أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم جركس - الفلسفة لجميع الناس (لحلقة الثانية)















المزيد.....

الفلسفة لجميع الناس (لحلقة الثانية)


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 16:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا يوجد هناك؟

في هذه المقالة سنرى: كيف يتصوّر الفلاسفة الوجود؟... الواقع الفيزيائي والرياضي؟... هل هناك إله؟... ما العلاقة التي تربط بين الكائن والمعرفة؟...

ماذا يوجد هناك، وماذا نقصد بقولنا "هناك" على أيّة حال؟ هذا ما ركّزت عليه الفلسفة بشكلٍ عام خلال القرون الماضية، وهذا ما ستعمل على التفكير فيه أكثر من غيره في هذا القسم.
إنّ الفلاسفة يفكّرون في الوجود (الأنتولوجيا) وذلك عن طريق اللجوء إلى نظريات تتناول العالم والمادّة التي صُنِع منها، وما الذي تقدر أن تفعله هذه المادّة، وما إذا كانت هذا الواقع منظّماً ورتيباً أم لا.
على مرّ التاريخ كانت فكرة [الله] هي من أكبر وأعمق الأفكار الفلسفية التي تتعلّق بالوجود والتي تمّ طرحها على الإطلاق. وبالحديث عن الوجود، فإنّ هذا الفصل يركّز على الطّريقة التي تعامل بها الفلاسفة مع فكرة [الله]. ( بإمكانك أن تقرأ بشكلٍ أوسع عن فكرة [الله] في الفصل التاسع "الله والمعرفة" في الفلسفة الوسيطة، وفي الفصل الثاني عشر "الفكر الدّيني في الفلسفة الشرق ـ أوسطيّة").
*******************
حتى قبل أن تظهر المدارس الأولى للفلسفة، كان الناس يبتكرون أساطير وميثولوجيات تساعدهم على فهم واستيعاب الواقع. وقد صوّرت هذه الأساطير قوى الطّبيعة كأفراد يشبهون البشر أو كآلهة. ومن خلال التفكير في القوى الطبيعية حسب مفاهيم البشر، ألّف البشر مجموعة من الأشياء الغريبة والشاذّة التي تحدث من حولهم: كالمطر، الصّواعق، أشعة الشمس، الفصول، الولادة، النموّ، والموت.
على أيّة حال لم تكن تلك الأساطير تفسّر من أيّة مادّة فيزيائية صُنِع العالم، بل كانت مهتمّة ً أكثر بتفسير كيفية تأثير الواقع على تصرّفات وسلوك الإنسان وعلاقاته المتنوّعة. لقد شخّصت الأساطير الطبيعة، فقد كانت الطبيعة عبارة عن عائلة كبيرة غير سعيدة. فالأرض كانت أمّنا، والشمس أو السماء كانت أبانا، والبحر كان عمّنا غريب الأطوار، أمّا الهضبة البعيدة في الشمال فقد كانت نسيبنا البعيد. العواصف قد تكون صراعات ناشبة، أمّا اليوم الجميل فقد يعني أنّ الأب السماوي قد وجد لنفسه عشيقة جديدة، ويحلّ الشتاء عندما تكتشف الأم ـ الأرض ذلك وتعامل الجميع ببرود شديد.
كان الفلاسفة الأوائل يختلفون عن مؤلّفي الأساطير بوضع تفسيرات للواقع عن طريق استخدام مصطلحات أكثر عموميّةً ولكنها أقل ألفةً. أمّا الفيلسوف الإغريقي القديم "طاليس" _وغالباً ما يتمّ اعتباره الفيلسوف الأول_ فقد قال أنّ جميع الأشياء مصنوعة من الماء، فكلّ الموجودات مؤلّفة من الماء لكن بنسبة أعلى أو أقل. فيلسوف مبكّر آخر اعتقد أنّ كلّ شيء مؤلّف من "العناصر الرئيسية الأربعة": التراب، الهواء، النار، والماء. وهناك آخرون يعتقدون أنّ العالم يتكوّن من "مادّة مفردة" يمكن أن تنقسم إلى أجزاء صغيرة حتى نصل إلى جزء غير قابل للتحطّم والانقسام وقد أطلقوا على هذا الجزء اسم "الذرّات Atoms".
هذه النظريات المبكّرة التي تتناول العالم هي نظريات لا تحمل الصبغة "العلميّة" كالنظريات التي تفسّر العالم في يومنا هذا، وذلك لأنها لم يتمّ استنتاجها عن طريق الاختبارات العلميّة أو الملاحظة المتمحّصة. لكنها نظريات موضوعية و[غير ذاتية] وتقترح قواعد لتشكيل وصياغة الواقع وكيفية تنظيمه. وأولئك الفلاسفة المبكّرين لم يحاولوا معرفة حقيقة وماهية الواقع فحسب، بل كيف صُنِع الواقع وكيف يعمل. لقد جاؤوا بنظريات أكثر ما تكون مجرّد قصص للإجابة على تساؤلاتهم الخاصّة.
مع أنه من المفيد التمييز بين طريقة الأسطورة في تفسير الواقع وبين طريقة الفلسفة إلا أن كلا الطريقتين غير منفصلتين تماماً. في الواقع، يعتقد البعض أن الفلسفة ما هي إلا نوع من التفكير الأسطوري. وقد وصف الفيلسوف البنيوي الفرنسي "جاك دريد" الفلسفة بأنها: ميثولوجيا بيضاء. أي الميثولوجيا التي كانت لديها كافة الصور المألوفة التي ابيضّت عنها.

