أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم جركس - الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة الخامسة)















المزيد.....



الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة الخامسة)


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 2898 - 2010 / 1 / 25 - 03:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة القديمة والوسيطة

في هذا الفصل سنرى: ممّا صُنِع العالم؟ (ما قبل السقراطيين)... كيف يمكن أن تخطئ الفلسفة؟ (السفسطائيون)... التوفيق بين المعرفة والأخلاق، (سقراط)...

ترجع جذور الفلسفة الغربية إلى اليونان القديمة، فقد أدى تغيّر الحياة وتعقّدها إلى ظهور طرق جديدة في التفكير حول العالم. في بداية الأمر كان هناك الفلاسفة ما قبل السقراطيين الذين خلطوا بين العلم والروحانية. ثمّ جاء السفسطائيون الذين عرّفوا "الحكمة" في سياق الاهتمامات الشخصية. وكردّة فعل على ذلك جاء سقراط الذي أراد إدراك الحقيقة الأخلاقية. ثمّ جاء المفكّرون المنظّمون الكبار، أفلاطون وأرسطو.
هؤلاء الفلاسفة كانوا السّبب في ظهور العصر "الهليني Hellenistic" وهو الفترة الزمنية التي كان فيها تأثير الفكر الإغريقي القديم يغمر حضارات حوض المتوسط وما وراءها. حيث أضحت الفلسفة أكثر تنظيماً ودوغمائيةً _أي أنها أصبحت طريقة في الحياة بالنسبة للعديد من الناس، ومن ضمنهم: الرّواقيين، الأبيقوريين، والشكّيين.
في الفترة التي تلت العصر الهليني أصبحت الفلسفة على اتصال مع الأديان الغربية العظمى، وبدأت مرحلة العصور الوسطى.
الأفلاطونية المُحدَثة سيطرت على التفكير الفلسفي لقرون عدّة, أمّا المفكّرون اللاهوتيون الأصليون كالقدّيس "أوغسطين St. Augustine" والقدّيس "توماس أكويناس St. Thomas Aquinas" استمرّوا في تعديل التأثير الإغريقي وإدخال تأثيرات متنوّعة عليه. وفي هذه الفترة سار كلٌ من العلم، والدّين، والفلسفة يداً بيد إلى جانب بعضهم البعض.
لكن في النهاية، بدأ الفلاسفة في البحث في أقوال الفلاسفة القدماء والمفكّرين اللاهوتيين الذين كانوا قد كيّفوا أفكارهم. فخرجت إلى النور نزعة إنسانية Humanism جديدة مهّدت الطريق للعهد الجديد وانبثاق العلم التجريبي.
*******************
كان ذلك منذ أمدٍ بعيدٍ جداً عندما أدرك الناس لأوّل مرّة بأنّ الحكمة "الأبوفتيغنة" _معرفة ماهيّة الحياة وكيف ينبغي أن تعاش، وهي كلمة يونانية تعني الفكرة أو الحكمة_ هي بالذات ما يحتاج الناس إلى أن يبحثوا فيه ويطوّروه. وبالرّغم من أنّ الفلاسفة الأوائل خرجوا بالكثير من الأفكار التي نعرف الآن أنها ليست صحيحة، فقد استحقّوا الكثير من الامتنان لاكتشافهم بأنّ تلك الحقيقة لا تحدث ببساطة ونحصّلها بسهولة، بل عليك أن تبحث عنها.
في هذه الأيام، من السهل ملاحظة أهمية معرفة ما إذا كنا نفعل الشيء الصّحيح ونرى الأمور كما هي حقاً. وعندما يدرك عدد كافٍ من الناس هذا الأمر ويحاولون التصرّف حيال ذلك، فالنتيجة تكون ظهور فلسفة أخرى. وقد حدث ذلك لأوّل مرّة في "ملطية Milesia" خلال القرن السادس قبل الميلاد.
العديد من هؤلاء الفلاسفة كانوا قد سمعوا بالأساطير التي تتحدّث عن العصر الذهبي حيث الحياة كانت أفضل. فقد أرادوا أن يعيدوا إحياء ذلك العصر الذهبي مرّةً أخرى. أمّا الآخرون فقد أرادوا ببساطة أن يصنعوا الذهب من أجل مصلحتهم الخاصّة واستخدموا الحكمة كطريق سهلة لفعل ذلك. لا بدّ وأنك قد سمعت بعض أسماء هؤلاء الفلاسفة اليونانيين القدماء. هل تذكر "فيثاغورس"؟ السفسطائيين Sophists؟ سقراط؟.
