أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد سيد رصاص - اليمن:العوامل المتغيرة في تكوين الأهمية الاستراتيجية














المزيد.....

اليمن:العوامل المتغيرة في تكوين الأهمية الاستراتيجية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 07:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


تكتسب بعض الدول أهميتها الاستراتيجية،من الناحية الجغرا - سياسية،من ذاتها،وليس من خارجها المتضمن محيطها الاقليمي،أومن نظرة الخارج الدولي لدورها في إطار استراتيجيته االعالمية،مثل تركية وايران ومصر والسعودية وسوريا.هناك حالات معاكسة لهذا،ترتفع فيها القيمة الاستراتيجية للدولة المعنية ،في عيون الدول العظمى،من خلال مايجري في محيطها الاقليمي،مثل باكستان إثر التدخل السوفياتي في أفغانستان عام1979،فيماتأتي أهمية اسرائيل الاستراتيجية من خلال رؤية الغرب،أولاً الأوروبي حتى حرب السويس عام1956 ثم الأميركي منذ عام1964،لدورها في منطقة قال الجنرال ديغول بأنها"قلب العالم".
يمثل اليمن،في هذا الإطار،حالة خاصة:منذ انتهاء الدولة الحميرية،في عام525ميلادية،افتقد اليمن حالة الدولة المستقرة ليتحول بعدها ،وحتى أصبح جزءاً من الدولة الاسلامية في عام630،مكاناً للصراع الحبشي- الفارسي للسيطرة على طرق التجارة العالمية المارة عبر الممر الجنوبي للبحر الأحمر. خلال القرون الثمانية الأولى من الاسلام،وبعد اضمحلال سيطرة الدولة العباسية على اليمن في القرن الثالث الهجري،لم يستطع أحد توحيده الجغرافي،كفضاء يمني في ظل انقسام الزيدية- الشافعية الذي تكرَس منذ القرن الرابع الهجري آخذاً شكلاً مناطقياً بين الشمال الزيدي والشوافعة في الوسط والساحل الغربي والجنوب،إلالفترتين قصيرتين مع العثمانيين لقرن كامل حتى انسحابهم من اليمن عام1636 ودولة الأئمة الزيدية التي حاولت ملء الفراغ العثماني إلى أن انفصلت لحج في 1728،وعندما عاد العثمانيون لاحتلال صنعاء في عام1871كانت عدن مع البريطانيين والشمال مع أئمة الزيدية،وهوماتكرس في معاهدة الإمام يحيى في1911مع العثمانيين ثم في معاهدته مع لندن بعام1934لمااعترف وهوالمالىء للفراغ العثماني منذ1918بسيطرة بريطانية على الجنوب مقابل اعترافها بإمامة آل حميد الدين في الشمال.
هنا،نجد اليمن وقد دخل في النسيان مع فقدان البحر الأحمر لأهميته بسبب تحوُل طرق الملاحة البحرية العالمية إلى رأس الرجاء الصالح في عام1497،فيماأدى مشروع قناة السويس إلى العكس قبل ومع افتتاحها عام1869عبر جعل الحوض الجنوبي للبحر الأحمر بأهمية السويس. بدون هذا لايمكن تفسير احتلال الإنكليز لعدن في1839 ولاعودة العثمانيين إلى صنعاء بعد سنتين من افتتاح القناة.تكرر هذا المشهد ،بعد اغلاق قناة السويس إثر حرب حزيرانيونيو1967،لماتزامن هذا مع انسحاب لندن من جنوب اليمن في يوم30تشرين الثانينوفمبر1967وهي التي نقلت إلى عدن بعد(اتفاقية الجلاء)مع الرئيس عبدالناصرعام1954مركز قيادة قوات الشرق الأوسط البريطانية بعد أن كانت في القناة،ليعبر هذا الإنسحاب رمزياً عن ذروة الأفول في شمس الإمبراطورية البريطانية، البادىء في حرب السويس.