إنّ التطوّرات التكنولوجية ساعدت الفلاسفة على التفكير بالعالم الواقعي وفق القواعد الموضوعية للطّلب. فالمجالات التطبيقية والعملية: كالهندسة، الملاحة، والطّب مثلاً كانت قد تطوّرت في اليونان القديمة في نفس زمن الفلاسفة الأوائل. وبالتحديد كان أحدهم يُدعى "فيثاغورس Pythagoras" وكان رياضياً مهماً أيضاً. وهناك عدد من الفلاسفة المبكّرين كانوا معتمّين بشكلٍ كبيرٍ في الرياضيّات.
لقد شجّعت الرّياضيّات والمجالات التكنولوجية الأخرى الناس ليوقفوا التفكير حول الواقع بوصفه عائلة كبيرة تتألّف من آلهة متشاحنة بين بعضها بشكلٍ دائم وبدؤوا يرون العالم بوصفه كائناً مصنوعاً من أشياء يمكنك استخدامها لصنع أشياء أكثر، وهذا العالم تمّ ترتيبه وتنظيمه وفق قواعد رياضية بحتة. لذلك فقد بدأ الحرفيّون والفنّانون بابتكار مصطلحات تكنولوجية من أجل أعمالهم. أمّا الفلاسفة فقد أمضوا إلى أبعد من ذلك عن طريق ابتكار مصطلحات للتكلّم عن الواقع. والكثير من هذه المصطلحات تشير إلى العالم الفيزيائي، كالذرّات Atoms والعناصر Elements... ونلاحظ أنّ العلوم الرياضيةكانت على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لفيلسوف مثل أفلاطون، حيث أنه كتب على مدخل كليته الكلمات التالية: لا يدخل إلينا من لم يكن رياضياً.

