أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - خالد يونس خالد - طريق الحرية والسلام في العراق يمرعبر كردستان - القسم الرابع















المزيد.....

طريق الحرية والسلام في العراق يمرعبر كردستان - القسم الرابع


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:30
المحور: القضية الكردية
    


تياران كرديان متوازيان
يوجد اليوم في كردستان تياران إثنان بينهما نوع من التفاهم من جانب ، ونوع من الصراع من جانب آخر . التيارالأول والأقوى : تمثله القيادات السياسية الكردستانية المتمثلة بالزعيمين الوطنيين الكردستانيين مام جلال الطالباني والاخ مسعود البارزاني والتنظيمين الإتحاد الوطني الكستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني ، إضافة إلى بعض الأحزاب الكردستانية الصغيرة الأخرى . أما التيار الثاني فيمثل التوجهات القومية المتشددة التي تتمتع بقاعدة ضمن بعض الأنتلجنسيا الكردية في المهجر ، وبعض التنظيمات الصغيرة الحديثة في كردستان .
في تصريحات الى صحيفة " الحياة " قال عادل مراد العضو القيادي في الإتحاد الوطني الكردستاني بأن "الاعتدال هو السمة البارزة للسياسيين الكرد ". بينما جاء على لسان المسؤولين في الحزب الديمقراطي الكردستاني ، كما ورد في صحيفة (خه بات) لسان حال الحزب المذكور إن "خجلنا من المطالبة بحقوقنا وقيامنا بمجاملة هذا وذاك او تراجعنا عن مواقفنا يعني أننا هزمنا في الحرب القضائية وان علينا ان لا ننتظر بعد اليوم الحصول على اية حقوق في العراق " .
وتضايقت القيادات الكردستانية والشعب الكردستاني من التصريحات العفوية التي أصدرها بعض القوى العراقية المتطرفة مما دفع البرلمان الكردستاني أن يصدر بياناً بخصوص تلك التصريحات اللامسؤولة التي دعت إلى عدم العمل بقانون ادارة الدولة العراقية الانتقالية. وجاء في البيان بأن " قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الإنتقالية الذي وافقنا عليه لا يلبي جميع حقوق الشعب الكردستاني ، وأن موافقتنا عليه علقت قرارات مصيرية بهدف معالجتها في المستقبل ، وذلك من أجل عراق ديمقراطي فدرالي تعددي برلماني، وأن الشعب الكردي إختار الإتحاد الإختياري مع العراق ، وضرورة العمل بذلك القانون وتطبيق جميع فقراتها بما فيها المادة 61 التي تعطي للكرد ضمانا لحمايـة ما حققوه عبر نضالهم الطويل . لذلك فإن إطلاق التصريحات والتهديدات بخصوص الغاء قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية ، وتهديدات بعض الجهات اللامسؤولة تهدف الى الخلافات بين قوميات العراق . وحذر البيان بصراحة ، بأن مثل هذه التصريحات والتهديدات هو كاللعب بالنار ، لذلك يجب الإبتعاد عن مثل تلك التصرفات والحفاظ على المصالح العامة للشعب العراقي . فالبرلمان الكردستاني لن يسمح لاي شخص كان او اية جهة كانت ان تتلاعب بمستقبل ومصير الشعب الكردستاني ، لأن ذلك هو خطوط حمراء " .
وجاء في صحيفة التآخي ، لسان حال حزب البارزاني ، قول مسعود البارزاني: " ليعلم هؤلاء الذين يطلقون بعض التصريحات والتهديدات بأن الشعب الكردي غير مستعد بأي شكل من الأشكال لقبول نظام غير النظام الديمقراطي وان الذين يطلقون التهديدات هم وحدهم يتحملون مسؤولية أي نتيجة تنجم عن تهديدهم". وحملت الصحيفة على المرجع الديني الشيعي الأعلى ، أية الله السيستاني: " لدينا موقف متشكك وحذر من السيستاني منذ البداية، والقوى الاسلامية الشيعية كانت تساند طموحات الشعب الكردي، لكنها بعد أن ذاقت نشوة المناصب قد تخلّت عن ذلك " .
وربما أكثر التصريحات قوة هو ما جاء على لسان صحافة الديمقراطي الكردستاني : " يجب أن يفهم السيستاني بأن ضياع هذه الفرصة (العملية السياسية الراهنة) قد يعني ضياع الكرد، ليس عن طريق الانفصال، واعلان الدولة فحسب ، بل العودة الى الدوّامة القديمة التي لن يستريح فيها أحد، بمن فيهم المرجعية الدينية في النجف ". وفي هذا إشارة صريحة بنية الشعب الكردي وقياداته ، بمن فيهم حمائم السلام إلى خيار الدولة الكردستانية المستقلة . وربما تكون مثل هذه الدولة الضمانة الوحيدة لتوحيد الأكراد ، وجمع صفوفهم على عكس الجهات التي تدعي بإمكانية حرب اهلية بين الأجنحة الكردستانية المختلفة . لأن عوامل الخلاف بين الفصائل الكردستانية في الحاضر تنتفي في حالة تأسيس دولة كردستانية أو التخطيط من أجل دولة كردستانية .

