أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مينا مجدى القس يعقوب - دماء تصرخ














المزيد.....

دماء تصرخ


مينا مجدى القس يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 2888 - 2010 / 1 / 14 - 16:45
المحور: حقوق الانسان
    


يعد الصمت يجدى نفعا ،ولم تعد مداواة الجروح المتقيحة بالمسكنات بدلا من استخدام المضادات الحيوية لها فائدة ،ماذا نفعل اذا كان الخصم هو الحكم والحكم هو الخصم ،او كما قال المتنبى قديما
يا أعدل الناس الا فى معاملتى ......فيك الخصام وانت الخصم والحكم،لعل تلك الكلمات البسيطة تلخص الواقع المخزى الذى يعيشه الاقباط فى مصر
فالحكومة المصرية أطلقت يد الارهابيين ضد المواطنين الاقباط المسالمين ،ولا تظن عزيزى القارىء ان هذا اتهام مطلق ،فهذه اتهام مبنى على ادلة واضحة ،لقد تغاضت الحكومة المصرية وجهازها الامنى عن عقاب المتهم فى كل حادث اعتداء طائفى على الاقباط بل وكافئت المجرم على جرائمه بعقد جلسات صلح عرفية تنتهك عرض الروح الدستورية وتلقى بها فى اقرب مزبلة ،فداخل الجانى الارهابة شعور بان اى اعتداء على الاقباط سيجنى منه العديد من الفوائد يعنى انت معانا كسبان كسبان ومن هذه المكاسب :
اولا : الاموال المنهوبة من المحلات المسروقة والمحطمة
ثانيا:مقاعد وحوريات فى الجنة وعلمان مخلدون
ثالثا:عدم وجود عقاب من الدولة بل نظرة تقدير واحترام
وهذا ادى الى تكرار الحوادث الطائفية بشكل مريع حتى اصبحنا نسمع عن حادث طائفى كل اسبوع تقريبا .
والغريب فى الامر والمثير للعجب ان اى حادث من تلك الحوادث لو حدث فى اى دولة فى العالم لكان كفيل للاطاحة بوزير داخليتها بل وحكومتها كاملة ،وقد شاهدنا منذ عدة ايام كيف خرج الرئيس باراك اوباما ليعلن مسئوليته الشخصية ويعترف امام مليارات المشاهدين انه يتحمل نتيجة التقصير الامنة وذلك عقب محاولة فاشلة واكرر مرة اخرى فاشلة لتفجير طائرة بواسطة شاب نيجيرى ،اما المقابل عندنا فهو السكوت والصمت والتجاهل بل والنفى واتهام كل من يحاول اثارة القضية او القاء الضوء علي تلك الانتهاكات الصارخة بانه عميل وخائن الى غير ذلك من الاتهامات التى كانوا يعلموننا ان نكتبها فى امتحانات اللغة العربية للحصول على اعلى الدرجات .
اعزائى القراء لا تظنوا ان ما حدث ليلة عيد الميلاد هو وليد اللحظة ،لا لقد بدأ قبل ذلك بكثير ،لقد بدأ عندما بدأت الدولة المصرية بتهميش مواطنيها الاقباط ومنعهم من تولى المناصب العليا والتضييق عليهم فى عدة مجالات وتخوينهم ،فاصبح الفكر والشعار الذى تحمله الدولة "كن عنصريا تصل الى اعلى المناصب .
ان دماء الاقباط واغلبهم من الشباب والتى اريقت فى ليلة عيد الميلاد المجيد تصرخ فى وجه الدولة المصرية وعنصريتها كما صرخت دماء هابيل الصديق من قبل ،انها تكرر العبارة ذاتها التى سمعها بولس الرسول "لماذا تضطهدنى ؟"
والان قد حان الاوان لجميع الاقباط ليفيقوا من غفوتهم ،ان الاوان ان نستلهم روح ابائنا العظماء مثل العظيم اثناسيوس وانطونيوس وديوسقورس وقزمان بن مينا ومينا بن بقيرة وغيرهم من الذين صمدوا فى وجه ظلم العالم للاقباط ،ان وجود هؤلاء الابطال فى تاريخنا لهو ادانة لنا على تراخينا وتقاعسنا ،اليوم قتل سبعة اقباط فى نجع حمادى ،غدا قد يكون اخوك او اختك ،ابوك ،امك ابنك ،ابنتك بين هؤلاء الشهداء ،فهل تنتظر تلك اللحظة ؟!!!!!!
لن نفعل مثل النعامة التى تضع رأسها فى الرمال ونكرر بان علينا اللجوء الى القضاء المصرى ،فامامنا الحكم فى قضية مذبحة الكشح بل وجميع القضايا المشابهة واضح ولا داعى للدوران فى نفس الحلقة المفرغة ،فالخصم هو الحكم .
اكثر المشاهد التى ابكتنى صرخات فتاة ملتاعة كانت تقول "قتلوا اخويا الوحيد ،انا يتيمة وده راجلى ،هأعيش ازاى ؟" ،ومشهد اخر لام مكلومة كانت تولول وتقول "ده ابنى الوحيد يا ناس ،ده كان هيتجوز بعد العيد خطفوه منى
ان هذه المشاهد كفيلة بان تجعل القلوب الحجرية قلوب لحمية رحيمة ولكن هيهات لقد اصبحت دماء الاقباط تسكر الحكومة المصرية حتى ادمنتها ،واضحت لا تصل للنشوة المطلوبة الا بالرقص على دماء الاقباط .
اذن اين الحل؟الحل يكمن فى عدة نقاط :اولا تدويل القضية القبطية ،ثانية مشاركة الاقباط فى العملية السياسية واخيرا دفاع الاقباط عن انفسهم بانفسهم ،فلن يرتدع الجانى الا اذا وجد من يتصدى له ،والدفاع عن النفس من ضمن الحقوق التى تضمنها المواثيق الدولية ،وانا لا اتخيل مثلا ان يهرب اى شخص عندما يجد رجلا يريد قتل ابنه او ابنته بل سيقف ليدافع عن بيته ونفسه ،فدافعوا ايها الاقباط عن انفسكم
ولا زالت دماء الاقباط تصرخ والكل يصم اذانه





#مينا_مجدى_القس_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى البطل
- القائد الزعيم معمر القذافى
- مذكرات مواطن فرشوطى


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مينا مجدى القس يعقوب - دماء تصرخ