أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - بول كروغمان - لنتعلم من أوروبا














المزيد.....

لنتعلم من أوروبا


بول كروغمان

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 16:36
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بينما يقترب إصلاح الرعاية الصحية [في الولايات المتحدة] من خط النهاية، يكثر العويل وتمزيق الملابس بين المحافظين. ولست أتحدّث فقط عن "منظّمي حفلات الشاي" الذين يعترضون على سياسات أوباما. حتى المحافظون الأكثر هدوءاً يطلقون تحذيرات شديدة الإلحاح من أن "أوباماكير" سوف تحوّل أميركا اشتراكية - ديموقراطية على الطريقة الأوروبية. ويعرف الجميع أن أوروبا خسرت كل ديناميتها الاقتصادية.
لكن من الغريب القول بأن ما يعرفه الجميع ليس صحيحاً. لأوروبا متاعبها الاقتصادية؛ ومن ليست لديه متاعبه الاقتصادية؟ غير أن القصة التي تسمعونها طوال الوقت – عن اقتصاد راكد حيث قوّضت الضرائب المرتفعة والمنافع الاجتماعية السخية المحفّزات وعطّلت النمو والابتكار – لا تشبه الوقائع الإيجابية المفاجئة. الدرس الحقيقي من أوروبا هو في الواقع عكس ما يدّعيه المحافظون: أوروبا ناجحة اقتصادياً، ويُظهر ذلك النجاح أن الاشتراكية - الديموقراطية تعمل كما يجب.
في الواقع، يجب أن يكون النجاح الاقتصادي لأوروبا واضحاً حتى من دون إحصاءات. نسأل الأميركيين الذين زاروا باريس: هل بدت فقيرة ومتخلّفة؟ ماذا عن فرانكفورت أو لندن؟ تذكّروا دائماً أنه عندما يكون السؤال: ماذا تصدّقون؟ - الإحصاءات الاقتصادية الرسمية أم عيونكم الكاذبة – يجب أن تصدّقوا عيونكم. في مختلف الأحوال، تؤكّد الإحصاءات ما تراه العينان.
صحيح أن الاقتصاد الأميركي سجّل نمواً أسرع من الاقتصاد الأوروبي في الجيل الماضي. فمنذ عام 1980 – عندما انعطفت سياستنا بحدّة نحو اليمين، في حين أن السياسة الأوروبية لم تفعل – بلغ معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي في أميركا 3 في المئة في السنة. أما النمو في بلدان الاتحاد الأوروبي الخمسة عشر – كتلة البلدان الخمسة عشر التي كانت أعضاء في الاتحاد الأوروبي قبل توسيعه ليضم عدداً من الدول الشيوعية السابقة – فقد بلغ 2.2 في المئة فقط في السنة. أميركا تسيطر!
أو ربما لا. جل ما يعنيه هذا هو أننا سجّلنا نمواً سكانياً أسرع. فمنذ عام 1980، ارتفع إجمالي الناتج المحلي الحقيقي للفرد – وهو العامل المهم لقياس معايير العيش – بالمعدل نفسه تقريباً في أميركا وبلدان الاتحاد الأوروبي الخمسة عشر: 1.95 في المئة في الأولى؛ و1.83 في المئة في الثانية.
ماذا عن التكنولوجيا؟ في أواخر التسعينات، كان يمكن القول بأن الثورة في تكنولوجيا المعلومات لم تكن تطاول أوروبا. لكنها لحقت بالركب من نواحٍ عدّة. فخدمة الحزمة العريضة Broadband في شكل خاص منتشرة في أوروبا بقدر انتشارها في الولايات المتحدة، وهي أسرع وأرخص بكثير.
