أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو هزاع هواش - القضيب















المزيد.....

القضيب


محمد أبو هزاع هواش

الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 18:22
المحور: الادب والفن
    


بعد سنوات عديدة في أمريكا لم يحسب أن يكون قضيبه والعناية به سبب أكبر مشكله واجهها حتى الآن. مرت سنوات عديدة في ذلك المهجر وهو يعمل نفس ماكان يعمله مع ذلك القضيب طوال حياته من مدينته الشرق أوسطية الغارقة في خرافات الماضي ودواماته إلى مدينة نيويورك أكبر مدينة في العالم. لم يحسب أن تكون رحلته إلى حمام المرقص ذلك اليوم السبب في مشاكل أكبر مما كان يتوقعه من ذلك العضو الذكري.

*

إبتدأ اليوم كالمعتاد. إستيقاظ عند الفجر بعد نوم ساعات قليلة بعد ليلة قلقة مليئة بالكوابيس والأحلام الغريبة. حمام سريع ولبس ثياب العمل ومن ثم كأس الشاي المعتاد مع السيجارة والتفرج على القليل من التلفزيون قبل إقتراب وقت المغادرة للشقه الواقعة في باي ريدج بروكلين في مدينة نيويورك والتي مر عليه سنتين بالتمام فيها. سيأخذه القطار حوالي الساعة والتي يقضيها كالعادة في قراءة الجريدة التي ينتقيها حسب الصفحة الأولى أو خبر الساعة المهم من البقالية اليمنية قرب محطة الصبوي والتي كان يشتري منها الشاي أو جرائد عربية متوفرة معظم الوقت. كان قد نمى صداقة مع من يعمل في ذلك المكان اليمني ومع مرور الزمان أعطوه مايسمعوه من الموسيقا اليمنية بعدما أبدى إعجابه بما كان يصدح في ذلك المكان من مسجلة صغيرة مدسوسة بين كروت الهاتف والتي كان يشتري البعض منها لمخابرة أقربائه في مدينته الشرق أوسطية النائمة كالعادة. في ذلك اليوم كان هناك شريط لأبو بكر سالم سيعطي رحلته تحت الأرض موسيقا تصويرية تلائم سرعة القطار وحركة الزمان لسرعتها وغنو أيقاعها بالألحان والأصوات والقصائد العذبة التي أصبح يحفظ معظمها ويتعلم مالم يفهمه من البقالية.


لايمكن نعته بالمثقف لأنه لم يكن من هواة العلم والكتب بشكل عام. لم يكن من هواة الأدب ولا يعلم من هم أحسن الكتاب أو ماهي القصص المهمة. السياسة لم تكن من إختصاصه أيضاً مع أنه يدلي بدلوه هنا وهناك. الدين لم يجذبه حتى الآن ولم يكن بإمكاننا دعوته بالمتدين ولكن ماتركه الدين يبث رأسه هنا وهناك. كان يحب أن يكون على علم بما يجري في العالم ببساطة وهمه الرئيسي هو نفسه ولهذا فكانت ملابسه وأناقته كل الوقت محور إهتمام لامثيل له.

في ذلك اليوم، وكغيره من الأيام، فكر بما سيأكله وبماذا سيشرب وماذا سيلبس وهل سيتبضع وبمن سيلتقي لأنه سوف يذهب إلى المرقص محاولاً العثور على حرمة تونس وحدته وتطفي لهيباً يستعر في داخله عمره مدة سنين حرمان طويلة خلفت شخصية معقدة لكن هدفها واحد: النساء.

*

عندما وصل إلى مكان عمله تذكر نفس الشيئ: متى سيغادر هذا المكان إلى مكان أفضل؟ لم يكن بالموهوب أو ذو الثقافة العالية وتعليمه إقتصر على سنتين في معهد بعد عذاب طويل مع الثانوية العامة. درس معهداً هندسياً لتعلم الرسم الهندسي ولكنه سرعان ماترك المكان ليعمل في أوتيل ومن ثم يبتسم الحظ له فيحصل على فيزا ويأتي إلى أمريكا ليتنهي في بروكلين بعدما عاش لعدة شهور في باترسون نيوجرزي عند بعض الأصحاب الذين لموه بعد قدومه من بلاد الشرق. لم يقوى على الصمود مع تلك الشلة لفترة طويلة وعندما عرض عليه العمل في بروكلين في مصنع للحقائب قفز على الفكرة وبسرعة حصل على شقة في باي ريدج التي تعرف وجوداً عربياً يقارن بباترسون عاصمة بني يعرب في شرق أمريكا. يتذكر هذا كل يوم ويدور في رأسه نفس الشريط الإخباري الجامد عن حياته، لكن هذا لايهمه بقدر نجاحاته الأخيرة مع النساء. أعطاه هذا النجاح دغدغة لم يشعرها من قبل.

************

جلس في مكانه المعتاد ووضع نظارته وألقى السلام على جاره المكسيكي وجارته الإفريقية وإبتدأ بالخياطة بآلية مدهشة ساعدته عليها الموسيقا التي كان ينقلها في الولكمان الذي جلبه معه من بلده الأم. كان هناك بعض الشرائط في جاكيته ومر الوقت بآلية محسوبة.

