أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - وجوه الشرف















المزيد.....

وجوه الشرف


زيتوني ع القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 17:30
المحور: الادب والفن
    


وجوه الشرف
ترجمة: زيتوني ع القادر
وجدت نفسي وجها لوجه مع عمتي.
لم يكن في وسعي تجنبها.
كيف يمكن لي ذلك؟
لم ارها من مدة..كانت تتردد كثيرا على منزلنا و في كل زيارة تلح على رؤية
افراد الاسرة كاملة ..
اعترف ان وجودها يزعجني..لقد كانت دائمة الانتقاد لكل الحاضرين وخاصة
امي فقد كانت ضحيتها الاولى... تلح عليها دائما ان تكون زوجة امعة لابي
وان تخدمه خدمة العبدة لسيدها.. تلح على ذلك لدرجة ايمانها بان ذلك حقها
بحجة انها رات الشمس قبله-اخيها-ولن تقبل مناقشة قراراتها فهي ترى ان
امي لا تحترم اخيها كما ينبغي ورغم ان ابي كان في الاربعين.
91
فلما اراه يعترض ابدا مع انه يملك تجربة وقادر على ملاحظة أي اهمال من
قبل امي. مما ترك مجالا لتمادي تدخل عمتي. فقد الحت على العناية باخيها
كعنايتها به يوم كان صغيرا في اسرته.
هل هذا ممكن؟
هل يعقل ان تعامل امي زوجها-ابي-بالطريقة التي كان يعامل بها صغيرا في
اسرته؟؟
هل هذا ممكن؟
اعتقد جازمة ان عمتي كانت تهذي وانا متاكدة انها لا تعامل زوجها بما تنصح
به الاخريات.
هل تقبل ان تعاملها زوجة اخ بالمثل؟
كيف تسمح لنفسها بفرض ما لا تقبله على الاخرين؟
امر عجيب..كنت دائما اتامل ظلم الحياة...ووصلت الى نتيجة انها معقدة تعقيد
طبيعة الانسان ذاته؟
كانت عمتي تلح على اقتراب امي منها لتعلمها الطبخ, معتقدة انها تملك كامل
الحقوق في التصرف بشؤون منزلنا..انها المصاهرة التي تهب كل الحقوق لها
بشكل عادل او خاطيء.
هل تعرفون هذا؟
92
من حسن الحظ ان عماتي الاخريات كن مختلفات مما جعلني اطمئن من
كوابيس الزواج ومخلفاته..
لقد كانت تصرفات عمتي مزعجة والسبب كما افهمني احدهم لاحقا هو نتيجة
ارتدادات المهر؟؟
المهر مشكل اخر للنساء..مشكل اخر يضعهن في حالة خوف مستمرة وتبعية
دائمة مما يقلب اوراق حياتهن.
كم هو عدد النساء اللواتي يعانين من تبعية المهر؟؟
الارامل يعاملن معاملات سيئة بسبب التقاليد , الاعراف وايضا باسم المهر.
المتزوجات ايضا يعانين الظلم باسمه...في مجتمعنا يعد عدم تقديم مهر مس
بشرف المراة والاسرة.
كيف يمكننا تجاوز هذا؟
هل يعقل ان يقترن شرف امراة بمهر؟ ولكن ماذا في وسعنا فعله اذا كان هذا
مرتبطا بالعادات والتقاليد في الزواج وطقوس الترمل؟ وهل يمكن –كما يقال –
قبول الكلب ورفض بقه؟
مهما كان هل توجد امراة لا تريد الخير لاسرتها؟
هل هناك امراة ترغب في تلطيخ شرف اسرتها؟
لما افهم؟؟
93
-من اين انت عائدة؟ قالت عمتي في نبرة تعال.
قبل الاجابة
فكرت ان اسر لها بانها مزعجة وانني امقت تصرفاتها وانها تسلب العالم كله
من حريته ولكني اجبتها بهدوء:
-انا عائدة من حفل احتفال بيوم المراة.
صاحت:
-ماذا لقد نقلت لك امك فيروس الشقاء وقلة الحياء..الاحسن لك ان تتعلمي
فن الطبخ بدل من وضع نفسك في حرب مع الرجال.. واذا كنت ترغبين
مستقبلا في رجل فمن الاحسن الانصياع لنصائحي.
اخرجتني كلماتها القاسية ونصائحها المستهلكة من تحفظي..كنت متاكدة انها
غير مبالية بشعوري ولكنني قررت الكلام....فالكلام نوع من التنفيس وشكل
من الحماية كما تقول امي:
امام وضعيات مشابهة لا بد من ايجاد طريقة للمواجهة.
وقد حفظت الدرس جيدا..فمثل عمتي-سالا-الكثير ,الخالدات في اعطاء
دروس لا يطبقنها , ومع ذلك يتقنصن ما يبدو لهن هفوات في حياة
الاخرين ليجعلن منه مسائل تقتضي التدخل فيدمرن الاحلام وينشرن السلبيات
