أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن لطيف علي - يهود الديوانية .. اسماء وذكريات














المزيد.....

يهود الديوانية .. اسماء وذكريات


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 12:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تقع مدينة الديوانية في جنوب العراق الغربي. وهي قائمة على الضفة اليسرى من نهر الفرات "فرع الحلة" في موضع يبعد عن جنوب بغداد بـ 193 كلم ويعتبر قسم من أراض المحافظة على ضفة شط الهندية والفرات الايمن. وهي من المحافظات الزراعية بالدرجة الاولى حيث تكثر فيها البساتين والرز والحبوب والنخيل.
(الديوانية) في الأصل دار ضيافة أنشأها رؤساء الخزاعل أيام شيخهم حمد آل حمود الذي ابتدأت رئاسته حوالي سنة (1747 م ) ليقيم فيها كاتبهم الذي يعهدون إليه أمور الجباية ولينزلها ضيوفهم المدنيون الذين كانوا يترددون عليهم ولا يزال العراقيون يطلقون اسم (الديوا نية ) على الغرفة التي تخصص لاستقبال الزائرين والضيوف .
من اولى العوائل اليهودية التي استوطنت الديوانية عائلة "موسى" جاءت من شمال العراق عام 1850 بعدها وصلت عوائل يهودية عديدة منها : عائلة "اسحاق موسى" الذين امتهنوا البزازة ، وبيت "حيران" الذين سكنوا الحلة ثم استقروا في الديوانية ، وقد امتهنوا الصياغة ، وعائلة "قوجمان" التي استقرت في الديوانية قادمة من السليمانية ، عائلة "زبيدة "، عائلة "شيث" ، عائلة "شاؤل راحيل" عائلة "اسحق صالح" عائلة "آل شاهين" ، عائلة "ابراهيم كوهين"عائلة "جيرة" ، غيرها من العوائل اليهودية.
لعب يهود الديوانية دورا متميزا في شتى المجالات الاقتصادية فقد كانت عائلة "خلاصجي" تتعاطى بتجار الحبوب وخاصة الأرز "التمن" واسس "ساسون معلم " وكالة للنفط وانشأ اكبر معمل للطابوق في العراق اما "خضوري موسى" فقد انشأ معمل لإنتاج الثلج واخر للطحين الحبوب ، .. وقد عمل اغلب يهود الديوانية كموظفين في الدوائر الرسمية ، كذلك عملوا في مهن مختلفة منها في صياغة الذهب والفضة حيث ذاع وانتشر 5 شخصيات يهودية في الديوانية وهم : سلمان ومنشي وحسقيل وابراهام وعزرا وكان هؤلاء الخمسة يتنقلون في نواحي الديوانية للارتزاق وقد كان تعامل اليهود والسلمين في مدينة الديوانية بوشائج حميمية في يكن بينهم أي فوارق دينية.
عائلة ساسون معلم وابنائه "عزت وصالح " من العوائل اليهودية المعروفة في الديوانية امتلكت هذه العائلة معملا لصناعة الطابوق قدرت قيمته في ذلك الوقت بعشرة ملايين دينار ، وقد صادره حزب البعث وتم تضييق الحياة عليهم واضطروا الى الهجرة قسرا تاركين كل ممتلكاتهم في العراق .
كان عدد اليهود في الديوانية في فترتها الذهبية حتى نهاية الاربعينات من القرن العشرين 750 شخص لكن بعد مضايقاتهم وتهجريهم القسري بقانون اسقاط الجنسية عن اليهود عام 1950 لم يبقة سوى 50 يهوديا خرجوا من الديوانية بعد تسلم حزب البعث عام 1968 السلطة.
هناك حكاية معروفة وتدور على السنة اهالي الديوانية يرددونها باستمرار وهي عندما قام احد يهود الديوانية بطرق باب جاره المسلم الفقير واخبره بأن كل ممتلكاته سيصادرها النظام الدكتاتورى الذي أمر بتهجيره ورجاه ان ياخذ منه وعن طيب خاطر اثمن مالديه من نفائس فراح الرجل يلطم على رأسه ويقول ( اذا خسرتك شلي بالمال) ففضل الفقر النبيل على الثراء بنذالة .. كان يهود الديوانية يرتدون ملابس عربية خالصة مثل الزبون والعباءة والعقال وكان لهم محبة واحترام وتقدير لأن عملهم واياديهم كانت بيضاء في التعامل مع الناس وحتى مساعدة الفقراء ...وهناك العديد من الاغاني الشعبية التي تغنى مع عزف على آلة الربابة التي تنسب الى عزرا اليهودي الذي كان صائغا في مدينة الديوانية .
يذكر ابراهام خلاصجي ان التلاحم والتأخي بين العرب واليهود في الشامية كان من ابرز مظاهر الحياة وأجملها ، حيث كان المسلمون يشاركون اليهود في ضرائهم وسرائهم فكانوا يحضرون مجالس اليهود ، وكان دار الوجيه المرحوم "الياهو خلاصجي" مضيفاً لكل قادم لبلدة الشامية وكان اليهود يشاركون المسلمين عند حدوث وفاة أحدهم ، اذ كانوا بين المشيعين الذين يرافقون موكب الجنازة الى مدينة النجف المقدسة عند المسلمين .
يذكر ان عائلة " خلاصجي" من اشهر العوائل اليهودية والتي نزحت الى الديوانية من ناحية الكفل ، وكان أول من نزح الى هذه المدينة عام 1890 هو جدهم عزرة داود خلاصجي التي اهتمت بالارض ولاسيما الاراضي الزراعية وإنتاج الشلب في الديوانية وخصوصا في الشامية حيث كان اجود انواع الرز في الديوانية يسمى "تمن خلاصجي" ، ولكثرة أراضيهم وممتلكاتهم والاعداد الهائلة من المزارعين اللذين يعملون عندهم وقد لقب الياهو خلاصجي ب"ملك الديوانية " وكان له مشاركات في العمل ن مع خوام العبد العباس أو الشيخ شعلان السلمان الطاهر والشخصية المعروفة محسن ابو طبيخ .