• الميتافيزيقا
كما خرج الفلاسفة بمصطلحات فيزيائية لكي يفسّروا طريقة عمل الفيزياء، فقد خرجوا أيضاً بمصطلحات ميتافيزيقية لا تشير فقط إلى كيفية تشكّل العالم الفيزيائي، بل إنما إلى كيفيّة تنظيمه وكيفيّة عمله. وبعض أشهر المصطلحات الميتافيزيقية هي: أشكال Forms، مادّة Substance، جوهر Essence، مقولات Categories، نفس Spirit، ومونادات Monada. و[الله] أيضاً هو عبارة عن مفهوم ميتافيزيقي.
طبعاً إنّ الفلاسفة قد جاؤوا بكلّ أنواع النظريات حول الواقع. فكلّ منظومة فلسفيّة جديدة تحتاج إلى مجموعة أخرى من المصطلحات الميتافيزيقية لتوضّح نظرتها إلى الواقع والعالم. وبعض تلك المصطلحات الميتافيزيقية جميلة من عدّة نواحٍ! ولكي تفهم الفلسفة الميتافيزيقية اسمح لي أن أعطيك نظرة شاملة على الكيفية التي تمّ فيها استخدام الأفكار الميتافيزيقية وكيف أنّ تلك الأفكار قد تغيّرت وتطوّرت على مرّ التاريخ. فذلك سيساعدك في أن ترى مدى أهمية الأفكار الميتافيزيقية.
*******************
هل يوجد إله ؟!...
لقد نشبت المعركة الفلسفية خلال العصور الوسطى في أوروبا والشرق الأوسط بين السّلطات الدّينية من جهة، والتي كانت ترى أنّ المذهب الديني يجب أن يتمّ القبول به بالإيمان والتسليم، وكان في الجهة المقابلة الفلاسفة اللاهوتيين الذين اهتمّوا بجمع الأفكار الدينية مع انشغالهم بتدريس الفلسفة الإغريقية وفلاسفتها، وخصوصاً "أفلاطون" و"أرسطو".
في بعض الحالات، كحالة القس والفيلسوف الألماني "إكهارت"، كانت أي محاولة للجمع بين الفلسفة والدّين يتّهم أصحابها بالهرطقة Heresy (وهي جريمة حمل آراء ومعتقدات تتناقض مع المؤسسة الدّينية). وكان "إكهارت" يعتقد أنّ [الله] ما هو إلاّ الطبيعة نفسها وأنه خلق نفسه بنفسه. وهذه الأفكار أغضبت رجال الدّين ألألمان فعاقبوا الفيلسوف. ومع ذلك فقد نجح العديد من الفلاسفة في البوح بأفكار فلسفية مؤسّسة على العقل والطبيعة معاً كما أنها معتقدات دينيّة مقبولة في نفس الوقت. وهذا ما حصل بالضبط مع الفلاسفة المسيحيين، واليهود، والمسلمين.
وكنتيجة لذلك أصبحت الفلسفة التي كان يمارسها الإغريق مقبولة من قِبَل الأديان الجديدة، المسيحية والإسلام. وفي الغرب، كان هناك العديد من الفلاسفة المهمّين في العصور الوسطى يدينون بإحدى هذه الدّيانات. لقد بحثوا في الوجود كما فعل الفلاسفة والأنتولوجيون، محاولين استنتاج طريقة عمل الواقع بذاته، وقد حاولوا أيضاً التوصّل إلى ما يمكن أن يكشفه الواقع عن [الله].
قد يظن بعض القرّاء أنّ فلاسفة العصور الوسطى قد لجؤوا إلى استخدام الأفكار الفلسفية لإثبات وجود [الله] لأنهم أرادوا تشجيع الناس على الإيمان بالله. في الحقيقة، وبالرغم من أن فكرة "الله موجود" كانت واسعة الانتشار، إلا أنه كانت هناك نقطة صغيرة في محاولة إقناع الناس بها _عملياً كان جميع الناس يؤمنون بها. على الأرجح تم استخدام العقل في هذه الطريقة لإظهار دناسة الفلسفة. وبالرغم من أنّ الفلاسفة كانوا يستخدمون الفلسفة للدفاع عن الله، إلا أنهم فبالمقابل كانوا يلجؤون إلى فكرة الله للدفاع عن الفلسفة.
وقد لجأ هؤلاء الفلاسفة إلى استخدام الأفكار الفلسفية المتعلّقة بالوجود لإثبات [وجود الله]. فمثلاً إحدى الحجج تقول: بما أنّ العالم موجود، فيجب أن يكون ذلك لغاية ما، الله. فهل من الممكن أن يكون كلّ هذا العالم هو نتيجة مصادفة بحتة؟ لا، فكّر فلاسفة العصور الوسطى، لأنّ العالم الواقعي يبدو عالي التنظيم والرّتابة وهو قادر على دعم الحياة التي خلقها الله على الأرض.
