
الاسم جميلة بوحيرد
والعمر اثنان و عشرونا
في السجن الحربي في وهران
والرقم اثنان وتسعونا
العينان كقنديلي معبد
والشعر العربي الأسود
كالليل كشلال الأحزان
امرأة من قسطنطينة
لم تعرف شفتاها الزينة
لم تعرف كنساء فرنسا
بيت اللذة في بيجال
نزار القباني
في عصر زيت الكاز يطلب شاعر ثوباً
وترفل بالحرير قحابُ
أما الفضيحة الثانية فتتمثل بمنع نصر حامد أبو زيد من الدخول إلى الكويت مع انه حاصل على تأشيرة دخول. فقد رضخت الحكومة لتهويش الإسلاميين المتعصبين، وادعت أنها خافت عليه من الاغتيال إذا ما دخل وألقى محاضرتين حسب الاتفاق معه من قبل هيئتين تقدميتين..
ومن المؤسف انه عندما عاد إلى القاهرة لم يجد مكاناً يعقد فيه مؤتمراً صحفياً ويقول:"إن السياسي في بلادنا تحول إلى صدى باهت للتطرف باسم الدين، التطرف يبتز والسياسي يزعن، فتتساقط أقنعة الليبرالية والديموقراطية". ورأى أن تحالف المثقف مع السياسي لمحاربة الإرهاب"جريمة ثقافية كبرى" ذلك أن "السياسي والمتطرف، متطرفان يكره كل منهما الآخر، وإرهابيان يرهب كل منهما الآخر، والضحية نحن: الشعب والمثقفون المستقلون، أبناء البطة السوداء أو العرجاء كما يقول المثل المصري".
وتتمثل ثالثة الأثافي في منع السلطات المصرية مرور المساعدات التي جمعها جورج غالاواي البريطاني ورفاقه من البلدان الأوربية للتخفيف من أثر حصار غزة الإجرامي من قبل إسرائيل وحليف إسرائيل الفلسطيني محمود عباس وحكومته بقوة جيش دايتون الأميركي من الفلسطينيين.
وبالنسبة إلى الأوضاع في الداخل فقد كتب البراغماتي في الملحق "المقامة المازوتية"التي جاء فيها:
تابعت مسيري بين الجموع يسكنني الاكتئاب، أرى في الوجوه وجوماً وقسمات عذاب، أتساءل هل يعقل بقرار أن نبني الخراب؟ ونحول آمال الناس إلى هباء وتراب؟ أيعقل أن تصم الحكومة آذانها عن الرجاء والعتاب؟ وتجعل من جنباتها صداً و إطناب..
وتساءلت"الاقتصادية" في مقال كتبه عامر الياس شهدا عن"من يتحمل مسؤولية عدم إيجاد آلية لرفع الدعم؟!" ويشار بذلك إلى الدردري الذي تركز جهده بالدرجة الأولى على"البورصة"وغاب ويغيب عن باله موضوع "التصنيع" الذي بدونه لا يمكن الكلام عن تقدم إلى أمام على المستوى الاقتصادي، وموضوع "الديموقراطية "على المستوى السياسي،وكشف الفساد والابتزاز والتزوير والقرصنة ، الخ.. على المستوى الاجتماعي ..
ويتساءل الناس عن الاتجاه الذي انتصر في زيارة سعد الدين الحريري إلى دمشق: هل اتجاه الممانعة أم الالتحاق بالركب الأميركي، بعد أن خسرت أميركا الحرب في العراق، وهي في طريقها لخسرانها في أفغانستان وباكستان..إلا أن ذلك لا يعني أنها خرجت من الشرق الأوسط، أو حتى من قواعدها العسكرية في العراق وفي كل دول الخليج العربي/الفارسي. ولا زالت أميركا تملك ألف وسيلة ووسيلة للتدخل وفرض قراراتها خدمة لمصالحها الأنانية الضيقة: مصالح الاحتكارات والتروستات ...

طهران - أنقرة والجوار العربي
محمد سيد رصاص

تفصل عشرة أعوام بين تأسيس الملك قورش للدولة المركزية في بلاد فارس وبين سقوط مدينة بابل في عام539 قبل الميلاد بيد الفرس، ثم بلاد الشام بالعام التالي، وبعدهما مصر عام525، فيما هناك سبعة عقود من الزمن بين بدايات الدولة الحثية في آسية الصغرى وبين (معاهدة عام1280 ق م) التي تقاسم فيها الحثيون والمصريون سورية الطبيعية، كما أن سقوط آسية الصغرى بيد لإسكندر المقدوني (331 ق م) قد أدى ليس فقط إلى إنهاء السيطرة الفارسية على الشام ومصر والعراق وإنما أيضاً إلى اجتياحه لبلاد فارس وصولاً لنهر السند، وهو ما لم يستطعه الرومان الذين كان إسقاطهم (بعد السيطرة على اليونان وآسية الصغرى)عام 64ق م لسورية، ثم مصر (31 ق م)، ليس مؤدياً لتكرار ما فعله لإسكندر، وإنما إلى وقوفهم عند نهر الفرات.
أدى هذا المسار التاريخي إلى علاقة (هي شبيهة بعلاقة الأواني المستطرقة) بين الهلال الخصيب وجواريه الشمالي والشرقي: لم يكن العصر الإسلامي استثناءً حيث قادت معركتا اليرموك (636 م) والقادسية بالعام التالي إلى سقوط بلاد فارس بيد المسلمين إثر معركة نهاوند (641 م) وإلى حصار القسطنطينية( 673- 678 )، كما أن نهاية الدولة الأموية عام750 ميلادية قد أتت عبر حركة كانت قوة دفعها نابعة من الشرق الفارسي، فيما كان سقوط القسطنطينية بيد الصليبيين عام1097 مؤدياً لشيء مماثل في بلاد الشام بالعامين التاليين، وكان اجتياح التتار لبغداد عام 1258 مسبوقاً بسقوط بلاد فارس ومتبوعاً ببلاد الشام قبل أن يوقفهم المماليك ،الحاكمون بمصر، في معركة عين جالوت بعد عامين من سقوط بغداد.
