أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عادل بشير الصاري - معاناة أستاذ مادة اللغة العربية














المزيد.....

معاناة أستاذ مادة اللغة العربية


عادل بشير الصاري

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 01:20
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يلقى أستاذ مادة اللغة العربية من عناء تدريسها وإفهام قواعدها ونصوصها للتلاميذ والطلاب ما لا يلقاه أستاذ مادة أخرى ، وثمة أدباء وشعراء معاصرون درَّسوا هذه المادة في المراحل الأولى والمتوسطة ودوَّنوا تجربتهم معها في نصوص أدبية شيقة ومعبرة .
من هؤلاء الأدباء والشعراء الشاعر الفلسطيني إبراهيم عبد الفتاح طوقان (1905م ـ 1941م ) شقيق الشاعرة المعروفة فدوى طوقان التي ذكرت في مقدمة ديوان أخيها أنه زاول مهنة التعليم سنة واحدة فقط ، وأنه في الأصل لم يكن يرغب فيها ، ونقلت عنه قوله (( إنه لا يستطيع أن يتصور نفسه معلماً ، فهذا عمل لم يُخلق له وسيكون فيه خائبا لا محالة )) .
لقد صوَّر الشاعر معاناته في قصيدة طريفة عنوانها ( المعلم) استهلها بمعارضة قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي التي ابتدأها بقوله بهذا البيت الشهير :
قُمْ للمعلمِ وَفِّهِ التبجيلا ... كاد المعلمُ أن يكون رسولا
تساءل إبراهيم طوقان بحسرة .. هل يكون مبجلاً من يخالط صغار التلاميذ ؟ .
اقعدْ فديتُك ..هل يكون مبجَّلاً .... من كان للنشءِ الصغارِ خليلا
وافترض لو أن أحمد شوقي جرَّب التعليم ساعة واحدة لا غير لعاش طوال حياته شقيا تعيسا .
لو جرَّب التعليمَ شوقي ساعةً ... لقضى الحياةَ شقاوةً وخمولا
إن المدرس وبخاصة مدرس مادة اللغة العربية يعاني الكثير، إذ تكفيه معاناته مع كراسات وأوراق إجابات التلاميذ ، فرؤيتها تجلب لقلبه الغم والهم ، وتصحيحها قد تصيبه بعاهة العمى .
كم عانى من شقاوة بعض التلاميذ وبلادة بعضهم الآخر، وكم بذل من جهد في إفهامهم قاعدة نحوية بسيطة كنصب المفعول به وجر المضاف إليه ، فكرَّ لأجل تأكيدها وترسيخها في عقولهم كَمَّاً كبيراً من أبيات الشعر القديم وآيات القرآن الكريم والحديث الشريف ، ومع ذلك يٌفاجأ بعد كل ما بذله من جهد بأحدهم حين يكتب يأتي بالمفعول به والمضاف إليه مرفوعين .
لذلك لا عجب أن هذا الأستاذ التعيس يسقط ميتاً بين الصفوف في الفصل ، وهو ما يشي أن الشاعر يرى أن مهنة التعليم تعد موتاً بطيئا لمن يزاولها .
شوقي يقول وما درى بمصيبـتي
اقعدْ فديتُك ..هل يكون مبجَّلاً قُمْ للمعلمِ وَفِّهِ التبجيلا
من كان للنشءِ الصـغارِ خليلا
ويكاد يفلقني ( الأميرُ ) بقــولهِ كاد المعلمُ أن يكـون رســولا
لو جرَّب التعليمَ شوقي ســاعةً لقضى الحياةَ شقـاوةً وخـمولا
حسـْبُ المعلمِ غـمةً وكـآبــةً مرأى الدفاـترِ بـكرةً وأصـيلا
مئةٌ على مـئةٍ إذا هـي صلّـِحتْ وجد العمى نحو العيـونِ سبـيلا
ولو أن في التصليحِ نفعاً يُرتَجـى وأبيك لم أكُ بالعـيونِ بخــيلا
لـكنْ أُصـلِّحُ غـلطةً نحْـويـةً مثلاً واتخـذُ ( الكـتاب) دلـيلا
مستشهـداً بالـغُـرِّ من آيـاتـهِ أو بالحديـث مُفصّـَلاً تفصـيلا
وأغوصُ في الشعرِ القديمِ فانتقي ما لـيس مُلتـبساً ولا مـبـذولا
وأكـاد أبعـثُ سيـبويهَ من البِلى وذويه من أهلِ القــرونِ الأولى
فأرى حـماراً بعـد ذـلك كـلـهِ رفَعَ المضافَ إلـيه والـمفعولا
لا تعجبوا إنْ صـحتُ يوماً صيحةً ووقعتُ ما بين الصـفوفِ قتيلا
يا من يريـد الانـتحار وجـدتـُه إنَّ المعلـم لا يعيــش طويلا
لم يشأ إبراهيم طوقان في قصيدته أن يفكر ويبحث في علة إخفاق أكثر التلاميذ والطلاب في فهم أبسط قواعد اللغة العربية نحواً وصرفاً وبلاغة ، هل السبب يعود إلى طبيعة المادة نفسها ؟ أم في طريقة تدريسها ؟ أم في إعداد المدرس الكفء لها ؟ .
لم يفكر الشاعر في شيء من هذا ، لأنه شاعر مهمته نقل شعوره وأحاسيسه ورؤيته للمتلقي ، وليس من مهمته البحث عن الأسباب والنتائج فهذه مهمة الخبراء والباحثين .



#عادل_بشير_الصاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر حول الدروز والدرزية (2)
- خواطر حول الدروز والدرزية (1)
- تهافت الوهابية
- كَلِّمنا ... أيها المُحيي المميتُ
- عفوا نادين البدير ومعذرة
- من لي بمحاسبة بعض علماء وشيوخ السعودية ؟
- المرأة ...... هذا المخلوق السيء السمعة
- كفاكم اعتداء على الأديان
- لن تبقى طول المدى سيدي
- طلال مداح آخر فحول الأغنية الطربية
- مصر التي لم تعد في خاطري
- المرايا المقعرة الإلحاد والإيمان وجها لوجه
- إسلام بلا فقهاء ولا دعاة


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عادل بشير الصاري - معاناة أستاذ مادة اللغة العربية