أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حبيب تومي - الأقتتال الكوردي الكوردي سيعمل على وأد التجربة الكوردية الفتية














المزيد.....

الأقتتال الكوردي الكوردي سيعمل على وأد التجربة الكوردية الفتية


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 23:10
المحور: القضية الكردية
    



بدءً أقول أنا لست كورديا فقوميتي هي كلدانيـــة ، لكني اعتبر نفسي صديقاً للشعب الكوردي ، وكثيراً ما اكتب في شأن القضية الكوردية وعن تجربة اقليم كوردستان ولا اخفي تعاطفي واعجابي بالتجربة الكوردية التي اتسمت بتوجهات ديمقراطية علمانية ، مما اكسبها موقفاً سليماً مقبولاً من قبل المكونات الصغيرة الدينية والعرقية ، واتمنى ان يقتدي بها مجمل الوطن العراقي ويتوجه الى الحكم العلماني الديمقراطي بدل الخوض في مستنقع الطائفية الدينية السياسية بأبشع صورها وهي التي حطمت العراق وبنيته التحتية وأدخله في بحر من الدماء ، وفي الفساد المالي والأداري ، ووأدت تجربته في تطبيق الديمقراطية والعدالة والمواطنة الحقيقية .
اجل إن تجربة الأقليم جاءت بعد ان كابدت المنطقة الويلات والحروب على مدى عقود ، ولكن اليوم فإن المنطقة تجر انفاسها وتنكب على البناء لكي تواكب الركب الحضاري الأنساني وليأخذ شعبها مكانته في عملية بناء العراق اولاً وأقليم كوردستان ثانياً .
لقد تبخر حلم الشعب الكوردي بتكوين كيانه السياسي المستقل بعد إجهاض تجربته الأولى في جمهورية مهاباد حيث وئدت تلك التجربة وهي في مهدها ، فكان وضع نهاية دراماتيكية لذلك الحلم قبل ان يصبح حقيقة بعد القضاء على جمهورية مهاباد في اواخر عام 1946 م . لقد كانت تلك التجربة ومصير ذلك الشعب واحدة من الأوراق التي كان يلعب بها الكبار في اواخر الحرب العالمية الثانية ، وهكذا كان قدر هذا الشعب ان يستخرج العبر من تجربة مهاباد وتحتم عليه ان يرتب اوراقه من جديد وبشكل دقيق مع ذاته اولاً ومع جيرانه الأقوياء ثانياً .
ولكن بعد حوالي نصف قرن من تلك التجربة تكررت تجربة مريرة اخرى وهي الأقتتال الداخلي الكوردي ـ الكوردي في اواسط التسعينات من القرن الماضي ، لكن أرى اليوم إن اي اقتتال بين فصائل المكون الكوردستاني هو تمرد على مصالح الشعب الكوردي ومهما كانت المبررات ، ان سخونة الأحداث السياسية وتطورها الى مواجهات عسكرية تجعل من الرؤية الموضوعية للاحداث ضبابية ، إن لم تكن معتمة تماماً . فيكون من الأفضل ضبط النفس والتريث لانجلاء الضباب وتصبح الأمور واضحة المعالم ويجري الحراك على طريق واضح يستنير بالحكمة والتعقل ، ولا شك ان من يعنيهم الأمر بشكل رئيسي مباشر في درء خطر الصراع الداخلي هو رئاسة اقليم كوردستان برئاسة الأستاذ مسعود البارزاني ورئيس الحكومة الأستاذ برهم صالح .
إن مصلحة الشعب الكوردي تتطلب وقوف تلك القيادة على مسافة واحدة من القوى في طرفي النزاع بغض النظر عن ثقل ووزن اطراف النزاع ، لان كلا الفريقين ، ينبثقان من صميم الشعب الكوردي ومصالحه الحيوية . فحركة التغيير التي يقف في مقدمتها الأستاذ نوشيروان مصطفى تعتمد على قوتها في برلمان كوردستان وعلى رصيدها الذي يبلغ حوالي ربع المقاعد في هذا البرلمان . وكذلك الأتحاد الوطني الكوردستاني وهو بزعامة الرئيس العراقي الأستاذ جلال الطالباني .
لكن ليس من المصلحة والمنطق ان تلجأ بعض الأوساط الى المقارنة بترسانة الأسلحة وعدد المقاتلين التي يملكها الأتحاد الوطني الكوردستاني او حركة التغيير ، فإنها قطعاً مقاربات غير عادلة ولا تصب في مصلحة الشعب الكوردي ، ففي اي حال من الأحوال لم تكن الأسلحة او هؤلاء المقاتلين لم يكن تدريبهم وتسليحهم مخططاً له لضرب طرف كوردي بطرف كوردي آخر ، إن تلك الأسلحة لدى اي طرف من الأطراف مكملة ومتضامنة من اجل فرض القانون واستتباب الأمن في ربوع كوردستان والدفاع عن ارض الوطن العراقي عموماً .
