أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة الحباشنة - هرطقة السقوط















المزيد.....

هرطقة السقوط


نعمة الحباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 02:18
المحور: الادب والفن
    



كيف يكون السقوط ؟؟؟
سقوط الضمير ، سقوط نحو الأعلى ، سقوط نحو السعير ؟؟ أم سقوط العقل بين أقدام قلب ممزق بالفقر والحقد والبحث عن المجد والأنانية لخليفة الله على الأرض ؟؟؟
بل لعله سقوط تلك البذرة في رحم أرض عذراء ليخرج ربيع الأمل من وسط شتاء البرد والأعاصير ؟؟؟
زهرة يغار منها قوس قزح ؛ أو طفل ثائر متنمر يعشق أكاليل الغار مغموسة في النار ، يحرق روما عازفا على قيثارته لحن الخلود لذكراه ...

هل هو سقوط مكتشف القطب الجنوبي نحو القطب الشمالي عندما استدارت الأرض ليصبح عاليها سافلها واختلطت الأمور بين المواقيت و بوصلة للشرق والغرب والشمال والجنوب دليلها قضيب من مغناطيس قديم قدم الأرض ، قد يأتي في يوم من الأيام من يتقول ببهتانها أو ربما تكفير من يؤمن بها ....

ربما هو سقوط ذلك الجالس على كرسيه في اللاوعي عندما سقطت إحدى أقدام كرسيه المتجدد تجدد كلمة نعم تخرج من فم طفل في كل مرة تناديه فيها أمه لتعطيه قطعة من الحلوى ، رشوة أو هدية اعتادها واستنها سنة لمن جاءوا بعده ، قانون من قوانين البيروقراطية القاتلة ، كرسي صنعه له المستضعفين ليراقبهم من عال ؟؟
يلقي إليهم بفتات مائدته منذ زمن توت عنخ آمون رافضا النهوض من مكانه خوفا أن يأتي غيره ويجلس عليه فيسقط سقوط سطر بشع ملون بدماء الأبرياء وأكوام الجثث المتعفنة ، تنتشر رائحتها تزكم أنوف النائمين وتحيل الملايين إلي فارين من الموت نحو المستحيل ، يطاردهم قتلى للضمير يشاركون القاتل شرب نبيذ فرنسي معتق صنع من دماء فلاح هرب من المقصلة وكره سقوطه في الذل ليتسلق برج لندن مكرها ، مغمض العينين مجنزرا بسلاسل الإنسانية ، تغنيه طفلة شقراء تتعلم الحرية أغنية ، لتصبح بعد سنين رئيسة وزراء مصبوبة في قالب من حديد لا تسقط إلا نحو الأعلى ، جثث مشوهة سقطت تعيد الحياة لنهر التايمز ....
نبيذ يشربه راقصون في حفلة عرس لعروس فقدت عذريتها وسط حفل للمجون باسم الوطنية ... وجبتهم الأساسية ، سمكة محشوة بلحم مفروم لفارين من الجيش فرمتهم آلة فرم عملاقة نصبت تحت نخلة زرعتها الطبيعة على ضفاف نهر ينبع من الجنة ، تحيل الصراخ والفزع إلي هباء منثور ، وسط قهقهات مجنونة لعربيد أرعن يظن أنه المنتصر ، فيبكي النخيل وجعا من القهر والفزع دموعا تتساقط ثمارا من بلح ورطب ، تأكله تلك الراقدة على سرير أبيض في أقدر مستشفيات التوليد تنتظر طفل أنابيب سهرت تعد لاستقباله الليالي ؛ ليرديه قتيلا ملثما مسلحا بنار الحقد والكراهية والطائفية ؛ لأن اسمه "عيسى" على باب مدرسة يتعلمون فيها المحبة ، ويموت على نفس السرير الذي ولد عليه ، يستغله صانع للأخبار خبرا في فضائية مشبوهة ، تحيل القاتل شهيدا والقتيل كافر ، يكتبه كاتب لا يعرف القراءة قصة تكمل أجزاء كتاب أسود ، عماده قصص لبطولات ملفقة ، وصور لقتلة النفس والغير ، يمجدهم ويحث غيرهم على السير في خطاهم ، ينشره ناشر سقط في بئر الطمع والترف ؛ أو صحيفة صفراء ساقطة يمولها ساقط أكبر ، عاشق لرقعة شطرنج يحرك قطعها حيث يريد ، متناسيا أنهم بشر من لحم ودم ليموت من يموت ويقتل من يقتل ، زكيبة من التبر تتدفق ينبوع حياة سرمدية وبئرا للآثام ، لعنة من لعنات "هيرا" الخالدة ، أو موقع على الشبكة السهلة الممتنعة لمن يظنون أنهم أولياء الله وخلفائه على البسيطة يفضحون الحرائر ، ويقتحمون بيوت الله بأجسادهم الملتهبة ليحترقوا ويحرقوا ...