هنا،إذا كان الصليبيون والتتار قد استغلوا حالة ضعف موجودة في منطقتي آسية الصغرى وفارس ، سمحت لهما بأن يستخدموهما ممرين، فإن حالة الربع الأول من القرن السادس عشر قد أظهرت نشوء وضع جديد ، متمثلاً في دولتين قويتين في تينك المنطقتين،هما العثمانية والصفوية، بالترافق مع حالة ضعف وتفكك القوة في المنطقة الممتدة بين بغداد والقاهرة: كانت معركة جالديران عام1514، وانتصار السلطان سليم الأول فيها على إسماعيل الصفوي، مؤدياً ليس فقط إلى سقوط مدينة تبريز بالعام التالي بيديه وإنما أيضاً بلاد الشام(1516) ومصر(1517) وبعدهما العراق عام1534 أثناء عهد ابنه سليمان القانوني. قادت نتائج معركة جالديران إلى تشكيل مشهد كامل المنطقة لمئات السنين اللاحقة حتى بدأ الفصل الغربي وغزوه للمنطقة بين عامي1798و1918وماقاد إليه من نجاح لندن وباريس في إعادة صياغة مشهد منطقة الشرق الأوسط،بما فيه فارس وآسية الصغرى،بحيث أصبحت أنقرة وريثاً صغيراً لاستانبول تيمم وجهها نحو الغرب بدلاً من الجنوب فيما بلاد فارس في حالة اضطراب وضعف حتى قررت واشنطن (التي حلَت محل بريطانية هناك منذ الانقلاب على محمد مصدق بآب / أوغسطس/ 1953) أعطاء شاه إيران دور"شرطي المنطقة"منذ أوائل عقد السبعينيات لملء حالة فراغ القوة الناتج عن الانسحاب البريطاني من منطقة شرق السويس. أيضاً،إن حالة فراغ القوة بعموم المنطقة،الناتج عن الضعف الحاصل في قوتي لندن وباريس منذ عام1945،والحيز الذي وفرَه للقوى المحلية صراع القطبين الجديدين للعالم على المنطقة،قد أتاحا المجال لبروز قوة حركة القومية العربية،بفرعيها الناصري والبعثي، في المنطقة الممتدة بين القاهرة وبغداد مروراً بدمشق. لم تنجح الحركة القومية العربية في إدخال العرب في (نادي الأمم القوية) ولم تفلح في موضوعي(فلسطين) و(الوحدة العربية). هذا أنشأ فراغاً في القوة حاولت الحركة الإسلامية ملأه في الشارع العربي. أيضاً، إن هذا الفراغ قد امتد ليشمل الفضاء الإقليمي العربي،هربت القاهرة من استحقاقاته باتجاه (كامب دافيد)، فيما حافظت دمشق على قوتها من خلال إنشاء توازن بين موسكو وواشنطن منذ عام 1976 وبعد سقوط السوفيات عبر أدوار إقليمية تكيَفت فيها مع عالم (القطب الواحد للعالم) الذي تصادمت معه في مرحلة ما بعد احتلاله للعراق عبر محاولته تحجيم دورها الإقليمي منذ القرار1559(2 أيلولسبتمبر2004) حتى أجبرته بدءاً من نهاية 2006على الاعتراف مجدداَ بدورها الإقليمي المتعدد الأبعاد، بينما استمر صدام حسين فوق الماء لأنه لعب دوراً صادَاً للقوة الإيرانية الصاعدة القوة بعد استلام الخميني للسلطة في طهران1979 والذي أراد ملء فراغ القوة الحاصل عند العرب لصالح إيران، وهو ما تلاقى فيه الغرب (ولحد"ما"السوفيات) مع بغداد، قبل أن تتصادم واشنطن وطهران، بعد تحالفها الوقتي أثناء غزو واحتلال العراق عام2003، بحكم محاولة العاصمة الأميركية "إعادة صياغة الشرق الأوسط"، ومقاومة طهران، التي كانت الرابح الأكبر من سقوط بغداد، لهذه المحاولة الأميركية بعد أن أصبحت إيران ليس فقط الأقوى بين العديد من القوى الخارجية الفاعلة في الداخل العراقي وإنما أيضاً قوة إقليمية ،وبحكم ما جرى في"البوابة الشرقية للعرب" منذ يوم 9 نيسانابريل2003، هي الأكبر ما مكَنها من أن تكون لاعباً مؤثراً جداَ في بيروت وغزة و صعدة. الآن، ومع تعثر المشروع الأميركي ، الذي يدنو من حافة الفشل، يقترب مشهد منطقة الشرق الأوسط من أن يكون قريباً من مشهد عام 1514 لما كانت استانبول وأصفهان هما الأقوى بالمنطقة ، إثر لجوء واشنطن إلى تعويم الدور التركي بدءاً من عام2007 ودخول أنقرة بقوة وعبر رضا أميركي في كل ملفات المنطقة الكبرى،من دون أن يحجب هذا واقع أن الصراع الأميركي- الإيراني هو المحرِك الرئيس للتطورات الإقليمية : كيف سيتصرف العرب حيال هذا المشهد، ونتائجه المحتملة؟

النهب والفساد دمر السدود والبلاد
د. إلهام الإدلبي

إن ظاهرة الفساد تنتشر في جميع أنحاء العالم ويتمثل أصحابها في النفوذ والمال ويركز المؤشر المعتمد على الفساد في القطاع العام إذ يستغل هذا القطاع لمكاسب خاصة عبر نهب منظم من قبل أصحاب النفوذ والسلطة في استغلال مناصبهم لتحرير الصفقات . وإذا كان للفساد جانبه الاجتماعي والثقافي فإن الأهمية تبدو عالية هنا في معرض القضاء على ظاهرة الفساد من زاوية معالجة القضايا الاجتماعية وإيلاء الجانب الثقافي الأهمية التي يستحقها . فإن نشر ثقافة الحرص على المال العام والانتماء إلى الوطن وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وتنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة والمجتمع والوطن من شأنه أن يعزز التوجه نحو القضاء على الفساد وهذا يحتاج إلى مناخ سياسي وديمقراطي يتغذى منه أفراد المجتمع وهذا المناخ له عناصره وفي مقدمتها الارتفاع في مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والمعاشية المقدمة من قبل الدولة وتأتي بعد ذلك قضية أخرى لها علاقة بمكافحة الفساد ألا وهي قوة الدولة وتمسكها ببرامجها وإرادتها في تحقيق العدل والمساواة بين المواطنين وتنفيذ القوانين وفرض النظام والانضباط في مؤسساتها وفي قدرتها على المساءلة والمحاسبة وهذا كله يحتاج إلى الشفافية الحقيقية من خلال إعلام صادق وصحافة نزيهة تحقق التواصل بين أفراد المجتمع.
