أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - اللغة العربية .. والسقوط في زيف الأقنعة















المزيد.....


اللغة العربية .. والسقوط في زيف الأقنعة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 16:13
المحور: الادب والفن
    



في ظل انعدام الندية يؤسس البعض منزعاً وروحاً استلابية لدول المركز الخارجية ما هو الموقف الناشيء من وراء كل راي سابق ؟
وهل نجد هناك رأية وموقفاً مغايراً يخرج عن تلك المذكورة انفاً ؟
وان وجد هذا الاخير ، هل يكتفي في صفة مغايرته بطابع المحاكمة في صيغ الاتهام الشكلاني فقط ، ام انه يمتلك طابعاً مفهومياً تحليلياً مفصلاً وبصورة منهاجية ؟
وماذا يفرق بين الاتجاهات من حيث زاوية الدخول إلى المسألة – الاشكالية ، كان من حيث وجودها المعاصر – الراهن ام بعدها التاريخي ؟وقبل الولوج فيي الموضوع ، احب ان اشير إلى انه قد يكون هناك شبه اجماع أو اجماع كلي من قبل كل من سيقرأ مفرداتي المفاهيمية السابقة ،فيؤخر حكمه بانه لايجد ابداً رأياً وموقفاً في مسألة الحكم على اللغة العربية ِغير الثلاثة الاتجاهات السابقة ، ولكني على يقين من ام هناك منفلتة ستكتشف خطل ذلك الحكم عند متابعتها الادراكية الواعية مما سيرد في الاتجاه الرابع ، فنجده انه غير غائب عنها ، فالغلبة من هذه القلة ستماهي نفسها بصورة سفسطائية ، بأن هذا البعد الجديد اة الاتجاه –وهم لايفرقون بين البعد والاتجاه للراي والموقف في قضية الاشكالية المعروضة سلفاً – لايخرج عن سابقيه الثلاثة –وهؤلاء ليسوا آلا واهمين ، وهم من اخطر من يسطح ويزيف الوعي –والندرة من يتحسسون سمة المغايرة هذه ، فيطلبون اكثر لتأسيس يقينية جديدة تغاير تلك التي كانوا عليها ، عليهم ان يبحثوا بعقلية حرة عم عناصر تاسيس هذا ليقين المستحدث ، خارج محدودية هذه المقالة .والغرض من هذا الخروج السابق سيكشف لاحقاً في بنية الوضوع عند الخوض في الاتجاه المغاير الذي نرتئيه ، ونبني عله موقفنا الحكمي فيماهو قائم ، والدعوة المستحدثة المتجانسة مع ذلك الموقف . وللجميع حرية النظر والحكم ، مادام الاختلاف لايبطل للود قضية ، وما دام في خير الامة .
فالمجموعة الاولى ذات الاعتقاد الاستاتيكي المراوح في القديم تقف رؤيته على سياق عاطفي ونزوع اعتقادي مناف للتاريخ وحقائق الموضوعية حتى وقتنا الحالي ، والتي هي واضحة للعيان ، فكل واقع الحياة المعاشية ، من السياسة إلى الاقتصاد والاجتماع الى فروع العلوم الطبيعية والتطبيقية ، حتى على مستوى التداول اللغوي في المعاملات والعلاقات الاجتماعية وحتى الشرائية السلعية أو البنكية الخ ، يجد المرء مفردات وتراكيب لغوية ليس لها جذر في اللغة العربية ولا نحتاج لضرب الامثلة حتى لايطول الحديث معنا .ونجد ان الموقف الذي يقوم عند اصحاب هذا الرأي – رغم ان ممثلي هذا الاتجاه ، يوجد من بينهم انصار متعلمون وبدرجات عليا وايضاً تضم في اطارها نماذج متعددة ومتعارضة فكرياً من كل الاتجاهات والمشارب –وبغض النظر عن الحذلقات الفكرية فأن الموقف الجوهري لاتباع هذه الرؤية ينقسمون إلى قسمين رئيسيين :-
القسم الاول : يكرس بنزوع صبوي العودة بالمجتمع إلى الماضي –اذا ما اراد النهوض –وبالتالي يجد له روافع فكرية سياسية وتعبيرات كتلية اجتماعية ممن يعانون من الامية والجهل ، وللاسف فان الحسابات في الوطن العربي الواسعة .
