أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - أما وقد حصلت الزيارة ..فماذا عن مصير 14 آذار















المزيد.....

أما وقد حصلت الزيارة ..فماذا عن مصير 14 آذار


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 22:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قيل الكثير الكثير عن زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا. الصحف ووسائل الإعلام كلها والسياسيون في لبنان وسوريا والعالم ، رأوا فيها الخبر الأساسي، في حينه، وجعلوا منها مادة أولى للنقد والتعليق والتحليل . المؤيدون ما زالوا يحصون الإيجابيات ويبحثون عن أخرى قد تكون منسية أو مهملة أو مغفلة، والمتحفظون شككوا والشامتون ، وهم وحدهم السيئون، صبوا زيتا على نار التحفظ والشك . اللبنانيون انقسموا حيالها ، والسوريون أجمعوا والعرب رحبوا والعالم بارك ، الخ.
قيل عن الزيارة إنها حدث العام ، وعن الزائر إنه رجل العام ، الشجاع ، الذي تعالى على جراحه الشخصية ، والذي وضع مصلحة الوطن فوق مصلحة العائلة والطائفة والتيار والفريق الذي ينتمي إليه. وقيل إنه واجه بطول نفسه اعتراضات حلفائه الضمنية وشكاوى مناصريه الصريحة منها أو المكتومة، وقيل ،في استعراض إيجابياتها ،إنها زيارة دولة وإن طريقة الاستقبال خير دليل ، لأن قصر الضيافة لا يفتح إلا لمن تحظى زيارته بمثل تلك الحفاوة. وقيل إنها ستدشن مرحلة جديدة من العلاقات بين الدولتين ، بدليل ما رشح منها من قرارات و إعلان نوايا ووعود ورغبة في التنفيذ ، أولها ترسيم الحدود ثم المواقع الفلسطينية خارج المخيمات،( وآخرها غير معروف)... وقيل إنها تأتي في ظروف دولية وعربية مواتية ، الخ.
وقال المتحفظون إنها خطوة متسرعة كان من الأفضل إرجاؤها إلى أن تنضج ظروفها ، وقالوا إنها بدت كأنها زيارة شخصية لا زيارة دولة ولا حتى زيارة رئيس حكومة ،إذ لم يكن في الوفد نائب ولا وزير ، بل حتى لم يكن وفد أصلا، فالمستشار الشخصي هو جزء من شخص الزائر. ورأى المقربون أنه وإن كان لا بد منها فكان ينبغي أن تحصل في ظل شروط أخرى وأن يتم التحضير لها في صورة أفضل ، كأن تتم تلبية لدعوة رسمية ، لا بمجرد "إيعاز" سعودي أو حتى بطلب صريح من جلالة الملك؛ أو ردا على زيارة تهنئة كان يمكن أن يقوم بها رئيس الوزراء السوري أو وزير خارجيته؛ أو كأن تتم المصافحة من غير عناق وقبلات ؛ وذهب البعض حد القول إنه إذا كان لا بد من علاقات ندية بين البلدين فكان من الأفضل لو عقد لقاء في خيمة على الحدود كالتي اجتمع فيها عبد الناصر وفؤاد شهاب ذات يوم ، الخ.
هذه الآراء ، المؤيد منها أو المتحفظ ، هي على مستوى من الجدية بحيث تستحق أن تناقش وتؤخذ بالاعتبار. لكن صنفا آخر من التعليقات رافق الزيارة وسبقها وتلاها ، تمثل بكلام صريح أو غبطة داخلية أو شماتة بالزائر وتياره وحلفائه وبتفكك فريق 14 آذار ، خصوصا بعد خروج جنبلاط المعلن منه، وتعدى ذلك إلى أوهام بعودة سوريا إلى لبنان أو على الأقل بأحلام تأمل باستئناف القيادات اللبنانية رحلاتها المكوكية على خط الشام .