ماذا أعد الكرد لإتخاذ القرارات المصيرية؟
القيادات الكردستانية المتمثلة بالأخوين جلال الطالباني ومسعود البارزاني ، تحاول ممارسة سياسة واقعية ، ولو مرحليا ، بالتعاطي مع الجهات العراقية . لكن هناك سياسيين مخضرمين مستقلين كرد كالدكتور محمود عثمان العضو المسقيل في مجلس الحكم العراقي السابق له رأي آخر ، وهو يقول " لو كنت زعيم حزب كردستاني أو وزيرا كرديا سأنسحبتُ من الحكومة. ان قانون ادارة الدولة العراقية يشير الى حقوق الانسان وحقوق المواطنة وحقوق النساء وفصل السلطات والديمقراطية والفيدرالية واللغة الكردية ... انه قانون جيد جدا ، ونحن نشعر بخيبة أمل لأن قرار الأمم المتحدة لم يتضمنه " .
أما الرجل القوي في الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان البارزاني الذي يترأس وزارة أقليم مركز أربيل ، ويمسك بزمام القوة المالية والعسكرية فيه ، ويحكمه من الناحية العملية فأصدر أوامر سرية إلى قادة البشمركة لإعادة توزيع السلاح عليهم تحسبا لأي طارئ . ويبدو أن ثقة الشعب الكردي وقياداته بالسيناريوهات التي تجري في العراق بدأت تصل إلى أدنى نقطة لها في يونيو/ حزيران من هذا العام ، منذ سقوط صنم ساحة الفردوس في نيسان من العام الماضي . وتجربة إيران الشيعية أمام أنظار الكرد ، ومصير الشعب الكردي الغامض والمأساوي في كردستان إيران ماثلة أمامهم في ظل الديمقراطية المذهبية .

هل المواجهة مع مجلس الأمن أو مع المرجعية الدينية التقليدية؟
توالت الأنباء بأن المواجهة الكردستانية ستكون مع مجلس الأمن . وحاول بعض القوى السياسية الشيعية كالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وبعض الجماعات السياسية الأخرى أن تتملص من المسؤولية لأن الطرف المعني بهذا الموضوع هو مجلس الأمن الدولي والمرجعية الدينية الشيعية . لكن الحقيقة هي خلاف ذلك فقد صرح الشيخ عبد العزيز الحكيم في آذار من هذا العام بتحفظه على قانون إدارة الدولة العراقية ، رغم أنه بعث ممثلا عنه للتوقيع عليه . وقال في حينه بأنه يجب تغيير ذلك القانون . وهذا الموقف مخالف لمواقف الحكيم المؤيدة لحقوق الشعب الكردستاني في مؤتمري لندن 2002 وصلاح الدين 2003. لكن الحكيم والصدر والسيستاني وغيرهم يجدون أنفسهم اليوم في موقع السلطة فيبدؤون يترددون ويتراجعون عن مواقفهم . وهذا ليس غريبا عن الكرد ، فهم لم ينسوا تجربة ديمقراطية إيران الفاشلة بحق الكرد ، وتصفيتهم بأسم الديمقراطية والإسلام .
يريد بعض مسؤولي القوى السياسية الشيعية وضع القيادات الكردستانية في حلبة الصراع مع مجلس الامن والمرجعية الدينية المتمثلة بالسيستاني، وهو موقف يجعل الكرد في مواجهة مع عامة الشيعة الذين يفتقدون للرؤية السياسية ، وهم يوقعون على بياض ما يقوله المرجع الديني الأعلى . لكن المرجعية الدينية للشيعة هي ليست مرجعية دينية أو سياسية للشعب الكردستاني أو الشعب العراقي كله . حتى أنها ليست المرجعية الأعلى للشيعة العلمانيين أنفسهم ، لأن الشعب الكردستاني لا يستلم الأوامر من مثل هذه المرجعيات ، إنما يرسم سياسته ما تملي عليه مصالحه وضميره . ولا أعتقد بأن القيادات الكردستانية ستتردد أن تتخذ مواقف صارمة ضد أية جهة تسلب من الشعب الكردستاني حقوقه . إنه نفس الشعب الذي قاوم السلاح الكيماوي وحملات الأنفال ، وسياسة محو الشخصية القومية التي إنتهجها نظام صدام حسين . والشعب الكردي وقياداته هي نفسها التي واجهت سياسات الشاه الإيراني المقبور ، وسياسات الشاه تحت العمامة ، وسياسات البعث وصدام الفاشية ، وستواجه سياسات من يريد ان يمارس مثل تلك السياسات . فالحقيقة هي " أن تكون أو لا تكون " ، كما رفع الشعب الكردي شعاره التاريخي الخالد "كردستان يان نه مان" أي كردستان أو الموت .