إن الفريقين يحملان تاريخاً جذرياً مشرقاً في النضال من اجل مصالح الشعب الكوردي إن كان على الساحة السياسية او العسكرية ، حالياً ، او في العقود الماضية في مرحلة النضال من اجل حقوق الشعب الكوردي . وهكذا يكون كل من الطرفين معني ومسؤول بضرورة المحافظة على مصلحة الشعب الكوردي ، ولا يحق لاي منهما ومهما كانت المبررات ، ضرب إناء الحليب وسكبه على الأرض بعد جمعه ، لانه ثمرة نضال الشعب الكوردي بعد النضال على مدى عقود من السنين وآلاف الضحايا .
من جانبه فإن الرئيس مسعود البارزاني لا يمكن ان يقبل في تعكير الأجواء في اقليم كوردسنتان وهو يرى ان مسألة التنافس السياسي والإختلاف في الأفكار ووجهات النظر ظاهرة صحية، لكنه يؤكد أن التجارب الماضية أثبتت أنه لا يمكن معالجة المشاكل والخلافات بالعنف والإقتتال والإنقسام وعدم الإستقرار ولا يستفيد من انتهاج هكذا خيار أي جهة، بل في ظروف كهذه من الضروري إتباع طريق الحوار والتفاهم وقبول الآخر، وبذلك يمكن تجاوز الخلافات وحماية المنجزات .
إن شعبنا الكلداني والمسيحيين بشكل عام يهمنا استقرار المنطقة في عموم العراق وفي اقليم كوردستان ، ورغم ما لحق بشعبنا الكلداني من تهميش ، فلا زال الأمل يحدونا بأن يحتل شعبنا الكلداني مكانته الطبيعية في اقليم كوردستان وأن يعاد اسم قوميته الكلدانية الى مسودة الدستور الكوردستاني ، بموازاة وبما ينطبق مع ما هو مدون في دستور العراق الفيدرالي .
لقد كان منح الأجازة الرسمية للمجلس القومي الكلداني في اقليم كوردستان مؤخراً يعتبر مؤشراً ايجابياً في ان يتبوأ شعبنا الكلداني مكانته التاريخية ويساهم في بناء العراق الديمقراطي ورفد التجربة الفتية لاقليم كوردستان .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تريد الاستحواذ على ما ليس لك ايها الدكتور .. ؟
- اين تقف كنيستنا من المسألة القومية للامة الكلدانية ؟
- الدكتور حنين قدّو علموا شعبكم ثقافة قبول الآخر والتعايش معه
- البيشمركة يحفظون الأمن في سهل نينوى وهذه خدمة وطنية
- لكن خوض الأنتخابات بقائمتين كلدانيتين هو الخيار الأصعب
- اين النخوة والشهامة العربية يا اهل الموصل ؟
- اين يقف رابي سركيس والمجلس الشعبي من حقوق شعبنا الكلداني ؟
- لتبقى مدينة عنكاوا القلعة الحصينة للامة الكلدانية في اقليم ك ...
- نحن كلدان وسريان وآشوريون أوقفوا المتاجرة بأسمائنا رجاءً
- بين توما توماس وهرمز ملك جكو شراكة شريفة بدلاً من الوحدة الم ...
- رسالة الى الدكتور الشيخ همام حمودي رئيس لجنة صياغة التعديلات ...
- لماذا لا يجري تفعيل حقوق الشعب الكلداني في اقليم كوردستان ؟
- الراحل ناجي عقراوي صديق شعبنا الكلداني ومدافعاً عن حقوقه
- لنجمع ربع مليون توقيع لايقاف التطهير العرقي ضد المسيحيين في ...
- حوار الأديان ؟ عن اي حوار تتحدثون ايها السادة ؟
- مبروك للمجلس الشعبي مؤتمره الثاني وعسى ان يعدل ولا يفرق
- مذكرة غريبة عجيبة من 41 كاتب وأديب الى وزارة الثقافة في اقلي ...
- لماذا يسكت المسلمون والحكومة العراقية عن قتل المندائيين والم ...
- مشروع القرش الكلداني كفيل بحل الكثير من مشاكل شعبنا الكلداني
- الحوار الديمقراطي بين نينوى المتآخية وقائمة الحدباء ضرورة وط ...


المزيد.....




- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حبيب تومي - الأقتتال الكوردي الكوردي سيعمل على وأد التجربة الكوردية الفتية