أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدربه العنزي - الكيان الجريمة














المزيد.....

الكيان الجريمة


عبدربه العنزي

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 00:53
المحور: حقوق الانسان
    


الممارسات التي انتهجها النازيون ضد اليهود أنتجت "مجتمعا إسرائيليا فاشيا"، أو كما يقول "اسرائيل شاحاك" "اليهودية النازية"، في ذات الوقت التي تدان فيه النازية وتستنكر ويجرم مؤيدها أو المنظر لها، فان لليهود"إسرائيل" الحق أن تمارس أي نوع من السلوك اليهودي ضد الاغيار "غير اليهود".

لذلك نكتشف سر البحث عن تبرير أيدلوجي إسرائيلي في أي ممارسة فاشية لها، فمثلا "موشيه يعالون" رئيس الأركان الإسرائيلي حينما ذبح مخيم جنين عام 2002م،قدم تفسيرا للسلوك النازي الإسرائيلي واعتبر إبادة مخيم جنين عملية "كي للوعي" الفلسطيني،وهو التعبير النازي نفسه الذي قدمته الدعاية النازية للتنكيل باليهود في ألمانيا.
ومنذ الهولوكست دأبت إسرائيل الدولة، وقوة الاحتلال، وجماعات الضغط الصهيونية العالمية،على أن تصفع وجه الحضارة الغربية صباح ومساء،وتستفيد من هذه معاناة "الهولوكست"الإنسانية، ماديا، كما يحدث مع ألمانيا التي دفعت لإسرائيل منذ عام 1952 مبلغ ما يقارب"58"مليار دولار"،وإعلاميا،كما تتضح في الأفلام السينمائية اللامتناهية التي تنتجها هوليوود لتكريس الهولوكست في الوعي الغربي ،وسياسيا، للنيل من كل شخصية أو مؤسسة أو دولة تتبنى مواقف ضد ممارسة إسرائيل الدولة،حتى أصبحت الهولوكست صناعة،مما حدا ب"نومان فنكلستين" بتأليف كتاب في هذا المضمون اسماه"صناعة الهولوكست".
الهولوكست هذا ،واليهودية المتعذبة كما يريد أن يصورها منظرو الصهيونية،ألزمت العالم أن يصمت إذا مارست إسرائيل اليهودية تنكيلا بالفلسطينيين يماثل التعذيب النازي باليهود،اجبر العالم لفترة نصف قرن ونيف أن يلتزم بإسرائيل كدولة احتلال والتغاضي عن آثامها وجرائمها ضد إنسانية الفلسطيني وآدميته
هذه الحالة ،حالة الصمت إزاء نازية الدولة اليهودية المعاصرة ،فجرها الصحفيان. فريدريك رينفيلت" و"دونالد بوستروم" بعد أن أصرّا على شهادتهما في تحقيق أجرياه في الأراضي المحتلة وتم نشره في صحيفة "افتونبلاديت" السويدية حول انتهاكات إسرائيلية كبيرة لحقوق الأسرى الفلسطينيين، وسردا شهاداتهما عن جثامين شهداء تعرضت للسرقة.
ما فجره الصحفيان السويديان،هو جهد كشف حقيقة الاعتداء على جثامين الفلسطينيين وسرقة أعضائهم،وهو ما يعد تجاوزا أخلاقيا إجراميا في نظر القانون الدولي، إنها جريمة لو حدثت في أي بلد غير إسرائيل لاختلف التعاطي الدولي والإعلامي معها، لكنها مع ذلك محاولة صادمة قدمها الصحفيان للرأي العام الأوروبي الذي نظر لإسرائيل طويلا أنها ضحية الإرهاب العربي.
وطالما فتح السويديان الشجاعان هذا الملف، فان خلف هذه الجريمة تفاصيل أكثر مساسا بحق الإنسان الفلسطيني حيا وميتا،إنها جريمة ترتكبها إسرائيل منذ قيامها حتى الآن، حيث هناك آلافا من المفقودين الفلسطينيين والعرب إلى جانب الأعداد المهولة من الشهداء الفلسطينيين الذين تعتقل دولة الاحتلال الصهيوني جثامينهم الطاهرة حتى يومنا هذا في حفر لا يزيد ارتفاعها عن سطح الأرض بين 50-70 سم ، مما يعرضها للانكشاف بفعل العوامل الطبيعية، فتصبح عرضه لنهش الوحوش والكلاب الضالة، فيما تتعرض الجثث المحتجزة في الثلاجات للتلف وانبعاث الروائح، بسبب عدم تطبيق المعايير الصحية على هذه الثلاجات.

