أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عماد علي - سبل الحد من التاثير السلبي على العملية السياسية باسم الاختلافات















المزيد.....

سبل الحد من التاثير السلبي على العملية السياسية باسم الاختلافات


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 20:20
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


الفارق الكبير الذي نشاهده بين المرحلة ما بعد سقوط الدكتاتورية و ما قبله هو ضمان الحرية الكاملة في العمل و طرح الاراء و المواقف و النظرات المختلفة حول كافة المواضيع دون استثناء، و لم يعد موضع في هذه المرحلة من الممنوعات في التناول او التداول و طرح الراي حوله ، و حتى ان البعض منها تدخل في خانة عدم تحمل المسؤولية التي من الواجب ان يحس بها كل من يهمه الواقع و الحياة و التغييرات في العراق الجديد من كافة جوانبها. و هنا نتلمس جميعا مدى الاختلافات التي تطفوا الى السطح في المواقف حول المواضيع المختلفة و الرئيسية، و يتعامل الجميع معها وفق ما يؤمن به و ما يحمل من الفكر و العقيدة و الثقافة و من المقومات التي تفرض النظر اليها و احترامها من الاخلاص للوطن و تقبله للتغيير و مشاركته في ضمان مستقبل البلد و الاجيال الجديدة.
انه لمن الطبيعي و واجب الوجود و المفيد و ضروري لترسيخ الديموقراطية الحقيقية ظهور الاختلافات، و التعامل معها من قبل الجميع على انها من ركائز و الاعمدة الهامة في العملية السياسية الجديدة، و من عوامل نجاح العملية الديموقراطية في العراق الجديد، و انه لنقلة نوعية و ضرورية في مسيرة الحياة السياسية و الاجتماعية العامة للمجتمع.
هناك جانبان رئيسيان هامان و مختلفان من وجهات النظر العديدة حول هذا الموضوع ، منها، هناك من يريد ان يستغل المستجدات و التغييرات و الارضية الخصبة المتوفرة لتطبيق الديموقراطية الحقيقية لاغراض اخرى و من اجل الخروج عن المطلوب و الجوهري للعملية و تغيير المسار نحو الفوضى باسم الاختلافات و اثارة المواطن على كل ماهو سلبي و خلق ما يعيب العملية الديموقارطية ،و هذا يخرج من باب الاختلاف و يؤثر سلبا على العملية برمتها و لا يمكن القبول به تحت اية مسميات كان . اما في الجانب المقابل و الذي يوجد من يصر على ان كل اختلاف غير مقبول و يوزع الاتهامات على المطروح و من وراءه و الافعال المختلفة على انها نابعة من عمل عدائي و ان كانت عكس ذلك، فهذا ايضا من اكبر المؤثرات السلبية على جوهر العملية و لا يخدمها لا بل يعمل على اعاقتها و ازالة احد المقومات الرئيسية الهامة و العناصر المطلوبة و المهمة لنجاح الديموقراطية الحقيقية. هذان الموقفان الموجودان حاليا في العراق و ما يجري فيه يُعتبران من المشاكل الكبيرة التي يواجهها الشعب و من المعوقات في طريق نجاح العملية السياسية و الديموقراطية المطلوبة بالذات، و الاثنتان نابعتان من قلة الخبرة و الثقافة وفي عدم تقبل الاخر المخالف و تسميته بشتى التنعيت و التسميات، و بالاخص من الجانب السياسي المسيطر على حياة الشعب عموما.
ستكون الديموقراطية جميلة و مشعة و حقيقية في حال وجود الاختلافات و الاصوات و الالوان المختلفة و التي من الواجب تنظيمها بقانون و ما يضمنه الدستور ومن واجب الايمان بها و ما فيها و متطلباتها، و ما تتطلبها من اعتماداتها على المباديء العامة و التي لها الاطر المعلومة وغير قابلة للتشويه و الوصول الى الفوضى .
و هنا تدخل المصالح ايضا و تؤثر على مستوى التعامل مع المتغيرات و مدى تقبل الراي الاخر، و تبدا الاتهامات المتعددة بين الاطراف و اخطرها العمالة و العدو للعملية و للشعب و تطبيق الاجندة الخارجية و التعميم فيه و الى ما في القواميس السياسية العراقييةمن الكلمات المثبتة تاريخيا، و ما في المنطقة من الاتهامات الحاضرة للصقها بالمخالفين، اما في الجانب الاخر وجود قوى لم تتحمل التغيير ويصر على التوجه الى كل من يمده بشيء من اجل وضع العصي في عجلة العملية السياسية (وهم كثيرون) و استغلال القوى المعادية الخارجية و الداخلية و الاستعانة بهم للوقوف ضد الوضع الجديد و محاولاتهم الجدية المتكررة و بكافة الوسائل و منها المخابراتية ناهيك عن الارهاب و القتل و العنف و استغلال الارضية