إن إصلاح الإنسان من أصعب أنواع الإصلاح ويشمل الجوانب التربوية لديه وتعليمه الديمقراطية والحوار وشرط قبول الآخر إضافة إلى اقتناعه بأنه لا يملك الحقيقة المطلقة إن هذا الهدف الكبير والعظيم يستلزم توفير الشروط المادية لتحقيق الشخصية الإنسانية لمواطننا وتعزيز بناء الذات الوطنية القادرة والساعية إلى تهيئة أوطانها وشعوبها للتوجه السليم الذي يحافظ على التنوع الوطني ويؤمن بالتعددية السياسية والاقتصادية ويغني الحوار الوطني ويطور الفكر والأيديولوجيا ليوفق بين الأصالة والحداثة وإعادة التواصل مع الماضي والانفتاح على الآخر وتجاربه الإنسانية وهذا يتطلب تحرير الإنسان من قيوده وإطلاق قدراته على التفكير والتأمل بصورة حرة دون إكراه بتحريره من ضغوطات الحياة المعاشية إذ لا فكر مع الجوع وإن أية عملية إصلاح يجب أن تكون غايتها الإنسان ومنطلقها الإنسان وهدفها الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة. وإن أي برنامج إصلاح اقتصادي يحتاج إلى حامل إداري عصري ومرن وهذا بدوره يحتاج إلى إصلاح سياسي وقرار سياسي وإرادة سياسية وهذا يتطلب مناخاً سياسياً عاماً وإلى حياة سياسية متميزة عنوانها المشاركة الشعبية التي يحتاجها الوطن كل الوطن لأن الدين لله والوطن للجميع. إن انتشار حالات الفوضى وعدم الاستقرار وفقدان الأمن الاقتصادي وعدم توفر العدالة في توزيع الثروة الوطنية وسيادة فلسفة الخوف من الإشارة إلى مواطن النهب والفساد ونقص التشريعات والأنظمة والقوانين وضعف أدوات الرقابة والمحاسبة وانتشار سياسة الخوف والتخويف كل ذلك يشكل منافذ إضافية تسهل عملية انتشار الفساد. إن ظاهرة الفساد في بلادنا قد انتشرت انتشاراً واسعاً حتى غدا تلقي الرشوة أمراً عادياً وعرفاً سائداً ناهيك عن الطرق والقنوات التي تتعلق بقضايا التنمية والبناء والعقود والإدارة. إن انتشار ظاهرة الفساد واتساع دائرة ممارسيها يجعل من التصدي لها مهمة وطنية من الدرجة الأولى يجب أن يضطلع بها أبناء الوطن جميعاً بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والعرقية والدينية. إن استئصال ظاهرة الفساد في بلادنا تحتاج إلى مناخات ديمقراطية ورقابة شعبية وتوفير الحرية للمواطن لتتكون لديه الجرأة والصراحة في الإشارة إلى مواطن الفساد وهنا يجب أن تضطلع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بدورها الوطني ليس في كشف مواطن الفساد فحسب بل وفي فضح الفاسدين والمفسدين وتعريتهم وفضحهم والتشهير بهم حتى يسقطوا اجتماعياً ويجب مساءلة الفاسدين الذين نهبوا البلاد في المراحل السابقة ومحاسبتهم لاسترجاع مال الشعب من أرصدتهم.
واليوم تنصب أمام المجتمع السوري مهمة وطنية كبرى ألا وهي مكافحة الفساد وسيتوقف على كيفية حل هذه المهمة مصير البلاد وطنياً واجتماعياً واقتصادياً لأنه أصبح من المستحيل حل أية قضية وطنية دون اجتثاث الفساد من جذوره. حيث يبين تطور الأوضاع في بلادنا أن هناك حالة استعصاء شاملة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والديمقراطي أدت عملياً إلى مراوحة وجمود في مواجهة جميع القضايا الأساسية التي تواجه المجتمع والاقتصاد الوطني من موضوع معالجة البطالة إلى موضوع تدني مستوى معيشة الشعب التي تراجعت رغم زيادات الأجور بسبب ارتفاع الأسعار إلى موضوع انخفاض الاستثمارات في الاقتصاد الوطني وصولاً إلى ملف الحياة السياسية في البلاد المتعلق بالحريات السياسية وقانون الأحزاب وقانون الانتخابات كل هذه القضايا يقف النهب والفساد حاجزاً منيعاً في طريق حلها وقد أدى ذلك إلى حالة تعب ويأس اجتماعي مع ما يحمله ذلك من خطر إبعاد الجماهير الشعبية عن ساحات الفعل السياسي الحقيقي وواضح أن قوى الفساد التي تقوم بنهب الاقتصاد الوطني ليس لها أية مصلحة في تحقيق أي تقدم على أية جبهة من جبهات القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومنذ صدور القانون رقم / 10 لعام 1991 المعروف بقانون الاستثمار عقد العديد من المؤتمرات واللقاءات مع رجال أعمال سوريين وعرب وأجانب وأعلن عن إصلاح اقتصادي ثم إصلاح إداري وصدرت العديد من التشريعات والأنظمة والتعليمات كل ذلك اصطدم بمعوقات تقف في وجه التوسع في الاستثمار سواء الوطني أم العربي أو الأجنبي وأهم هذه المعوقات الروتين والبيروقراطية التي هي صفة طاغية على أجهزة الدولة إلا أن الأهم من ذلك أن مسألة الفساد تضعف الدولة وتقلل من هيبتها . وأصبح المستثمر العربي أو الأجنبي عندما يريد التوجه إلى سورية بهدف الاستثمار أول ما يسأل عن الفساد ومفاتيحه وعن رجال الأعمال المحليين أصحاب النفوذ والحظوة الذين يستطيعون تحرير الصفقات بسهولة ويسر. فمنطق كسر آليات الفساد يعني اجتثاث الفساد من جذوره عبر إلغاء آلياته وعزل رموزه وأي سير باتجاه حلول وسطية يعني إعطاء رموز الفساد الفرصة كي تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب آلياتها وقواها مع حلفائها الخارجيين الذين سيمارسون أقصى أشكال الضغط للحفاظ على مرتكزاتهم في الداخل. إن محاربة الفساد تتطلب الانفتاح على قوى المجتمع عبر توسيع الحريات السياسية وإطلاق حرية الإعلام بعيداً عن تسلط قوى المال ووصاية جهاز الدولة. إن هذه العملية هي التي ستعيد صياغة الدور الجديد للدولة لقد كان الفساد وما زال نتيجة لعملية النهب الكبيرة التي تعرض لها الشعب السوري والدولة معاً خلال الفترة الطويلة الماضية والتي أنتجت طبقة طفيلية منشغلة بحساباتها البنكية بعيداً عن قضايا الوطن وهموم الشعب والأمة لذلك فإن إيقاف النهب يعني ضرب الفساد هذه الآفة المرتبطة بتطور الرأسمالية العالمية التي قامت بعولمة الفساد كي يصبح إحدى آليات الاختراق والنهب والانتهاك والسيطرة على مقدرات الشعوب. إن لدى سوريا فرصة تاريخية فريدة إذا تضافرت جهود القوى الوطنية للوقوف بوجه مخاطر قوى النهب والفساد وهذا يتطلب صياغة دور جديد للدولة حيث تؤكد الحياة أن الدور القديم للدولة في سوريا /الدولة الأمنية/ أصبح غير قادر على حل أية مهمة من المهام الأساسية المطروحة أمام المجتمع بل أصبح معيقاً لها. وإن قوى الفساد الكبرى اليوم تريد استثمار هذا الدور من أجل الحفاظ على مصالحها بالتعاون مع القوى الخارجية مما يؤمن لها حرية الحركة مع الرساميل المنهوبة بل يسمح لها في ظل أوضاع جديدة بتبييضها وهكذا تنتقل فعلياً صلاحيات الدولة إلى قوى السوق الكبرى /قوى النهب والفساد/ التي دمرت السدود والبلاد وأفقرت الشعب والعباد.
فالحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في سوريا وصلت إلى طريق مسدود وإلى حالة استعصاء مدمر وحل هذه المعضلة يتطلب توسيع المشاركة الشعبية في التعاطي مع القضايا الوطنية والديمقراطية وإلى سيادة القانون ورفع الأحكام العرفية وإطلاق سراح سجناء الرأي وتأمين حق المواطنة للجميع. إن تحقيق هذه المهمات يؤدي إلى حدوث انفراج سياسي واجتماعي كبير وهذا سيلعب دوراً كبيراً في محاربة الفساد والنهب عندها أيضاً يمكن تأمين معدلات نمو عالية. وها هي تجربة تركيا مثلاً فخلال العامين الماضيين تم الوصول إلى نسبة نمو 12% من خلال الحد من الفساد فالحاجة إلى عقلنة التطور الاقتصادي تتطلب إيقاف النهب كما تتطلب دوراً جديداً وفعالاً للدولة في الاستثمار وفي توجيه الاستثمارات لأن دور الدولة القديم أوصل هذه المعدلات إلى الصفر إن الشرط الأساسي لإنجاح هذه العملية هو: قطاع دولة غير منهوب + قطاع خاص يعمل في المجال الإنتاجي وليس متطفلاً على قطاع الدولة. إن هذه العملية إن تمت ستسمح بحل هذه المشكلة الإستراتيجية التي سيتوقف عليها التطور اللاحق لبلادنا.




قلقُ في مجتمع حائر
عـمــــران




أيا ساكناً في فؤاد الزمان لَأَنتَ زمانيَ بالمُختصَرْ
تدوم وتبقى عزاء المُحبِّ وسلوى الفؤاد ونبعَ الفِكرْ
فلي من ضيائك نور الحياة يدوم ابتهاجك لي يا قمرْ
ألبِّي نداءك يا موطني إذا ما دعتني دواعي الخطرْ
بعينيك ألمح همَّ الزمان وألمح خلف السحاب المطرْ
لعلَّ الذين أضاعوا الحياة تنبَّه فيهم شعور الحذَرْ
طفولة وعي تدوم الدهور؟! فهذا شذوذٌ ببعض البشرْ
فمِنْ عالم الوهم صاغوا الجنان وصاغوا من الغيب دنيا سَقَرْ
وننهَل من نبع فكرٍ نقيّ ومن تاه يشرب ماءً كدَرْ
وفكر تخطاه مرُّ الزمان حبيسُ المتاحف بادي الضَّررْ
مشارب قومي عديد الرمال طوائفهم من زمانٍ غَبَرْ
ونعبث بالفكر مثل الصغار كأنَّا دمىً ليس فيها نظرْ
وما الفوز للغافلين النّيام بل الفوز للصانعين القدرْ
ففي النّحل والنّمل درسٌ جليل فهيَّا اعملوا للغد المُنْتَظَرْ
فيا زهرة الحقّ فوحي شذىً شذاك الذكيُّ يداوي الخَدَرْ
ويُنقش سِفر النضال المجيد لأجل الشعوب بروح الحَجَرْ
ويغلبني الشكُّ فيمن أرى فيمحو التفاؤلُ شكاً بَدَرْ
أتلك الولادة من عاقرٍ؟! أذاك الرجاء عديم الأثَرْ؟!
ولكنَّ نبض الحياة السخيّ يذوِّب شكّاً بفكر خَطَرْ
فأمسك بالنور وسْط الظلام ويقوى اعتقادي بيوم الظَّفرْ
تركتُ الزخارف والزركشات وسيف البلاغة في المُختَبرْ
ولُذْتُ بعُريان هذا الكلام لأُسْمِعَ من قد أحبَّ الحُفَرْ
وجَنَّةُ أهل النّهى أرضُهم إذا ما التغابنُ فيها اندثرْ
فمن فلسفات كصافي النضار إلى فلسفات كرَوْث البقرْ
وأهلُ الجهالة في جهلهم ودربُ الصواب لأهل النَّظرْ
فلا خير في أُمَّة لا تريد بلوغ المعالي بغير السَّمَرْ







احتفال الشيوعيين السوريين
طاقات مهدورة!
سعيد عبد القادر
دعا الفصيلان الشيوعيان – النور- قاسيون – والحزب الشيوعي اللبناني إلى احتفال مشترك في صالة الجلاء بالمزه بتاريخ 4122009
حضر المهرجان ألوف الشيوعيين وأصدقاؤهم وأسرهم وأطفالهم كما شارك في الاحتفال الشاعر المصري احمد فؤاد نجم , وفرقة خالد الهبر للأغنية السياسية في لبنان
وإذا كان لمشاركة الحزب الشيوعي اللبناني دلالات مختلفة منها التاريخ المشترك الطويل للحزبين منذ التشكيل , وحتى الافتراق في ستينات القرن الماضي ، التي تبرر وتفسر المشاركة, إلا أن هدف المشاركة بالنسبة للفصائل السورية كانت دعائية وصراعية أكثر منها سياسيه وذلك لأسباب كثيرة لا نرغب الدخول في مناقشتها الآن.
والواضح انه قد تمت الدعوى للاحتفال وتحضيره وتنفيذه بسرعة , وكأن أحدا طلب من الشيوعيين تنفيذه أو جاء كردة فعل لاحتفال الفصيل الجبهوي الثالث – بكداش – أو أن المسؤوليين قرروا ومن كلا الطرفين تنفيذا لاحتفال دون إعلان أية مواقف سياسيه , وأن يكون شكليا تماما , يقام في العاصمة ويحشد له بشكل كبير وينتهي , وذلك خلافا لتقاليد الشيوعيين , فقد كانت تجتمع اللجنة المركزية قبل أشهر طويلة من تاريخ المناسبة وتعتمد وثيقة سياسيه , تحدد فيها الأهداف والمهام السياسية والفكرية والتنظيمية التي يتوجب على الشيوعيين تنفيذها احتفالا بميلاد حزبهم , فالاحتفال يأخذ طابعاً سياسياً , ويكون مناسبة لزيادة فعاليته السياسية , يشارك فيها جميع الشيوعيين في مناطق تواجدهم كافة حيث تدرس الوثيقة في منظمات الحزب وهيئاته كافة وتحدد مهمات في كل هيئه أشكال الاحتفال الممكنة بما ينسجم والمهمات التي طرحتها المركزية , كما تشارك مكاتب الحزب ومؤسساته المختصة في الاحتفالات تأخذ طابعا ينسجم واختصاصها , وتنشر صحافته كل هذه النشاطات ، الخ.. من المهام المعروفة, والممارسة في حزبنا لأكثر من مرة , عندما كان للحزب مهمات محدده يناضل من أجل تنفيذها , ليأتي الاحتفال المركزي بعد ذلك تتويجا لعمل المنظمات الحزبية , وأساسا لمتابعة تطوير فعالية الحزب وديناميته . كل ذلك لم يحصل ليس لأن القيادات في الفصائل بلا تجربه , بل لأنها غير قادرة وأن ظروف عملها الجبهوي لا تسمح لها سوى بأشكال احتفاليه لها طابع خطابي وتكريمي تؤكد استمرار تبعيتها للنظام , وهذا ما تم . ومن جهة يؤكد هذا الشكل من الاحتفال رفض القيادة وإدارة ظهرها لأية مشاركة شعبيه للمساهمة في تنفيذ السياسات المقررة في وثائق مؤتمراتها, واستخدامها فقط في الاحتفالات التي عرضنا هدفها ومضمونها . وهكذا يتوضح الشكل الحقيقي للعمل السياسي للفصائل التابعة للنظام وغير القادرة على تجاوز هذه التبعية.
