أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - سورية أمنا...جميعا. إلى A-Nأطيح بكل ولاءتي...ولكن لماذا؟














المزيد.....

سورية أمنا...جميعا. إلى A-Nأطيح بكل ولاءتي...ولكن لماذا؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 09:55
المحور: المجتمع المدني
    


بلا ولاءات، ولا عناء أيديولوجيا، ولا شغف بالذات يصل حد الفرادة المرضية، ولا قراءة تخلو منها ذاتيتنا وفق الموقع الذي نكتب منه وفيه، وفق شرطي المكان والزمان، سورية حنين أكتبه يوميا عندما أفتح عيني في صباحات أوروبا الباردة، أو الدافئة، أفتح عيني مرة على صورة ساحة جامع البشير قرب بيتي في دمشق، أو مدخل جديدة عرطوز حيث سكنت مع رفيقة عمر..قبل أن تأخذ أية صفة أخرى، وأحيانا أستيقظ وأنا أشتم رائحة غبار المخيم، بشقيه فلسطين واليرموك، ثم أنظر إلى شوارع مدينتي السويسرية التي تقبع في منتصف جبال الألب، أرى أنها في عالم لا تنتمي سورية إليه، عالم يستطيع أن ينسيك حتى أسمك، لجماله ولنظافته ودقة تنظيمه، وخدماته، كثيرة هي المرات التي أدمعت عيناي فيها، لماذا لا تكون الشيخ مسكين- مدينتي الصغيرة في درعا كما هي Wattwil مدينتي السويسرية الصغيرة الآن؟
مدينتي السويسرية هذه لا يوجد فيها سوى جبال وأبقار وبعض من زراعة مكلفة، ومناطق قليلة للتزلج، بينما الشيخ مسكين فيها زراعة وفيها أراض يمكن أن يعيش منها بلد بحاله، فيها مناطق جميلة، وفيها مفارز مخابرات" أمن دولة وأمن عسكري وأمن سياسي وشرطة عسكرية إضافة إلى قسم الشرطة، وسمعت أنهم أضافوا مفرزة أمن جوي، رغم ان قريتي ليس فيها أي مطار" أذكر شجرة الليمون التي زرعتها أمي" ونبت فيها فرعان الأول يعطي ليمون، والثاني يعطي كرمنتينا، شيء يدعو للعجب، وبقيت أمي على مدار عشر سنوات، تقطف الليمون والكرمنتينا من هذه الشجرة وتحضرها لي كل زيارة إلى سجن صيدنايا العسكري، وتقول لأخوتي معنفة أحيانا" لا تقتربوا من ثمر الشجرة، فهذه لغسان لأنه كان يحب أن يشرب المتة صباحا تحتها، وخاصة في الربيع عندما يأتي من دمشق، فهي له" قلبي الآن موجوع ودام، ليس لأنني نادم على ما أقوم به، وليس لأنني اعتبر أن ما أقوم به هو واجب شبه مقدس تجاه خيمتي التي هاجرت منها" سورية" بل لأنني فقط" لازلت مؤمنا بأن الحب ساهم ويساهم جديا في صنع التاريخ في محطات كثيرة ومهمة. ولهذا عندما تتعرض للخيانة في حبك، فأنك تيأس من هذا العالم كله، ومع ذلك لا تيأس من سورية.
لو سالني أحد ما، ما الذي تكتبه وأنت منغمس في لغة السياسة الجافة والحقيرة أحيانا؟ سأجيبه بلا تردد" لا أعرف!! كنت في السجن أمارس كتابة الرواية، وكتبت عدة روايات نالت إعجاب بعض رفاقي، وخاصة شاعرنا الجميل فرج بيرقدار- يعني ليس جميلا كثيرا!! لا تزعل فرج... ولم تنل إعجاب بعضهم، وخاصة تجربتي الأولى في كتابة الرواية، قد تعرضت لتعنيف شديد من رفيقي وصديقي مشروع الروائي مالك داغستاني الذي توقف! ولا أعرف لماذا توقف بعد ان أصدر روايته الدوار كما أسماها، عنفني بشدة، ولا أذكر لماذا؟ ربما أذكر ولا أريد ان أشغل القارئ بهذا التفصيل الممل. كتبت في السجن سبع روايات كانت سورية بطلتها، هكذا الأمر باختصار، سواء كانت سيرة ذاتية لأحد ما، أو رواية فيها من الخيال الكثير، كلها كانت تكثف سورية كما كنت أعيشها في السجن، ولا أعرف لماذا لم أستطع الاقتراب من هذه المسودات بعد خروجي من السجن رغم مرور عشر سنوات. كان عقلي لا يهدأ... جموح من السؤال..جموح من عدم الركون لأية مقولة جاهزة، وكنت أبحث عن سورية، في الشمع والورد الذي كانت ترسله لي" د" إلى السجن، وحتى عندما كانت ترسل لي ثيابا داخلية أبحث فيها عن إجابة لسؤال" كيف هي الآن سورية خارج أسوار سجن صيدنايا العسكري مفخرة السجون السورية، مكيف بالبرد وبساطير العسكر، ومليء بالأطعمة التي تسرق قبل أن تصل إلينا، ومع ذلك كانت معاملة مدير السجن لنا" الضابط محي الدين محمد معاملة عموما معقولة. وهذه من باب الأمانة، صحيح عندما يتعكر مزاجه يصبح عدوانيا لكنه سرعان ما يهدأ.
سورية كما عشتها وكما اعيشها هي كهذا البوح مبعثرة في مناحي جسدي، وفي أثير روحي كذرات لا ترى وإنما تعاش.
لا أعرف أيضا كتبت هذا المقال وأنا أستمع لفايزة أحمد، وصديقتي مشغولة بأعمال تحبها النساء، جاءت إلي ورأتني مسترسلا وقرأت قليلا ما كتبت، وقالت لي" ألا تريد ان ترتاح من هذا الشقاء..فقلت لها" وهل يستطيع المرء أن يرتاح من نفسه، إلا بالموت؟
هذه سورية، التي أكتب فيها ولها، ولا أعرف إلى متى سنبقى نكتب، شكائين بكائين، ولا نعرف أين سنجد حرية دمشق، أهي في واشنطن أم باريس؟ في موسكو أم في تل أبيب؟ أهي في الرياض أم في طهران، في أنقرة أم في لندن؟ أم لدى شعبنا المنهك برغيف الخبز وما يحدث في غزة والعراق والآن اليمن أدخلوه على الخط!؟
كثيرة هي المرات التي قررت فيها هكذا وبلا سابق إنذار أن أنزل إلى سورية، ولكنني كنت ولازلت، وسأبقى مرعوبا من فكرة الزنزانة، أو من فكرة ضابط يستقبلني بقوله" ابن القحبة ..أو ابن الش...الخ المعزوفة...وكان آخر مرة قررت فيها وتراجعت في اللحظة الأخيرة منذ شهرين تقريبا..كنت يائسا من عالم يتواطأ مع ظروف نظامنا على شعبنا. ونظام لا يحمل الحد الأدنى من الإحساس بشعبنا، أبدا، نظام أحيانا أشعر أن صديقي الدكتور عبد الرزاق عيد يملك كل الحق في الكتابة عنه في هذه اللغة التي عقليا أختلف معها أحيانا. ما الذي بقي من سورية" غير آل الأسد وآل مخلوف وآل العلمانية وآل إسلاميي تعليق المعارضة من أجل غزة؟
مع احترامنا الشخصي للجميع.
قولوا لنا: ما الذي بقي من سورية في الإعلام العالمي والعربي، هل بقيت ذكرى زيارة سعد الحريري، أم ستبقى ذكرى زيارة وليد بك جنبلاط القادمة إلى سورية؟
أم ستبقى مرتعا لمراسلي الجزيرة والعربية؟
يتبع......