الطريق إلى الحرية والسلام في العراق يمر عبر كردستان
الطريق إلى الحرية والسلام في العراق يمر عبر كردستان العراق، لأن القضية الكردية كانت دائما عامل ضعف وإمتصاص للقوة العسكرية والأمنية والإقتصادية العراقية، كما أنها كانت عاملا مساعدا ومباشرا للتدخلات الدولية في العراق. وكانت كردستان في فترات متفاوتة المنطقة الآمنة للقوى المعارضة للسلطة المركزية. وقد ساهم عدد كبير من العناصر اليسارية والليبرالية والدينية العربية في نضالات الشعب الكردستاني من اجل الحرية. كما أن الطريق إلى السلام يمر من بوابة الديمقراطية، وممارستها، بالإعتراف بحقوق الإنسان، وحق الجميع في الحرية على أساس العدالة والمساواة بعيدا عن الشوفينية والعنصرية والمذهبية.
من الصعب إعتبار العراق أفغانستان آخر، ومن الصعب أيضا إعتباره كإيران الإسلامية على النموذج الشيعي لسبب بسيط، وهو أن نفسية الإنسان العراقي في ظل الفسيفساء القومي والطائفي والتعددي السياسي، تواقة للحرية، لكن الإشكالية هي فقدان الممارسة الديمقراطية والتجربة الديمقراطية، ومن هنا تأتي المخاوف. يجب على عناصر قيادية كثيرة فهم الديمقراطية من خلال قراءة التاريخ العراقي عن وعي، فالوعي بالتاريخ، والوعي بالنكسات التي مر بها العراق، والوعي بحضارة العراق التي حاول صدام حسين أن يفسدها، والوعي بالهزيمة وسياسات البعث الهمجية، والوعي بالتجارب الديمقراطية الفاشلة لبعض دول الجيران كافية لإعطائنا درسا من أن العنف والإرهاب والظلم والقهر والحرب لن تحل أية مشكلة عراقية. على العراقيين أن يفهموا من أن العراق يتكون من شعبين إثنين، الشعب العربي، والشعب الكردي، إضافة إلى الأقليات القومية الأخرى من تركمان وآشوريين وكلدان وسريان وطوائف دينية أخرى غير المسلمين السنة والشيعة، من مسيحيين وأيزيديين ومندائيين ويهود وغيرهم. ولكل هؤلاء الحق في أن يعيش بحرية وأمان وإستقرار على قدم المساواة. أما الذين يحاولون زرع الفتن والأحقاد، وينكروا على الشعوب والأقليات حقوقهم فلن يكون لهم مكان في عراق الحضارة إذا أردنا أن تكون فعلا عراق الحرية والسلام لكل العراقيين في إتحاد إختياري ديمقراطي فدرالي تعددي برلماني .



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الحرية والسلام في العراق يمرعبر كردستان - القسم الثالث
- طريق الحرية والسلام في العراق يمر عبر كردستان- القسم الثاني
- طريق الحرية والسلام في العراق يمرعبر كردستان - القسم الأول
- قراءة ديوان - أشعار منفية - للشاعر العراقي فوزي إبراهيم
- إشكالية الهروب من الحرية في عراق مابعد فضيحة أبو غريب 2-2
- إشكالية الهروب من الحرية في عراق ما بعد التحرير 1-2
- مقدمة كتابات في القضية الكردية والفدرالية لزهير كاظم عبود
- فلسطين وكردستان والعراق صراع من أجل السلطان 2/2
- فلسطين وكردستان والعراق صراع من أجل السلطان 1/2
- الحجر يصنع السلام
- محطات في ذاكرة الإنسان
- تحرير العراق بين الإحتلال والسيادة
- الكرد وقانون إدارة الدولة العراقية بين النظرية والتطبيق نظرة ...
- تركيا الكمالية العلمانوية وإشكالية هويتها الثقافية 2-2
- تركيا الكمالية العلمانوية وإشكالية هويتها الثقافية 1-2
- لجان الإستفتاء تنظم مَظاهرات من أجل إستقلال جنوب كردستان
- أفكار في مواجهة الرصاص - الكرد يطالبون بتشكيل دولة كردية في ...
- قراءة جديدة للقضية الكردية في مواجهة الإرهاب
- رسائل تعزية
- زواج الأضداد


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - خالد يونس خالد - طريق الحرية والسلام في العراق يمرعبر كردستان - القسم الرابع