أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نجيب الخنيزي - لايزال يحدونا الأمل.. برجوعك ياأبا أمل














المزيد.....

لايزال يحدونا الأمل.. برجوعك ياأبا أمل


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 21:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



" بعد أن استفاق سيزيف من قيلولته، توجه إلى النهر، وغسل وجهه وأطرافه. وأدرك انه قد نام أكثر من ثلاث ساعات دون أن ينتبه إلى ذلك. استجمع سيزيف قواه وهو يدحرج الصخرة في اتجاه القمة. وزاد من صعوبة مهمته أن المرتفع مليء بالحصى، وأن الصخرة التي يدفعها تامة الاستدارة وملساء بالكامل، مما يجعلها تتدحرج تلقائيا نحو الأسفل. ولكن سيزيف قرر أن لا ييأس وان يعيد الكرة مجددا حتى ينجح في مسعاه " [1].
وسط هذا الضجيج والسعار والصراع والحروب الداخلية والتدخلات الدولية (الإمبريالية) والأقليمية (العدوة والصديقة) والذي أدى إلى انهيار شامل للمعنى والمبنى لدى المجتمعات والشعوب العربية والإسلامية التي انغرس فيها الإحباط واليأس وغياب اليقين وباتت تتمسك أو بعضها بأوهام قاتلة على غرار منظمة جماعة التعليم حرام (بوكو حرام) في نيجيريا والتي سقطت في مواجهتها لقوات الأمن، وأمارة حماس الإسلامية التي انشغلت عن واجبها الوطني في التحرر من الاحتلال للقيام بالسيطرة العسكرية والسياسية وتحرير قطاع غزة (المحتل فعليا من قبل إسرائيل) من قبل أتباع حكومة فتح المتواجدة في رام الله (الضفة الغربية المحتلة هي الأخرى من قبل إسرائيل)، وبلغت المهزلة ذروتها بإعلان عبد اللطيف موسى زعيم جماعة (جند أنصار الله) قيام أمارة في بلدة رفح في أكناف القدس المحتلة بدورها كما نستذكر هنا تنظيم فتح الإسلام الذي خاض معركة دامت لأكثر من ثلاثة شهور مع قوات الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد شمالي لبنان في العام 2007 أسفرت عن مقتل 220 من مسلحي التنظيم و171 من جنود الجيش علاوة على 47 من المدنيين الفلسطينيين من سكان المخيم ولم يكن مهما أمام هذا الهدف الرسالي والوطني العظيم الذي رفعته الأطراف والمجموعات الفلسطينية المتناحرة أن يقتل ويجرح ويشرد الآلاف من الفلسطينيين على يد الفلسطينيين أنفسهم. الحالة المزرية من الانقسام والصراع والاقتتال والإلغاء والتكفير والرفض المتبادل بين الجماعات المختلفة والعنف الممنهج من قبل السلطات الحاكمة نجدها في غالبية الدول العربية والإسلامية على غرار ما حصل ويحصل في فلسطين والسودان واليمن والعراق ولبنان والصومال والجزائر وباكستان وأفغانستان وإيران وغيرها من الدول العربية والإسلامية، هذا الواقع البائس أنحدر بـ خير أمة أخرجت للناس إلى أسفل درك من التخلف والاستبداد والأمية والبطالة والفقر والجوع والفساد، والتشظي والانقسام الأفقي والعمودي الذي طال الحكومات والمجتمعات في آن معا وعلى النحو الذي نلمس تمظهراته المفجعة في كل لحظة كما تلحظه العشرات من التقارير الدولية والإقليمية والعربية. استحضرتني تلك الصور المحبطة عن عالمنا العربي / الإسلامي وأنا في معية الرفيق والصديق القديم عبد الرحمن النعيمي في رقدته الهادئة والمسالمة وسط هذا الضجيج القاسي، لا اعرف هل مرده هو اللاشعور والقلق الكامن في داخلي للبحث عن المعنى والمبنى، نزعة القلق، التمرد، الإصرار، الاشتهاء الوجودي الغائر في تمثل معنى الكينونة، الوجود، الحرية التي عبر عنها البير كامو في سيزيف ، أو الأمل الغائم في انتظار الذي يأتي ولا يأتي [2].
وفي المهدويات المنتظرة لدى الشعوب والمجتمعات، في أحلامها وأوهامها، بتعدد دياناتها ومذاهبها وأساطيرها. قمت سابقا بمعية بعض الأصدقاء السعوديين بزيارة للإنسان والمناضل الوطني الكبير عبد الرحمن النعيمي أثناء تواجده في المستشفى التخصصي في الرياض، حيث تكفلت الحكومة السعودية مشكورة بنفقات علاجه. في المرتين كانت الزيارة تتم عن بعد غير أن زيارتي الأخيرة له كان وقعها مختلفاً تماما. كان اللقاء في منزله الخاص في البحرين، حيث جهزت له غرفة خاصة تحتوي ما يلزم من أجهزة طبية وكوادر تمريض على مدار اليوم، وقبل كل شيء كان محاطا بعناية واهتمام زوجته (أم أمل) المحبة والوفية والصبورة والذي سعدت باستقبالها الحار وكرم ضيافتها. تسنى لي ولأول مرة في زيارتي الأخيرة له محاورته والتحدث إليه مباشرة، تلمس دفئه الإنساني وحضوره المدهش والبهي في إغفاءته الهادئة، والذي يذكرني بالمناضل الوطني البحريني والعربي الكبير أحمد الذوادي (أبو قيس) الذي افتقدناه قبل أكثر من سنتين. أثناء الزيارة انتابني إحساس قوي بالغصة والألم للفراغ الذي تركه، وأنا على ثقة بأن جميع الطيبين والخيرين في داخل البحرين الشقيقة وخارجها ومن كافة الأطياف يشعرون بمدى الحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى، ويأملون بأن اعتكافه الذي كان قرارا خارجا عن إرادته، لن يطول. لا يسعني هنا إلا أن أثمن عاليا دور الصديقين العزيزين الشاعر والصحافي السعودي عبد الوهاب العريض والناشط السياسي والحقوقي البحريني البارز عبد النبي العكري (أبو منصور) في تسهيل زيارتي. ختاما أقول بأن الوفاء لتضحيات الشعب البحريني، بكل قواه وأطيافه وشخصياته الديمقراطية والوطنية والإسلامية الخيرة التي ناضلت على مدى عقود من الزمن، ولمصلحة تعزيز قيم الحرية والديمقراطية والعدالة والتعددية في البحرين، يتطلب تعزيز التيار الوطني الديمقراطي فيها، مما يتعين معه تجاوز كافة الخلافات الأيديولوجية والسياسية والذاتية الثانوية في ما بينها، والعمل على تشكيل وتبلور الكتلة التاريخية الجديدة، وبلورة برنامج سياسي وطني ديمقراطي شامل يعكس مصالح واحتياجات الشعب البحريني.