مما لا شك فيه أن عودة العلاقات اللبنانية السورية إلى مجراها الطبيعي هي أمر لا مفر منه، عاجلة كانت الزيارة أم آجلة . وإذا كان المرحبون بالزيارة لم يحسنوا تهيئة الأجواء السياسية ، على الأقل في صفوف جمهورهم ، فإن عليهم ، اليوم قبل الغد ، إلا يكتفوا بالصمت حيالها أو باقتصار قولهم على إنها "الكأس المر" الذي لا بد منه. ذلك أن المناصرين والمحازبين والمؤيدين والحلفاء ، يعرفون أنها كأس مر ، ويعرفون أنها ، في نهاية المطاف ، ضرورة ، لكنهم كانوا ميالين إلى تفاديها وتأجيلها لا إلى الإقدام عليها من غير تحضيرات كافية ، على الأقل في صفوف من فعلت التعبئة ضد سوريا فعلها في نفوسهم.
قد يقال إن مثل هذه التعبئة ضد سوريا تولاها النظام السوري وأنصاره في لبنان بسلوك الجيش السوري وأجهزته قبل اغتيال الحريري، ثم بالمظاهرة الشنيعة التي بدت فيها قوى الثامن من آذار، المرعوبة يومذاك من احتمال خروج سوريا من لبنان ،كأنها شمتت بمقتل الحريري، فراحت تعلن الوفاء لسوريا، كأنها تشكرها، مع أنها المتهمة سياسيا بمقتله ، وظلت مثابرة على هذا الموقف طيلة السنوات الخمس، ثم استمرت بالتصعيد ، على أساس الموقف ذاته ، إلى أن جاءت الزيارة لتعزز الاعتقاد بأن نهج التحالف مع سوريا هو الصحيح ، وبأن سلوك نهج التخاصم معها الذي اعتمده تيار المستقبل وقوى 14آذار كان خاطئا ، فصار من الطبيعي أن يكون حلفاء سوريا أقدرعلى توظف مفاعيل الزيارة في صالح نهجهم، مع أنه النهج الذي عطل عجلة الحكم والدولة ، بينما بدا فريق 14 آذار عموما ، وتيار المستقبل على وجه الخصوص، عاجزا عن توظيفها لصالح نهجه ، مع أنه النهج الذي حمى الدولة والحكم على امتداد السنوات الخمس تلك. فلماذا هذه المفارقة ؟
لأن مسؤولية هذه التعبئة ضد سوريا لا تقع على عاتق سوريا وحلفائها اللبنانيين وحدهم ، بل تتحملها كذلك قيادات14 آذار، التي "لم تصدق" في حينه أن سوريا ستخرج من لبنان ( وبعضهم لم يصدق حتى الآن أنها خرجت)، فراحت تبني على ذهولها مهمات متناقضة ، قوامها التحريض ضد سوريا لضلوع أجهزتها في اغتيال الحريري، والتحريض ضد حلفاء سوريا من اللبنانيين لأنهم أحيوا نفوذ النظام السوري في لبنان وأبقوه قويا بالرغم من خروج جيشه. هذا الموقف صحيح في وجه منه وخاطئ في وجه آخر: الصحيح هو أن النظام السوري يتحمل المسؤولية المباشرة عن اغتيال الحريري ، لكن مسؤوليته المؤكده هي مسؤولية سياسية، ومن واجب اللبنانيين الإصرار على تحميله المسؤولية حتى لو برأته المحكمة الدولية، كما أن من واجبهم أيضا أن يعرفوا حجم حصتهم من هذه المسؤولية لأنهم شاركوا جميعا باستدراج الجيش السوري للتدخل في لبنان أو تعاونوا معه ؛أما المسؤولية القضائية فإثباتها مؤجل وهو في عهدة المؤسسات الدولية ( تصريح الحريري خلال الزيارة هو ما كان ينبغي اعتماده قبلها)، غير أن قوى 14 آذار ركزت، منذ اللحظة الأولى، على الجانب القضائي، ورأت خلاص البلاد في المحكمة الدولية القادرة وحدها على كشف الحقيقة . كان عليها إذن أن تركز على المسؤولية السياسية التي لا تحتاج إلى تحقيق دولي ، والحكم فيها يتمثل في إجماع لبناني لا يخرج عنه حتى حلفاء سوريا المتضررون من حكم الأجهزة، لأنهم كلهم متضررون ، ولو أنها فعلت ذلك لكانت وضعت الحقيقة خلفها، واندفعت نحو ترسيخ الوحدة الوطنية من خلال برنامج يركز على مسألة إعادة بناء الوطن والدولة، ولأنها لم تفعل بات عليها أن تدفع الثمن من تماسكها السياسي، بلبلة وتقلبا بدأهما جنبلاط في انقلاب خطابه و تحالفاته ، وجاءت الزيارة لتبدو كأنها استكمال لهما .
