أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - تضييق دائرة الصراع علاوي ـ الزرقاوي















المزيد.....

تضييق دائرة الصراع علاوي ـ الزرقاوي


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 877 - 2004 / 6 / 27 - 09:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وسط تذمر المواطن العراقي من انعدام الأمن وضعف الخدمات اليومية الحيوية كالكهرباء والماء وتفاقم شعوره المتزايد بانسداد الأفق، تتقلص أمام حكومة اياد علاوي دائرة الخيارات المتاحة أمامها، لاسيما وان وقتها محدود، لتنحصر في نقطة واحدة مركزية هي توفير الأمن كمقدمة ضرورية لإنجاح عملية التحول السياسي في العراق التي دشنها إسقاط النظام ألبعثي والتي يقوم ويتجوهر إنجاحها على القدرة في توفير الوعد الذي يتوق إلى تحققه المواطن العراقي، بعدما افتقده لعقود طويلة، والمرتكز على عمودين أساسيين هما التنمية الاقتصادية والديمقراطية السياسية. وبما إن إنجاح العملية السياسية مرتهن بشكل أساس إلى الوضع الأمني فان رهان تقويض العملية، وهو هدف القوى الداخلية والخارجية المتضررة من هذا التحول النوعي، سيركز بالضرورة ضغطه على هذا المفصل. و حيث ظهر أن خيار العنف، الذي أوغلت به القوى المضادة، لا رجعة عنه، وتحول لديها إلى موقف مطلق وعدمي وليس تكتيكا أو مدخلا للحصول على مكاسب سياسية كالدخول في العملية السياسية بشروط محسنة، لاسيما لأتباع النظام المنهار من بعثيين ومرتزقة، فان دائرة الصراع بدأت تضيق أكثر وأكثر لتتحول إلى مواجهة عسكرية ــ أمنية صرفة. وهذا ما بدا أن حكومة اياد علاوي تعد العدة له بإعلانها الاستعدادات الكاملة لمواجهة هذه الأخطار مع اقتراب تسلمها رسميا مهام إدارة البلد في الأول من تموز (يوليو) المقبل، وهي استعدادات تبدو قوية وجدية كما أوحى به بيان رئيس الحكومة الأخير حول تشكيل اللجنة الأمنية، ومن التصريحات المتكررة لوزير الدفاع، والتي اتسمت بالثقة والوضوح. بالمقابل، وكدليل على طبيعة التصعيد وحصره في دائرة الإجراءات الأمنية والعسكرية، جاء رد فعل الطرف الآخر والذي تمثل بتهديد ألزرقاوي العلني في اغتيال رئيس الحكومة وإفشال عملية تسلم السلطة وكذلك بيانات المهاترة اللفظية للبعثيين وتوعدهم( بشن حرب تحرير شعبية!!) وكذلك أعمال الإرهاب والتخريب التي قام بها أنصار ألزرقاوي والبعثيين مؤخرا في بعض مدن شمال وغرب العراق( الموصل بعقوبة الرمادي).
وفيما تتصاعد لهجة التهديد والوعيد بين الطرفين كتعبير على نفاد صبر الحكومة والتمادي في الموقف الذي لا رجعة عنه للجماعات الإرهابية، فقد ظهرت حالات إدراك مبكر لجدية الحكومة في موقفها وإجراءاتها المزمعة عبرت عن نوع من المهادنة أو الذعر كما عبر عن ذلك أو أوحى به بيان لمجموعة أطلقت على نفسها اسم <مجاهدي غرب العراق> والذي توعدت فيه بضرب قوات الاحتلال مع تقليص واضح لدائرة (العدو) بالنسبة لها، حيث شملت تخفيضاتهم تلك النصارى والمدنيين ورجال الأمن العراقيين( أهدافهم التقليدية). وهناك أيضا بيان آخر لمجموعة أخرى توعدت به الحكومة بالانتقام في حال إقدامها على إعلان حالة الطوارئ في مناطقهم، وهي مناطق باتت حدودها الجغرافية واضحة بغير ما ضرورة لإعلان رسمي. أما المعركة التي تهيئ الحكومة نفسها لخوضها ضد الإرهاب وتهددهم بإجراءاتها الفعالة فتبدو معركة مصيرية ليس للحكومة فقط بل ولتجربة التحول السياسي العراقي كلها. وهو رهان كبير لتيارات وقطاعات واسعة جدا من الشعب العراقي. ومن هذا الأساس فان الحكومة ستنطلق في مواجهة الإرهاب وهي معبئة بأكثر من عنصر قوة دعم مادي ومعنوي يعينها على أنجاز مهمتها لأنها حكومة تحمل حالة عامة من المشروعية في نظر غالبية مجتمعها لمواجهة أعدائه، فهي حكومة، في نظر أبناء الشعب العراقي، تدافع عن أمنه الذي صار مهددا بشكل يثير القلق. والغالبية تلك، التي تمحض الحكومة تأييدها ودعمها، تدرك جيدا الترابط بين توفر الأمن والنمو الاقتصادي، لأنه قد بات من الجلي ان توفر الأمن سينعكس بصورة ملموسة على استقرار ورفاه المواطنين. كما ان دائرة تواجد الخصم جغرافيا وسياسيا تكاد تكون محصورة في دائرة طوبوغرافية محدودة معروفة طبيعتها وخلفياتها الاجتماعية والسياسية بالنسبة لعموم الشعب العراقي مما سيعين الحكومة على أن تسدد ضرباتها بتركيز وبطريقة مجدية لخصومها الذين يعانون من العزلة والرفض. فجماعات التخريب، التي شوهت حياة العراقيين، لاتحضى