[1] أسطورة سيزيف للببير كامو
[2] مسرحية صاموئيل بيكيت (في انتظار جودو )



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معوقات قيام مؤسسات المجتمع المدني ( 9 )
- ثقافة الفساد
- التمايز ما بين المجتمعين الأهلي والمدني ( 8 )
- نشوء الدولة المركزية السعودية والمجتمع المدني ( 7)
- السجال حول طبيعة الدولة في الإسلام ( 6)
- التيارات الاصولية والموقف من الدولة المدنية (5 )
- الدولة العربية الحديثة ومستلزمات المجتمع المدني ( 4 )
- مفهوم المجتمع المدني .. ترسيخ فكرة المواطنة ( 3 )
- مكونات وعناصر المجتمع المدني (2 )
- بمناسبة العيد الثامن لانطلاقة الحوار المتمدن
- المسار التاريخي لظهور وتبلور مفهوم المجتمع المدني ( 1 )
- الحداثة والأزمة الحضارية 2 - 2
- الحداثة وانسداد الأفق التاريخي ( 1 )
- القمة الخليجية في ظل التحديات والاستحقاقات المشتركة
- الاحتفاء بالشخصية الوطنية البارزة ميرزا الخنيزي
- إيران: بين ولاية الفقيه والدولة المدنية
- الديمقراطية على الطريقة الإيرانية
- كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.. ميثلوجيا الحزن والثورة
- كارثة سيول جدة.. هل تكون محركا لاجتثاث الفساد ؟
- تقرير منظمة الشفافية العالمية عن الفساد


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نجيب الخنيزي - لايزال يحدونا الأمل.. برجوعك ياأبا أمل