وحتى شعار وحدة الشيوعيين السوريين , والتي رأت(اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين ) أن تنفيذه يجب أن يبدأ من تحت، أي من القواعد , فقد كانت هذه المناسبة فرصه حقيقية لترتيب العمل المشترك على هذا الأساس , عبر الاتفاق على برنامج مشترك يعمل الشيوعيون من الطرفين على تنفيذه بشكل مشترك بحيث يكون هذا العمل بداية تكون حقيقي لتاريخ مشترك يؤسس – بالإضافة لأعمال أخرى – بداية تكون للوحدة , وتعطي مصداقية ولو نسبيه لرافعي هذا الشعار , وتنطلق من العمل الجماهيري وتتابع لتطوير العمل مع الجماهير من أجل تحقيق مطالبها العادلة ... إن هذا الشكل من التنفيذ يؤكد أن الشعار الذي رفع كان بهدف دغدغة عواطف الشيوعيين لجلبهم للعمل ولم يكن أبدا موقفا مبدئيا مقتنعة فيه وعامله من أجل تنفيذه المجموعة المتبقية من اللجنة التأسيسية لوحدة الشيوعيين السورين.
وحتى الملصقات التي وزعت في المحافظات وألصقت في الشوارع , فإن مضمونها يعبر عن العجز , وعدم القدرة على كتابة شعار ولو صغيراً يعكس الموقف السياسي للمحتفلين , ويحترم الجمهور , فقد امتلأ الملصق بأرقام من الواحد وحتى الخامسة والثمانين تعبيرا عن الذكرى ,بالإضافة إلى جملة لا تعكس أي مضمون سياسي (نمشي ونكفي الطريق؟!) . وهذا الشكل من الملصقات يعكس عجز المحتفلين عن كتابة أي ملصق يمكن أن يؤثر على تحالفاتهم مع السلطة ويعكس أيضا الموقف الحقيقي للقيادة من الجماهير , أما الجملة المكتوبة فتؤكد أنهم سيتابعون ولكن بدون أية ركائز أو دعم جماهيري.
لقد شارك في الاحتفال كما ذكرنا ألوف الشيوعيين وأصدقاؤهم ,وهذا يؤكد قدرة الفصيلين على حشد واسع يمكن توظيفه من أجل تنفيذ مهمات سياسيه ملحوظة في وثائقهم, وخصوصا في مرحلة التحول اليميني التي يعلن المحتفلون رفضهم لهذا التوجه بالإضافة لإعلانهم عن محاربتهم للفساد وتأيدهم لقوننة الحياة السياسية بإصدار قانون الأحزاب يلحظ وينظم نشاط كافة القوى والأحزاب والتجمعات السياسية العاملة داخل البلاد , وبرفع الأحكام العرفية ويحصر تطبيق قانون الطوارئ في مناطق العمليات العسكرية والمناطق التي تصيبها الكوارث الطبيعية؛ بكلام آخر: عودة السياسة والحراك السياسي للبلاد بديلا عن الذهنية والعقلية السائدة ما قبل السياسية، والتي تسهم في تشكل الاصطفاف الجديد والخطير.
إن عدد الحضور الكبير يؤكد قدرة القيادة في الفصيلين على تأمين تحرك سياسي ناجح ويضع القيادات أمام مسؤولياتهم السياسية ويؤكد على هيمنة التيارات الانتهازية بالمعاني السياسية والفكرية داخلها . وغداً فإن التاريخ والشعب لن يرحما هؤلاء وسيحاسبونهم على تخاذلهم وضعفهم أمام المكاسب الصغيرة .
لقد قدم الحزب عشرات الشهداء وألوف التضحيات , قدمها العمال والفلاحون والشباب والمثقفون من أجل التقدم الاجتماعي والاشتراكية ؛ من أجل حرية الوطن وكرامته وهذه التضحيات لن تذهب سداً.
المصالحة السورية اللبنانية أنجزت. المطلوب المصالحة مع الشعب..
منصور الأتاسي

تابعت فئات واسعة من شعبنا ونشرت الصحافة العربية والعالمية أخبار المصالحة بين الحكومتين السورية واللبنانية والتي توجت بزيارة الحريري رئيس الوزراء اللبناني إلى دمشق مؤخراً ، بعد صراع واتهامات وقطيعة استمرت حوالي أربع سنوات.
وتمت المصالحة بعد اعتراف غالبية أطراف الحكومة اللبنانية بسلاح المقاومة, المسألة التي كانت مجال جدل لبناني- لبناني واسع , وأحد عناصر التوتر مع سورية لاتهامها بتهريب السلاح إلى حزب الله , وبعد الاتفاق على ترسيم الحدود، وبعد الاتفاق السوري اللبناني ، الخ.. , ولم تستطع الاستنابات القضائية أن تؤثر أو تحد من نجاح المصالحة وتعكس هذه المصالحة أيضا الأجواء السائدة في العلاقات بين الحكومة السورية والعربية السعودية التي كانت تعتبر زعيمة دول "الاعتدال" , هذه الدول التي أجازت لإسرائيل حرب تموز التي شنتها على لبنان , ووافقت على العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة . وهي التي تساهم اليوم (مصر) في إحكام الحصار على الشعب الفلسطيني بغزة , وبدأت تبني سور فولاذي بالتنسيق الكامل مع إسرائيل وبتمويل من الولايات المتحدة الأميركية التي تصنع قطع الجدار لمنع وصول الغذاء والدواء والسلاح وقد يكون الهواء إلى القطاع , ومنعت مؤخراً دخول قافلة المساعدات (غزه 3) إلى القطاع إلا بعد موافقة إسرائيل , ثم اعتقلت بعض المشاركين, وأعلنت أن جورج غالاوي عضو مجلس العموم البريطاني غير مرغوب بوجوده في أراضيها.
وبكل الأحوال فإن المصالحة مع الحكومة اللبنانية , والتي تعكس تغير في مواقف العربية السعودية , قد تكون إحدى نتائج صمود المقاومة أو انعكاس للإرباك الأمريكي في المنطقة.
من جانبنا فقد كنا و ما نزال نرفع شعار التضامن العربي القائم والمبني على أسس واضحة , منها دعم المقاومات الرافضة للاحتلال , والتأكيد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من حق العوده إلى أرضه التي أخرج منها , وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس , وحقه في مقاومة الصهاينة, ودعم هذه المقاومة باعتبارها مقاومه مشروعة, وتحرير كامل الجولان.
وهكذا فإن المصالحة قد ساهمت بالإضافة لتطوير العلاقات الحسنة مع تركيا , وتجاوز محاولات التأزم المصطنعة مع الحكومة العراقية , بالإضافة لتحسين العلاقات مع السعودية, وما رافقه من تقارب مع أوروبا ، الخ... كل ذلك ساهم في إنهاء حالة الحصار على سورية .وهذه التبدلات أنهت الحجج التي كان يطلقها المتضررون من الانفراج الداخلي , والذين كانوا يعتبرون أن الأجواء المحيطة بسورية لا تسمح بالانفراج وتحقيق المصالحة مع الشعب . طبعا ، نحن وكل القوى الوطنية والمثقفين الوطنيين كنا نرفض هذه المقولة , ونؤكد دائما أن استمرار نجاح الموقف الوطني وتثبيته يتطلب تطوير الوحدة الوطنية التي تنطلق أساسا من تحقيق الانفراج الداخلي.