الخطأ الثاني هو أن قوى 14 آذار بنت كل سياستها بعد خروج سوريا على إيقاع التوازنات الخارجية فقرأت في المرحلة الأولى ما شجعها على تزخيم الهجوم ضد النظام السوري ، فأعطت مبررا لاتهامها بالارتهان للقوى الخارجية، وسرعان ما أفضت القراءة في المرحلة الثانية إلى فرملة الغلو العدائي والبحث عن صيغ لتدوير الزوايا، وهو ما عبرت عنه بوضوح وتائر السلوك الجنبلاطي المتناقضة ، إلى أن جاءت الزيارة لتعطي دليلا آخر على قوة النفوذ الخارجي والارتهان له . وإذا كانت قوى 8آذار لا تعبأ ب"تهمة" الارتهان للخارج، بل حتى إنها تتباهى بها، فإن الزيارة خفضت منسوب المصداقية لدى أصحاب شعارات السيادة والحرية والاستقلال ، ما جعل الصراع على هذه الشعارات كأنه غير ذي معنى.
مع ذلك ...في الزيارة ما يمكن توظيفه لصالح نهج الاستقلال والسيادة، خصوصا أن جمهور هذا النهج يتساءل عما سيحصل في مناسبتي 14 شباط و14آذار . فكيف السبيل إلى ذلك؟
1- بالشروع ، ولم يفت الأوان بعد، في حملة تعبئة سياسية وإعلامية وحزبية تنطلق من إعادة قراءة نقدية لتجربة السنوات الخمس. يعني أن تقترن جرأة الإقدام على الزيارة بجرأة القيام بعملية نقد ذاتي، حتى لا تبدو كأنها تخل عن الثوابت الاستقلالية أو كأنها هدر لتضحيات كبرى ودماء غزيرة سفحت على مذبح حرية الوطن، أو كأنها استكمال للاستدارة الجنبلاطية التي لم تفهم ، هي الأخرى ، فهما كافيا ولا صحيحا، فبدت كأنها استسلام غير مبرر أو هروب غير مدروس. بعبارة أخرى ، على الحريري وجنبلاط بالتحديد مصارحة جمهور 14 آذار بأن إقامة علاقات طبيعية مع سوريا هي المهمة التي كان ينبغي العمل عليها بديلا من تكريس علاقات الجفاء التي ولدها سلوك النظام الأمني اللبناني السوري وغذتها وفاقمتها عملية شحن مقابلة، وبأن إقامتها اليوم ليست تعبيرا عن "عودة الإبن الضال" ولا الإبن العاق؛ ثم التعهد لهذا الجمهور بألا تكون هذه العلاقات على حساب تضحيات اللبنانيين ودماء شهدائهم.
2- بالتركيز على أن هذا الاستدراك لإقامة علاقات سليمة مع سوريا يجسد انتصار لبنان على النظام الأمني اللبناني السوري ، وليس العكس ، بالرغم من كل المظاهر التي قد تبدو مخالفة لهذا الاستنتاج ، ومنها سلوك أدوات سوريا وليس حلفاءها ،( الغبطة والشماتة والتظاهر بالانتصار) وهو سلوك طفولي مهين لأصحابه قبل أن يكون مهينا لسواهم. فمن الصحيح أن النظام السوري حقق أنجازات على الصعيدين العربي والدولي بفك عزلة فرضت عليه غداة خروج جيشه من لبنان، غير أنه انتصار، لا على معارضيه في لبنان بل على معارضيه في سوريا، كونه هو الذي كان مهددا بالسقوط ونجا لغياب البديل أو لعدم اقتناع المجتمع الدولي بالبديل، غير أن حصة اللبنانيين من الهزيمة تتناسب طردا مع حجم الآمال التي علقوها على معارضة سورية من صنف النظام وعلى وعود خارجية تذكر بسياسة الاستدراج خلال الحرب الأهلية ؛ أما خروج النظام السوري من لبنان فقد غدا حقيقة راسخة كرستها الوقائع والأحداث والسفارة ، ورسخه صمود الحكومة اللبنانية في وجه كل محاولات إسقاطها ، فثبتت وحمت الدولة والنظام، بالرغم من كل الصعوبات التي نسبت إلى النظام السوري كما إلى حلفائه في لبنان؛ وبهذا المعنى شكلت الزيارة فتحا جديدا في العلاقات، بالرغم من كل سلبياتها، لأنها تمت على غير الأسس التي كانت تقوم عليها زيارات اللبنانيين في السابق ، إي أسس الاستدعاء والإملاء و التعريج على مراكز أجهزة المخابرات ذهابا وإيابا.