وماذا عن الوظائف؟ في هذا المجال، يمكن القول بأن أداء أميركا أفضل: معدلات البطالة في أوروبا هي في العادة أعلى بكثير من المعدل هنا، ونسبة المستخدَمين من السكان أقل. لكن إذا كنتم تتخيّلون ملايين الراشدين في ذروة سن العمل الذين يجلسون متبطّلين، ويعيشون على الإعانات الحكومية، فيجب أن تعيدوا النظر. عام 2008، كان 80 في المئة من الراشدين بين سن الخامسة والعشرين والرابعة والخمسين في بلدان الاتحاد الأوروبي الخمسة عشر مستخدَمين (83 في المئة في فرنسا). وهي النسبة نفسها تقريباً في الولايات المتحدة.
الأوروبيون أقل ميلاً منا للعمل عندما يكونون شباناً أو متقدمين في السن، لكن هل هذا أمر سيئ جداً؟
والأوروبيون منتجون أيضاً: يعملون ساعات أقل، لكن معدل الإنتاج في الساعة في فرنسا وألمانيا قريب من المستويات في الولايات المتحدة.
ليس المقصود أن أوروبا مثالية. فعلى غرار الولايات المتحدة، تجد صعوبة في مواجهة الأزمة المالية الحالية. وكما في الولايات المتحدة، تواجه الدول الكبرى في أوروبا مسائل مالية خطيرة في المدى الطويل – وعلى غرار بعض الولايات الأميركية، تترنّح بعض الدول الأوروبية على حافة أزمة في مالية الدولة (ساكرامينتو هي الآن أثينا الولايات المتحدة – من الناحية السلبية). لكن من المنظار الأبعد، الاقتصاد الأوروبي ناجح؛ فهو ينمو؛ وهو في الإجمال ديناميكي بقدر اقتصادنا.
إذاً لماذا نحصل على صورة مختلفة من باحثين كثر؟ لأنه وفقاً للعقيدة الاقتصادية السائدة في هذه البلاد – وأنا أقصد هنا عقيدة عدد كبير من الديموقراطيين وكل الجمهوريين في شكل أساسي – الاشتراكية الديموقراطية على الطريقة الأوروبية هي كارثة مطلقة. والناس يميلون عادةً إلى رؤية ما يريدون هم رؤيته.
في أي حال، في حين أن التقارير عن انهيار أوروبا الاقتصادي مبالَغ فيها إلى حد كبير، لا ينطبق هذا على التقارير عن ضرائبها المرتفعة والمنافع السخية التي تقدّمها. تراوح الضرائب في الدول الأوروبية الكبرى من 36 إلى 44 في المئة من إجمالي الناتج المحلي مقارنةً بـ28 في المئة في الولايات المتحدة. الرعاية الصحية الشاملة هي شاملة بكل معنى الكلمة. والإنفاق الاجتماعي أعلى بكثير مما هو عليه هنا.
إذاً لو كانت الافتراضات الاقتصادية التي تطغى على النقاش العام الأميركي – ولا سيما الاعتقاد أنه حتى الضرائب الأعلى بقليل على الأثرياء والمنافع لغير الميسورين من شأنها أن تقوّض إلى حد كبير حوافز العمل والاستثمار والابتكار – صحيحة، لكانت أوروبا اقتصاداً راكداً ومتلاشياً كما تقول الأسطورة. لكنها ليست كذلك.
غالباً ما تُتّخَذ أوروبا كرواية تحذيرية، كبرهان بأنه إذا حاولتَ أن تجعل الاقتصاد أقل همجية، وأن تهتم في شكل أفضل بأبناء وطنك عندما يجافيهم الحظ، تقضي على التقدّم الاقتصادي. لكن التجربة الأوروبية تثبت العكس تماماً: يمكن أن تسير العدالة الاجتماعية والتقدّم يداً بيد.

ترجمة نسرين ناضر

كاتب عمود خاص في "نيويورك تايمز




#بول_كروغمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...
- -ستوكس 600- يهبط ويتراجع عن أعلى مستوى في أسبوع
- النفط ينخفض مع تراجع المخاوف المتعلقة بالصراع بالشرق الأوسط ...
- كيف ينعكس تراجع انكماش قطاع التصنع على اقتصاد اليابان؟
- هل تنتهي معجزة كوريا الاقتصادية؟
- ميسي ورونالدو يعودان.. 16 متنافسا على الكرة الذهبية في 2024 ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - بول كروغمان - لنتعلم من أوروبا