لكن يبقى هناك الاعتراض القائل أن هذه المخلوقات قد وُجِدَت أيضاً من قبيل الصدفة المحضة، كما وأنّ التنظيم العالي للعالم الواقعي الذي قد يكون علامة على وجود الله ما هو إلاّ دليل على طريقة تفكير البشر... ثمّ ماذا؟ قد يكون النظام مجرّد فكرة في عقول البشر.
بالنسبة لهذا الاعتراض عرض فلاسفة القرون الوسطى أكثر أفكارهم التخيّليّة على الإطلاق: لقد فكّروا أنّ فكرة الله هي أكثر الأفكار كمالاً. كما أنهم قدّموا حججاً في أنّ الخاصيّة الوحيدة للكمال هي "الوجود Existence"، لذلك فالله موجود.
اعتقد الكثيرون من الفلاسفة المسيحيين أننا يمكننا أن نتعلم عن [الله] من خلال كتابين: الكتاب الأول هو "الكتاب المقدس"، أما الكتاب الآخر فهو "هذا العالم" والذي إذا ما تمّت قرائته بطريقة صحيحة فإنه سيصرّح بالمعرفة المقدسة على الملأ.
*******************
الوجود يساعد على المعرفة
تُعرَف هذه الحجّة "بالبرهان الأنتولوجي" لوجود الله، وتقول هذه الحجّة أنك عندما تبحث بشكل جدّي في فكرة "الوجود" فإنّ سؤال "المعرفة" يبرز إلى الوجود. ولصياغة الأمر بشكلٍ آخر، سواءً قبلنا أم لم نقبل أي تفسير للعالم يعتمد بشكل جزئي على تساؤلنا عن كيفيّة معرفتنا بالأشياء، وكيف أنّ القدرة على معرفة الأشياء تتناسب مع السؤال عن الوجود.
لكني أتقدّم على نفسي وأستبق الأفكار. وسنتكلم عن هذا الموضوع لاحقاً، وسترى كيف أنّ البحث في عملية المعرفة يشير إلى الفلسفة بالمجمل. أمّا حالياً فإّن طريقة فهمنا لكيفيّة حصول المعرفة يؤثر على طريقة فهمنا [لله].
وهناك العديد من الفلاسفة الغربيين الذين ربطوا الله بالمعرفة. فقد قال بعضهم أنّ الكائنات البشرية غير قادر على فهم واستيعاب فكرة الله، لذلك علينا أن نأخذ وجود من قبيل الإيمان. وقال آخرون أنّ المعرفة تكشف لما عن طبيعة الله.
أحد أهمّ الأمثلة التي تتبنّى هذا الرّأي الأخير هو الفيلسوف البرتغالي ـ الهولندي "باروخ سبينوزا Baruch Spinoza" الذي كان يعتقد أنّ المادّة نفسها بإمكانها أن تفكّر. وقد رأى أنّ الأشياء الأخرى كالحجارة والماء والأشجار والبلاطة الجصّيّة _وجميع هذه المواد أجزاء من العالم الواقعي_ كلّها أشياء حيّة وقادرة على تحصيل المعرفة، وتدعى هذه النزعة "بمذهب الفاعليّة الحيوية Vitalism" حيث يحاول هذا المذهب تفسير لماذا يتم خسران الأشياء وانكسارها، فلنفرض أنّ مزهرية أمّك أنهكها اليأس ولم تستطع تحمّل الوجود مدّة أطول، فهي ستقفز عن الطاولة وتتحطّم عندما تكون ماراً بالقرب من الطاولة. ويعتقد أتباع هذا المذهب أنّ جميع مكوّنات هذا الواقع هي أشياء حيّة وقادرة على التفكير.
ولا يتوقف الأمر على القول بأنّ العالم الواقعي يستطيع التفكير، يقول سبينوزا، لكنّ العالم نفسه هو الله. فالله والطبيعة عند سبينوزا هما وجهان لعملة واحدة.