3- بالتشديد على شروط توضع على اللبنانيين قبل السوريين ،لأن إقامة علاقات سوية وندية بين البلدين تفترض أن تمر كل صلة سياسية لبنانية بالنظام السوري من خلال الدولة أو بعلمها، فمثلما يكون مصدر إزعاج للدولة السورية أن يبني سوريون من خارج الدولة علاقات سياسية مع لبنان ، فإن علاقات سياسية مباشرة بسوريا من خارج الدولة وعلى حسابها هي مما يمس بالسيادة الوطنية، وقد آن الأوان لأن تصبح مثل هذه العلاقات مدعاة للخجل لا للتباهي، وآن الأوان لوقف مسلسل استدراج الخارج ، أيا يكن هذا الخارج ، ليستقوي به فريق لبناني على فريق آخر، لأن سياسة الاستقواء هذه شكلت غطاء لكل انواع التدخل الخارجي الذي لم يحصل أبدا لصالح اللبنانيين، بل حصل دوما لصالح المتدخلين ، بما في ذلك التدخل السوري الذي كان يستهدف، خلافا لمزاعمه، السيطرة على الوضع اللبناني والإمساك باوراق القوة فيه واستخدامها في مشروعه التفاوضي، وإلغاء كل العوائق التي وقفت أو قد تقف في وجهه، أي القوات اللبنانية ثم الحركة الوطنية اللبنانية ثم المقاومة الفلسطينية ثم مقاومة حزب الله، وهي كلها قاومت تلك السيطرة وإن اختلفت تسمياتها، ودفعت كلها ثمنا على اختلاف الأثمان.
4- بالتشديد على أن نهج العداء لإسرائيل هو ما جسده اللبنانيون في مقاومتهم البطلة وتوجوه بدحرهم قوات الاحتلال. هذا يعني جملة من الاستنتاجات ، منها أنه لم يعد جائزا حشر اللبنانيين في زاوية الخيار الخاطئ والمشبوه الذي يشبه التهديد : إذا لم تكن مناصرا للنظام السوري فأنت عميل لإسرائيل والصهيونية والاستكبار العالمي ؛ وأنه آن أوان التمييز بين الانتماء إلى العروبة والاستقواء بجهات عربية ، كما آن الأوان لأن ينظر اللبنانيون النظرة ذاتها إلى كل تدخل أجنبي، لأن كل تدخل أجنبي، عدوا كان أم صديقا ، عربيا أو غير عربي، لايبتغي غير مصالحه هو ، وكم من لبناني توهم أنه قادر "بشطارته " على توظيف التدخل في مصلحته السياسية أو الشخصية الضيقة ، ولم يحصد من وهمه هذا غير الخسائر الذاتية والوطنية، وهو ما عبر عنه المتنبي في بيت من الشعر يحلو لنا دوما أن نذكر " المتشاطرين" به :
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه تصيده الضرغام في ما تصيدا
ومن الاستنتاجات أن قضية المقاومة قبل التحريرشيء وتوظيف سلاحها بعد التحرير شيء آخر، وأن من حق المقاومة على اللبنانيين تأمين الرعاية والحماية لها بالإجماع الوطني الصادق على دورها وموقعها ، وأن من حق اللبنانيين عليها، ومن واجبها هي، أن تكون عصية على التوظيف الخارجي أوعلى التوظيف الحزبي الفئوي على حد سواء، لأنها قضية وطنية بامتياز.