ولا شيء يرضيهن من الاخر...
94
مثل امي اروض الكلمات المدمرة لعمتي ومثيلاتها ممن يحاولن تقزيمنا
وخلبطة عقولنا فحرق اعصابنا.
-ما دخل امي في المسالة؟
-امك ايضا منخرطة في حكاية النساء اللواتي يطالبن بهذا الذي يخجل ان
يقال...امراة متزوجة يجب ان تعتني ببيتها, بدل اللهاث وراء هذه
الخزعبلات..انها لا تشرف الاسرة...انها وصمة عار..
لم استطع السكوت وتركها تعامل امي هذه المعاملة..لقد كانت تملك طريقة
خبيثة في اثارة مواضيع حساسة تدفعني دفعا للرد..كيف يمكن مجاملتها وعدم
توضيح الحقيقة..؟.لقد كانت داهية في محاولاتها خلخلة الاوضاع داخل
الاسرة.
-لم تقصر امي في واجباتها الاسرية يوما.
-كيف ترضى ام ان تنغمس في نشاطات لا تشرف زوجها؟
-ما هي ه...؟
-تريد ان تتساوى مع زوجها؟ يجب ان يفصل اخي في هذا الامر ويضع حدا
لهذه المهزلة.
-انا التي كنت بالمدرسة مع اصدقائي كمشاركة في فعاليات ضرورة تحسين
اوضاع المراة وليست امي.
95
كنت الح على توضيح الامر وبما ان هذه المتحجرة كانت تملك دائما قدرة
خلق مبررات للرفع من درجة اهانتها امي فقد قررت ان افوت عنها الفرصة.
-كان على امك ان تعلمك الطهي بدل..
-لا يمكن المشاركة في نشاط واعداد الطعام في ان واحد؟؟؟
-ان الرجال لا يحبون النساء الراغبات في الحرب ضدهم؟؟؟
-انها ليست حرب ضد الرجال ولكنها مطالب من المجتمع بان يلتفت الى
نصفه.
-ان الرجال ليس لهم نفس المفهوم لمطالبكن...ساتكلم مع ابيك..ان زوجي
حازم في المسالة. فبالنسبة له الخيار يجب ان يكون بين الزواج او المطالب.
كانت تتكلم عن زوجها كما انه لسان كل الرجال...ومهما يكن فاني لم اجد
علاقة بين المشاركة في تلك النشاطات وامكانياتي في الطبخ..
من الممكن جدا ان اكون طباخة ماهرة ومناضلة من اجل حقوق المراة اين
المانع؟
96
وتابعت متوجهة الى جدتي:
هناك سوء نيات كثيرة في موضوع النساء المطالبات بحقوقهن ,يجب توضيح
ذلك,ان المراة المناضلة من اجل حقوقها ليست ضد الرجل,..انا اؤمن بقضية
المرأة, اعتقد ان النساء يجب ان يتمتعن بحقوق اكثر في المجتمع..لي اهتمام
كبير بهذه القضية المقدسة,,وانا لست ضد الرجال..ان النضال لم يكن ابدا
عائقا للحياة الزوجية..كل هذه الادعاءات هي من اجل تثبيط العزائم ولا يجب
الانهزام..يجب مواصلة المسيرة..فبفضل هذا النضال تمكنت المراة من التعلم-
مع ان هذا كان يعتبر من المستحيلات فيما مضى- يجب النضال من اجل
حقوق المرأة.. و هذا لن يتحقق في يوم وليلة فالمهمة شاقة...
اتصور رد عمتي , لكن لا احد يحرمني من التفكير الحر.
هل كانت حقا عمتي تعي ما تقول؟
هل كلماتها ثمرات التقاليد والجهل ام شظايا ايعازات زوجها؟
من يعرف؟
97
ولكن يجب ان لا نسكت..ان طريق الحرية لا زال طويلا..فحتى النساء في
حاجة الى تحسيس اكثر بالقضية فبعضهن.. لا زالت متحفضات امام المسالة..
فشرف العائلة المغلوط يدفعهن احيانا كثيرة الى تكبد تضحيات جسام.. ان
ارتددات التقاليد تكون دائما كثيرة وكبيرة.
ولكن مالعمل لتوضيح الكثير من التناقضات التي تخلط بين الروحي والحركي؟
كيف ننجح في في ايجاد الاجابات المقنعة لوجوه الشرف العديدة دون ترك
ريشات في الطريق؟؟؟؟
Ghislaine Sathoud



#زيتوني_ع_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامل الاخير
- وشوشوة الجدران
- امومة
- جهنم الطرف الاخر من الحدود
- نهاية الطغاة
- هموم قزحية التقاطع
- الصقيع
- من ذاكرة الهنود الحمر
- هذه المدينة التي صفعتني
- قصة
- اخبار عاجلة
- نائب الفاعل
- ندى
- انتم
- قصة: قصة قصة
- انتهى الدرس يا غبي


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - وجوه الشرف