أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - ذكرياتي عن الشاعرين بدر شاكر السياب وحسين مردان














المزيد.....

ذكرياتي عن الشاعرين بدر شاكر السياب وحسين مردان


عبد العزيز محمد المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 17:34
المحور: سيرة ذاتية
    


ذكرياتي عن الشاعرين بدر شاكر السياب وحسين مردان
الكاتب والمعلم المتقاعد عبد العزيز محمد المعموري -ناحية العبارة -بعقوبة -العراق


سمعت بالسياب سنة 1947 وكنت طالباً في الصف الاول من دار المعلمين الابتدائية ، بعد ان طبع ديوانه الاول ( ازهار ذابلة ) وقد اضطررت لشراء نسخه منه بـ (150) فلساً بالحاح من الطلبة الشيوعيين انذاك لانه رفيقهم ولا يملك بدلة مناسبة للتطبيق في السنة الدراسية الاخيرة من مرحلة دراسته في دار المعلمين العالية ، وقد اعجبت بشعره آنذاك وكتبت عن ديوانه البكر في جريدة اليقظة وكنت آنذاك اول من يعرف بالسياب ، ولم اتعرف عليه شخصياً الا بمناسبات متباعدة وكان انطباعي عنه انه انسان متواضع الى حد المسكنة وحلو المعشر يدخل القلب بدون استئذان .
اما حسين مردان ( دكتاتور الادب ) فقد تعرفت عليه حين كان محررا في جريدة الاخبار سنة 1956 اذا لم تخني الذاكرة ، وقد كتبت مقالاً آنذاك ادعو فيه الى تكوين تجمع للادباء ، كالنقابة او الاتحاد او ما شابه ذلك اسوة بالرياضيين او الفنانيين او غيرهم من فئات المجتمع ، وقد استلم مردان المقال وقرأه اكثر من مرة ، ثم التفت الي وفيما يشبه البحلقة .. ثم قلت : هل فيه ما يتعارض مع القانون ؟
قال : كلا .. ولكن فيه ( فلفل زيادة ) ورجال السياسة لا يطيقون هذا الاسلوب ، فهل بامكانك صياغة الموضوع بشكل آخر بعيداً عن الاستفزاز ؟ قلت : سأفعل . واعدت كتابة المقال ونشر آنذاك واذكر ان حسين مردان كان يتردد سنة 1956 على كازينو المختار القريبة على منطقة حافظ القاضي ، وكنت انا اتردد عليها ايضا وكان من روادها حسن الحاج وداي الذي كان محسوبا على حزب الشعب الذي كان يرأسه المرحوم عزيز شريف واصبح بقدرة قادر سنة 1963 عضو قيادة قطرية في حزب البعث ، وكان صديقاً لي ولحسين مردان وكان من رواد الكازينو صادق الازدي صاحب مجلة قرندل ايضاً ، وكنت انذاك احاول الانتساب الى احدى الصحف كمحرر او مصحح او ما شابه ذلك فقدمني حسن وداي الى الازدي لغرض التعارف ومحاولة ربطـي بدنيـا الصحافة ، وسألني الازدي : هل تعرف سياسة مجلتي ولمن تكتب ؟ قلت : كلا ، قال : بصراحة اكثر قراء المجلة من ( الكحاب ) هل تجيد كتابة القصص الجنسية ؟ قلت : كلا ، قال حسناً اسلوبنا في السياسة هي المهاترة والاثارة ، فهل تجيد (الخمش دون الجرح واسالة الدم ) ؟ قلت : وهذا ايضاً لا اجيده ! والتمعت فكرة جهنمية في رأسي وقلت له ماذا لو كتبت لك عن حسين مردان ومرغته بالتراب ؟ قال افعل وعلى بركة الله ! وكتب مقالاً مثيراً بعنوان ( حسين مردان في الميزان ) وضمنته كل ما لدي من سخرية بشعر وشخصية هذا الانسان الرائع ، ونشر المقال في اليوم التالي وتقاضيت عنه اجراً مجزياً هو ديناران بالتمام وهذه هي المرة الاولى التي اتقاضى مكافأة على مقال هو اقرب الى الشتم والهجاء ! وجيء بالمجلة وفيها المقال الظالم وقدمت الى ( ابي علي ) في كازينو المختار ، وأخذ يقرأ المقال وهو يمص سيجارته بنهم وانفعال وهو يشتم الكاتب الذي لايعرفه ( يا ملعون الوالدين ، ليش ولك ليش ، لعلك تريد تصعد على اكتافي طلباً للشهرة ) كنت وصديقي حسين جالسين في مكان قريب منه وهو لايعرف اني كاتب المقال لانه لايعرف اسمي ، وقد شعرت بتأنيب الضمير وطلبت من صاحبي ان يعتذر عني لاني بأمس الحاجة الى الدينارين ثمن المقال ، انتقل صاحبنا الى حيث يجلس ابو علي وقال له : اتدري ان صاحب المقال من محبيك ومقدري مكانتك الشعرية .. لماذا يكتب هذه الشتائم ؟ قال له : ( ثمنها ديناران) دفعها له صادق الازدي وهو لا يملك ثمن استكان الشاي فماذا يفعل ؟ هنا ضحك ابو علي ضحكة مجلجلة وقال ( فليلعن اجداد اجدادي ما دام قد استلم ذلك الثمن ) بعد ذلك بدقائق توجهت نحو ذلك الانسان الرائع اتعثر من الخجل وامسكت بجبهته العريضة وطبعت عليها اكثر من قبلة وكأن شيئاً لم يكن ، وهكذا كان حسين مردان نموذجاً للطيبة والاريحية وصفاء السريرة ، فلك الذكر الطيب والف سلام على ذكراك ..



#عبد_العزيز_محمد_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الرحيل 00 أو من أحاديث الشيخوخة
- علي بابا كان أبي
- كيف غزا الشاي بيوتنا
- من ذكريات الطفولة -خرنابات وما حولها
- فلنذكر حسنات موتانا
- كيف كنا نكرم ضيوفنا في الثلاثينيات من القرن الماضي
- وجوه وذكريات ..ابن خرنابات ..الشاعر المبدع محمود الريفي
- ذكريات عمرها أربعين سنة في قرية كردية
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- ذكريات عن الشامية


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - ذكرياتي عن الشاعرين بدر شاكر السياب وحسين مردان