أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - حين يخذلك صديق او مُحب !!














المزيد.....

حين يخذلك صديق او مُحب !!


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 17:01
المحور: حقوق الانسان
    


تزخر حياتنا بالبديهيات التي نتخذ منها مقاييسَ لتقويم ( تقييم ) الآخرين الذين تربطنا بهم علاقات عميقة او اعتيادية ، ولاشك في أن بديهية ( الإنسان موقف ) واحدة من تلك البديهيات ، نجد انعكاساتها واضحة على مرايا حياتنا اليومية لتصب في حقيقة إن معادن الناس تظهر جلياً في الشدائد حينما يحتاج بعضهم الى البعض الآخر ، فيتضح المعدن النفيس ، والمعدن الصدئ او مابينهما .
لنتأمل البديهية جيداً ، ونسأل :
ماذا لو خذلنا مَن تربطنا به علاقة مودة وصداقة او محبة ونحن نؤمن بمعدنه النقي ؟
ترى ، أنغادره وتغادره ذاكرتنا ، لأنّ موقفه خذلنا أم نحتفظ بودنا نحوه ، لأن علاقتنا به أقوى من العتاب وحسابات المواقف ، لأننا نعرف معدنه النفيس حق المعرفة ؟
إنها أسئلة نضعها أمام القارئ ، وهي تقودنا الى السؤال : هل حصل وأن خذلك شخص قريب لك كأن يكون صديقاً او مُحباً ، إذ امتنع عن مدِّ يديه اليك ، وأنت بأمس الحاجة اليه .. الى يديه .. الى كتفه ، لتتكئ عليه ، فشطبت اسمه من ذاكرة الوفاء والمواقف النبيلة والأصيلة متخذاً عهداً على نفسك أن لاتلجأ اليه مرة ثانية إذا ما احتجت يوماً الى مساعدة ما ؟
ربما تكون على حق ، وأنت تشطب اسمه ولكن ليس قبل أن تسأله : لماذا خذلتني ياصديق ؟
وليس قبل أن تعاتبه ، فقد تكون به حاجة ماسة الى عتابك لاتقل عن حاجتك الى كفيه ِ يوم خذلك .
قد تقول إن الصديق وقت الضيق والشدة .. وتدق على وتر ( الإنسان موقف ) ، وبالتأكيد إنّ هذا الأمر متفق عليه ولكن ، ربما ظروف صديقك غيرطبيعية ، وإن ثمة عوارضَ لم يستطع تجاوزها ليصل اليك بيديه .. ربما كان هو بحاجة الى يديك يوماً ، وخذلته من غير أن تشعر .. فكر جيداً .. واسأل نفسك ألم تخذله أنت يوماً ، وسامحك ولم يشطب اسمك من ذاكرة الوفاء خاصته ؟!
إذا كان جوابك نعم ، فلماذا لاتعامله بالمثل ؟ وإذا كان جوابك لا ، فإنّ ذلك لايمنحك الحق في مصادرة حقه المشروع في الدفاع عن نفسه او حتى شرح الظروف التي دفعته الى خذلك ، فإن اقتنعت بأسبابه سامحه ، وإن لم تقتنع فاشطب اسمه من ذاكرة الود .
إنّ منح الآخرين فرصة ثانية ليثبتوا جدارتهم في علاقاتهم الاجتماعية والشخصية ، يفترض بها أن تكون بديهية مضافة لبديهية : ( الإنسان موقف ) ، ففكروا قبل أن تشطبوا على أسماء أصدقائكم ومحبيكم وأناسكم ممَن قد لاتتوقفون عندهم ولو بعتاب عابر ، فلربما لايسامحونكم ، لأنكم لم تثقوا بهم ولم تعرفوهم حق المعرفة ، فيعاتبوكم على ذلك عتاباً قد يُظهر لكم أنهم يحبونكم أكثر مما أحببتموهم ، لأنّ العتاب دليل المودة والتقدير إلاّ إذا كانت العلاقة بين اثنين متينة الى الدرجة التي تنتفي الحاجة فيها الى العتاب ويغفر أحدهما للآخر خطأه بل ولايعدّه خطأ ، لأنه يحبه ويثق بمعدنه بلا أي شكوك وأحكام سطحية ومساطر لاتصلح لنستخدمها في حساب المواقف بالسنتمترات ، أما إذا كنتم لاترون إلاّ أنفسكم ومحاسنكم او كنتم تنظرون الى الحياة من جانب واحد وليس من جميع الجوانب ، فاقرأوا على صمتكم السلام ولاتعاتبوا .. ودعوا العتاب الجميل ـ الجميل حتى في قسوته ـ لمَن يجيد العزف على أوتار المودة الصادقة الخالصة .



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق للريح .. للضمير .. للإنسان
- قطراتُ دمع ٍ ومطر ٍ وندى
- هل يضرب المرضى الفقراء رؤوسهم بالحائط ؟
- أمس كأنّه الآن .. في صورة تذكارية
- أوراق للريح .. او للمسؤول
- رسائلي الى حبيبي
- من غير زعل : بين الإتفاق والاختلاف في الرأي نقاط وأسئلة ..
- معك أشعر بأنني معي .. و .. ( من كلِّ دفتر ِ عشق ٍ .. سطرٌ ) ...
- غارة نسائية : لسنَ عوانسَ .. إنما أنتم (عانسون)!!
- ذلك المكان الذي نحب ..
- يادفء صوتكِ فيروز .. في ليالي الشتاء الباردة .. // المطر يغس ...
- من غير زعل : حرب القناعات
- بين الحب والحرب : مكانٌ داخل نفسي .. خارجها
- حين يكون للصمت على الشفاه صدى
- الطبيعة تعزف موسيقاها ، والقلب كذلك ..فماذا لو خلا العالم من ...
- تذكرة الى مدن الحب (1)
- إنعشوا الحب
- اطفالنا والعنف .. الذاكرة المخدشة
- خمس سنوات من الغرق في السعادة والرفاهية ..!!
- غارة نسائية : المبدعة وأنيابهم


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - حين يخذلك صديق او مُحب !!