كانت كافة أفكارهم تتمحور حول كيف يمكن العيش وفق طرق مختلفة وغنية ومتنوعة؟ فقد قام البعض في سبيل البحث عن الحقيقة بعزل أنفسهم عن المجتمع. واعتقد البعض الآخر أنّ العمل مع المجتمع كان السبيل الوحيد إلى التقدّم، وهناك آخرون زعموا أنّ الجواب كان لجعل المجتمع يتوافق مع الرؤية المثالية للعالم الواقعي الذي وحّد البشر، مع الطّبيعة والعالم الكامل غير المرئي.
فكّر الفلاسفة الأوائل في اليونان القديمة حول العالم الخارجي بطريقة مختلفة تماماً عن واضعي الأساطير وصانعي القصص والرّوايات الذين جاؤوا قبلهم. الميثولوجيون، الشعراء الملحميون، والتراجيديون الذين سبقوا الفلاسفة نظروا إلى البشر كمركز العالم. لقد كانت الآلهة الإغريقية شبيهة بالبشر، كما أنها كانت مهتمّة جداً بما بأفعال وتصرّفات البشر. كان الأمر وكأنّ الواقع بدأ مع البشر وفي العقل بالتحديد. كان العالم مكاناً للكائنات البشرية لتخوض مغامرات وتصارع تحدّيات البقاء.
ومن جهةٍ ثانية، نظر الفلاسفة المبكّرون في اليونان القديمة إلى العالم بطريقة جديدة. فقط أظهرت أفكارهم أنّهم لم يعتقدوا أنّ العالم الواقعي كان بالضّرورة متركّزاً حول الكائنات البشرية. فبالنسبة لهم كان البشر مجرّد أجزاء ضئيلة من لوحة فسيفسائية أكبر. وقد اهتمّ هؤلاء الفلاسفة في قضيّة تكوّن العالم وكيفيّة أدائه. وقد أطلوا على هذا العالم الطبيعي اسم "Physis" [العالم الفيزيائي بالمصطلح اليوناني Physis: هي كلمة إغريقية قديمة تعني العالم الطبيعي الذي يحيا فيه البشر ويمارسون أعمالهم اليومية] وهو المصطلح الذي أعطى لعالمنا الطبيعي صفة "العالم الفيزيائي".
قام الفلاسفة الأوائل بتوسيع آفاق نظرتهم إلى العالم وبدؤوا بالتفكير فيه بطريقة جديدة تماماً. فالعالم بالنسبة لهم لم يكن مكاناً للسّفر بشكل أولي، أو شنّ الحروب، أو الوقوع في الحب، وبناء الحضارات، بل أصبح العالم مصدراً للعديد من الأسئلة: ممّا صُنِع العالم؟... كيف يعمل هذا العالم من الناحية الفيزيائية؟... وكيف خرج إلى الوجود؟...
فالدّراسة المبكّرة للعالم "Physis" شملت مجالين اثنين: الكونيات، ونشأة هذا الكون. فعلم الكونيات Cosmology هو البحث في ماهية العالم والمادّة التي صُنِع منها والطّريقة التي نُظّم فيها. أمّا علم نشأة الكون Cosmogony فهي دراسة أصل الكون وكيف جاء إلى هذا الوجود[1]
*******************
ما قبل السقراطيين
إنّ هؤلاء الفلاسفة الملطيين اقترحوا علم الكونيات ونشأة الكون الذين لم يكن لهما دوراً كبيراً في الحياة اليومية للناس العاديين. فقد قال "طاليس Thales" بأنّ العالم مصنوع من الماء. وبعبارة أخرى، الماء هو مصدر الأشياء جميعاً، فالعالم الواقعي يخرج من الماء. خمّن "طاليس" أنّ الماء كان موجوداً منذ الأزل وسيبقى حتى الأبد. في الحقيقة، لا يبدو أنّ أيّ أحدٍ من هؤلاء الفلاسفة المبكّرين فكّر بشكلٍ كافٍ حول فكرة "الخلق creation". فهم لم يعتقدوا أنّ العالم كان له بدايّة أبداً.
"هيراقليطس Heraclitus" قال أنّ العالم مصنوع من "النار". فكلّ شيء يحترق بطريقة ما من الناحية الجوهرية، لكنه لا يشعّ بالضرورة أو بسرعة كنار فعليّة. وضمن هذا الاحتراق يجري صراع بين الأشكال ومتناقضاتها. ونتيجة هذا الاحتراق هو حالة من الزوال والمؤقتيّة، فكلّ شيء يتغيّر بشكلٍ ثابت. هذه الفكرة عن الجريان المستمر هي مثال عن كيف أنّ "هيراقليطس" جعل الناس مركزاً لفلسفته. فالناس مجرّد أشكال تأتي وتذهب ككلّ الأشياء الأخرى، مكوّنة من قوى متعارضة تحرق نفسها عاجلاً أم آجلاً. ثمّ كان هناك "أنكسيمنس Anaximenes" الذي قتال بأنّ العالم مكّون من "الهواء".
