أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد مرساوي - قشرة البرتقال/28-االبصيرة في مواجهة الإفلاس














المزيد.....

قشرة البرتقال/28-االبصيرة في مواجهة الإفلاس


حامد مرساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 10:44
المحور: الادب والفن
    



"ما العمل؟"التساؤل لا صلة له بلينين ولا بفشل ثورة! ولو بأحد المعاني، كانت عقدة مولاي يعقوب في الرابع عشر من دجنبر 2009 بمثابة فشل ثورة 1905. عندما انعقد مجلس العائلة وكانت خطة الجبهة المضادة محبوكة لعدم إعطاء الفرصة للقفز نحو تقليص المرحلة الانتقالية، أحست بل أدركت سعاد أنها رجعت إلى الوراء.
وبالمناسبة سعاد عبقرية في شيئين ينجلي الموقف أمام ذهنها بوضوح وبسرعة متناهية، ثم الشيء الثاني وهو التعبير الواضح عن الخلاصة التي تتجمع في فكرها. لذلك تسهل معها العلاقة وتتقوى لهذا السبب. بحيث تعي نفسك رفقة شخصية ند. وبذلك، تؤنسك وتحس أنها معك على طول وعرض همومك. وبفضل ذلك، من الصعب التفكير في ما تذهب إليه أحلام مستغانمي من كون النسيان حليف الرجال. لا يمكن لحب العمر كله، مضاف إليه كل تلك الرجاحة في العقل والجرأة والتصميم المرفوق بالتخطيط، أن لا تتصورها حالة نادرة من قوة النساء.
وبسبب التآكل الحاصل في النفسية والمعنويات الفردية المباشرة، تحس لما مضى ولما استجد كأنها هبة من الكون، بحيث يصبح الحظ الذي فتح باب اللقاء حالة نادرة من الحظوظ. بلا نقود ولا مأسسة ولا حرص على التملك، لكن الجانب المعنوي أخاذ في هذه المرأة الفذة. أنا لا أجامل امرأة بقدر ما تحبني تؤرقني بعنادها الجميل. لكن كيف تجاملها وهي لا تترك لك تراكما مواربا ينحو بك نحو المجاملة. هي صدامية في طبيعتها وفي مزاجها. لكنها من النوع الذي لا يستحيي من نفسه ليصرح أنه أخطأ. من هذه الزاوية فهي مرة اخرى عملة نادرة. هل أصرح أنها محظوظة معي! الذين يعرفونني دون أن يعرفوها يعتقدون ذلك. لكن تنقصهم المعاينة لما تمتلكه سعاد من كل ما يجعل العقل راجعا والشخصية ندية بلا أدنى اعتبار. نعم قد يلمس أحد أن الأمر يستدعي التسلح بالنظرية "الصحيحة" حتى تكون الممارسة "صحيحة" وفق الديالكتيك المأثور بصيغة ليس هنا مجال استخدامها. لكنني أجزم أنني محظوظ معها.
إنها منجم لا حد لغناه من التجربة. المعاناة والمعاينة لأكثر من ميدان. والمبادرة في جميع الأحوال. أنا أعلم أن فلسفتي تساعدني على تقديرها حق قدرها. على شاكلة أحد أبناء الطبقة الغنية الذي اصطحبه معه أبوه إلى حيث تسكن عائلة فقيرة في وسط فقير. ثم استفسر الأب ابنه بعد الرجوع ليستخلص من تصريحات ابنه كيف استوعب معالم الفقر التي عاينها. فإذا بالابن يأتي بفكرة مقلوبة بالمقارنة مع الحكم المسبق والنمط الجاهز حول الغنى والفقر لدى أبيه! بحيث عدد له، لدى هؤلاء الذين يعتبرهم أبوه فقراء، مظاهر الحرية والتضامن والاعتماد على النفس في انتاج الحياة في الطبخ والكنس والتسوق، وانفتاح أفق المكان بل امتلاك كلاب عديدة مقارنة مع كليب وحيد بئيس وفق النظام الصارم للعيش وحرص كئيب ومرضي على النظافة.
هذا التقابل بيني وبين الطفل الذي يقدر الغنى حيث يعتبر المحنطون الأمر ركام من البؤس، جعلني أمتلك نفسي قبل أن يفكر أحد في تملكي واستعبادي. فكانت فرصة أخرى للإفلات من الاستيلاب. بل العودة إلى الجدور بكيفية عضوية وعملية وفلسفية أيضا، دونما التقيد بنمط معلب وفق وصفة مسبقة مقتبسة للعيش المصبـّر.
هي فقط لم تستوعب الطفل الكامل بل والمسيطر على كياني. بجانبيه: الجانب الايجابي، الحريص على الانضباط والتلاؤم مع الأم. والجانب السلبي في الطفل القاضي بمستلزمات الرعاية.
كانت الأزمة الطفيفةالتي ثقلت موازينها وصارت ـ أو كادت ـ بنا نحو هاوية القطيعة المفاجئة. ولأننا على أتم الوعي بحرص الطرف الثاني على التقدم نحو علاقات أفضل مما مر عبره عمره، بقدر الحدة في وصف المواقف المتناقضة من حيث النظر والتفسير، بقدر البصيرة التي تواكب الأزمات من الطرفين. مما يترك الأزمات عملية حشد للبصر ومختلف الحواس لتقوية الحذر في ما يلي من زمن المعاشرة.
بهذا المعنى، تبقى العلاقات الثنائية مشرقة. لأن الحزن والبؤس ونسبة اليأس لحظة الأزمة، لا تفسد للحب قضية. مما يجعل الفينق وهو خارج من تحت رماد الأزمة، يبدو نظيفا بلا خسائر رمزية ولا اعتبارية. فالاحترام لا ينقص. والأصل في ذلك، كل واحد من الطرفين يحترم نفسه أولا. ثم يحرص على تقديم حصته من الوضوح في الرؤية. فيستمر الحوار ولو عاصفا. لا يسد باب الحوار. وهو ما جعل العلاقة تكون من أنضج حالات الحب المهدد بالبرود. والتجربة تؤكد أن البرود لا يقترب من هذا الحب لا من أمامه ولا من خلفه.
وحدها النقود ستطوق خناق الأزمة من حول العاشقين. فقد نضبت كل الإمكانيات أو لنقل أغلبها. كل المصادر استنزفت واستهلكت. لكن الحب قادر على خلق المعجزات. فهل نجد أنفسنا مع الإفلاس المالي في ضعف عاطفي وعقلاني؟ في تلك الحالة سنغني مع جاك بريل مرة أخرى:
Quand on a que l’amour !