بالمقابل،كانت الحرب الأهلية اليمنية(1962-1970)صورة مصغرة عن"الحرب الباردة العربية"وفقاً لتعبير مدير الجامعة الأميركية السابق ببيروت مالكولم كير في كتابه المعنون هكذا،لينتقل اليمن بشطريه،بعد انتهاء تلك الحرب،لكي يكون نقطة تركيز كبرى لصراع واشنطن وموسكو على العالم،وبالذات إثر سيطرة العناصر الماركسية في(الجبهة القومية)على الحكم بعدن يوم22حزيرانيونيو1969وارتمائهم في أحضان السوفيات،حيث لايمكن عزل الحربين الحدوديتين بين الشطرين عامي1972و1979عن ذلك،فيماكان تسليم علي سالم البيض للشطر الجنوبي إلى حكم صنعاء ولوبمشاركة الجنوبيين،في اتفاقية عدن يوم30تشرين الثانينوفمبر1989، ناتجاً عن ادراكه لهزيمة موسكو أمام واشنطن والتي توضحت في الشهرين السابقين لذلك مع تداعي(الكتلة السوفياتية).
عاش اليمن في ظلال النسيان الدولي والإقليمي مابين خريفي1989و2009،هذا النسيان الذي لم تستطع شهرا"حرب انفصال الجنوب"قطعه ولاالحروب الخمسة للحوثيين بين عامي2004و2008ولااندلاع"الحراك الجنوبي"في نيسانإبريل2007:في الأشهر الأخيرة عاد الإهتمام الدولي(والإقليمي)باليمن ومن خلال وتيرة عالية. لم يأت هذا الاهتمام من خلال عوامل متعلقة بالبيئة الإقليمية،كماجرى مع ظروف انشاء وافتتاح قناة السويس،ولامن ظروف تحوُل اليمن إلى ساحة لصراع الآخرين،كماحصل بالحرب الأهلية بالشمال ثم بين الشطرين،بل أتى من الخشية عند واشنطن،وعند الدول الإقليمية الجارة أوالقريبة لليمن،من التداعيات الدولية،والشرق أوسطية،وفي داخل تلك الدول،للصراع اليمني الداخلي الجاري حالياً،الذي أصبحت فيه ايران ومن خلاله ذات امتداد مسلح عند صعدة وعند الحدود اليمنية السعودية،وتحوَل اليمن عبر الفوضى الداخلية إلى ملاذ آمن ل"تنظيم القاعدة"مثل أفغانستان واقليم وزيرستان الباكستاني والصومال،فيما ينذر مسار"الحراك الجنوبي"بنزعته الإنفصالية المعلنة ليس بالعودة إلى"الشطرين"وإنما إلى ماقبلهما عندما كان الجنوب اليمني تحت إدارة لندن مقسماً ومجزءاً إلى سلطنات متعددة،هذا الشيء الأخير الذي إن حصل سيكون مثالاً على تداعيات يمكن أن تشمل بعده عموم شبه الجزيرة العربية.




#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما خلال عام
- النموذج المعاصر للإحتلال
- الكتابة السياسية والمستقبل
- الصحافة الإلكترونية وواقع الإعلام العربي - بمناسبة الذكرى ال ...
- طهران – أنقرة والجوار العربي
- - لماذا يُتهَم أردوغان ب-الأمركة-؟ -
- اختلاف صورة(السلف الصالح)عند الاسلاميين
- تحولات الأحزاب:الأبواب المفتوحة بين الشيوعية والليبرالية
- السياسة الخارجية والوضع الداخلي
- الاسلاميون والجيش في باكستان
- انزياحات ألمانية انتخابية
- أولوية أفغانستان عند واشنطن
- من أجل نظرة ماركسية وعلمانية عربية جديدة للدين
- الفرقة الزيدية والحوثيون
- عن وسطية هاشمي رفسنجاني
- فراغات القوة الأميركية
- الاضطراب اليمني
- مفهوم يهودية دولة اسرائيل عند اتجاهات الحركة الصهيونية
- ايران:هل ستكون المآلات سوفياتية أم صينية؟
- إريتريا: تعويم دور دولة صغيرة ثم اغراقه


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد سيد رصاص - اليمن:العوامل المتغيرة في تكوين الأهمية الاستراتيجية