ولم يصدر عن مؤسسات الدولة العبرية ما ينظم تعاطيها مع جثامين الشهداء وضحايا حروبها على الدول العربية والفلسطينيين ، عدا الأمر العسكري الصادر عام1976م ، والذي حمل الرقم 380109 وتعلّق بتعريف الجثث، نزع الوثائق والأغراض من على الجثث، وترقيم الجثث والقبور.
إن إسرائيل لا زالت تحتجز المئات من هذه الجثامين في ما يعرف بمقابر الأرقام، أو في ثلاجات حفظ الموتى، والكوميديا الإسرائيلية السوداء تصر على التعبير عن نازيتها،إذ أن السلطات القضائية الإسرائيلية أصدرت على بعض هذه الجثامين، أحكاماً بالسجن وصل بعضها أحكاماً بالمؤبد وعشرات أخرى من السنين.
وبشهادة مؤسسات حقوقية دولية فإن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تفرض عقوبات على الجثث، حيث أنها تحتجز أعدادا غير معروفة من جثث الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا في مراحل مختلفة من الكفاح الوطني.وقد أقامت إسرائيل لهذه الغاية مقابر سرية عرفت باسم مقابر الأرقام، حيث كشف النقاب عن أربع مقابر كهذه، فضلاً عن احتجاز جثث أخرى في ثلاجات.
وهذه المقابر السرية عبارة عن مدافن بسيطة، محاطة بالحجارة بدون شواهد، ومثبت فوق القبر لوحة معدنية تحمل رقماً معيناً، ولهذا سميت بمقابر الأرقام لأنها تتخذ الأرقام بديلاً لأسماء الشهداء، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهة الأمنية المسئولة، ويشمل المعلومات والبيانات الخاصة بكل شهيد.
إن التنكيل بجثامين الشهداء الفلسطينيين، أو اعتقال الجثامين الفلسطينية لعقود من الزمن،علامة امتياز لممارسة نازية إسرائيلية، وهي –أي إسرائيل- تمارس هذا السلوك الفاشي،في الوقت التي جندت العالم،حكومات،مؤسسات حقوقية،نقابات مهنية،منظمات دولية،مؤسسات إعلامية، شخصيات اعتبارية دولية،للبحث عن الجندي الطيار "رون أراد"الذي انقطع الاتصال به منذ عام1987م، انه سلوك يتفوق على النازية كأيدلوجيا وكمؤسسة،لان النازية كمؤسسة رغم جهازها الإعلامي الجوبلزي فشلت في إقناع العالم في تبرير الجريمة أو تقبل دوافعها،بل حفزت العالم كله للوقوف ضدها.
العالم الصامت على النازية الصهيونية الآن، نتيجة في حد ذاتها لتفوق الشر على الخير.إنها تشظي لقيم حقوق الإنسان التي قاتلت البشرية طويلا من اجلها.إنها مرحلة الصهيونية التي تقتل وهي تقنع العالم أنها الضحية.وبأنها الناجية من عار البشر المتمدن الذين تركوها تشوى في الهولوكست.إنها تخفي جريمتها باقتدار كما تفعل مع مقابر الأرقام للشهداء الفلسطينيين.



#عبدربه_العنزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدربه العنزي - الكيان الجريمة