أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سليم سوزه - هل هناك فعلاً شعبية كبيرة لحزب البعث؟














المزيد.....

هل هناك فعلاً شعبية كبيرة لحزب البعث؟


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 12:45
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


كثيراً ما نسمع ذلك السؤال السخيف والسمج الذي يسوقه المتباكون على حزب البعث تحت شتى الذرائع، ويقولون اذا كانت الاطراف السياسية الحاكمة في العراق تقول بان الشعب العراقي لا يريد البعثيين ولايؤيدهم بسبب اجرامهم وظلمهم، وان البعث قد انهار وولّى من البلاد الى غير رجعة، فلماذا اذن يخافون ويرتعبون من مجرد اسم البعث ولا يدعوه ان يشارك في الحياة السياسية العراقية طالما هي ديمقراطية والرأي فيها رأي الناس؟؟

رغم ان السؤال لا يستحق الرد بصراحة فضلاً عن كتابة مقالة، لكني ارتأيت ان اوضح شيئاً للناس وليس لمروّجي هذا الاستفسار المغرض، اذ انني على يقين بانهم يعلمون الاجابة جيداً لكنهم يعمدون الى التشويه والتلاعب بالالفاظ ابتغاء الفتنة وابتغاء التأويل ليس الاّ، بل وخلط الحابل بالنابل على هذا الشعب المسكين. فهي كلمة حق يراد بها باطل.

ان عملية اجتثاث البعث ومنعهم من المشاركة في الحياة السياسية لهي اولاً عملية اخلاقية ضرورية تقرّها قيم العدالة الانسانية والضمائر السوية التي تنحاز للمظلوم وتنتصف لحقوقه المغتصبة طوال سني حكم تلك العصابة .. وثانياً الم تكن فترة ال 35 عاماً كافية لاثبات بان البعث منظمة اجرامية عنصرية طائفية سحقت بلد باكمله وشرّدت ابناءه؟
اما ثالثاً ان كان ثمّة مَن يدعو بخبث او حسن نية اعطائهم الفرصة ثانية ً من باب انهم لا يمتلكون شعبية كبيرة وسوف لن يؤثروا في الخارطة السياسية القادمة، فاقول لهم ان اربعة انفار من هذا الحزب العنصري يكفي لسحق آمال الاغلبية برمتها، خصوصاً اذا ما كانوا هؤلاء الاربعة مدعومين من انظمة عربية واقليمية تريد ارجاع المعادلة السابقة ولو بمليارات الدولارات، ولا ننسى كيف قاموا بانقلابهم في شباطهم الاسود وهم اربعة وكيف بعدها صفى حرامي الليل ثلاثة منهم ليكون هو الواحد الاوحد لهذا الحزب، بل وللبلاد باكملها، حيث اذا قال فقد قال العراق برمته.

عملية الانقلاب على اي شرعية وفي اي دولة في العالم لا تحتاج لعدد كبير من الانصار بل فقط لاموال سخية تغري الحاقدين والموتورين وما اكثرهم!

تبقى (رابعاً) ولعلها الاهم انطلاقاً من مقولة القانون لا يحمي المغفلين، لماذا اصلاً يجازف العراقيون بقرار السماح للبعث بالعودة من جديد حتى لو كان حجمهم بسيط في المجتمع؟ هل من سبب مهم لذلك؟ وهل سيعطينا المتعاطف مع (ملائكة) البعث ضماناً بانهم سوف يحترموا الاغلبية السياسية ونظام حكمهم ودستورهم اذا ما وصلوا الى سدة الحكم فرضاً؟! هل من ضمانة عقلائية لذلك؟
نعم .. سمحنا لهم بالدخول في الانتخابات القادمة، لكن كيف سيكون باستطاعتنا ان نميّز بين البعثي النظيف (ان كان في البعث نظافة) والبعثي (الصدامي)؟ ما هو المعيار الذي سيفصل بين هذا البعثي وذاك الصدامي (على فرض وجود فرق بين الاثنين)؟ هناك مَن يقول يجب ان يقسم البعثي بالبراءة من بعثه والولاء لدستور البلاد وعمليته السياسية اذا ما اراد الانخراط في الحياة السياسية المدنية!!
عجباً لهذا الطرح؟ هل القسم يكفي مع هؤلاء؟!
هذه نكتة اخرى للاسف بتنا نسمعها من السياسيين هذه المرة وليس فقط من المغفلين وطيبي القلب.

البعث مؤسسة اجرامية متلونة تلبس كل لبوس وتتقنع بمختلف الاقنعة كي ترجع حاكمة من جديد على مقدرات البلد، وان اي تراخي او تساهل في عملية اجتثاثهم من المجتمع سيجعل عودتهم محتملة وربما بعنواين جديدة هذه المرة، اذ ان القضية قضية فكرية وليست متعلقة بافراد وطالما هناك فكر شوفيني يؤمن به هؤلاء البعثيون، ليس من المستبعد ان تفرخ ماكنتهم العنصرية اشكال واسماء جديدة.
ومما لاشك فيه ان الشعور الطائفي المحبط لدى بعض الطوائف نتيجة ً لخسارتها مواقعها المهمة سيجعلها تنتخب ليس فقط البعثيين بل الشيطان نفسه اذا كان واقعاً في خانة عدو عدوي، وهو الخيار الذي يلوّح به بعضهم علناً دون استحياء او خجل مما فعلته زمرة البعث الاجرامية في تلك الفترة.
فهل هناك عاقل يتسامح باعطاء عود ثقاب لطفل صغير وهو في حالة عصبية آنية ينوي حرق الجميع بمَن فيهم نفسه تمرداً وعناداً؟

وهل ياترى الناس مستعدة ان تعثر بالحجر مرتين؟ ولماذا اصلاً نضع حجراً في طريقنا.
علينا ان نركل كل الاحجار من هذا الطريق ونعيدها لتلقم افواه واضعيها.

كل ما علينا فعله ان نغلق الباب امام البعثيين وانصارهم ومحبيهم ومؤيديهم وجيرانهم ومَن سمع حديثهم ومَن سكت عن جرائمهم ومَن حنّ لعشرتهم ومَن سلّم على عضوهم حتى لو كانوا هؤلاء ثلثي سكان العراق على سبيل النكتة .. فالنجاة مع الثلث الآخر.




#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد خذلتنا جميعاً ياطالباني
- فلنتعلم من السودان جميعنا
- عبد المهدي يلوّح بانتهاك الدستور بعد الانتخابات القادمة
- لابد من بيروسترويكا عراقية
- الحل الامثل هو تقسيم العراق طائفياً وقومياً
- امبراطورية بولان ستان
- علاوي بين الحكيم والمالكي
- وقفة مع المفكر الايراني الكبير عبد الكريم سروش
- الى اوباما الرئيس
- نقطة لم توضّح جيداً في الاتفاقية الامنية
- ما لم يظهر في سلوك مثليي الجنس
- المقدس وخطر انهيار المعنى
- اين حريتي
- ليست ولاية الفقيه في مأزق تاريخي بل الحوار المتمدن
- هل فشل الاسلام في ايران؟
- النظام الاسلامي في ايران والثورة الخضراء
- الى دولة رئيس الوزراء ووزير المُهجّرين المحترمين
- وَحدَه أدونيس يُلهمني
- الى الحركة الشعبية لاجتثاث البعث، البعثي بعثي ولو طوّقته بال ...
- معسكر اشرف يُطيح برأس الربيعي


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سليم سوزه - هل هناك فعلاً شعبية كبيرة لحزب البعث؟