المتوفرة للوصول الى غيهم ، و هذاغير مقبول من اي كان،و هم ينتهزون الفرص و الواقع الجديد الذي يوفر لهم حق الاختلاف من اجل اشاعة الفوضى و كل ما يعرقل العملية، و هنا يحتاج الفصل بين الاختلاف و استغلال الاختلافات بدقة و فصل المطروح عن بعضها و التفريق بين الغرض المبيت و الراي المخالف الطبيعي الذي من الواجب وجوده في الحياة و العملية الديوقراطية. و يجب ان لا يخضع التقييم لهوى مجموعة هي اصلا موجودة في حلبة الصراع السياسي و تكييل ما يجري وفق هواها و مصالحها او ما يقع ضمن ما تؤمن بها من الاقصاء و ابعاد الاخر و افساح الطريق لتنفيذ ما تحاول لوحدها ان تطبقه و الانفراد في الساحة.
اذن المنافسة مطلوبة و ضرورية و لا يمكن ان تتحول الى خانة العداء، و الراي المخالف و الاراء المتنوعة العديدة مطلوبة و لا يمكن ان تدخل في خانة ما تفيد المتربصين من اية ناحية كانت، و التعامل الصحيح مع ما موجود بدقة متناهية و وفق القانون مطلوب ايضا، و لا يمكن ان يتحول الصراع الى الاقصاء او التهميش للاخر ان تمكن القوي و الثقيل في الساحة من عمل ذلك ، ان كان مؤمنا بالمرحلة الجيدة و الديموقراطية و هو لا يعمل على اعادة التاريخ لنفسه و ما عاشه العراق طوال عقود من الضيم و الظلم و القهر.
بما ان المرحلة و العملية و الموضوع و التطبيق حساس فيحتاج الى الدقة في العمل، فان اختيار حتى ابسط الكلمات في التصريحات و بيان الاراء يحتاج الى التركيز و الدقة و ليس التعامل مع الواقع بشكل حضاري و تقدمي فقط .
تاتي الخلافات الكبيرة بعد التسميات غير الدقيقة للاراء و المواقف المختلفة و تتعقد الحال جراء ذلك، و من ثم توضع العوائق امام العملية و تؤثر سلبا و ربما تؤخر تحقيق الاهداف الاستراتيجية المطلوبة في العراق الجديد.
التنافس شيء جميل و عملية ضرورية بين الاطراف و عامل هام في التقدم و الاصلاح و التغيير، و بسببه ستكون العملية سلمية والصراع الصحيح ينتج الثمرة النهائية و ستعطي للحياة العامة معنى اخر و يدفع الشعب في ساحة العمل لى الحيوية و النشاط بشكل كامل ، و تخرج العملية باصلاحات و تغييرات مطلوبة، و بوجود القوى المختلفة و الاختلافات مها كانت حجمها ستسجل المراحل ماهو الايجابي المفيد، و الاستناد على القانون و الدستور سيوجه الجميع على التعامل الصحيح مع المتغيرات بصحية و لن يتم تسقيط الاخر المخالف من قبل اي طرف كان،و سيُمنع الاطراف المغرضة من التاثير السلبي على العملية السياسية باسم الاختلافات، و سيقدم الشعب العراقي الديموقراطي نموذجا يحتذى به في المنطقة، و بالاخص في حال وجود الشرط الاهم في العملية الديموقراطية وهو وجود الاختلافات و احترام الاراء المختلفة النابعة من القناعة و من جوهر الفكر المؤمن بتقدم العملية السياسية في العراق .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديموقراطية العراق الجديد يضمنها تهميش اللاديموقراطيين
- يتجسد الواقع الاجتماعي الجديد ما بين تغييرات الثقافة و السيا ...
- الجوانب الايجابية و السلبية لقرارات هيئة المسائلة و العدالة
- لماذا التوسل من ما سموها بقوى ( الاحتلال ) حتى الامس القريب ...
- ازدواجية تعامل الجامعة العربية مع القضايا العامة
- هل الخلافات بين القوى العراقية مبدئية ام مصلحية؟
- كافة المؤسسات بحاجة دائمة الى الاصلاح و التغيير
- هل من المعقول ان نحتفل بعيد الجيش في هذا اليوم
- كيف يختار الناخب افضل مرشح في الانتخابات
- ايران تغلي و ستكتمل الطبخة
- المرحلة القادمة تقربنا خطوات من عملية قطع دابر الارهاب
- استراتيجية عمل القوى السياسية في مجلس النواب القادم
- تكمن المشكلة في استقلالية العمل او عدمها
- لمن يصوت الكادح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- هل المهرجانات تستنهض الثقافة العامة للمجتمع ؟
- هل التصويت في الانتخابات القادمة يكون عقلانيا ؟
- المحطة الحاسمة لتخطي الصعاب في العراق الجديد
- لم يخسر الكورد في كوردستان تركيا شيئا
- ما يحمله المتطرفون يزيحه العراق الجديد
- الديموقراطية التركية امام مفترق الطرق


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عماد علي - سبل الحد من التاثير السلبي على العملية السياسية باسم الاختلافات