العديد من الفلاسفة ما قبل السقراطيين يمكن الإشارة إليهم بأنهم جميعاً ركّزوا على "مبدأ الوحدة monists" وهذا يعني أنهم آمنوا بأن العالم مكوّن من عنصر وحيد جوهرياً، فكلّ ذلك عبارة عن مادّة واحدة.
هنا نورد بعض الآراء الكونية التي وضعها الموحّدون الإغريق:
• طاليس: العالم مصنوع من الماء.
• أنكسيمندر: العالم مصنوع من مادّة تدعى الأبيرون "العنصر اللا محدود apeiron" الذي ينتج العناصر الرئيسية للأرض، الهواء، الماء، والنار.
• أنكسيمنس: العالم مصنوع من الهواء.
• فيثاغورس: العالم هو تجسيد للأرقام.
• هيراقليطس: العالم مصنوع من النار.
*******************
الرياضيات والموسيقى
وجد الفلاسفة القدماء طرق إضافية للتفكير في العالم كمكان لا يتركّز حول البشر وحياتهم اليومية. ويُعَدّ "فيثاغورس Pythagoras" من أهمّ الفلاسفة ما قبل السقراطيين الذي قال أنّ العالم الخارجي قائم على الأعداد. لقد اعتقد أنّ الأعداد لها قوى سحرية قادرة على تشكيل وصياغة الواقع.
كان فيثاغورس رياضياً لامعاً بالإضافة إلى كونه فيلسوفاً. كما أنه معروف بنظريته التي اكتشفها في الرياضيات والتي سُمّيَت باسمه، القاعدة الهندسية التي تقول: عندما تقوم بتربيع ضلعين في مثلث قائم الزاوية ثمّ تجمعهما تحصل على مربّع طول الضلع الثالثة، أو طول وتر الزاوية القائمة hypotenuse. كما أنه اكتشف أنّ بإمكان الموسيقي أن يصنع أنغاماً عن طريق ضرب أوتار القيثارة التي تكون أطوالها نِسَب بسيطة بالنسبة لبعضها البعض. فمثلاً، وتراً يصنع نغمة أساسية عندما يتمّ ضربه مع وتر يبلغ طوله ثلث الوتر الأول، أو ثلثي طوله، أو ربعه.
اعتقد فيثاغورس أنّ النجوم تمّ تنظيمها بطريقة عكست هذه العلاقة بين التناغم والأعداد. فقد قال بأنّها تعزف الموسيقى عندما تتحرّك، وقد أطلق على هذه الموسيقى اسم "موسيقى الأفلاك". لم يقدر على إثبات نظريته تلك، لأنّ الآذان البشرية غير قادرة على سماع هذه الموسيقى.
كان لفيثاغورس أتباع مخلصين. في الواقع، كان هو نفسه زعيماً لطائفة قديمة. كانت تعاليمه ونشاطات تلامذته تبقى سرية حتى لا يراها أيّ أحدٍ خارج الطائفة. وإذا أفشى أحد تلامذته بسرٍ من الأسرار فيتمّ معاقبته. فقد قيل أنّه أغرق أحد طلاّبه لكشفه سرّ "الأعداد الصّمّاء" للعالم الخارجي. وكان تلامذة فيثاغورس يتبعون قوانين صارمة جداً، فمن جهة، كان يجب عليهم ألا يأكلوا اللحم، وذلك لأنّ فيثاغورس كان يعتقد أنه حين يموت الإنسان فإنّ روحه ستتجسّد من جديد كحيوان مختلف. لأننا _من الناحية الروحية_ على اتصال حميم مع الحيوانات.
بالنسبة لفيثاغورس فالتجسّد أو التقمّص هو مثال عن كيف أنّ الكائنات البشرية هي جزء صغير من صورة أكبر. فالأرواح البشرية يمكن أن تصبح أرواحاً لا بشرية في الحياة التالية، لذلك فالكائنات البشرية هي ليست إحدى الأشكال الحيّة الوحيدة الجديرة بالاحترام. فالحشرات والضفادع والسناجب لها ذات الأهمية التي للإنسان.