اما القسم الثاني : فهو يكرس نفس النزوع عبرقناع ديماغوجي ، ينسب منجات الحضارة المعاصرة المعبرة في ادواتها وتراكيبها للغوية – التخصصية – إلى ادوات في اللغة – التخصصية – إلى ادوات اللغة العربية يسقط فيها ايهم المعنى العصري وهي التي لاتعرف ذلك ابداً .وبالطبع مع تجاهل الكثير والمتداول في الحياة الاجتماعية والوظيفية ايضاً ، والتي تؤخذ من اصلها الاجنبي أو خلق اشتقاقات شعبية لها من الاصل الاجنبي .مثلاً سينما فاتورة ، وابر ، كيبل ، راديو –راديوهات ، رسيفر دش "حيث ان الهوائي مفردة عامة ومطاطة لاتحمل صفة التمييز "، اما المجموعة الثانية ، فالراي المؤسسي عندها ، رأي استلابي مجهض ، اساسه عامل صدمة الحضارة – وهي مجموعة كان لها العيش في مجتمع عصري متطور – حيث تحولت رؤاها من عنصر الدهشة إلى عنصر الصدمة ، والتي لاترى في تطور نفسها ومجتمعها العربي آلا بسلخ جلدة وارتداء جلد جديدد ( اوربي ) ،فكل ماهو مرابط لنا في خصوصية الهوية عبر التاريخ ليس آلا اعاقة تمنع الولوج في صراع الحضارات المعاصرة ، وبالتالي تكون اللغة العربية عنصراً من عناصر الهوية يتخذ نفس المعنى في الرؤية ، ودلائل فقرها كثيرة –ويرمون إلى مصطلحات العلمية والتكنلوجية والتقنية التطبيقية . ويتجلى الموقف الاعتقادي الحدي لاصحاب هذه الرؤية ، بالاستلاب المقابل لنخبة المجموعة الاولى ، فاذا كانت الاولى تعاني وتكرس النزوع العرقي ومظهر الاستلاب للماضي ، فالثانية تكرس منزع تلاشي الهوية والتمثل بالغير – وفي حقيقة التمايز العرقي والقومي في طابع الصراع العامي المبني على وظهر التكتلات الاقتصادية ، التي تقف وراءها قوة التسلح – تؤسس – هذه المجموعة منزعاً وروحاً اسلابية لدول المركز الخارجية ، فتعمق التبعية المطلقة ، وتغي الارادة والحرية لانسانها .ونجد مثل هؤلاء حتى في وسطهم الاسري والشعبي والوظيفي الناطق بالعربية ، ويلكون حلوقهم باللغة الاجنبية ليس الفارق العلوم المقدمة بينها وبين المدارس الحكومية – لكون الجميع خاضع لفلسفة وسياسة – تعليمية معتقة تفرض هبوط المستوى التعليمي –بل لوهم منهم ان هذه المدارس ستصنع من اولادهم نموذجاً اوربياً رفيعاً يميزهم عن عامة ابناء الشعب . وتزداد تفاهة هؤلاء بأنهم يصنعون من اولادهم التعامل التقليدي الساذج في البيت وخارجه ، بالتحدث عبر اللغة الاجنبية ، وممارسة الهوايات والسلوك بنقلية ساذجة ، وهم لايدركون ان مجرد وجود ابنائهم في محيط ووسط اجتماعي ليس اوربياً ، انما يخلق منهم اناساً يعانون من انفصام الشخصية ، الذي فبي اعتقادي ان الطب النفسي والعصبي لن يقوى على معالجتهم ، لكون ان علوم الطب هذه مؤسسة لعلاج الشيزوفرانيا الناتجة عن عقدة مرهونة في العقل الباطني تعود إلى فترات العمر الاولى من الطفولة ، أو نانجة لانحباس طاقات وقناعات كان لها ان تخرج ولم تخرج ، ولانتاقال الفرد نالى مشروطيات وسطية ضيقة مختلفة في اطار المحيط الاجتماعي الواحد المعبر عن الهوية ، كان لهذا الانحباس تفجير الاضطراب الفصامي ، اما شيزوفرانية اجيالنا تلقادمة لابناء هذه المجموعة ، فهي اكبر من محدودية هذه العلوم ، لانه تقوم صناعة انسان بقيم ومجحيط وجذور وهوية ، انسان آخر ذي قيم وجذور وهوية ومحيط مغاير ، سفتلبس الشخصية صورة الغائب (الاوربي) بصورة الحاضر ( اليمني والعربي)، وف يمحيط تزييف القيم بصورة اصطناعية تنتج شخصية مشوهة ليس لها أي انتماء ، أو لغة متجانسة كلية تستطيع التعبير عن وجودها التعبير عن وجودها في مجتمعنا هذا ، أو حتى لو اخذناها للعيش في الخارج مثل هذه الاجيال ستنقسم إلى هرمين اثنين :-
تقوم صناعة انسان بقيم ومحيط وجذور وهوية ، انسان اخر غائب مغاير
هرم يدمر الانفصام فيسقط في الامراض القهرية فيسقط النفسية والعضوية ، ومنه المقاوم بضعف يكون طريقه الهروب واعتزال المجتمع اوالتصعلق من قطر إلى قطر ، ومنهم من سيجد ملجأه الانتحار اما الهرم الثاني ستلتقطه الانظمة القهرية أو تستميله روافع اجنبية ، وكلاهما سيفرغان حقد انفصامهما على المجتمع المحلي المغبون ، والذي سيكون انسان المجتمع بيده آلا اداة يعذبها ويبيعها كما يشاء .
تقوم صناعة انسان بقيم ومحيط وجذور وهوية انسان اخر غائب مغاير
ونصل الان إلى المجموعة الثالثة ، التي رايها يكون وسط
ياً توفيقياً ، وموقفها معبراً عنه بمسك العصا من الوسط ، اصحابها يكونون مقبولين ون الطرفين السابقين ، وعبر حذلقاتهم وتخلف المجتمع يسقط عنهم فعل التطرف ، فيجدون لبس الاقنعة وفق المشروطيات والظروف فعندما تكونفي صالح الهوية ارتدوا قناع الاصالة – بمفهوم التقيدي ، الاصيل بمعنى القيم – وقدموا انفسهم خير مدافع عن الامة والوطون والبعد السامي العصبوي للتمييز العرقي كتكميز الحضارة –ليست المحدودة في وجودها التاريخي ، بل بصفتها المطلقة حتى يرث الله الارض ومن عيها – وغير مهتمين بالروافع المعاصرة لمفهوم استمرارية الحضارة ، واذا ما كانت الظروف والعوامل والمشروطيات تخدم نفعياً اتجاه العصرية بمددلول التبعية ارتدوا القناع الاخر ، واصبحوا من اعتى المهاجمين ضراوة على اتجاه الحفاظ على الهوية وتمييز الصراع الداخلي والداخلي الخلوي وفق حقائق الوجود والقضية ظ، فيدمغون المعارضين بكل مفردات الادنة ، كاللاوطنية ، والعمالة والتخريب الخ …، بالطبع هذا النموذج الذي يسود نوعاً الان في ممارسة الحكم ، ويسيطر علتى كل مناحي الحياة ،ولعب ويلعب دوره خلال الثلاثة عقود الاخيرة في المجتمع العربي ، فاسس مسار قل ما تفعل ، وابتكر اساليب امتطاء الموج ،وشوش مفاهيم فصنع مفاهيم سوقية في التعامل ، ونفي المفاهيم الاخلاقية ، وعمم رطانة مفردات العلم وادةاته عبر الشعار أو الخطاب واستخدام خبراته من محتواها عند نزولها واقع حياة النس . إذ كان ما سبق تحليل الموقف فماذا عن الرأي .
فالراي عن عظمتة اللغة العربية وثراء ثقافتها – كشف عن بعد ننفعي ، بفعل طبيعة الوجود لهذه المجموعة في وطن تاريخه اصلاً هذه اللغة والثقافة – لايجعله صادقاً في العامل مع اشكالية اللغة والثقافة العربية الراهنة التي تعاني من الجمود والزيف – فالتجميل في هذا الشق لايعبر عن رؤية علمية ، التي تؤكد ان عظمة هذه اللغة امتدت لزمن ماض وتوقفت عنده ، وما وما جاء بعدها لايعبر عن أي تطور بقدر ما يعبر عن ان اجترار الموروث يبلى ويضعف فيكشف لنا عن وعي عربي يصل الينا في زمننا الراهن بتعبيراته وتأطيراته المعبرة عن العجز – لكون تطور اللغة والوعي والمفاهيم والادوات والوسائل اخذت منحنى جديداً غريباً عن التاريخ القديم منذ القرن الثالث عشر ، مع انبثاق الثورة المعرفية للعلم ، وتاسست بواقع تطبيقي منذ القرن السادس عشر ، ونمت كركيزة تقنهية تنمو بوتيرة عالية منذ النصف الثاني للقرن الثامن عشر ، وفردت اشرعتها على كل جزئيانت الحياة منذ خمسينات أو اربعينات هذا القرن – واللغة العربية في واقع متخلف قابع في البداوة والانغلاق الاجتماعي في الأساطير والظلام زمن تحت وطاة الاستعمار في تكريس ضعفه وجهالته ، ومن ثم اعادة بناءة بصورة مشوهة ، لم يكن للغة العربية بأي معنى من المعاني ان تكون لغة ثرية في ظل عقل ارتهن بالجمود لازمات طويلة ، ومن ثم لعقل ارتهن بالجمودية وزيف طابعه النقلي المشوش – وكذلك بالنسبة لشقه النفعي المبتذل الثاني – ان فقر اللغ العربية – كما يعتقدون – ليس قائماً آلا في مفردات المصطلحات العلمية التخصصية ، وبالتاللي ليس هناك مشكلة ، حيث يمكن – بنظرهم –حل هذه الاشكالية بالترجمة والتعريب وليس اكثرمن ذلك . هذا بالطبع تسطيح ساذج ، فادخال المصطلحات العلمية التخصصية إلى المعجم العربي ، كادخال مفردات العلم إلى المقررات الدراسية ، لن يؤسس الاول توافقاً لها مع بنية اللغة العربية ذات الجذور التاريخية للهوية العاشة لازمان في التعاملات بين الناس ، وفيما بينهم وبين الفكر والطبيعة ، وبالتالي ستظل غريبة والدليل على ذلك المصطلحات العلمية كالمعارف التخصصية التي تنمحي مباشرة بعد الخروج من الامتحانات . فالنقلية لمفردات اللغة كالنقلية للعلم زالفكر والتجاوب لشعوب اخرى لايمكن ان تجد لها وجوداً حقيقياً اذا لم تعالج عبرخصوصية الواقع والهوية لاعبر النقل الميكايكي للتقول بمواكبة العصر .اذاكانت الامور كذلك بالنظر لهذه الاشكالية ، فما هي الاشكالية الحقيقة الغائبة عنا في فهمنا لها ؟ وما هي الطرقة لحل هذه المعادلة المعضلة بين القديم والجديد ، بين الهوية والعالمية ؟
الرأي القائل بعظمة اللغة العربية وثراء ثقافتها يعبر عن بعد نفعي ، ويخلو من الصدق في التعامل مع اشكالية اللغة والثقافة العربية انه الاتجاه الرابع الذي نزعمه ، ومدخله لايمكن الفصل بين العقل واللغة ، وبين العقل زاللغة كمنتج ثقافي وفي الفهم التحليلي المحايد لمنتج الثقافة وعقلها المميز في فهم بنية الحضارة بدلالاتها المحدودة تاريخياً وبدلالتها النسبية في اطار المفهوم العام للحضارة البشرية في طابعها الحركي ـ المتمايز في اطارها نظم نسقية من الثقافات المنبعثة والعاكسة لانماط تلك الانساق الداخلة فيها .
والغة العربية كموروث اجتماعي بدلالته التاريخية غنية بكافة المقاييس –باستثناء وضعها الحديث – والحديث هنا لانستطيع تحديد امتداده الزمني ، وهو متروك للمختصين في هذا المضمار .وطابع الاغتناء في هذه اللغة اهم ما يشير اليه تنوع اللهجات والبيئات والقيم والعادات والمفاهيم لشعوب كانت متناثرة وخاصة وان هذه الشعوب من امتلك حضارات قديمة عريقة ومع قيام الاسلام كثورة تغيرية في التاريخ ، واتكائها عغلى واقع اللغة العربية دخلت شعوب اخرى ذات حضارات عرقة موغلة في القدم ، لم تعتنق الاسلام فقط ، بل واتخذت اللغة العربية اداة للتعبير والنعاملات والحكم والتداول فأفاضت على اللغة العربية اغتناءً اكبر ، وللاسف هذا المنطق السهل لم ينتبه اليه احد ، كون ما يرونه في غنى وجمال اللغة العربية في القديم ، هو ذلك الشعر والمساجلات الشمعرية فيما يسمونه بالادب الجاهلي – وهو في الحقيقة لايعبر عن التاريخ الكلي المحدود آنذاك بتلك الفترة لتجليات خصوصية اللغة العربة ، بل هو كان تجلياً لغوياً محدوداً لبيئة ضيقةليس آلا ، ومع قيام الدولة الاسلامية وتطور بنيانها واتسع رقعة التثاقف بين عوالم والشعوب الاسلامية تحت اعتقاد انه لن يحمي هذا الدين دولته آلا ورثة النبي محمد عليه افضل الصلاة والتسليم – عربي العرق – وانه اذا لم يفرض منزع المرجعية لاصل العربي ،وللسلف الصالح – البيئي العربي القديم ، فلحن الغة العربية لسعوب اعتنقت الدين ولغته العربية وحوامل آثار التشكيل القيمي لحضارات سلفية لهذه الشعوب كان يمكن لها ان تلون اللغة العربية ، والنتج الثقافي بصورة تتعارض شكلاً ومضموناً مع الواحدية القسرية لانبناء الوعي ، وهم مالم يكن مقبولاً بأي حال من الاحوال ، لخصوصية ان انبناء الحضارة العربية الاسلامية على رافع ديني- حياتي ، وليس على رافع وضعي يقبل قيام حضارة متنوعة في المكان والزمن المحدود .
وكذلك لخصوصية العربي- الصحراوي – الذي من خصائصه بدويته وعقليته العصبوية في محورة منتجات التنوع الغائي حول ذاته وبيئته الضيقة المحدودية .فقام حكم اصولي ، محافظ اتصف بالمركزية المطلقة يقف على تصور ان وسيلة هذا الحكم هو النطق الوحيد لحماية الدين ولغته من التحلل ، بل زهي الوسيلة لبناء حضارة لاتغرب عنها الشمس حتى يرث الله الدنيا ومن عليها .
فأذا كانت فرضيتنا بغنى اللغة العربية عبر هذا المفهوم – كون لالغة العربية ليست آلا اداة تنعدم فيها القيمة ، وما قيمتها الفعلية تبرز للعيان آلا بالمحول الثقافي – الغائي المعبر عنه بمنتج الوعي – فان فرضية اول الرهاصات حجب ثروة هذه اللغة ، بحجب منتجات الوعي ، والجمال لمجمل ثقافات بائدة لشعوب دخلت الاسلام ، لاتقوى على نزع جذرها التاريخي القديم في الانتماء والتشكل ،ولاتقوى آلا ان تصيغ نفسها بشكل ومضمون سطحي بالنتماء الجديد تحت القوة القسرية للمعتقد الواحد .وتستخلص الاشارة الغائبة عن الاخرين عبر الموروث العربي الذي وصل الينا خلال التدوين والنقل الذي جاء في وقت متأخر تحت طائلة تاريخ طويل من طابع الحكم المركزي الشمولي الفردي ، وتحت سيكلوجية اجتماعية مستلبة تخاف الاالاختلاف تحت رعب من التفكير والتخوين والردة التي اصبحت بيد الحاكم – كظل الله في الارض –يوزعها على من يشاء ، وعبرها يقمع ويبيد من يشاء –وبالطبع هناك حالات فردية ومجموعة ضيقة كاشفت الاختلاف ، ومنقول لنا تلك الاختلافات كيف قوبلت .
ثم جاء القناع الثاني لاهاصات افقار اللغة العربي كحامل لموروث ثقافي عظيم حافل بتنوع منتجات الحضارات المتعددة ، ان تسجيل وتدوين التاريخ الثقافي لحضارات متعددة مدمجة بحضارة واحدة ، هو اخراج تعبيراها وتجلياتها بواحدية الرؤية والموقف – الضيق- بما يتسق وخصائص بقاء الحاكم وبقاء الحاكم وبقاء ملكه في جهاز دولته الشخصانية ، وبالتالي امتد تاريخ الثقافة العربية والثقافة العربية الاسلامية إلى زمننا الراهن بتدوين التاريخ عبر عقل السلطة الضيق في مفردات وعيه ولغته ، وهذا ما نلحظه في ان الناتج العظيم لحضارات متعددة مدمجة في حضارة واحدة ، استخلت عنها منتجات التنوع اولاً ، وثانياً سلخ عن تاريخها التنوعات الاختلافية النابعة من واحدية التوجه بفعل تركز السلطة وتمركز القوة في يد الحاكم ، ويـأتي ثالثاًً ما يتجانس مع ذلك من شوهد بتثبيت وجماليتها بمنتج شعري محدود في الثقافة بدلالتها التاريخية ليدعم النزوع العصبوي ، وهو خاصية الشعر الجاهلي ، وما جمالياتها كلها آلا لارتباطاتها بالتعبير عن محدودية البيئة والقيم المتوارثة –كلون ثقافي مفرد –وهو سمة وطابع الحكم ، ومن جانب ثان ليعظم بنزوع عصبوي يماهي تعظيم ملكه لدولة وشعب وتاريخ يحكم بوابته ، بولادة هذه الحضارة الواحدية لثقافة نوعية ومغايرة ، فيها من الاتساع والعمق ما يتجاوز التاريخ القديم قبل التوحيد ، ويكشف العقل العربي المستلب كنخب متتابعة ، ارتضاؤه بحتمية التطوير والتحديث اللغوي عبر الانطلاق من ثبوتية وجمودية قواعد وتصريف هذه اللغة ، والذي لم يأت آلا متاخراً ، وهو بالاصل لايعبر عن الجذر التاريخي للغة –وهو ما اعاق حقيقة تطو رالوعي الكبوح بتعقيد اللغة والمعتقد وحتى التأويل وفق فرضية نسق الحاكم وعقله ، ومن جانب اخر التصور بأن مقياس غنى للغة وتحديثها ليس آلا عبر الشعر ، وحتى حصر هذه الحداثة باللاتكاء على ثبوتية قواعد اللغة مع استحداث اعادة البناء التشكيلي لتراكيب الغة كمفردات . وهذا تصور قاصر لابعد الحدود ، فبقدر ما يكون هناك فوقياً جديداً بتخلل اللغة – خاصة في انواع الفنون الادبية المحكومية والمكتوبة ، وهناك المفردات الاصطلاحية والمصطلحات والتراكيب العلمية المنتجة منذ بدات ثورة العلم والتكنلوجيا في الظهور والتسيد على بنية الحضارة الحديثة المعاصرة –فان هناك اعادة بناء اللغة –شكلاً وضموناً – تحتياً ، بانعكاس ذلك الفوقي المنتج على بنية المهوم المنطوق لدى الانسان العام ، بتداوله لغة محاكاة مماثلة – شعبية –لذلك الفوقي – وينكشف ذلك مثلاً بانعدام الفارق الجمالي الشكلي والمضمون الفني بين الشعر الفصيح وصولاًالى قصيدة النثر ، وبين الشعر الشعبي ، مع الاحتفاظ باعتبار خصوصية اللون الفني وطابعه المميز بين النوعيين من الشعر .
وتأتي المرحلة الثالثة لقناع سقوط للغة بانعدام وجود منتج العم في واقع الحياة العربية ،
منذ ستة قرون ماضية كان التقاء فاعلية وجود تحرر العقل من قرون ماضية ـ حيث هاجرت متجات العلم الفكري العربي الاسلامي إلى شعوب اخرى غيرعربية ، كانت حركات تحررها الاجتماعي بعنصرها الثائر خير ملتقط لهذه المنتجات دون أي موقف عدائي مسبق متثاقفت هذه المنتجات الواردة مع ثقافاتها لتنتج مدخلاً لتدخل الوعي والانسان في منحنى مغاير لبناء واقع وحضارة معاصرة –كما نلمس ذلك الان – اما واقع الانسان العربي وعقله ولغته انحصر طويلاً في سلسلة القيد والالغاء ، فأغلقت هذه الشعوب العربية في حياة معزولة من الحضارات الاخرى- وهو ما لم يحدث في القديم ابداً ، رغم وجود معظم المجتمعات آنذاك في كيانات مصغرة ، معزولة في ارثها ووجودها ، آلا انه رغم ذلك لم تحدث عملية الانقطاع الكلي بين الثقافات والحضارات المتعددة آنذاك . وحتى جاءت مظاهر الاستعمار ، ولضعف واقع الانظمة العربية وشعوبها التي استلبت روحها الممانعة من قبل انظمتها نفسها ، كان للاستعمار ليس له دور صابغ التثاقف والتواصل بين الحضارات ، بل هو الدور التقليدي المؤسس على القوة والمنزوع بلذة النصر والسلب من الثروات إلى استثمار الانسان المهزوم ، فضاقت بنى اللغة العربية وشحت . ومزجت بلغات دخيلة قسراً ، حتى جاء زمن الاستعمار بالاتكاء على وسائل إلغاء الانسان العربي بصيغ مفردات العصر – العولمة التسامح –بغض النظر عن انتقاء صفة الندية في التعامل المقابل –والحوار السلمي الخاضع حقاً لمنطق القوة ، والاتفاق ، وحرية الرأي – التي يدافعون عنها بما يخلق زيف الوعي ، آلا تلك الباحثة عن التأصيل في فهم الحرية الخ ….. كل هذا انضاف إلى تسطح الوعي العربي وقيام نخبة المتثقفة الداعية للتحديث نعبر صدمة الحضارة وغسيل المخ والقيم – كون علومهم وسيكلوجيتهم لم تتأسس آلا عبر حركات الاستشراق وسياسات الانبعاث التعليمي الاستعماري –والجزء المكمل كم هذه النخبة يواجه التحديث عبر تفوق الغير بشحة مكتبته العربية ، واتصافه العصبوي المنمى عب رهذا التاريخ الطويل ، فنتج عن ذلك الغياب اشكاليات وهمية لاتتكيء على مبحث علمي حقيقي للوصول إلى الحقيقة وف ياطار الصراع والمسجلات الفوقية –ولانغلاق المجتمع –عامة الناس في منحنى وهمي اصطناعي اخر يدفع عقله في اللهث في الامور الحياتية وعدم الاهتمام والاحتقار أو الازدراء لما هو فوقي –فكري –غاب وعي النخبة ووعي العامة ، فقامد إلى انقطاع جذور الاتصال بينهما ، فارتهن الوعي المنظم لزيف من الصراع الوهمي ، وارتهن الوعي العام لزيف منطق حياتي يلغي منه صفته الانسانية بكونه كائناً غائياً قيمياً مدركا . وعبر هذا الغياب تسللت مفردات وتراكيب لغات اخرى لتحكم ثثقافة التداول والعيش – بين عامة الناس ، بما فيهم النخب داخل الاطار الوظيفي التخصصي –وتللت قضايا ومفاهيم غريبة لتحكم صراع الافكار –في البناء الفوقي – في الاساس واردة اليه عبر النقلية الساذجة ، والتي هي ذاتها لم لم تكن يموماً من الايام تعبر عن وقفة صراعية فيمجتمعاتنا المنتجة لها – وبالتالي فان ادوات تعابير لغة هذه الصراعات الفكرية مبرقشة للغة من جانب ، ومن جانب اخر ما تقوده طبيعة هذه الاصطراعات الزائفة ، بعدم الالتفات للحقائق الموضوعية التاريخية التي اصبحت مغطاة بالزيف بمنطق الحقيقة ، ويتخذ كل طرف جزئية من هذا الانبعاث فيؤطر موقفه بكونها الحقيقة المطلقة فيتولى الصراع في دائرة الافراغ الثقافي واللغوي – الزائف – فلايتركون لغة وثقافة تعاني من الفقر بل يواصلون اتجاه افقارها يوماً بعد يوم .
تأتي المرحلة الثالثة لقناع سقوط اللغة . بأنعدام وجود منتج العم في واقع الحياة العربية
وحتى لانطيل فندع الحديث في كتابة اخرى تكمل هذا الاتجاه ، ونلخص القول ان اللغة العربي تعاني من جمود يعيق تطورها ومنحها سمتها المتصفة بكونها حياً ، وان هذا الجمود لم يتصف باستاتيكية انفراد وجودها البنائي بل هو جمود ناتج لاستلاب وعي الانسان العربي عبر اقنعة التداول الانهزامي لانسان المجتمع في مقابل انتصار انظمة الحكم . ولن يكون المخرج من هذه الاشكالية الحرجة آلا بانتصار العقل عبر تحرره ولن يقزوم آلا بسيادة المنهج العلمي في معالجة هذه الاشكالية وكل انساق الاتصال بها ، مع التحذير م غي التحذلق ، بأن العلم كمنهج ليس القصد به اولئك النقليين –كمختصين – يبحثون عن الفرادة لغرض الانتفاع ، ولااولئك المتمنطقين بالعلم الذي وراءه الكولسة العصبوية ، امنه منهج حياتي ثاقب في الوصول إلى الحقيقة قادر على التوصيف والتحليل والتمييز دون اشتباه تتداخل عليه الحقائق فلا يقوى على التفريق بين الجوهري والاساسي والثانوي والعربي .انه منهج الحرية ينبثق عن خصوصية عمق المعرفة واتساعها المؤطرة في منظومة متكاملة من وحدة تنوع واختلاف المعرفة .
انه هذا الاتجاه الرابع غير المنزوع للعصبوية أو التبعية ، وهو الذي يقيم خصوصية تطور الهوية ومنتجاتها ، ويقيم عمومية التسامح في عملية التثاقف القائمة على انفتاح الحضارات على بعضها البعض والتسليم باستحالة وجود حضارة منغلقة لم يتشارك في وجودها دماء من حضارات اخرى .ام هناك امكانية لتطةوير وتطور اللغة العربية وثقافاتها اذا ما اسقطت اقنعتها الزائفة ،ما لم شئنا ام ابينا فلغتنا فقيرة ، وستستمر صياغات التحديث فيها عبرسلاسل الزيف المصطنعة المخلوقة بفعل التبعية ، وتعمقها ، والتي وردت الينا للاستهلاك فاستهلكت عقولنا وثقافتنا وحياتنا وحياتنا ولغتنا على السواء ، ولا يقوى احد كان على انكار الحقيقة .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 9 ) مغالطات ا ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة (10 ) عولمة الن ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة (12 ) مغالطات ا ...
- جيش.. وعكفة صحوة ذكريات الطفولة والمراهقة
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 8 ) فاشية الغ ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 2 ) النشاط ال ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 4 ) الحاجات و ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 5 )فاشية الغر ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ) : في التفكير والكتابة / ( 1 ) الانسا ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ): في التفكير والكتابة ( 7 )فاشية الغر ...
- ابجديات يمنية (معاصرة ) : في التفكير والكتابة ( 3 ) فلسفة ال ...
- التناقض.. ذرائعية السرقات الادبية والفنية العربية- المعاصرة
- متضادة العولمة ..( تساؤل في الابداع.. فيما هو ذاتي )
- (النص) بين فكي اصطراعية مفهومي الحداثة- واقعا
- اليمن تحتاج لحزب سياسي جنوبي
- الشيطان .. يعتمر قبعة
- أووووورااااا ...
- بغداد .. أغنيات مرتبكة
- هروب ايجابي .. في بحث القيمة ( 1 )
- هروب ايجابي .. في بحث القيمة ( 2 )


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - اللغة العربية .. والسقوط في زيف الأقنعة