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة في العمارة الاسلامية
- رأس اللّغة جسمُ الصّحراء
- سيد محمود القمني : بلادنا لم تعرف نظام الدولة العلمانية منذ ...
- مروة كريدية: المعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة ...
- غادا فؤاد السمان : خالفت العُرف والمألوف والمُعتاد الذي تدخل ...
- يهود اليمن
- الفنان التشكيلي سيروان شاكر عقرواي : الفن التشكيلي العراقي ك ...
- جمهورية مهاباد الكردية .. نجاحها وفشلها
- النشاط الاقتصادي ليهود العراق 1917_1952
- د. عبد الخالق حسين : الجهات المعادية للعلمانية هي المهيمنة ع ...
- الصحف اليهودية العراقية في ثلاثينيات القرن العشرين
- الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس :لا شعر بدون حدس و خيال ...
- الشاعر صلاح حسن: الشعر يخاطب الأحاسيس والرواية تخاطب العقل
- القاص والروائي سعد محمد رحيم: المثقف الآن هو فاعل اجتماعي يد ...
- رشيد الخيون : هناك أكثر من سبعين آية قرآنية أشارت إلى العلما ...
- الروائي المبدع برهان الخطيب:المثقف يغني في غابة سبطانات
- سلامة كيلة : في الوطن العربي لازال -العقل الماركسي- يلوك مخز ...
- العراق بين الحربين .. رسائل ضابط انكليزي
- الجنابي وكتابه (هادي العلوي – المثقف المتمرد!)
- أحمد عبد الحسين .. شكراً لك ياصديقي لأنك جمعتنا في موقف واحد


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن لطيف علي - يهود الديوانية .. اسماء وذكريات