لقد شارك فيثاغورس اعتقاده بالتناسخ والتجسّد مع الفلسفة الهندية. ويعكس هذا الاعتقاد نظرةً إلى الناس ككائنات لها صلات حميمة مع العالمين الطبيعي والروحاني.
*******************
هناك فيلسوف آخر انشغل بالتفكير في العالم بطريقة غير شخصية أو مركزية هو "بارمنيدس Parmenides". فقد طبّق الموقف الموضوعي على عملية التفكير نفسها بالإضافة إلى باقي العالم. قال بارمنيدس أنّ ليس هناك فرق بين ما يفكّر فيه الناس والواقع الموجود فعلياً. وكنتيجة لذلك، آمن بارمنيدس بأنه من غير المنطقي القول أنّ شيئاً ما غير موجود. فقد قال بأنّ كلّ شيءٍ موجود، وهو موجود دائماً، ولن يتغيّر على الإطلاق. فالتغيّر مجرّد وهم بسبب الحواس الإنسانية.
*******************

الفضيلة من وجهة نظر أخرى (السفسطائيين)
على الرّغم من أنّ الفلاسفة الأوائل في اليونان القديمة ركّزوا اهتمامهم على علم الكون ومواضيع أخرى غير متعلّقة بشكلٍ مباشر بالناس، لم يمضِ وقت طويل حتى بدأ الفلاسفة في اليونان بالتركيز على أفكار البشر الإنسانية.
كانت الديمقراطية في "أثينا Athens" تكتسب زخماً كبيراً وكان متوقّعاً من كلّ ذكر راشد حرّ أن ينتسب إلى الحكومة. في أثينا، تضمّن النظام الديمقراطي اشتراكاً أكبر ومسؤوليةً عن المواطنين أكثر من الديمقراطية اليوم. المجالس، شملت المجموعات الكبيرة من العامّة الذين كانوا يجتمعون لمناقشة وتقرير طرق العمل. وفي هذا المناخ، الذي توقّع فيه المواطنين اليونانيين أن يمنحوا انتباهاً أكبر إلى المجتمع والنشاط السياسي، ظهرت مجموعة من الفلاسفة الذين عُرِفوا باسم "السفسطائيين Sophists", والسفسطائي لفظة يونانية تعني "خبير".
كان السفسطائيين مهتمّين بشكل أساسي بالأفكار المفيدة سياسياً. فقد فكّروا في مسألة كيف يمكن للناس، أن يتصرّفوا كأفراد، وأن ينفعوا أنفسهم أثناء تفاعلهم مع الآخرين. لقد آمنوا أنّ الناس يجب أن يفعلوا ما يرونه ضرورياً ليحافظوا على حياتهم. وقد اعتقدوا أنّ هذا النوع من السلوك يمكن أن يكون مختلفاً بالنسبة إلى الناس الآخرين. وبكلمات أخرى، لم يكن السفسطائيون يؤمنون بمجموعة من القوانين الطبيعيّة التي تحكم السلوك الإنساني بأكمله.
إلا أنهم لم يكونوا يتأمّلون في مسألة السلوك الإنساني فحسب، بل كانوا يتصرّفون ويعيشون وفق تعاليمهم. وقد آمن أحد السفسطائيين، وهو "هيبياس" أن الناس يجب أن يكونوا مستقلين، وأن يسعوا لتحقيق حاجاتهم الأولية الخاصة. وقد عبّر شخصياً عن استقلاله الذاتي عندما ظهر في الألعاب الأولمبية مرتدياً ملابس صنعها بنفسه،
*********************
كل شيء نسبي
إنّ الفكرة التي تقول أنّ الأفراد المختلفين وجماعات البشر لها معايير مختلفة عن كيفية التصرّف ويُعرَف هذا الأمر باسم "مبدأ النسبية relativism". وقد عُرِف السفسطائيون بشكلٍ واسع بأنهم أوّل الفلاسفة النسبيين. أحدهم يدعى "بروتاغوراس Protagoras" قال: "الإنسان هو مقياس جميع الأشياء". وعلى الأغلب كان يعني أنّ البشر هم الذين يقرّرون ما هو الحقيقة بالنسبة لهم ويتصّرفون وفقها. فليست الطبيعة هي التي قرّرت سلوك البشر، بل إنّ الأفراد هم الذين حدّدوا هذه القرارات.
قال بروتاغوراس بأننا لا يمكن أن نكون متأكّدين بشأن مسألة وجود الآلهة. وكنتيجة لذلك، فقد آمن أنّ الناس يجب أن يفعلوا ما يعتقدون أنه الأفضل لأنفسهم من دون الرّجوع إلى قوّةٍ أو سلطة أعلى. لقد رأى أنّ القوانين البشرية منفصلة عن الطبيعة وأنها ليست متصّلة جوهرياً. ومع أنّ وجهة النظر هذه تمّ رفضها خلال العصور الوسطى، إلاّ أنها أدّت إلى ظهور النزعة التجريبية.