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا مصر؟ الحدث القبطي.
- المسألة الكردية في سورية- تساؤلات.
- السلطة فاسدة أم غير فاسدة هي بؤرة الحدث2
- السلطة فاسدة أم غير فاسدة هي بؤرة الحدث.
- المثقف والسلطة-حلقة مفرغة
- مشكلة الشباب- النموذجين السوري والإيراني-1
- العلمانية ليست أيديولوجيا.
- الحرية والعلمانية، سورية نموذجا.
- الكاتب والمعلقين عن زيارة الحريري إلى دمشق.
- فيلم داوود الشريان عن زيارة الحريري لدمشق
- الجزء الثاني- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي.
- إعلان دمشق في ذكراه الرابعة
- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي
- العلمانية كبدعة إسلامية عربية!
- العراق وفلسطين...رجل منهك وإمرأة ضائعة.
- ساركوزي وطني فرنسي- زيارة متخيلة لفرع فلسطين!
- لماذا يعتقل الصحفي معن عاقل؟
- الحوار المتمدن قضية حرية.
- حول المآذن السويسرية مرة أخرى.
- البيان الوزاري لحكومة الشيخ سعد الحريري.


المزيد.....




- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - غسان المفلح - سورية أمنا...جميعا. إلى A-Nأطيح بكل ولاءتي...ولكن لماذا؟