أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عزيز باكوش - أطباء اقسموا لكن؟؟















المزيد.....

أطباء اقسموا لكن؟؟


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 18:39
المحور: الطب , والعلوم
    


أدوا اليمين القانوني وأقسموا على تكريس مبدإ النزاهة والإنسانية أولا . لكن الجشع دخل على الخط فجعلهم طائفتين الأولى تعمل بضمير وشرف، مخلصة لضميرها والقسم الابقراطي الشهير والثانية دفعة لئيمة تخرج منها سماسرة ورجال أعمال وعقاريون بنظارات ووزرات بيضاء .والسبب طمع الطبيب وجشعه ورغبته في امتلاك الإقامات والفيلات وإدارة الضيعات وحيازة الهكتارات وخوض الانتخابات . إن ظاهرة تحويل المرضى تجارة في عالم الطب أضحت قضية شائكة تلقي بظلالها السوداء على الصحة العمومية . وتشير أصابع الاتهام واضحة إلى بعض الأطباﺀ الذين يحولون الشرف إلى نخاسة .
أما الأستاذ "كريم م " فيقول " المريض عندنا في المدينة يكاد يكون فأر تجارب " في صفة إنسان ، ويورد قصة زوجته 45 سنة التي توجهت كعادتها كل شهرين لإجراﺀ فحوصات قصد الاطمئنان على صحتها، وكانت تعاني من نوبات عصبية ، لكن طبيبا نساء ، كشف بمكتبه عن ضرورة إجراﺀ عملية لنزع الرحم محتملا وجود ورم خبيث به ، أصيبت الأسرة بكارثة حقيقية ، لكن الزوجة لم يهدأ لها بال ، وتفرغت بشكل كلي للعلاج والمتابعة وذهبت تستقصي وتتحرى الأمر في مستشفيات المدينة وخارجها وتبحث عن أطباﺀ اختصاصيين حاملة معها حزمة صور الأشعة والفحوصات حيثما حلت وارتحلت . الأسرة عاشت أسوأ شهور حياتها، يقول الزوج ، لكن في النهاية قابلت طبيبا بضمير أجرى لها فحوصات جديدة فكانت النتيجة. لا وجود لأي ورم خبيث . وجاء الاستقرار النفسي والعائلي الذي افتقدناه طويلا ، لكن ، تم التكتم الشديد حول الأمر ليظل طي الكتمان .يمكن القول أن الأطباء ذوي الضمائر الحية موجودون ، على حدّ قول الزوج ، وعن الجشع و التجارة في عالم الصحة موجودان أيضا ، فقط على المريض أن يتحلى بالوعي وان يكون مدركاً أننا في عصر تطغى فيه التجارة على الأخلاق ، في كل القطاعات والخدمات العمومية ، وبالتالي لا يكفي أن نستشير طبيباً واحداً قبل إجراﺀ أي عملية خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمسألة خطيرة ،" إذ أن الحياة غالية ومن المؤسف أن تقع ضحية خطأ طبي".
وتوجهنا بسؤال إلى أستاذة في التعليم الابتدائي
مارأيك في ظاهرة تحويل المرضى إلى مختبرات أو مصحات معينة وهل تعرفين حالة تتصل بالظاهرة؟ فقالت بغصة :
"طبيبة متخصصة في الروماتيزم في الرباط طلبت مني إجراء تحاليل وكشوفات طبية، وكنت قد نسقت مع أختي التي تشغل إدارة مختبر على انجاز تلك التحاليل مع هامش التخفيض العائلي ، إلا أن صدمتي كانت شديدة حيث طلب مني الطبيبة المعالجة إجراء الكشوفات لدى مختبر معين سلمتني اسمه وعنوانه والهاتف سواء تعلق الأمر بالراديو و الأشعة والتحاليل . فما كان مني سوى الرضوخ للأمر الواقع ، واعتقد إنني مذنبة ، لقد استشرت هذه الممارسات التي تتحكم فيها