إنّ النزعة النسبية التي كان ينادي بها السفسطائيين أدّت إلى ظهور مشكلة أخلاقية هامّة. إذا لم يكن هناك طريقة محدّدة لكي يتصرّف الناس وفقها، فما الذي يبقيهم مؤمنين بأفكارهم ومعتقداتهم، أولوياتهم، ورغباتهم؟ كيف يفترض أن يعمل كامل النظام السياسي إذا كان كلّ فرد لا يهتمّ إلاّ بنفسه؟ (لم نقل هنا "بنفسها" لأنّ النساء لم يكنّ مشاركات في النظام الدّيمقراطي لليونان القديمة).
هذه النسبية كانت ذات قيمة كبيرة بشكلٍ خاص عندما دافع الأثينيون عن أنفسهم حينما كانوا يُحاكَمون كآثمين. فقد كان من الضروري جداً أن تكون قادراً على إقناع الآخرين من خلال جعل الأمور تبدو حقيقية، سواءً كانت مزيّفة أم صادقة.
لقد أضحى الإقناع أكثر أهميةً من الحقيقة. في الواقع، لقد أصبح الإقناع والحقيقة شيئاً واحداً بسبب الغايات العملية.
*******************
معيار مزدوج
يمكن أن تطرح النزعة النسبية مشكلة أخلاقية. يمكن أن تقود إلى الظلم والمعاناة. كما يمكنها أن تطرح مشكلة منطقية، خصوصاً لمعلّمي الفلسفة، الذين قد يعلّمون شكلاً محدّداً من قوانين السّلوك ويكون سلوكهم مختلف تماماً. وتعرَف هذه المشكلة في يومنا هذا باسم "المعيار المزدوج double standard" وهو عبارة عن نوع من النفاق الذي ينبغي أن تكون فيه الحقيقة مطلقة إنّما تكون حقيقة بالنسبة لبعض الأشخاص. فالسفسطائيين في اليونان القديمة كانوا على الأغلب مذنبين بتعاملهم مع المعايير المزدوجة حيث أنهم كانوا يعلّمون أشكال السلوك المستقيم والمثالي لكنهم كانوا يتصرّفون خلافاً لما يعلّمونه للناس، وكانوا دائماً يجدون الحجج الزلقة لتبرير أفعالهم أمام المتسائلين.
ومع ذلك كان هناك في نفس الوقت عدد من السفسطائيين الذين كانت لهم مواقف فلسفية جيّدة ومنطقية. على سبيل المثال، آمن بروتاغوراس أنّ الأفراد سيدركون فوائد أن يكونوا أعضاء في المجتمع، لأنهم سيشعرون بأمانٍ أكبر وقوّةٍ أكبر كمجموعة متحدة، وسيكبح الأفراد بشكل طوعي أنانيتهم الخاصّة للتعاون مع باقي المجتمع. وهذا أسلوب منطقي للقول بأنّنا يمكن أن نحيا مع النسبية. أشياء ستعيد إليهم التوازن لأنه لن يكون هناك أحدٌ يأخذ من الآخرين من دون أن يعطي.
وجهة نظر بروتاغوراس التي تقول أنّ الأفراد يخضعون لسلطة المجتمع بشكل طوعي ارتبطت في القرن السابع عشر مع أفكار الفيلسوف الإنكليزي جون لوك الذي أطلق على هذه الفكرة اسم "العقد الاجتماعي". وقال لوك أنّ المجتمع يعمل عندما يتفق الناس فيما بينهم، بغضّ النظر عمّا يرونه أنه الحقيقة من وجهة نظر كل واحدٍ منهم. فالعقد الاجتماعي هو الذي يحدّد علاقاتهم ببعضهم البعض وبالسلطة التي تحكمهم.
********************
على أيّة حال لم يشعر جميع السفسطائيين كما فعل بروتاغوراس. فقد اعتقد السفسطائي "تراثيماخوس Thrasymachus" أنّ النظام الاجتماعي قد فُرِض على الآخرين من قِبَل أشخاص أعلى قوّة وسلطة منهم. وقال في هذا الأمر: "العدالة ليست شيئاً آخر سوى تفوّق الأقوى". ومن خلال هذا الكلام كان يعني أنّ هؤلاء الأقوياء يقرّرون ما هم يريدون أن تكون عليه "العدالة" وفق مصالحهم الخاصّة.
