أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند البراك - ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري ! 2 من 2















المزيد.....

ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري ! 2 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 877 - 2004 / 6 / 27 - 09:07
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


‏ اثر عودة النصيرين واخبارهما بحدوث الصدام المسلّح . . جمع "علي حاجي نادر" آمر سرية بتوين ‏‏(1) و " ماموستا رزكار" المسؤول السياسي آنذاك، أمراء الوحدات المتواجدين بسرعة، وبعد مناقشة ‏الوضع قرروا الأنتشار بوضع قتالي في المنطقة لمواجهة ما بدا انه بداية هجوم . . والأستمرار بحالة ‏حركة في المنطقة، مستفيدين من كثرة التلال والمساحة الواسعة لبيوت القرى التي هُدّمت بالتهجير هناك، ‏حيث رمم الأنصار بعضاً منها ليكون سقفاً ومتراساً واقياً ، وركنوا فيها كمية من الحطب الجاف، ‏والمؤونة المحفوظة لدفع خطر الجوع. في الوقت الذي لم يكن في الموقع الأساسي اثقال تذكر،سوى ‏صندوق صغير لأدوات وادوية لقطع النزف، وبعض الحاجات الشخصية للأنصار والتي لايمكن حملها ‏اثناء تجوال المفارز . . حيث بقى عدد من الأنصار لحمايتها.‏
‏ كان الموقف غاية بالتعقيد حقًاّ ، فمن ناحية يجب عدم تحويل المنطقة الى منطقة نزاع وقتال لأنها ‏عنق الزجاجة الوحيد الذي يتوجّب على مفارز قاطع اربيل كلّها المرور فيه للنزول الى مناطقها، ومن ‏جهة أخرى لايمكن ان يضيع مصير ثلاثة انصار، بينهم معاون آمر سرية، اثر القتال مع قوة مهاجمة ، ‏ماهو مصيرهم بعد مرور ساعات على انتهاء اصوات الأشتباك ولم يعودوا؟ ومن هي القوة المهاجمة ‏تحديداً لتقدير اسلوب الرد عليها ؟! من ناحية اخرى فان معرفة مصير الأنصار الثلاثة كان ضرورياً في ‏النهاية، وفق قواعد منظمة الأنصار ولوائحها الداخلية وخبرتها، التي كانت تؤكّد على العمل بكل ما من ‏شأنه شدّ ّ افراد وحدة الأنصار المعنية، وشدّ تعاطفهم وذود بعضهم عن بعض، الأساس في تحقيق ‏النجاحات .‏
‏ استمر الأنتشار والترقّب اياّماً، فيما ‏ استمر الوضع هادئاً بشكل غير معقول ! . . . واجتاحت امراء ‏الوحدات شتى الأفكار، بعد معاينة ومتابعة واستطلاع جهات منابع الخطر باستمرار، وبعد ان وجدوا انها ‏كانت هادئة تماماً، لماذا الصمت ؟ : " هل عرفوا بأن اصبحت لدينا أسلحة ساندة ولا يريدون تقديم ‏خسائر؟(2) أم توقفوا لتقديرهم أننا لانرد ولا يهمّنا مصير انصارنا؟! أم لأنّهم لايريدون الأيغال اكثر، ‏لأنهم يربحون منّا اثمان مانشتريه من أرزاق منهم ؟ أو لأنهم توصلوا الى قناعة بأننا لانتخلىّ عن الموقع ‏مهما حصل لحاجتنا الماسّة له؟ خاصة وان تأمينه هادئاً، كان ضرورياً لمرور عوائلهم المهجرة ‏ذاتهم(3)، وكان يتحقق بتواجد الأنصار في الموقع !! الأمر الذي كان يغنيهم عن دفع مبالغ ‏كبيرة كانوا يدفعوها كرشاوي لمن في الربايا للمرور. ‏