5- مناسبة14 آذار صارت غير ذات معنى ،أو هي ينبغي أن تصير كذلك ، لأنها ولدت للرد على مناسبة طويت هي الأخرى، لكن الحركة التي نشأت في تلك المناسبة ذات معنى كبير. وحتى لا يبدو أفولها كأنه قربان على مذبح الزيارة، أو كأنه نتيجة تشتت أركانها وتفرقهم في الرأي، وحتى تنتهي مكرّمة بما يليق بدورها المشهود في تجسيد الوحدة الوطنية اللبنانية وفي الدفاع عن حرية الوطن واستقلاله وسيادته، وبما يليق بشباب لبنان الذين دافعوا عن وحدة الوطن وواجهوا محاولات تفتيته وتخريب الدولة بمقاومة باسلة تضاهي بسالة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتتكامل معها...فإن الرئيس سعد الحريري مطالب باتخاذ قرار جريء مزدوج، يقضي شقه الأول بإلغاء الاحتفالات السنوية التي كانت تقام في 14 آذار، وبتحويل الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري (14شباط) مناسبة وطنية جامعة ، يدعى إلى إحيائها لبنان كله، فتطوى صفحة الانقسام الآذاري بصيغته القديمة. أما الشق الثاني من القرار فيقضي بأن يعقد بالمناسبة مؤتمرعام داخلي يضم كل مكونات حركة 14 آذار وممثلين عن جمهورها الواسع،وذلك من قبيل الحرص على ألا تموت 14 آذار بالضربة القاضية، بسبب زيارة الحريري أو تخلي جنبلاط عنها أو خروج آخرين من صفوفها ، على أن يتولى هذا المؤتمر وحده تقرير مصيرها ، ويبحث في ما إذا كان ذاك الإطار الذي تشكل عام 2005 ، والذي استنهض ملايين ساحة الحرية في أكثر من مناسبة ، لا يزال قادرا ، بصيغته القديمة، على استنهاض ملايين الساحتين وكل اللبنانيين، كما يبحث في سبل تكريم من ناضلوا وحموا حرية الوطن بالعرق والدموع والدماء ، ومن أعطوا لاستشهاد الرئيس الحريري معناه الحقيقي، معنى أن يكون الشهيد الحريري قد افتدى اللبنانيين كلهم من أجل حرية الوطن وسيادته واستقلال قراره، ومعنى أن تكون 14 آذارهي الإطار السياسي الشعبي الأول الذي حمى الشهادة من الفئوية ووفر لشهداء لبنان إجماعا وطنيا غير مسبوق ، كان له الفضل الأكبر في إسقاط النظام الأمني.
مثل هذا المؤتمر هو ضرورة وطنية ، لأن الجمهور الكبير الذي تداعى أو لبى الدعوة دفاعا عن الحرية والسيادة والاستقلال، أكثر من مرة، ما زال مستعدا لحمل المهمات الوطنية الكبرى المطروحة اليوم أمام اللبنانيين، بدءا من تعزيز السلم الأهلي كطريق إلزامي لترسيخ السيادة و الاستقلال، وكطريق إلزامي أيضا لاستكمال تحرير الوطن من الاحتلال الاسرائيلي ومن كل محاولات السيطرة الخارجية عليه، ومن أجل بناء الدولة الحديثة، دولة القانون والمؤسسات والفصل بين السلطات والكفاءة وتكافؤ الفرص، دولة العدالة الاجتماعية والديمقراطية.
هذه المهمات تنتظر من هذا المؤتمر أو من سواه انبثاق إطار سياسي جديد يتجاوز الانقسامات القديمة الموروثة من فترة الاستقلال أو من مخلفات الحرب الأهلية والاحتلال الاسرائيلي وسيطرة النظام الأمني .إنه التحدي الأكبر أمام كل من يعتبر نفسه مسؤولا عن إعادة بناء الوطن والدولة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانية في المزاد
- تحية احترام للحوار المتمدن ومحبة في العيد الثامن
- اقتراح بيان وزاري
- المعارضة اللبنانية:الاصطفاف الانكشاري
- أين أخطأ جنبلاط وأين أصاب
- الجامعة اللبنانية
- المثقف اليساري المتأسلم _ المتشيع
- طبقة انتخابية وحكومة انتظارية
- اتفاق الدوحة : مأزق الممانعة والممانعين
- اتفاق الدوحة: رابحان وخاسرون
- للأصوليات جذر واحد
- قراءة نقدية في وثيقة قوى 14آذار
- كتاب مفتوح إلى وليد جنبلاط
- المعارضة والسلطة : أخطاء اللغة
- كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله
- بالنسبة للرأسمالية ... شو
- حزب الله : انتهاك السيادة من الداخل
- كلام صريح مع سماحة حزب الله
- حزب الله : انتصار كان يمكن تفاديه
- مأزق حزب الله :فائض عسكري وخواء سياسي


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - أما وقد حصلت الزيارة ..فماذا عن مصير 14 آذار