والجميع يعلم أن المقاومة استطاعت بفعل الانفراج النسبي , والديمقراطية المتاحة في لبنان وغزة ومناطق الحكم الذاتي الأخرى تحقيق العديد من الانجازات التي لم تستطع تحقيقها الجيوش العربية النظامية. وإذا كان تحرير الجولان لازال على رأس قائمة مهامنا فإن المطلوب الانطلاق نحو الحل الممكن والوحيد والمجرب وهو إطلاق المقاومة والتي لا يمكن أن تنجح إلا بإطلاق الحريات السياسية , أي أن جولاننا سيبقى محتلاً بدون إطلاق الحريات السياسية , ودعم المقاومة. وأيضاً فقد أثبتت السنوات الماضية أنه لا يمكن تحقيق أي إصلاح سياسي أو إداري, ولا يمكن محاربة الفساد ولا يمكن تأمين تطور اقتصادي متوازن دون إطلاق الحريات السياسية وتحقيق المصالحة مع الشعب. ومطلب المصالحة والانفراج وتعميق الوحدة الوطنية أصبح مطلباً وطنياً تطالب بتحقيقه كافة الأحزاب السياسية والفعاليات النقابية والفكرية والاقتصادية المتواجدة في الوطن بغض النظر عن موقعها في السلطة أو المعارضة , مما يؤكد على أهمية الإسراع في تنفيذ الانفراج السياسي, وضيق الفئة المتضررة من الانفراج والتي لم تعد تستطيع الاستمرار إلا بزيادة القمع وتضييق الحريات.
يتحدث ويكتب عددا من الأتباع والمستفيدين من قمع الحريات عن وجود الحريات ويستغربون المطالبة بها.
نحن نرى أن هناك مؤشرات توضح وتحدد مدى علاقة السلطة بالشعب منها وجود قانون طوارئ مفروض منذ عشرات السنوات , استمرار العمل بأحكام العرفية , تعليق العمل بالدستور, عدم وجود قانون للأحزاب ، الخ...
إطلاق الحريات السياسية تتطلب أولاً إلغاء العمل بقانون الأحكام العرفية وحصر وتحديد العمل بقانون الطوارئ بمناطق العمليات العسكرية , وبالكوارث الطبيعية , وإصدار قانون الأحزاب ،الخ... من الأمور المعروفه وبدون اعتماد سياسة تنسجم و وتنفيذ هذه المطالب وتقوننها فإن العلاقة مع الشعب وقواه السياسية ستبقى تحددها الأحكام الاستثنائية السارية.
إن المصالحة مع الشعب لها أشكالها الدستورية والقانونية وبدونها لا وجود لهذه المصالحة، وسيبقى الوضع على حاله زيادة في الفساد وزيادة في تعميق العلاقات ما قبل السياسية , وزيادة في التخلف والتأخر التاريخي. نحن نعرف أن القوى المتضررة من تحقيق الانفراج السياسي لازالت تتمتع بتأثير كبير داخل مراكز القرار , ولكننا متأكدين أن التطور التاريخي الحتمي لبلادنا هو الوصول لتحقيق الانفراج السياسي الذي يستحقه شعبنا بكل جدارة . وإنه بقدر ما نسرع في الوصول للانفراج بقدر ما نخفف من الآلام والكوارث والهزائم التي سيعاني منها شعبنا وننطلق نحو الأفاق الأرحب .
في الذكرى الأربعين لوفاة الرفيق سهيل الشبلي
أحيت مدينة الحسكة الذكرى الأربعين لوفاة الرفيق سهيل الشبلي يوم الجمعة تاريخ 15 1 2010 . شارك في إحياء الذكرى عشرات الأشخاص الذين يمثلون عددا كبيرا من القوى السياسية المتواجدة في المنطقة ، إضافة إلى ذوي الفقيد . وقد ألقيت في المناسبة كلمات باسم تجمع اليسار الماركسي في سوريا /تيم/ والتي ألقاها الرفيق فواز كانو استعرض فيها الدور الذي لعبه رفيقنا الراحل من أجل إنجاز تجمع اليسار الماركسي وبناء حركة وطنية ديمقراطية على أساس ترابط النضال الوطني مع النضال من أجل الحريات السياسية ومن أجل تطوير النضال الاجتماعي/ الاقتصادي والدفاع عن مصالح الكادحين، وعاهدت الكلمة رفيقنا بأن الطريق الذي كرس له حياته سيبقى طريقنا جميعاً. كما ألقيت كلمة باسم الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي شكرت الحضور وأكدت على أهمية التضامن بين القوى السياسية ،ودعت إلى التكاتف والتلاقي والتضامن لرفع الظلم عن هذه الأمة وتحقيق الديمقراطية على أرضنا . ثم ألقيت كلمة باسم المنظمة الآثورية الديمقراطية ألقاها الرفيق بشير السعدي أكد فيها على الخسارة الكبيرة التي منيت بها الحركة الوطنية السورية بوفاة رفيقنا سهيل،وأكد على أهمية التضامن من أجل إنجاز المهمات الوطنية الديمقراطية وقدم التعازي إلى الحزب الشيوعي –المكتب السياسي وإلى رفاق الفقيد وذويه. ثم ألقيت قصيدة شعرية في المناسبة.