تلك الرائحة النتنة التي ما زالت تطارد ذلك المدفون في رمال الصحراء وحيدا لا يظهر منه إلا رأسه ليموت عطشا أو كمدا أو مختنقا برائحة جثة رفيقه الميت بجانبه لأنه صرخ صرخة للحرية في وجه ظالم ، يرسم وهو الرسام المغمور بالتراب والبطالة المقنعة لوحة بأفكاره تحيل الصحراء واحة من أعناب ونخيل ، غزلان شاردة ، طيور حجل ، يمام محلق بالأمل ، أزهار ورياحين تحيل رائحة الجثث المتحللة إلي رائحة مسك وعنبر تنجيه من الموت وتحلق به بعيدا ليسقط على أرصفة ولاية "ميتشيغان" رساما محترفا يرسم وجوه المارة مقابل بضعة من الدولارات حتى لو كان وجه ابن قاتله الهارب إلي هناك خوفا من قاتل آخر ، جاء به القدر ليقلنه درسا في الحب والتسامح ، يتصافحان ، يتحدثان ، ربما يحتسيان القهوة معا لتطوى صفحة من صفحات تاريخ مظلم حجته السقوط ...
تاريخ سطره سقوط الضمير مذ عهد قابيل وهابيل ، سقط مسقطا معه طائرة مدنية تضم المئات من الغافلين عما سيحدث فوق جزيرة أو محيط ، وهي من كانت تطير متحدية قوانين الجاذبية ، مؤامرة نفذها من لا عقل ولا ضمير عنده ليسقط في براثنها صاحب العقل والضمير ، يدفع ثمنها ذلك المراهق الستيني من اعتاد كنس أوراق الخريف المتساقطة ، أمام مدخل بيته البسيط وتحويلها إلى سماد يثري حديقته الغناء بالثمر ، تفاح متساقط ، أصفر ، أحمر ، أخضر ، ذهبي ، لا أحد يعرف ما هو لونه ، أسقط آدم وزوجه خطيئة على الأرض ليكون توهانا ما بعده لقاء وان التقيا ، يزرعان بذور الحب والخطيئة في تلك الأرحام العقيمة لتتمخض عن النقيضين ، تفاحة ملونة ساقطة من الأعلى نحو الأعلى ، جعلت من نيوتن عالما فذا ساقطا نحو العلي يخلده السقوط الأبدي لتفاحة نخرتها السوسة ...
سقوط رسم الطريق نحو الصعود على سلم للمجد ، مصنوع من زخم المفاجأة ، وحذلقة المتحذلقين ، على أبواب الساقطين ؛ نحو قاع المحيط ، غواصة نووية تطوف قيعانه تطارد حوريات البحر والشعب المرجانية ، تبحث عن بقايا جرار ممتلئة بالذهب والفضة ، أغرقها قرصان أبله ، كان يظن نفسه مالكا للكون ، لتكشف له الأيام حقيقة أنه مجرد آلة من آلات الزمن بيد فطين ، اتخذ منه سلما يتسلقه نحو المجد ؛ ثم ألقى إليه ببقايا ثورة بركان ، حمم من للافا تحرق الأخضر واليابس وسط جفاف الينابيع ورحيل المطر ... سقوط نحو الأعلى ينحدر بصاحبه إلي غياهب ظلمات قبو سفينة قديمة ، يغطيها العفن وخيوط من دماء لم تجف بعد لعبد أسود سكنها مجنزرا ، خرج يصطاد النمور فاصطاده الذئب ، ليخرج منها حفيده حمامة سلام على ظهر طائرة " اير فورس ون " مقتحما كل الصعاب ، معلنا أنه بطل السلام المنتظر ؛ قد يكون وقد لا يكون !!! وتصفق له الدنيا ...

سقوط نحو الأعلى أم نحو الأسفل ؟؟؟ ما عاد الجواب مهم لآلاف الجائعين ؛ من اعتادوا أكل خبز قمح أكلته الجرذان قبلهم وما زالوا يأكلون قمح السقوط .

نعمة الحباشنة / عمان / الأردن / هرطقات زمن الهروب



#نعمة_الحباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أكون رقم في سجلات الكراهية
- الى أصحاب الفخامة والجلالة مع الحب
- هرطقات من زمن الهروب
- إغتصاب
- هرطقة شواهد القبور
- هرطقة الغواني
- هرطقة جاجز الموت
- الوشم
- إلى أصحاب السعادة والمعالي مع التحية
- هرطقة البحث عن وطن
- خطوط متوازية


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة الحباشنة - هرطقة السقوط