بأي ترحيب أو احترام وسط عموم الشارع العراقي وسوف لن تلقى الدعم أو التأييد الشعبي وسينحصر تأثيرها، أو سعة دائرة (مقاومتها) وقدرتها على المناورة والبقاء على قيد الوجود فترة أطول، في اعتمادها بشكل كبير على فئة سياسية- طائفية محددة متمثلة رسميا بجماعة العلماء المسلمين والتيار العروبي الفاشي الذي نضب رصيده منذ زمن بعيد، وستحاول أن توجد لها خطوط دفاع وهمية بمحاولتها أن تستفيد من بعض جوانب التذمر والاحتجاج في وسط الرأي العام العراقي إذا ما مست عمليات مواجهتهم بعض المدنيين والناس العزل والأبرياء. وهذا احتمال وارد لطبيعة التداخل بين المسلحين وبين السكان كما أكد ذلك احد مراسلي إحدى الفضائيات بطريقة منحازة. إذا أكد أن أبناء الفلوجة هم أناس عاديون بسطاء يؤدون وظائفهم في لحظة وفي أخرى حاملين للسلاح. هذا الواقع سيجعل الدائرة تضيق أكثر وأكثر على قوى الإرهاب، وهي لهذا ستحاول أن تقاوم وتستبق الموقف بأعمال تحاول أن تفت من عزم الحكومة. وهي أعمال عكست وستعكس مزاج وحالة الهستيريا التي كانت وستكون عليها هذه القوى. ولان استراتيجيتهم تقوم بشكل أساس على القتل والتخريب وان تكتيكهم هو الانتحار فسوف تكون بعض ردات فعلهم أعمال مؤذية ستطال، كالعادة، الأبرياء للضغط على الحكومة وتعجيزها أمام مستحقات موقفها وهدفها في القضاء عليهم. وبديهي أن هذا السلوك سوف لن يتوقف، وان سيتقلص لحدود متدنية جدا في حالة نجاح مشروع الحكومة في القضاء على الإرهاب، مالم تتم بالتوافق مع الإجراءات الأمنية ــ العسكرية إجراءات متطورة وجدية من المعالجة الفكرية والسياسية والحلول الناجحة للمشاكل الاجتماعية لكي يتحول المجتمع إلى مصدات تمنع تحوله إلى حاضنة للتطرفات. وهذه بلا شك عملية معقدة إلا أنها ليست مستحيلة وفي ظروف وامكانات بلد كالعراق فانها ممكنة وقابلة للنجاح. أما الطرف الآخر في قوة التخريب وهم بقايا النظام والبعثيين فهؤلاء أمرهم هين لأنهم ليسوا أصحاب مبادئ أو مواقف جدية وهم ليسوا أكثر من حفنة لصوص وقتلة يعتاشون على الثغرات والفوضى لهذا سيبقى أثرهم طالما وجدوا ثغرات في الأمن. ولأنهم ليسوا بمستوى من يضحي بحياته من اجل قناعاته فسيضطرون، في النهاية، للاذعان لمصيرهم الطبيعي الذي حدده لهم التاريخ برميهم غير مأسوف عليهم، في مزبلته.
إذن تبدو عملية اقتراب العراقيين لتسلم السلطة كما لو أنها حالة لملمة للشتات والتوزع في القوى المتصارعة وتجلي الصورة وعناصرها أكثر وتقترب من نقطة المركز في دائرة الصراع. فبعد بروز إدارة محددة للحكومة العراقية ومراكز قرار تحدد المواقف والخطط، ممثلة برئيس الحكومة ذا النظرات الثعلبية. خرج ألزرقاوي من شبحيته وأعلن عن وجوده وخططه هو الآخر ليبرز إلى واجهة الصراع رمزا القوتين المتصارعتين كما في الأفلام السينمائية ــ حيث سيشبه الواقع، في مفارقة نادرة، السينماــ حينما تتفكك العقد باقتراب الفلم من نهايته. وهي نهاية باتت واضحة في ارض الواقع. فالشعور الخفي للزرقاوي وعصابته باقتراب نهايته التقليديةــ طريدا ومهزوم ــ صارت تشي به توتراته التي عبرت عنها تصريحاته الهستيرية. والزرقاوي رجل خبر وأدمن الهزائم والهروب والتخفي وصارت حواسه خبيرة بالتقاط لحظات الهزيمة مبكرا ولهذا فسيكون عليه، مااذا خرج حيا من مغامرته العراقية، أن يبحث عن مستنقع آسن آخر ينبت فيه غرسة الإرهاب الأثيرة لديه لينفس فيها عن أحقاده ويمارس لعبته المفضلة في نشر الموت والدمار.
نحن إذن بانتظار مشهد مألوف!

السويد
26-6-2004



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد عاشقا للحياة
- مخاض السيادة ورهان الامن
- وحدة اليسار العراقي
- البطالة السياسية - عن ظاهرة المنسحبين من الحزب
- شمر بخير ولكن....!
- تسمية الأشياء بأسمائها - حول الأحداث الأخيرة في العراق
- من اجل يسار عراقي معافى - ملاحظة عامة على أوضاع النقد في حيا ...
- أخوة الخوف
- الشهيد الشيوعي مشروع إعلامي
- إرهاب جيفارا ألزرقاوي
- الجرح النرجسي للكرد
- ألترهيب الإسلامي
- ثقافة الصنم
- الموقع المهذب
- وحدة الراي واقعها ودورها
- البعث يضع النقاط على الحروف
- نبوءة الخراب وتجلياته
- النقد نقاش وحوار وليس عنفصة إفهام لفريد بن ايار
- مسيحيو العراق الحجاب الاسلامي والمشروع الوطني
- قرارالغاء عقوبة الاعدام وسؤال المشروعية والجدوى


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - تضييق دائرة الصراع علاوي ـ الزرقاوي