‏ أم هـل لأنّ " هزار"(4) استطاع تطمين حاملي سلاح السلطة (5) في المنطقة، بأننا لانتدخّل بشؤونهم ‏اليوميّة في المنطقة ولانتعرّض لهم، وفهموا باننا لانبالي بخسارتنا ثلاثة انصار؟ . . هل يشعر الجاش ‏المحيطين بنا، بأننا نحمي قبور آبائهم وأجدادهم الكثيرة، كثرة القرى المهجّرة، في هذه المنطقة الحرام ‏التي دُمّرت بيوتها، لذا فهم هادئون ؟!! ".‏
‏ وللقبور في اعماق الريف الكردستاني حكايات وروايات كثيرة . . وتهتم القرى بقبورها وتصونها ‏من عاديات الزمان، ويشاهد المرء فيها اغراضاً وادوات منزلية كثيرة كأمانات . . من أعمدة تثبيت خيام ‏الشـــعر ـ الره شمالات ـ الى أنواع الحصران، مهود الأطفال، أباريق الشاي، أحجار مختارة، أخشــاب ‏بناء، ملابس، صُرَر ملفوفة بعناية، ملابس ملفوفة . . . احيانا تكون مغطّاة بالنايلون ان كان فيها مما ‏يتلـف تحت المطر.‏
‏ و يحرّم في العادة مسّ هذه الحاجات أو التصرّف بها لأنّها " أمانات، أمّنها أصحابها و ســيعودون ‏اليها عندما يحتاجوها " ، ‏ ويُحرّم قطع أشجار المقابر، ويحقّ للغريب والجائع ان يأكل من أثمارها، على ‏ان يصـونها ولايعبث بها . ‏
‏ وان شوهد ميّت في حلم، يعني ان الميّت يشكو نســيانه . . فيقوم اهل الميّت بزيارة قبره، حاملين ‏معهم طعاما وماءاً وأزهارَ نرجس، ان كان ربيعاً، ويمكثون قرب القبر ساعات طويلة او يقضون ليلة ‏عنده . . . وتقوم الزوجة والنساء عموما عادة بتلك المراسيم ، وفاءاًللزوج، للميت، للدين والمعتقد، ‏وتختلف تلك العادات من منطقة الى أخرى . . . لقد كان أهالي القرى المهجّرة يزورون قبور موتاهم ‏الواقعة قرب اطلال تلك القرى، متحديّن المنع والربايا العسكرية، متسللين ليلاً . . وكثيراً ما شاهدتهم ‏الربايا العسكرية، واطلقت بلا رحمة النار عليهم، وقد سـقط جراّء ذلك العديد قتلى وجرحى من العوائل ‏والأطفال . . .‏
‏ بعد مرور مايقارب اسبوعين على ذلك الوضع القلق، جاء الكهل والبيشمه ركة القديم "حمة ‏صالح"، الذي كان يعيش مع زوجته واطفاله بحماية الموقع، منذ هروبهم من المدينة اثر وشاية، جاء الى ‏‏"علي حاجي نادر" بالأخبار التالية، قائلاً :‏
‏ " اضطررت للذهاب الى اطراف مدينة " دينارته" مع زوجتي، لنفاذ ارزاقنا ولمخاطر الجوع على ‏الأطفال الأربعة ، حيث اعرف عائلة طيبة هناك، كنا نشتري ارزاقنا منهم الى حين وقوع الحادث . . ‏قبّلني ربّ العائلة بحرارة وكان يبكي، وقال : قبل اسبوعين جاءت وحدة من القوات الخاصة الى ‏‏"دينارته"، لسَوق كل من يحمل سلاح الحكومة (اضافة الى الفرسان، الجاش) في المدينة واطرافها،الى ‏جبهة الحرب مع ايران لحاجة الجبهة الماسّة لذلك، كما قالوا . ‏
‏ وبعد ان ضربوا عدداً من الفرسان بأخامص الأسلحة . . صاح آمر القوة "هذا يومكم !! احنا نعلفكم ‏لهذا اليوم، الجبهة بحاجة لكم !!" . . وقد خاف الرجال وولولت النساء، ثم قال اعيان المدينة لآمر القوة ‏الخاصة، " إنْ ذهب مسلّحونا، سيهجم علينا البيشمه ركة (الأنصار) ويحتلون المنطقة . . اننا نحتاج ‏مسلّحينا للدفاع عن المدينة وعن الشرف والمقدسات ! " ‏
