أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام عبد العزيز المعموري - العلاج باللعب














المزيد.....

العلاج باللعب


عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


يعرّف دليل الموسوعة المختصرة في علم النفس وطب نفس الأطفال الخاصة بالأطفال المعاقين وبطيئي التعلم العلاج باللعب Play Therapy بأنه : ( إحدى طرق العلاج حيث يشجع الطفل على اللعب الحر أي اللعب التلقائي ليعبر فيه عن صراعاته المكبوتة بواسطة الإسقاط وبصورة أكثر ملائمة ) (1) 0
يوضح لنا علم نفس الطفل أن للعب منافع شتى منها : المنفعة العلاجية إذ يؤدي اللعب إلى التخلص من الطاقة والتوترات الجسمية، والمنفعة التربوية حيث يحصل الطفل على الكثير من المعلومات بواسطة اللعب ، والمنفعة الإبداعية وذلك بتوفير الفرصة لتطبيق الفكر الممزوج بالخيال في ابتكار الأشياء وكذلك المنفعة الاستبصارية التي تعرّف الطفل على ذاته وقدراته ومقارنتها بالأطفال الآخرين ، إضافة إلى المنفعة الاجتماعية التي يتعلم الطفل كيفية إقامة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين وحل المشكلات التي تبرز عنها ، والمنفعة الخلقية التي يتعلم الطفل معايير الصواب والخطأ فيها (2) 0
وان ما يهمنا هنا هو المنفعة العلاجية للعب حيث للعب أثر على النمو الجسمي والعقلي والانفعالي ، فالركض والسباحة وركوب الدراجة وتسلق السلالم والسباق وغير ذلك من الألعاب الرياضية المنظمة والنشاطات تعمل جميعها على تصريف الطاقة الزائدة لدى الطفل وبالتالي زيادة قوته العضلية ونموه البدني ، وتعمل هذه النشاطات على إيجاد نوع من التوافق الحركي عند الطفل وتزداد عضلاته الدقيقة يوما" بعد يوم بالنضج والمهارة في استعمال الأشياء (3) 0
وهنالك عدة نظريات في علم النفس التربوي تفسر ظاهرة اللعب عند الأطفال منها نظرية الطاقة الزائدة وتعني أن لدى الطفل طاقة تتراكم في مراكز الأعصاب السليمة النشطة لابد من تصريفها ، واللعب هو الوسيلة الممتازة لاستنفاد تلك الطاقة الزائدة ، ونظرية الغريزة التي تشير إلى أن لدى البشر اتجاها" غريزيا" نحو النشاط ، وعليه فاللعب ظاهرة طبيعية لنمو الطفل وتطوره بلا تخطيط أو هدف ، بل أن اللعب يعتبر جزءا" من التكوين العام للطفل ، وهناك نظريات الترويح والاستجمام ونظريات الميراث والاتصال الاجتماعي ونظرية التعبير الذاتي التي تؤمن أن للطفل الذي يعاني من مشكلة يمكن اكتشافه من طريقة لعبه وهناك نظرية التفوق والشهرة والتي تشير إلى أن الأطفال يمارسون اللعب لإشباع حاجاتهم في حب الظهور والشهرة ( 4 ) 0
أما أثر اللعب على النمو العقلي فانه يتمثل بأنه يعطي الطفل الفرصة لاستخدام حواسه وعقله وزيادة قدرته على الفهم حيث أنه يجذب انتباهه ويشوقه الى التعليم لما يوفره له من جو طليق يندفع فيه الى العمل من تلقاء نفسه 0
ويرى (فرويد ) أن الأطفال يستخدمون اللعب وسيلة للتخفيف عن توتراتهم وقلقهم والحصول على المتعة 0 ان كل لعب يقوم به الطفل لتنمية جسمه وعقله ، هو في الوقت نفسه عامل على نمو عواطفه وتطور انفعالاته 0
ان اللعب يمثل مدرسة للطفل فهو يتعلم بواسطته ما لا يستطيع أحد أن يعلّمه اياه ، فهو يتعلم كيف يتعرف على الأشياء ويتجاوب معها ، ويتعلم مشاكل العلاقات الانسانية وكيفية الاتصال بالناس والكفاح من أجل الوصول الى هدف وفي ذلك كله علاج لمشاكل سوء التكيف لكي ينمو الطفل نموا" سويا" 0
ان مساعدة الطفل في السيطرة على انفعالاته وضبطها والتحكم في نفسه وفهم وتقبل مشاعره نحو نفسه ونحو العالم المحيط به ، اضافة الى اشباع الحاجات النفسية كالحب والشعور بالأمن والتقدير ، كلها أمور تخلق في الطفل توافقا" انفعاليا" واتزانا" عاطفيا" يجلب السعادة له ولمن يعيش حوله وهذا كله يمثل أثر اللعب على النمو الانفعالي للطفل 0
تقول المربية المصرية د0سوزان ايركس : ( ان نشاط اللعب هو رمز الصحة العقلية فاذا لم يقبل عليه الفرد فان ذلك يعني عيبا" فطريا" أو مرضا" نفسيا" ) (5)
اضافة الى ما تقدم ذكره فان اللعب يوفر للطفل فرصة التغيير وهي حاجة أساسية عند الانسان ، فلابد في الحياة من تغيير رتابة العمل لكي لا تصبح الحياة مملة والعمل مضنيا" (6) 0
المصادر
1- دليل الموسوعة المختصرة في علم النفس وطب نفس الأطفال ، د0عدنان عباس فضلي وميري عيسى جزراوي ، 1989 م ، ص 36 0
2- علم نفس الطفل للصف الأول معهد المعلمين ، 1983 م ، ص 180 0
3- مجلة التربية الصادرة في دولة قطر ، العدد 72 ، يونيو 1985 م ، ص 125 0
4- نفس المصدر السابق ، العدد 74 ، نوفمبر 1985 م ، ص 67 0
5- الحضانة ، د0 سوزان ايركس ، القاهرة ، 1958 ، ص 9 0
6- رياض الأطفال ، د0 محمد عدس وعدنان مصلح ، عمان ، 1980 ، ص 67 0

( نشرت في جريدة الصباح العدد 485 ، السبت 17 محرم 1426 هجري الموافق 26 شباط 2005 ، صفحة علوم )



#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدافعية للتعلم والعوامل المؤثرة عليها
- حقيقة قائمة 00 الفروق الفردية بين المتعلمين
- كيف يحسّن الطالب الجامعي أداءه في الاختبار المقالي
- التدريس بين الاستقراء والاستنباط
- كيف ولماذا يدوّن الطالب الجامعي ملاحظاته ؟
- التدريس باسلوب العصف الذهني
- لكي لا تكون الامتحانات عبئا- على أبنائنا
- من أجل تعلم مقاوم للنسيان
- خاطرة بين المسافات - تنمية الابداع والنشء الجديد
- ستراتيجيات التعلم الفعال في الكلية
- حقائق عن التعلم يجب أن يعرفها كل معلم
- سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفي محافظة ديالى - حوار مع الشاع ...
- حوار مع مديرة متحف ديالى
- أطفالنا والتفكير الابداعي
- أغرب أساليب الغش الامتحاني
- سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفقي محافظة ديالى -حوار مع الدكت ...
- (لايوجد أكثر جدية من الطفل في لعبه ) فريدريك نيتشه- أطفالنا ...
- سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفي محافظة ديالى- الاستاذ الدكتو ...
- لكي لا يكون التعليم مهنة من لا مهنة له
- الخرس الزوجي في بيوتنا


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام عبد العزيز المعموري - العلاج باللعب