الأزمة والصراع الطبقي في روسيا [لوموند ديبلوماتيك]


في إحدى أفضل الدراسات عن تأثيرات الأزمة على المناطق الروسية [1]، شدّدت ناتاليا زوباريفيتش على مدى تنوّع الأوضاع. ففي الإجمال، نتلمّس تأثيرات الأزمة بشكلٍ أقلّ في المدن المتعدّدة الوظائف. انخفضت الأجور، لكنّ السكان يكوّرون ظهورهم، ويحدّون من نفقاتهم، ويعيدون تنشيط بعض الممارسات، للبقاء على قيد الحياة (الحدائق العمّالية، البيوت الريفية "داتشا" .)، على أملٍ بأيام أفضل. الوضع ليس ممتازاً في القطاعات التقليدية، مثل قطاعي تصنيع المعادن أو الطاقة، لكنّ العمل بإعادة تنشيطها قد بدأ، في حين أنّ الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى قطاعات التصنيع الميكانيكي (السيارات، آليّات التصنيع.. الخ)، التي غالباً ما اضطرّت للإقفال بشكل مؤقّت، مُعرّضة مجمل العاملين فيها للبطالة المؤقّتة. ولكن الوضع أضحى مأساوياً في بضعة مئات من المدن "ذات الصناعة الأحادية" مثل بيكاليفو، خصوصاً عندما يشكّل مجال النشاط جزءاً من قطاعٍ اقتصادي أصلاً في أوضاع هشّة. من جهة أخرى، أظهرت الدراسة أنّه، في حال خفّّت الأزمة الصناعية، قد تُستتبع بأزمة "ميزانيّة". فالمناطق لا تملك احتياطات الحكومة الفيدرالية (أموال النفط، احتياطات نقدية)؛ في حين أنّها هي المُكلّفة بتأمين قسمٍ كبير من الخدمات الأساسية للسكان: الطبابة والتعليم والخدمات الاجتماعية والمدينية. وسط هذه الشروط، وبالرغم من استعادة النشاط الاقتصادي، يتمّ ترقّب بداية العام 2010 بارتياب. في 15 أيار/مايو 2009، توقّفت المحطة الحراريّة عن العمل في بيكاليفو، المدينة صغيرة في منطقة بطرسبورغ والمُرهقة بالديون، ما أدّى إلى حرمان السكان، البالغ عددهم واحداً وعشرين ألف نسمة، من المياه الساخنة. فبعد أشهرٍ من التوتّر، كانت هذه هي الشرارة. إذ وزّعت إحدى النقابات المحلّية، يوم الاثنين التالي، منشورات تدعو فيها إلى قطع الطريق الفيدرالية التي تصل فولوغدا ببطرسبورغ والتي تمرّ بمحاذاة المدينة. ويوم الثلاثاء، قطع ثلاثمائة عامل من مصنع Bazel الذي يملكه الأوليغارشي أوايغ ديريباسكا - سيد الألومنيوم الروسي – الطريق A-114،وهم يغنّون نشيد "الأممية". وسرعان ما التحق بهم نساء وأولاد عمّال المصانع الثلاثة الموجودة في المدينة، معمليْ الاسمنت والمصنع الكيميائي (نيفيلين). وكانت أُقفلت جميعها في بداية العام، كي يجرّد أربعة آلاف من سكان المدينة من وظائفهم [2] وفي غضون بضع ساعات، عمّت الفوضى: ازدحام سيرٍ على طول 438 كيلومتراً! وقد حاول الحاكم المحلي تهدئة المتظاهرين، مُتحدّثاً عن وجود وظائفٍ في مدنٍ أخرى من المنطقة: ولكن لا فائدة. ومن جهته لم يحاول الحرس الوطني تفريقهم. حيث أكّد البعض بأنّ السبب كان عدم الرغبة في المخاطرة بجرح الأولاد؛ في حين أشار آخرون بأنّهم كانوا يتحدّثون يوم الثلاثاء ذاك عن مجيء رئيس الوزراء فلاديمير بوتين إلى المكان، وأنّه كان من الأفضل تفادي المواجهة.
تجسّد أزمة بيكاليفو الوضع داخل ما يسمّيه الروس بـ"المدن ذات الصناعات الأحاديّة" (monogorod بالروسية)؛ ويُشار بهذه الفئة بشكلٍ عام إلى المدن الصغيرة والمتوسّطة الحجم - ما بين عشرين وخمسين ألف نسمة -، لكنّها تشمل أيضاً مدناً كبيرة لتصنيع المعادن، حيث يكون المُستخدِم الأساسي للعمّال هو شركة واحدة موحّدة. هكذا بُنيت بيكاليفو حول تكتّلٍ صناعيٍ واحد، الأسمنت والكيمياء، يملك محطة حرارية خاصّة به. وضمن إطار الخصخصة، تمّ تقسيم هذا التكتّل إلى ثلاثة أقسام. لكن الأزمة المالية وارتفاع أسعار خدمات السكك الحديدية والطاقة، وعجز المدراء الثلاثة عن إعادة تشكيل تكتّلٍ صناعيّ متناسق، قد أودوا بالمصانع الثلاثة إلى الإفلاس. وفي غضون بضعة أسابيع، كانت جميعها تُقفل أبوابها مع بداية العام 2009، مُكدّسةً الديون والرواتب غير المدفوعة. هكذا ارتفعت حدّة التوتر الاجتماعي؛ لكن، وكما يحدث غالباً في روسيا، فإنّ التوقف عن تأمين خدمةٍ أساسية - وهي في هذه الحالة توزيع المياه الساخنة- هو الذي أثار التحرّك المُذهِل للسكان. ففي الانتظار، كان الناس يعتاشون من خلال مساعدة بعضهم البعض وممارسة بعض الأعمال الثانوية، دون أن ننسى مزروعات الحدائق التي تشكّل مورداً
أساسياً بالنسبة إلى هذه المدن، حيث يعتني كلّ شخصٍ تقريباً بحديقته، "تحسّباً للأسوأ". هكذا أفرج الحاكم المحلي، يوم الأربعاء، عن أموالٍ خاصّة لدفع قسمٍ من الأجور وديون المحطة. ويوم الخميس، وصل السيد بوتين إلى المكان، يُرافقه، عدا عن قنوات التلفزة، العديد من الوزراء، والحاكم المحلي، ومدير سكك الحديد والمدراء العامّون الثلاثة (!) للشركات الثلاث التي تملك المصانع. وتمّ الانتقال من الأزمة المحلية إلى درسٍ في السياسة الناشطة تمّ إخراجه بطريقةٍ ذكية. عرضٌ مسرحيّ ضخم وفق تقليد صورة "القيصر الجيّد المُحاط بنبلاء سيّئين [3]". إذ أثناء زيارته السريعة لمصنع الإسمنت المُقفر، قال رئيس الوزراء مُتوجّهاً إلى الحاكم: "لن يقنعني أحد بأنّ قادة المنطقة قد بذلوا كلّ ما في وسعهم لمساعدة هؤلاء الناس". وخلال اجتماع جمعَ أطراف الأزمة، تمّ الإعلان عن عددٍ من القرارات: إعادة التفاوض حول الروابط بين المصانع الثلاثة، وتحرير بعض القروض، وتخفيض أسعار التسليم عبر السكة الحديدية. وقد أنهى كلامه قائلاً: "لقد جعلتم من آلاف الأشخاص رهائن لمطامعكم، لانعدام مهنيّتكم أو لجشعكم. فأين هي إذاً المسؤولية الاجتماعية لقطّاع الأعمال التي يتحدّثون عنها باستمرار؟ تعود بوادر هذا الوضع إلى ما قبل الأزمة. ويجب إعادة تشكيل هذا التكتّل الإنتاجي. وسأمنحكم ثلاثة أشهر. وفي حال لم تتوصّلوا إلى اتفاق، سيتمّ ذلك بدونكم (تلميحٌ إلى مشروع تأميم طُرح في مجلس الدوما [4]".
لكنّ مُشاهدي التلفزيون اطّلعوا على حديثٍ آخر جالَ على كافة مواقع الإنترنت. فقد توجّه السيد بوتين، حاملاً نصّ الاتفاقية المُقترحة، إلى السيد ديريباسكا الذي يحاول تبرير المصاعب التقنيّة التي يواجهها مصنعه: "أوليغ فلاديميروفيتش، هل وقّعتَ على هذه الاتفاقية؟ لا أرى توقيعك، تعال إلى هنا ووقّعْ". فبادر الأوليغارشي إلى النهوض ووقّع على الورقة، في حين كان رئيس الوزراء يرمقه بنظرات غاضبة...