***

وصل إلى منزله في المساء بعدما إشترى أكلاً من المطعم العربي على الفيفث آفينيو وتحمم ووضع ملابس المساء وإتجه إلى الصبوي وأخذه إلي مانهاتن يحلم بتكرار ماحصل معه عدة مرات خلال الثلاث أشهر الأخيرة. كان قد تعرف على بعض النساء ومن حسن حظه أن بعضهم قد إعتبره جيداً لدرجة أنه وضع القليل جداً من مايعرفه عن الجنس إلى التنفيذ بسرعة مع نساء نيويورك. كان شكله مقبولاً جداً وملابسه تعكس حساسية أوروبية طالما خدعت نساءً كثيرات ظنوه إسبانياً أو فرنسياً أو إيطالياً ومع الزمان طور إسماً إيطالياً لنفسه إصبح يستخدمه هنا وهناك. لم يكن خبيراً بالجنس لأنه لم يمارسه في بلده الشرق أوسطي لكن ذلك لم يمنع خبرته بالزيادة وخصوصاً مع نساءٍ يعلمن مايريدون.

******

في تلك الليلة لم تكن الأمور مختلفة في البداية وسرعان ماعثر على هدفه المنشود وبحرفنه تحرك ليقتنص كرسياً إستراتيجياً وضعه على مقربة جداً من الحسناء التي وضع عينه عليها. أتت حركاته التالية محسوبة وعندما سمع أغنية يعرفها إبتدأ بهز خفيف سرعان ماتحول إلى حركات مدروسة التي بالتدريج أصبحت رقص شديد عندما أبدت الحسناء إعجابها بالأغنية نفسها. كان محظوظاً بالمكان لأن الدي جي إختص بالموسيقا الآتية من الستينيات والسبعينيات والتي كانت رائجة بين نساء نيويورك.

شرب مشروبه المفضل الموخيتو والذي عرفته عليه الحسناء التي تدير البار بحرفنة والتي مع الزمن قد أصبحت تعرفه وتجلبه له لحظة جلوسه على البار مما كان يسبب له سعادة بالغة ويحسسه بأهميته. في تلك الليلة إزدادت سعادته عندما عرف المرأة التي رقصت معه لعدة أغاني على مشروبه المفضل، وبعدما شفت منه أخذت تحاول التعرف على أصل المشروب وأصله الشرق أوسطي. في البداية قالت له آنه يوناني، وعندما هز رأسه بالنفي قالت بأنه إسباني أو إيطالي. كانت ملامحه تعطي كل هذا. إستقر رأيه على يوغسلافي وأعطاها إسماً جديداً مما أسعده لأنه في عالم المغامرات مع النساء في بلاد الغربة.

قالت له بأنها زائرة إلي نيويورك من مدينة أخرى وأنها تعمل في الحقل المالي وتحب الرجال من نوعيته. أحسسه هذا بالأهمية ونظر إليها فأعجبته فهي طويلة ورشيقة وترقص بحيوية مما يدل على شخصية مرتاحة تحب المتعة والإنبساط والراحة. أخذت هذه الأفكار تتلاعب في رأسه وتلى ذلك الكثير من المشروب الذي أسعدها وجعلها تتقرب منه أكثر وتلامسه هنا وهناك.

*

لم يدري أن رحلته إلى الحمام تلك الليلة ستكون درامية بذلك الشكل. لم يكن هناك أي شخص في ذلك الحمام المشترك ولهذا فقام بالتبول أولاً ومن ثم النظر للتأكد من خلو المكان ومن ثم تغسيل القضيب بعد التبول كما تعود. مرت المراحل الأولى بسهولة ويسر ولكن في منتصف عملية تغسيل القضيب دخل أحد زبائن المرقص لينصعق بمشهد قضيب يغسل على مغسلة المكان.

كعادة الأمريكان قال الزبون شيئاً لم يعجب صاحبنا وعندما لم يسكت الزبون بعد خروجهما وتلاقيهما عند البار تطورت الأمور إلى مشادة سرعان ماتطورت إلى تماسك بالأيادي ومن ثم إلى هوشة لم يشهدها ذلك البار في حياته لأنها تطورت بسرعة عندما أصبح الرجلان على الأرض يتصارعان بينما تدخلت صاحبة الأمريكي لتضرب صاحبنا عدة مرات على رأسه بحقيبتها الثقيلة تلتها بعض اللكمات على الرأس والوجه مما جلب صديقة صاحبنا الزائرة لتمسك المرأة الأخرى من شعرها ليتصارعا على الأرض لعدة دقائق مما جلب حراس ذلك المكان العمالقة الذين حملو المتعاركين الأربعة وبعض المشجعين ورموهم خارج المكان بعد بضعة كفوف ونحرتين هنا وهناك وبعض اللبط.

عندما رماه حارس ذلك المرقص كانت تلك أطول رحلة قطعها إنسان في الهواء لأن شريط تلك الليلة مر أمام عينه ببطء مذهل.

هز برأسه وهو في الهواء قبل أن يرتطم بالأرض بقسوة لاعناً قضيبه.



#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية وخطرها
- المجتمع المدني وحقوق الأقليات
- حياة تساوي لاشيئ
- مفردات عنف من ذاكرة
- نادين البدير ومعركتها مع التخلف
- حول أهمية الثقافة عن العنف الأسري
- الحوار المتمدن وشروطه في عيد تأسيسه
- محمد المشاكس والتعليقات
- شوارب الحلقة الثانية
- ابن تيمية وهموم أمة الغزاة وهدر الدماء بقرار
- السلطان والجابري والنجار والخوري والعقل المستقيل الغنوصي اله ...
- شوارب
- إمرأة مسترجلة أم رجل يلبس ثياب النساء؟
- ابن تيمية وهجوم بلا وعي
- الجغرافيا ومقالات التنوير والحداثة
- ترجمة كوزموبوليتان
- تصويت وتعليق والآلة الإعلامية
- نادر قريط أم كامل النجار تحليل تضادي
- الملائكة، الأصنام، الجغرافيا والأستاذ كامل النجار
- حكاية الجني في نيويورك


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو هزاع هواش - القضيب