‏ لم يصدّق الآمر كلامهم، وقرران يقوم الجميع بجولة في المنطقة (لتطهيرها) صباح اليوم التالي. ‏وفي فجر اليوم التالي وبعد ان خرج الجميع لتفتيش المنطقة صادفوا ملازم جمال ورفاقه، واندلعت معركة ‏رهيبة . . كان الرجل يبكي وهويقول، كلنا نعرف ملازم جمال . . وكم هو شجاع وشريف ، ولكن لم ‏نستطع شيئاً . . لقد جنّ جنون آمرالقوات الخاصة وهو يشاهد خسائرهم الكبيرة بالأرواح، ولأعداد ‏الجرحى واصرّ على ابادة كلّ الأنصار، بعد ان توضّح ان عددهم كان قليلاً . . وبعد ان أُحكم الطوق ‏عليهم وكان الوقت نهاراً والأرض شبه منبسطة، الأمر الذي جعل أي عون او امداد لهم مستحيلاً، خاصة ‏وان الكوبترات(6) سيطرت على الجو واخذت ترمي . . ‏
‏ لقد قاتلوا الى ان نفذ عتادهم، كانوا كالأولياء في شجاعتهم وصمودهم . استمر الرمي عليهم الى ان ‏سقطوا بين الموت والحياة مغشياً عليهم من الجروح التي تكبّدوها، أمرَ الآمر الكافر بربطهم الى السيارات ‏التي سحلتهم (7)الى ساحة الجامع وأمر برمي الجثث في دورة مياه الجامع، وسط صفرة الرجال ‏وارتعاشهم ونحيب النساء حيث سقطت امرأتان مغشيّاً عليهما . . ‏
‏ تُركت الجثث في مجرى قاذورات المراحيض، وذهبت القوة تحمل جثث قتلاها، وجرحاها، ويبدو ‏انهم تركوا فرسان " دينارته" بعدئذ ولم يسوقوهم الى الجبهة، وان الوضع مع السلطة صاراعتيادياً بعد ‏ذلك، منذ اسبوعين . . "‏
صاح علي حاجي بصوت مؤلم مكتوم " وجثث رفاقنا ؟!!! "‏
ـ حمه صالح :‏
‏ " قال، بعد ذهاب القوات الخاصة ساد الصمت لساعات الى ان صاحت بعض النسوة : " ويلكم، الستم ‏مسلمين؟! ويلكم، انهم شهداء بشرع الأسلام، استشهدوا حتى لايسوقوكم للحرب !! قوموا ادفنوهم على ‏سنة الله ورسوله المصطفى!! حرام تبقى الجثث هكذا !! ويلكم، سووكم نسوان، والله ماعندكم مانع يظهر ‏حتى لو اغتصبونا، تفو على الرجال !!!"‏
‏ تحرّك الرجال بصمت وحملوا الجثث من مجرى قاذورات الجامع وغسّلوها، وسط البسملة والتكبير، ‏قام به ملاّ من احد اطراف دينارته بعد ان قال : " للضرورة احكام!! حرام تترك الجثث انها مٌلك لله ‏تعالى، آدم من تراب واليه يعود! اللهم صليّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلّم !" لقد دَفنوا الجثث وفق ‏الطريقة الأسلامية بعد ان تأكّدوا انهم جميعاً كانوا مختونين . وقال الرجل ان اهالي دينارته يقولون : هذه ‏ارض الله وتسع الجميع، لكلٍّ انسان ما يختار، ولكن ليعرف الحدود، والله احنا نحب الأنصار، ناس ‏مؤدبين، مضحين، لم يعتدوا على احد ! ! وطلب مني ايصال ذلك اليك شخصياً، كاكه علي ! " وكان في ‏ذلك اشارة واضحة الى انهم غير مذنبين فيما حصل، وانهم لن يعيقوا نشاط ومرور الأنصار (البيشمه ‏ركة).‏