يمكننا تعلّم دروسٍ كثيرة من هذه الأزمة. فهناك الصورة التي أرادت السلطة منحها عن فعالية عملها. إذ عنونت صحيفة "كومرسانت" Kommersant الموسكوفية : "خلال ساعات، وجد فلاديمير بوتين حلاًّ لمصير بيكاليفو". وهناك صورة من يريد إعادة الأوليغارشيّين إلى الطريق الصحيح، هؤلاء الذين يُشار إليهم بالأصابع بسبب تكدّس ثرواتهم والدور الذي لعبوه في الأزمة المالية الأخيرة؛ دون أن ننسى ما شدّدت عليه وسائل الإعلام الروسية: فغالبيّتهم يهود. حيث نرى في الواقع، في الصور التي التُقطت عن المظاهرات، العديد من الشعارات: من ذلك العاديّ "ديريباسكا بِعْ يختك"، وصولاً إلى يافطة ذات منحى مختلف تماماً: "ديريباسكا جدير بمعسكر الإبادة في بوخينفالد [5]" (المعتقل النازي لليهود]... وقد بادرت صحيفة Novaïa Gazeta أيضاً إلى قراءة مختلفة: فوراء هذا التصويب التلفازي، هناك الحقيقة، أي مليارات الروبلات من المساعدات التي قدّمتها ميزانية الدولة، دون مقابل، إلى الأوليغارشيّين الذين يعانون من ضيقٍ مالي. في ذلك تأكيدٌ على الهيمنة التي لا تزال حاسمة تماماً في روسيا، والتي تمارسها الإدارات العامة على الحياة الاقتصادية: فالوزراء، ورئيسهم في غالب الأحيان، هم من يهتمّون بالتفاصيل حول ما يرتبط في فرنسا حصرياً بالعلاقات بين وداخل الشركات. ولهذا التفرّد عواقب وخيمة: إذ إنّه يدلّ على ذهنيّة التحكّم بالمجتمع من قبل السلطة، وهو أحد العوامل المُسبّبة في تباطؤ وتيرة عمليّات التحديث، وتجميد الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وانتشار الفساد. كما أنه يُبرز تصاعد الحركات الاجتماعية. فلا شكّ أنه، بالنسبة إلى بيكاليفو، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار التركيز الذي لجأ إليه الكرملين. والرسالة مُتعدّدة الجوانب. فعلاوة على انتقاد المدراء "السيّئين" للشركات وللمناطق، في حين تحتفظ الحكومة ببرامجها الاجتماعية، إنّه تحذيرٌ مُوجَّه للعاملين في حقل السياسة ولرجال الشرطة، في مواجهة تظاهرات الاستياء: إذ ليس وارداً السماح بتكرار هذا النوع من التحرّكات. ففي مناطق عدّة من البلاد، كانت ردّة فعل السلطات سريعة في مواجهة تهديدات مُماثلة، مُستخدمةً العنف تارة والوعود تارةً أخرى، لوضع حدٍّ سريعٍ لمخاطر تفجّر الغضب. ويتمّ التعويل على استعادة النشاط الاقتصادي مجدّداً؛ لكنّ أعراض بيكاليفو حيّة في الأذهان، وقد شهدنا على تكرارٍ، ولو أقلّ أهمّية، لنفس السيناريو في أمكنة عديدة أخرى.
عن لوموند ديبلوماتيك ، نقلاً عن موقع "الأفق الاشتراكي" السبت 16 كانون الثاني 2010
مقتطف من كتاب لينين "الإمبريالية"
في العبارة اللاحقة يظهر ديالكتيك ماركس/ لينين نتيجة تطور الرأسمالية وصيرورتها من رأسمالية تنافسية إلى رأسمالية احتكارية . يكتب لينين: "لنصف قرن مضى ، عندما كتب ماركس مؤلفه "رأس المال" كانت المزاحمة الحرة تبدو "قانوناً طبيعياً" في نظر الأكثرية الكبرى من الاقتصاديين وقد حاول العلم الرسمي أن يقتل عن طريق مؤامرة الصمت مؤلف ماركس الذي برهن بتحليله النظري والتاريخي (1) للرأسمالية على أن المزاحمة الحرة تولد تمركز الإنتاج وعلى أن هذا التمركز يفضي عند درجة معينة من تطوره إلى الاحتكار .. وقد غدا الاحتكار الآن أمراً واقعاً . والاقتصاديون يكتبون أكواماً من الكتب واصفين فيها هذه الظاهرة أو تلك من مظاهر الاحتكار ومواصلين الصراخ بنغم واحد : "لقد دحضت الماركسية " ولكن الوقائع أشياء عنيدة كما يقول المثل الإنكليزي ولا بد للمرء أن يحسب لها حساب شاء أم أبى . والوقائع تظهر أن التباين بين مختلف البلدان الرأسمالية من حيث الحماية أو التجارة الحرة ، مثلاً، لا ينشأ عنه إلا تباين لا شأن له في شكل الاحتكارات أو في زمن نشوئها ، في حين أن نشوء الاحتكارات عن تمركز الإنتاج هو إطلاقاً القانون العام والأساسي في المرحلة الحديثة من تطور الرأسمالية " من كتاب "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" ص 23
(1)- أ ي، تحليل منطقي وآخر تاريخي فعلي ، ولا يمكن إجراء التاريخي من دون التحليل النظري التجريدي ولاحقاً العيني . الكتاب الأول من رأس المال هو تحليل نظري تجريدي ، والكتابان الثاني والثالث هما تحليل تاريخي أو انتقال من المجرد إلى العيني في التحليل . وقد يظهر بعض التناقض بين الأول والثالث وهو التناقض بين المجرد والعيني



الموقع الفرعي في الحوار المتمدن:
htt://ww.ahewar.org/m.asp?i=1715



#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق اليسار ملحق العدد 17
- طريق اليسار العدد 17: كانون الأول 2009
- نعوة مناضل - الرفيق سهيل الشبلي المدلجي
- طريق اليسار - العدد 16: تشرين الأول 2009
- جدل - العددالسادس - تشرين الأول2009
- جدل - العدد الخامس- أيار2009
- طريق اليسار - العدد 15: سبتمبر/ أيلول 2009
- طريق اليسار - العدد 14: تموز 2009
- طريق اليسار - العدد 13: حزيران 2009
- طريق اليسار العدد 12: أيار 2009
- طريق اليسار - العدد11، مارس/ آذار ، 2009
- مشروع المهمات البرنامجية المرحلية
- جدل - مجلة فكرية-ثقافية-سياسية - العدد(4)-شباط2009
- طريق اليسار العدد 10: شباط
- طريق اليسار - العدد / 9 /: كانون الأول/ 2008
- طريق اليسار - العدد الثامن: تشرين الثاني 2008
- طريق اليسار - العدد السابع- سبتمبر/ أيلول2008
- جدل - مجلة فكرية سياسية ثقافية العدد 3 : آب 2008
- طريق اليسار - العدد السادس:أغسطس/آب/2008
- طريق اليسار - العدد الخامس: حزيران 2008


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار - العدد 18: كانون الثاني 2010