قام تراثيماخوس هنا بطرح نقطة قويّة ومربكة في آنٍ واحد. فالناس الذين هم في موقع يخوّلهم لوضع القوانين ينزعون إلى وضع القواعد بطريقة تحفظ تفوّقهم وتقدّمهم على غيرهم، ممّا يصعّب الأمر على هؤلاء الذين هم في موقع متأخّر ومتخلّف ليقوموا بشيء حيال الأمر. فالناس المتخلّفين عليهم أن يكسروا القواعد ويخالفوا القوانين وأن يعرّضوا أنفسهم لخطر العقاب إذا أرادوا أن يحسّنوا من أحوالهم. وحسب هذه النظرة، ليس هناك شيئاً يمكن أن ندعوه "بالإنصاف". فالإنصاف ليس سوى ما يضع تعريفه الأقوى.
قادت هذه المشكلة إلى صعوبات إضافية. فبالرّغم من أنّ "الإنصاف" قد لا يكون موجوداً، إلاّ أنّ فكرة "الإنصاف" ما زالت مؤثّرة، وتدفع الناس إلى خداع بعضهم البعض _وأنفسهم_ من خلال التفكير بأنهم يجب عليهم أن يتصرّفوا وفق فكرة "العدالة". والأمر الأفظع هو حدوث ذلك من دون أن يدرك الناس.
هنا نورد مثال عن كيفية تأثير السّلطة على تفكير البشر: افترض أنّك نشأت وترعرعت في أحد الأحياء الفقيرة، ولأنّ الناس في حيّك ليس لديهم ما يقولونه بشأن الحكومة، فهم لن يكونوا قادرين أبداً على المطالبة بحصّتهم العادلة من أموال الضرائب لبناء مدارس جيّدة وخدمات أخرى. وكنتيجة لذلك، لن يكون بإمكانهم أن يتعلّموا كيف يحسّنون الأوضاع. ولنفرض أنك تمكّنت من تحصيل تعليم جيّد وعال بالرّغم من وجود كلّ العقبات التي كانت تقف في طريقك. فبالنظر إلى الماضي، على الأرجح أنك ستلقي اللوم على الناس الذين نشأوا معك في الحيّ بأنهم كانوا السّبب في المشاكل التي اعترضت طريقك، لأنّ تعليمك على الأرجح لقّنك بأنّ الناس الذين ترعرعت معهم لا يعرفون كيف يعتنون ببعضهم.
من المحتمل أنك ستستخدم تعليمك في إيجاد وظيفة مناسبة وتحسين نوعية حياتك. وتبعاً لذلك قد يستاء منك جيرانك في الحيّ القديم لأنك بعت منزلك في الحيّ وأدرت ظهرك لهم. وهذا سيجعلك تبدو في نظرهم كشخص عنيد أو أخرق.
ولأنك نشأت في حيّ فقير، سيكون عليك أن تختار بين أن تفعل ما يراه جيرانك أنه هو الصحيح والمناسب أو أن تفعل ما يراه الناس الأكثر ثراءً وقوّةً وثقافة أنه الأنسب. وفيما بين هاتين النظرتين للإنصاف قد يكون هناك كلّ أنواع المعايير المزدوجة. فإذا كان هناك حقيقة مطلقة لا تعكس ببساطة وجهات نظر البشر المختلفة واهتماماتهم الاقتصادية، فما هو السبيل لتحديد تلك الحقيقة المطلقة؟
*******************
على العموم، لم يكن السفسطائي يؤمن بالمعايير الطبيعية أو الإلهية للسلوك الإنساني، بل اعتقدوا أنّ الناس يجب أن ينظروا إلى الخارج بحثاً عن أنفسهم كأفراد. وفي نفس الوقت، لم يكونوا يخافون من أن يصرّحوا بأشياء تنبع من مصالحهم الخاصّة. وكنتيجة لذلك، فقد منحهم التاريخ سمعةً كأشخاص لا يمكن الوثوق بحكمتهم.
طبعاً إنّ الناس الذين استخدموا المعرفة للتلاعب بالآخرين لغاياتهم الخاصّة لم يكونوا يمتّون بأيّ صلة للسفسطائيين في اليونان القديمة. وهذه مشكلة ما زالت تلعب دوراً كبيراً في مجتمعاتنا هذه الأيام. فاليوم هناك العديد من المتخصّصين والخبراء الذين يستغلّون معرفتهم الخاصّة بطريقة غير عادلة. فهناك السياسيين المدّعين والمزيفين والذين يكذبون باستمرار على شعوبهم، وهناك الميكانيكيين الذين يحاسبون الناس على إصلاحات في سياراتهم لم يقوموا بها أبداً، وأطبّاء يتقاضون أجور عالية جداً على العلاج ويكذبون على مرضاهم ليحصلوا منهم على أكبر قدرٍ من الأموال ، والقائمة طويلة تكاد لا تنتهي.