#حامد_مرساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قشرة البرتقال/27- سحابة تخفي القمر الرابع
- قشرة البرتقال/ 25 قبيل انتهاء المسرحية
- قشرة البرتقال/ 26 إسدال الستار
- قشرة البرتقال/ 24 سمك الحب في بحر الحرية
- قشرة البرتقال/ 23 تجاوز عقدة مولاي يعقوب
- قشرة البرتقال/ 22 الاثنين الحزين
- قشرة البرتقال/ 21 الشبيهة
- قشرة البرتقال/ 18 بارد وسخون آمولاي يعقوب
- قشرة البرتقال/ 19 طعم المرارة اللذيذ
- قشرة البرتقال/ 20 عجينة البؤس وخميرة الحب
- قشرة البرتقال/17 توازنات ما بعد 7 دجنبر
- شرة البرتقال/ 16-3، الرسائل
- قشرة البرتقال/ 15 1, رسائل
- قشرة البرتقال/ 14 شعاع الجسد
- قشرة البرتقال/ 13 صور باللون الرمادي
- قشرة البرتقال/ 12- كما في الحلم، في الحياة
- قشرة البرتقال/ 10 شرنقة وعذابات
- قشرة البرتقال/ 11 حالة حب في المشرحة
- قشرة البرتقال/ 9 الإقبال على الحياة
- قشرة البرتقال/ 5 تسميم الحلم


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد مرساوي - قشرة البرتقال/28-االبصيرة في مواجهة الإفلاس