عقليات انتهازية في كثير من القطاعات وأقساها وأبشعها قطاع الصحة ، وهذه الممارسات المخجلة التي ينغل بها الواقع الصحي تغني البعض، وتجعله يراكم الملايين، بأقل تكلفة والضحية في كل الأحوال هو المريض . الأخطاء الطبية كثيرة ومتعددة وقليلة هي الأصوات الجريئة ، وحينما تجرؤ يتم الالتفاف حول الموضوع لواع إنسانية بحتة . والحال أن واقعنا المريض يكشف حالات مرضية حد الجنون " طبيب يمارس مهنة إنسانية من أشرف المهن ، تحول إلـى تاجـر يتقاضـى عمولة مقابل وصف أدوية معينة لا حاجة للمريض لها ، بهدف تسويق أنــواع محددة من الأدوية لصالح الشركات التي تنتجها" أو بسبب رفع مبيعات صيدلية بعينها والسؤال المطروح " هل بات هذا السلوك جزﺀ من مهنة الصيدلة ؟ أليس الأمر يتعلق في نهاية المطاف ب"تجار محترفون، يعملون في ، عبر جمع أكبر قدر ممكن من المال، فيرجحون التحليلات الطبية التي لا يكون لها دواع في معظم الأحيان، ويصفون أدوية غير ضرورية، وأحيانً يصل الأمر إلى إلحاح محموم لعملية جراحية من الممكن تفاديها. لابد أن ننصت للوجه الآخر فثمة موقف لا بد أن نصفق له يتعلق الأمر بمريض أصر أن يقول كلمة في حق الصحة والمجتمع .
عبد الرحمن تميمي كتب مقلا رصد فيه التباسات المرحلة حيث قال "كثيرا ما نطالع على أعمدة بعض المنابر الإعلامية تشريحا للواقع الصحي ومعاناته وإكراهاته وعن سلوكات شاذة
قد تعتريه من طرف ذويه.وفي أغلب الأحيان تروم التشخيص في أفق استجلاء المعيقات أو العقبات التي تكتنفه،إلا أني أرى من باب الأمانة أن ننصف البعض منهم ولو بكلمة شكر وعرفانا انطلاقا من باب الإنصاف وللإعتراف : لقد سبق أن كنت نزيلا بمستشفى العياشي بمدينة سلا متاخمة للرباط العاصمة بحيث تلقيت علاجا هناك لفترتين متتاليتين وما أبهرني وأثار اندهاشي :الجانب المادي صحيح أن المستشفى كمرفأ عمومي هو عتيق لكن يبدو واضحا وجليا بسمات المشرفين عليه بحيث ما إن تطأ قدماك داخله إلا و تنقلب الصورة حجرات نظيفة أسرة مفروشة بصفة منتظمة كما يتوفر على مركب ـ إن صح القول ـ للترويض الطبي مجهز بأحدث الآلات قد يحصل لنا الشرف التباهي به وبخدماته يشرف عليه طاقم متخصص يطور معارفه باستمرار وذلك عن طريق التكوينات المستمرة .فضلا عن مركز للتشخيص بالأشعة،أجهزة لتشخيص هشاشة العظام ، اللإيكوكرافيا.. ولتيسير والحد من عملية الإنتظارات
وتنقل المرضى في بعض الأعيان لإجراء فحوصات طبية ضرورية للتشخيص،عمدت إدارة المؤسسة إلى استحداث مختبر للتحليلات الطبية ذا مواصفات عالية سيما من نا حية مصداقيته فهو يضاهي أعتد المختبرات الجانب الإداري والتنظيمي طيبوبة الإستقبال والإرشاد وسلاسة المساطر الإدارية المتبعة بحيث يسهل على كل من يلج هذا الفضاء
العمومي أن يعي مسلكه ويحقق غائيته دون عناء يذكر وهذا ما نفتقده في بعض الأحيان حتى في المرافق
الخصوصية بحيث كل الأطر تعي مسؤوليتها اتجاه واجبها الوطني والإنساني.
الجانب العلاجي طاقم طبي مفعم بالحيوية والجدية وروح المسؤولية اتجاه المرضى يمازجون بذلك ما هو معرفي علمي صرف وما هو إنساني أخلاقي يقدمون دروسا تطبيقية ميدانية بغية الرفع من المستوى العلمي للطلبة والإرتقاء البيتخصص لذوي الإختصاص.زيارات المرضى منتظمة ، كما أشد بحرارة على أيدي المداومين ليلا بحيث لم نسجل أي انكفاء أو تملص من تأدية واجبهم .
وضعية المريض داخل هذا المرفق قد لاتشعر بالآلام وأنت نزيل مستشفى وقد تشبع بروح التكافل من حيث الأرضية سانحة لنسج علاقات تفاعلية وتكاملية ما بين الطاقم الطبي والنزلاء وبين النزلاء أنفسهم، هناك أ دركت وتشربت معنى نكران اللا ءات – لا انتماء سياسي ،لا انتماء نقابي ، لا انتماء وضعي مجتمعي-الكل يتعالج بطريقة سليمة دون تمايز أو تفضيل : نساء ، رجال أطفال ... بغض النظر عن مستواهم السوسيو ثقافي أوالسوسيو اجتماعي. وفي الأخير تحية رقيقة أرق ما يوجد في عالم التحيات لكل من الطاقم الإداري والطبي والخدماتي والنزلاء .
عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السفير الامريكي بصفرو في إطار مواكبة تنفيذ برنامج - أكسيس-
- ابتسم إنك في فاس؟؟؟
- الاسرار العميقة وراء عودة القاضي الى الداخلية
- حين تتمخض - الطنجرة والمقلاة - فتلد فنا فلسفة و حياة
- أنشطة اجتماعية وتربوية بنيابة التعليم مولاي يعقوب - فاس
- كل عام ومرضانابخير
- محمد بودويك في - خيط أريان - كي لا يضل الشعر طريقه
- لا للقرصنة نعم لأخلاقيات المهنة
- في الذكرى الاولى لاجتياح غزة الحصار ليس قدرنا
- حول مشروع -الميثاق البيئي- من منظور مجتمعي
- متخيل الصحراء او صحراء المتخيل في تجربة التشكيلي المغربي عبد ...
- الدعوة إلى إعادة النظر في تركيبة المجلس الإداري لأكاديمية فا ...
- الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس بولمان بلا بناء ...
- لا للسمسرة على حساب صحة الإنسان 2/3
- ندوة نظريات المسرح العربي: ماذا تبقى منها؟
- 5844 زيا مدرسيا و73 دراجة هوائية لتلاميذ مؤسسات إقليم صفرو ل ...
- الصحة العمومية على الطريقة المغربية
- البطولة الجهوية للعدو الريفي المدرسي- تيساف- بولمان -المغرب
- الفضاء السمعي البصري بفاس المغربية يتعزز
- حول الأوضاع في إذاعة فاس الجهوية - المغرب -


المزيد.....




- “الطبيعة تكسب دايمًا” .. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجديد ...
- “نزلها واستمتع بمشاهدة ممتعة” .. تردد قنوات mbc الجديد مجانً ...
- “من هُنـــا رابط مفعل” .. دفع فاتورة التليفون الأرضي بالخطوا ...
- إجلاء سكان وإخلاء عدد من الشوارع.. المياه تغطي عددًا من المن ...
- قصف إسرائيلي يستهدف ألواح الطاقة الشمسية بمستشفى العودة وسط ...
- بالفن والطبخ.. أبناء الجالية الفلسطينية في اليابان يعرّفون ب ...
- القهوة العربية.. تاريخ عريق يمتد لـ600 ألف عام
- استعدادا لهجوم رفح.. الأقمار الاصطناعية تكشف بناء مخيم جديد ...
- من يحدد أسعار الأدوية؟
- ضربته كرة بيسبول فتوقّف قلبه.. كيف أنقذ أحد المدربين حياة صب ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عزيز باكوش - أطباء اقسموا لكن؟؟