هل يا ترى ينتمي السياسيون إلى قائمة السفسطائيين المعاصرين؟ بالنسبة للمجتمعات الغربية التي تحمل طابع الديمقراطية، فالقوانين الديمقراطية تسمح لهم بأن يتظاهروا بأنهم يفعلون الأمر الصّائب لجميع الناس بينما هم لا يعملون إلاّ لمصلحتهم الخاصّة. هذه هي طريقة عمل الديمقراطية. ينبغي على السياسيين أن ينظروا إلى مصالحهم الخاصّة بالإضافة إلى مصالح ناخبيهم بنفس الدّرجة، هذا هو عملهم. والأمر الوحيد الذي يقيّدهم هو أنّ عليهم أن يخضعوا للقوانين التي تطبّق على الجميع.
ومع ذلك فالشيء الصّعب هو أنّ عملهم يتجلّى في تغيير القوانين من أجل سعادة ناخبيهم. لذلك هم يريدون أن يكونوا مقنعين بقدر استطاعتهم، مستغلّين الأفكار التي يريد أن يسمعها الناس، سواء آمنوا بها أم لم يؤمنوا. طبعاً يعلم الجميع ذلك، فنحن نتحمّل ذلك على أمل أنّ المواقع المختلفة ستتوازن وتتحوّل إلى شيء يمكننا جميعنا من أن نتعايش معها.
*******************
المعرفة فضيلة
لا يعتقد جميع الفلاسفة بأنّ "العدالة" مجرّد كلمة فارغة وأنّ الناس أنانيين ولا يهتمّون إلاّ بأنفسهم. فسقراط بالتحديد يبرز كمعارض وناقد للتفكير السفسطائي. في الواقع، فقد كان لقرون عدّة مثالاً للباحث الحكيم وغير الأناني عن الحقيقة.
تقول الأسطورة أنه في أحد الأيام سأل أحد الأشخاص عرّافة معبد دلفي عن "أكثر الناس حكمة في اليونان". وقد أجابت العرّافة بأنه "سقراط". وعندما سمع سقراط بذلك، خرج يسأل الناس عن الأشياء التي يعرفونها، وقد استنتج فيما بعد أنّهم جميعهم يدّعون المعرفة في أمور هم لا يعرفون عنها شيئاً. لذلك فقد توصّل سقراط إلى حقيقة أنه كان أحكم الناس، بما أنه قد عرف بأنه لا يعرف شيئاً، بينما الآخرون اعتقدوا بشكلٍ خاطئ بأنهم يعرفون كل شيء.
لطالما كان يُنظَر إلى سقراط كنسخة علمانية ليسوع المسيح لأنه أدين بسبب تعاليمه، وعندما تمّ تخييره بين الموت أو ترك عمله، اختار الموت. (بالرّغم من أنّ سقراط كان له العديد من الأتباع المخلصين، أهمهم أفلاطون، إلاّ أنه كان له أيضاً أعداء كثر ذوي مراكز عالية) وقد تمّ تخليد موته البطولي على يد الفنّان الفرنسي الكلاسيكي والمُحدَث الشهير "جاك لويس دافيد Jacques Louis David". ففي لوحة دافيد (موت سقرط) سقراط يستحمّ بنور الشمس، ويقبل كأس السّمّ "الشوكران" من مرافق حزين، ويواجه تلميذه أفلاطون الذي يجلس عند قدميه، مشيراً إلى السّماء وكأنه يقول: "الحقيقة هناك في الأعلى".
في الواقع، نحن لا نعرف سوى القليل عن سقراط الحقيقي. علاوةً على ذلك، نحن غير متأكّدين من أقواله بما أنه لم يدوّن أيّاً من أفكاره. وكلّ ما نعرفه عنه جاءنا في أغلبه عن طريق تلميذه أفلاطون، الذي كتب محاورات جرت بين سقراط والعديد من السفسطائيين والأثينيين. ومن الصّعب القول عن مدى دقة أفلاطون بتصويره لسقراط. فهناك أوقات يبدو فيها من الواضح أنّ أفلاطون يضع الكلمات في فم سقراط من أجل التعبير عن رأيه الخاص.
لا يتمّ تذكّر سقراط عادةً بأقواله، بل بتعالمه. فطريقته الشهيرة تضمّنت طرح أسئلة حول طريقة تفكير الآخرين, ومن خلال متابعة طرح الأسئلة، كان قادراً دائماً على كشف الثغرات في أفكار الأشخاص الآخرين.
