أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - فلنذكر حسنات موتانا














المزيد.....

فلنذكر حسنات موتانا


عبد العزيز محمد المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 13:14
المحور: سيرة ذاتية
    



قراءة التاريخ قديمه وحديثه ، ليست للهو وتزجية الفراغ ، وانما للعبرة وفهم الحياة ، فتاريخنا البعيد والقريب ، مليئ بالعبر والعضاة ، رغم ان كتابة التاريخ تخضع في احيان كثيرة للاتحياز واللاموضوعية ، ولكن الدارس يستطيع ان يستخلص كثيراً من العضاة التي تحمل عبر لايستغنى عنها ..
كم كتب الحاقدون عن قسوة الحجاج ودمويته وحين نعيد دراسته ومقارنته بعشرات الحكام الدمويين نلحظ في اعماقه من الرأفة والشهامة ما يتمنى الاخرون او يوصفوا بها .
وقرأنا في الكتب المدرسية عن سيرة صلاح الدين الايوبي وتسامحه مع قادة الافرنج ما تصورناه مثالاً للتسامح الاسلامي والتراحم الانساني ، ولكن التاريخ لم يعصمه من التعصب الطائفي مع ابناء دينه ومحاربته لكل نوع من المعارضة بلا رحمة .. هذه مقدمة اسوقها لدراسة بعض المواقف المشرفة لبعض حكامنا في العهد الملكي ممن كنا نتصورهم مثالاً للديكتاتورية ونهب المال العام .. وكان اكبر شخصية في الحكم هو نوري السعيد الذي كنا نتصوره عميلاً للانكليز وعدواً للعرب والعراقيين ومستهتر لحكم القانون ، ولكني اتذكر موقفاً لهذا الحاكم الذي ظلمناه كثيراً ( وسحلنا جثمانه بعد ثورة 14 تموز 1958 ) هذا الموقف الاعتيادي البسيط يرمز الى تواضع هذا الرجل واحترامه لشعبه والقانون ..
كان ( الباشا) كما كان يدعي مسافراً الى بيروت وفي طريق عودته الى بغداد شاهد لدى احد البقالين نوعاً من الليمون الحامض الذي يحبه حين يتناول ( الباجة ) ولم يكن للنومي الحامض وجود في بغداد فاشترى صندوقاً خشبياً صغيراً من هذه الفاكهة التي يعشقها ولم يكن يدري ان ادخال هذه الفواكه كان ممنوعاً بسبب الحجر الزراعي !
وحين وصول سيارة السعيد الى المركز الحدودي ، ترجل عنها واراد ان يسير بضع خطوات ريثما تتم اجراءات الكمارك والتفتيش النظامي ..
تقدم الشرطي نحو السيارة وطلب من السائق ان يفتح صندوق السيارة الخلفي ففعل وحين وجد الشرطي الفاكهة طلب من السائق انزالها لانها ممنوعة بسبب الحجر الزراعي وهنا انفتح السائق وصاح بالشرطي ، اتدري لمن هذه السيارة والفاكهة ؟



سأله الشرطي لمن ؟ اجابه السائق : لذلك الباشا الذي لايبعد عنا كثيراً انه نوري باشا اتعرفه ؟ اجابه الشرطي : نعم اعرفه ، ولكني اقول لك لو ان هذه الفاكهة تعود لصاحب الجلالة ملك العراق لا أسمح بأدخالها هل تفهم ؟
هنا كان الباشا يستمع لهذا الحوار بين الشرطي وسائقه وهو يشعر بمتعة وسعادة ، وعاد لسيارته ليقول للسائق ، لماذا لاتسمع كلام الشرطي ؟ الم يقل لك ان ادخال الفاكهة ممنون بأسم القانون ؟ وهل نوري سعيد فوق القانون ؟
وهنا نادى على الشرطي البطل قائلاً ارجو ان تكون قدوة لغيرك ووضع بيده خمسة دنانير معتذراً بقلة مافي جيبه قائلاً هذه اكرامية بسيطة وسأرسل لك ترفيعاً تستحقه .. فمن يفعل مذل هذا التواضع ونكران الذات في زماننا هذا ..



#عبد_العزيز_محمد_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف كنا نكرم ضيوفنا في الثلاثينيات من القرن الماضي
- وجوه وذكريات ..ابن خرنابات ..الشاعر المبدع محمود الريفي
- ذكريات عمرها أربعين سنة في قرية كردية
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- ذكريات عن الشامية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - فلنذكر حسنات موتانا