عقدة ابناء العائلة!

سيد حافظ عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 18:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

حاولت السينما المصرية في كثير من أعمالها خاصة بعد قيام ثورة يوليو أن تذيل الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء, سادة وعبيد, باشوات وفلاحين,فجاء فيلم(رد قلبي)وغيره من الافلام, ولكن الأمر جاء علي غير المراد, وفشلت السينما المصرية في إذالة هذه الفجوة, أما الثورة فقد حاولت بدورها أن تذيل هذه الفجوة أيضا إلا أن الثورة المصرية فشلت في إذابتها, وكل ما أنتجته الثورة أنها أفرزت نوعا جديد من العائلات, فأصبح ضباط الثورة الفقراء أبناء الفلاحين(عائلات) وأصبح أبناؤهم أبناء عائلات, فظهر علي الساحة كثير من العائلات وهكذا. وكل عائلة أصبح لها محاسيب وألاضيش وحرافيش..الخ, وشهد عصر الانفتاح بعد حرب أكتوبر المجيدة نشوء عائلات جديدة مثل نشوء العائلات التي ظهرت في فترة الحرب العالمية الثانية والتي صورها العبقري يوسف شاهين أفضل تصوير في فيلمه الرائع (إسكندرية ليه)؟!,وقد نشأت هذه العائلات الجديد علي اثر السياسة الجديدة ـ سياسة الانفتاح ـ سياسة التجريب والمحاولة والخطأ.وقد نشأ علي اثر هذا التجريب الكثير من العائلات وأبناء العائلات, ومنذ بداية الألفية الثالثة ظهرت أيضا كثير من العائلات الجديدة بسب السياسات الجديدة, وبدأنا نسمع عن صراع العائلات, وأحزاب العائلات, ثم أصبح بالحكومة المصرية الآن جزء كبير من وزرائها من أبناء العائلات, واخشي أن نصبح يوما نجد أن مصر أصبحت ملكية لحفنة من العائلات.
فهل أصبحت النسبة للعائلة أقوي من النسبة لمصر؟! وهل يوجد عائلة أعرق من مصر؟! وهل توجد عائلة أشرف من مصر المحروسة؟!أليس من العار هذا يا كل من يطنطن ويعوي في حب مصر ويا كل من يتصدرون المنابر والمجالس للتحدث باسم مصر!. فيا كل من تقولون(مصر الفاطمية, مصر الأيوبية ,مصر المملوكية, مصر العثمانية, مصر الخديوية, مصر محمد علي , مصر عبد الناصر..الخ, حتى إن كان القول لدواعي التقسيم التاريخي أو غيره.عذرا! فمصر أكبر من هذا مصر أعظم من كل ذلك, مصر هي التي صنعت كل هذه الأسماء فهم الذين تسموا باسم مصر وهم الذين تشرفوا بالعيش علي تراب مصر وهم الذين آوتهم وصنعتهم مصر, فهم المنتسبون لمصر,وقدر رحل الجميع وبقيت وستبقي مصر.
ولكن هل ستظل تطارد عقدة أبناء العائلات مصر.في الوظائف العليا أبناء العائلات!في المناصب المهمة أبناء العائلات!, في كليات الشرطة والحربية أبناء العائلات!, وفي..ألخ, أبناء العائلات حتى في الجماعة المحظورة هناك أبناء عائلات وأبناء آخرون, وكأن باقي أبناء مصر أبناء....!ألا يكفي أن أكون مصريا أحب مصر أخاف علي مصر أنتمي لمصر لكي أستطيع أن أسلك طريقي كاملا دون عقبة العائلات؟! هل من الممكن أن يحدث هذا في مصر؟أم ستظل هذه العقدة عقدة دائمة لا يوجد لها حل؟أما في اعتقادي فمصر هي العائلة التي يتشرف كل من يعيش علي أرضها أن ينتسب إليها ومن لا يعجبه ذلك فليبحث عن عائلة أخري.

#سيد_حافظ_عبد_الحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات