أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدون محسن ضمد - ميزوبوتاميا














المزيد.....

ميزوبوتاميا


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2888 - 2010 / 1 / 14 - 14:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بماذا تحدثك نفسك عندما تقود سيارتك في طريق عام ويفاجؤك أن هذا الطريق مقطوع بخيمة عزاء تخص أهل ميت وصل بهم مستوى وعيهم حداً صور لهم أن إقامة عزائهم في طريق الناس حق من حقوقهم وأن تصرفهم هذا لا ينتهك القانون ولا الذوق العام ولا حرية وحقوق الآخرين؟.. وبماذا تحدثك نفسك، عندما يتكرر الموضوع ولا يفزع الناس ولا يشعر أحد من حولك بأن الذوق العام قد أُغرق بالوحل وأن القانون تحول لمهزلة وأن حقوق الآخرين أصبحت نكتة؟..
بماذا تحدثك نفسك عندما تنهار أخلاق أهلك ولا يعترض أكثرهم على هذا الانهيار؟
وبماذا تحدثك نفسك عندما يتعرض ضابط في شرطة المرور للضرب من قبل شاب مغرور يعتقد أن كثرة معارفه من السياسيين تجعله فوق القانون، ولذلك تعوَّد أن يضرب كل من يُطبق القانون عليه. وبماذا تحدثك نفسك عندما لا يخيب ظن هذا المراهق وتفزع (عشيرته السياسية) لإنقاذه من السجن، على رغم أنف ضابط التحقيق الذي حاول أن يبقيه ليلة واحدة في السجن، فقط ليلة واحدة، بحجة أن إخلاء سبيله مسؤولية القاضي. لكن مع ذلك تمكن الساسة الأفاضل من إيجاد قاض يدين بدينهم ويرضي غرورهم ويفرج عن مراهقهم بمنتصف الليل حماية له من الجروح المعنوية التي قد تنال من غروره، وقد تم نسيان الجروح الجسدية التي ملأ بها جسد ضابط المرور..
بماذا تحدثك نفسك عندما يُنتهك القانون من حولك ومن قبل المسؤولين عن حمايته؟
وبماذا تحدثك نفسك عندما تقود سيارتك ليلاً في طريق عام خال من الإنارة وتفاجئك حفرة كافية لالتهام ربع مقدمة السيارة، وهي غير محاطة لا بسياج فسفوري ولا بأي من علامات التحذير؟.. وبماذا تحدثك نفسك عندما تألف مفاجآت هذه الحفر ولا تعود ترتبك منها بل وتكتسب قدرة (وطواطية) على مناورتها حتى في أحلك الليالي ظلمة؟
بماذا تحدثك نفسك عندما تتبخر من حولك آخر علامات المدنية؟
شخصياً حدثتني نفسي بالكثير من الوساوس، منها أن ترك هذا البلد خير من البقاء فيه، ومنها أن محاولات الإصلاح (اليائسة) غير كافية وأنها ستذهب أدراج الرياح، وحدثتني نفسي أيضاً بأن عملية بناء دولة مدنية على النمط الحديث فاشلة لأن البعض من القائمين عليها بحاجة لتعلم أساسيات أخلاق الدولة المدنية الحديثة..
وساوس كثيرة أخرى حدثتني وتحدثني نفسي عنها وأنا أشاهد يومياً أمثال هذه الفجائع، لكن حديث نفسي دائماً يجتمع ليصب بفكرة واحدة تقول: أننا كشعب وكمجتمع قطعنا آخر الخيوط التي تربطنا بالزمكان الذي نحن فيه.
نحن معزولون عن العالم المحيط بنا، لا نرتبط معه لا بالزمان ولا بالمكان، ومعنى أن الارتباط المكاني مقطوع يثبتها الحادث الأول، فإقامة سرادق العزاء في الطريق العام المخصص للسيارات جريمة أخلاقية لا يجرؤ على ارتكابها حتى سكان قرية يعيشون في أكثر بلاد الله عزلة، فما بالك بسكان عاصمة بلد يعد من أعرق بلدان العالم وأكثرها أصالة؟! ألا يعني هذا بأننا نعاني قطيعة مع مكاننا؛ أي العاصمة؟ فضلاً عن الزمان الذي هو بداية الألفية الثالثة بعد الميلاد!.





#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاسدون الكبار
- مفوضية حقوق الإنسان
- كرامات
- الاخلاق
- حكاية عن لص واعمى
- مسرحية الزعيم
- لماذا يا سيدي الكريم؟
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (14)
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (12-13)
- بمن نؤمن؟*
- يا إلهي.. ما أرخصكم
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقات 10-11)
- هذيان أسود
- هيئة (مستقلة)
- صرخة الأتحاد المشرفة
- ذيل الناخب
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة التاسعة)
- احمد عبد الحسين
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثامنة)
- مدافع الجنرال


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدون محسن ضمد - ميزوبوتاميا