إنّ الطريقة السقراطية في التعليم من خلال طرح الأسئلة انطوت على شكل مبكّر لما كان يسمّيه الإغريق القدماء باسم "الديالكتيك أو الجدل": المناورة بين الأفكار ووجهات النظر من أجل رؤية كيف تصمد الأفكار. وكما أشار أرسطو منذ سنوات عديدة، فأسلوبه كان بمثابة أولى الطرق المنظّمة للمنطق. كان سقراط يبحث دائماً عن الثبات أو التناقض بين المقترحات.
لم يكن اهتمام سقراط بالتعريفات definitions منطقياً فقط، بل كان أخلاقياً أيضاً. وكان ذلك مهمّاً بشكلٍ خاص في المحاورات التي كان يخوضها مع السفسطائيين حين كشف عن خداعهم على حقيقته. فقد يدفعهم إلى قول شيء محدّد حول أحد المفاهيم كما يتمّ تقديمه في حالة معيّنة، ثمّ يجعلهم يقولون شيئاّ معاكساً حول نفس المفهوم لكن في حالة مختلفة تماماً. وفي هذه الحالة، فإنه يكشف زيف معاييرهم المزدوجة.
أحياناً يُقال عن سقراط بأنّ فلسفته تدور حول تحطيم أفكار الناس الآخرين أكثر من زرع أفكاره الخاصّة. وبعد أن انتهى من محاربته للسفسطائيين، أصبحت الفلسفة تتخلّلها مساحات فارغة واسعة جداً منتظرة مجيء أفلاطون ليملأها.
من ناحية أخرى، يقال أنّ والدة سقراط كانت تعمل قابلة، وقد قال في أحد الأيام أنّ عمله يشبه عمل أمه، إلاّ أنه لا يولّّد الناس، بل يولد الأفكار في عقولهم.
وبالرّغم من ذلك، ترك سقراط أساساً ممتازاً ليبدأ منه أفلاطون في بناء فلسفته الخاصّة. فقد جذب الانتباه إلى أهمّيّة علم المنطق والجدل وثبات المصطلحات. كما أنه وضع مثالاً أخلاقياً هاماً، ومات في سبيل قضيّته الفلسفية.
ثمّ إنّ سقراط لم يكن مجرّد كرة تحطيم فلسفية، بل كان بنّاءً أيضاً. فقد كان يحترم الحرفيين من أهل أثينا الذين صنعوا أشياء ونظر إليهم كنموذج للحكمة. فقد رأى الحكمة كمهارة عمليّة مرتبطة بأعمال الطبيعة. على عكس السفسطائيين، فقد آمن أنّ القوانين الإنسانية يجب أن تعتمد على العالم الواقعي. كما أنه آمن بالفكرة التي تقول أنك من أجل أن تضع قوانين جيّدة عليك أن تتمتّع بخبرة عملية ممتازة. فقد رأى السياسة كفنّ لا يجب أن يمارسه أحد إلاّ أولئك الذين يعرفون كيف يمارسونه بطريقة صحيحة، وشعر بأنّ هؤلاء الذين لا يعرفون كيفية ممارسة فنّ السياسة بشكلٍ صحيح عليهم أن يبقوا بعيدين عنها. فهو لم يكن متفقاً مع الديمقراطية.

يتبع...

[1] محاضرات في تاريخ الفلسفة: هيغل



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة الرابعة)
- الفلسفة لجميع الناس...(الحلقة الثالثة)
- الفلسفة لجميع الناس (لحلقة الثانية)
- الفلسفة لجميع الناس (الحلقة الأولى)
- فيروس العقل: ليس مجرد كتاب
- من الإنجيل إلى الإسلام: مقابلة مع كريستوف لوكسنبرغ
- حدذ الرّدّة وحقوق الإنسان... ابن الورّاق
- الإسلام والإرهاب الفكري... ابن الوراق
- الحور العين، وما أدراك ما الحور العين؟!... ابن الورّاق
- العار في الإسلام: نزع حجاب الدموع... ابن الوراق
- تهافت المقال: مقالة محمد علي السلمي أنموذجاً
- الحوار المتمدن... إلى أين؟
- منكر ونكير: ملكان أم شيطانان ساديان؟!!
- هل علم النفس -علم-؟
- الدر المعين في معرفة أحوال الشياطين!!!؟
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الرابعة)
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الثالثة)
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الثانية)
- هذا هو ردي
- ما العدمية؟


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم جركس - الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة الخامسة)