بإمكانك أن تتخيّل أنّ أفكار سبينوزا قد جذبت الكثير من الاهتمام، والكثير من النقد، من الفلاسفة والأنتولوجيين الآخرين. لكن هناك مذهب أكثر انتشاراً وشيوعاً يتكلّم عن العلاقة بين الوجود والمعرفة ويدعى "بمذهب الثنائية Dualism": حيث يرى أتباع ها المذهب أن العالم مكوّن من مبدأين متعاكسين، ويرى أتباع هذا المذهب أنّ الواقع يمكن أن ينفصل إلى مكوّنين اثنين: مكوّن مادّي ومكوّن روحاني. أمّا الجزء الروحاني للعالم فهو الذي يجعل من عمليّة المعرفة ممكنة، أو المذهب الذي يقول أنّ العالم مصنوع من مواد فيزيائية وروحانية. أمّا المواد القادرة على التفكير فهي المواد الرّوحانية، بينما المواد الفيزيائية فلا تقدر على التفكير. ويتضمّن الواقع الروحاني على العقل الإنساني، ويُعَدّ الفيلسوف الفرنسي"رينيه ديكارت" من أكثر الفلاسفة الثنائيين شهرة في القرن السابع عشر. فهو يرى أنّ الجزء الروحي من العقل يساعدنا على فهم التصوّرات التي تبلغنا عن طريق الأحاسيس الجسدية. ويعتقد ديكارت أنّ الجزء الرّوحاني من العالم قد انحصر لله والكائن البشري لوحدهما، أمّا باقي العالم فهو مادّي بحت. كانت ثنائية ديكارت مقبولة بشكلٍ واسع من قِبَل فلاسفة ذلك العصر وقد قبلت بها الأوساط الدينية فيما بعد.
أمّا مبدأ الثنائية لدى ديكارت فقد قام بعملية فصل لطيفة بين العالم الفيزيائي المادّي والعالم الروحاني. ومن أهمّ نتائج هذا الفصل هو أنه سمح للفلاسفة والعلماء بدراسة العالم الطبيعي من دون القلق فيما يتعلّق بالمسائل الخارقة للطبيعة. في الواقع، ومنذ عهد ديكارت، كان هناك الكثير من الفلاسفة الذين قالوا بوجوب التوقف عن طرح الأسئلة الميتافيزيقية، أو الأسئلة المتعلّقة بالله وأي شيء آخر لا يمكننا أن نخضعه للملاحظة المباشرة.
ورغم ذلك، استمر فلاسفة آخرون في الاعتقاد بأنّ المعرفة عمليّة ميتافيزيقية، كما فعل ديكارت. فبدأً من عصر ديكارت _القرن السابع عشر_ بدأ الفلاسفة يتناقشون _مع أو ضدّ_ في وجود طريقتين مميّزتين في علاقة الوجود بالمعرفة. وتُعرَف هذه الطرق باسم "العقلانية Rationalism" و"التجريبية Empiricism". أمّا النزعة العقلانية فتنظر إلى عملية المعرفة نظرة ميتافيزيقية، وهي عملية مستقلّة عن العالم الفيزيائي المادّي. بينما التجريبية فترى أنّ المعرفة تعتمد على الملاحظة المباشرة، والعالم الفيزيائي. وسنتعلّم أكثر عن هاتين النزعتين في لاحقاً عندما نتناول موضوع "الأبستمولوجيا" أو "نظرية المعرفة".

يتبع...





#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة لجميع الناس (الحلقة الأولى)
- فيروس العقل: ليس مجرد كتاب
- من الإنجيل إلى الإسلام: مقابلة مع كريستوف لوكسنبرغ
- حدذ الرّدّة وحقوق الإنسان... ابن الورّاق
- الإسلام والإرهاب الفكري... ابن الوراق
- الحور العين، وما أدراك ما الحور العين؟!... ابن الورّاق
- العار في الإسلام: نزع حجاب الدموع... ابن الوراق
- تهافت المقال: مقالة محمد علي السلمي أنموذجاً
- الحوار المتمدن... إلى أين؟
- منكر ونكير: ملكان أم شيطانان ساديان؟!!
- هل علم النفس -علم-؟
- الدر المعين في معرفة أحوال الشياطين!!!؟
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الرابعة)
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الثالثة)
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الثانية)
- هذا هو ردي
- ما العدمية؟
- دكتور عالم أم شيخ مفتي؟!!
- نظرية النشوء والتطور (الحلقة الأولى)
- أوديب: بطل على مفترق طرق


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم جركس - الفلسفة لجميع الناس (لحلقة الثانية)