‏ كزّ " علي حاجي نادر" على اسنانه لاعناً كلّ الظروف، واشعل سيكارة وشكر "حمه صالح" الذي ‏ابتعد عنه بصمت بعد ان لاحظ شدة المه ولمعان عينيه . . فيما كان "علي حاجي" يكفكف الدموع التي ‏كانت تنساب على وجنتيه . . وكان يتأمّل بالم صامت . . لن يستطع احداً الرد !! كما لم يستطع احداً ‏في معركة " هنارة"، في اطراف " مصيف صلاح الدين " عام 1983 ، حين استشهد " ابوشهدي" ‏البصري (8) . . الذي بقي صوته المتهدج يرنّ في اذهان الأنصار من كل الوان الطيف العراقي في ‏القوة، حين كان يخاطب افراد القوات العسكرية بمكبّر لقاه قرب نبع ماء وكان صالحاً " اخوان !! ‏
اخوان !! نحن اخوان الجنود واعداء الدكتاتورية الفاشية . . انتم محكومون مثلنا، هبواّ كما هبّ الزعيم ‏عبد الكريم قاسم واخوانه من الضباط الأحرار، ثوروا كما ثاروا ، كانوا مثلكم فقراء، ونصروا الفقير !! " ‏الأمر الذي ادىّ الى خفوت اصوات اطلاق الرصاص من جانب القوات العسكرية ؟ !! ‏
الاّ ان رصاصة قناص اردته شهيداً ! (9)‏
‏ لقد ادت حادثة استشهاد ملازم جمال ورفيقيه اساساً ـ اضافة لأمور أخرى لا مجال لذكرها في هذا ‏المقال القصير ـ الى خلق حالة من التوازن والتفاهم . . في ذلك المضيق المعقّد الذي يقطعه نهر الزاب ‏الأعلى، الذي كان مليئاً بالكمائن والوشايات والعداوات، وبدوريات السمتيات الفجائية منخفضة الأرتفاع، ‏وبانواع المفاجئات . . ادت الى استشهاد العديد من المقاتلين، اضافة لأهالي القرى، وخاصة في المنطقة ‏الواقعة بين منطقة قرية " قنديل" (10) في انحدار الجبل الشديد، وبين منطقة قرية " بابا جيسك " في ‏الطرف الثاني للنهر، والشهيرة بكثرة كلابها الشرسة، لكثرة خرافها ومواشيها.‏
‏ وقد اذكى الأستشهاد البطولي لملازم جمال ورفيقيه ، شعور اهالي المنطقة (الذين كانوا يحملون سلاح ‏الدكتاتورية في قراهم رسمياً، وفق القرارات الحكومية الخاصة بالمنطقة آنذاك) ولأول مرة ، بأن تواجد ‏الأنصار(البيشمه ركة) وعبورهم، يمكن ان يحميهم من السَوق الى جبهة الحرب الأكثر دماراً ووحشية، ‏اضافة الى حاجتهم لتواجد قوات انصار ممكن الوثوق بها هناك، لزيادة الأمان في المنطقة . . الأمر ‏الذي كان يفرض على الجميع الألتزام بحدود ذلك التوازن الصامت، وفرضَ من ناحيته على الجميع، ‏اليقضة من الوشاة ومن المجرمين العاديين. ‏
‏ ولقد ادىّ ذلك الى زيادة الأمان في منطقة المضيق تلك، وشجّع بيشمه ركة القوى الأخرى على المجئ ‏والأستقرار فيه، وصار محطة شبه ثابته للأتصال بالجهازبعد تأمينه، يؤمن اتصال قيادة القاطع بسراياه ‏ووحداته التي ازداد نزولها ثم تواجدها ونشاطها في مناطق حرير، شقلاوة و اربيل وكويسنجق، في تلك ‏السنين القاسية . (انتهى)‏


‎26 ‎‏/‏‎ ‎‏ 6 / 2004 ، مهند البراك‏


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏1.‏ ‏ ‏كأقدم عسكري في الموقع .‏
‏2.‏ ‏ المقصود الأسلحة ذات القوة التدميرية وذات المدى الذي يفوق الكلاشنكوف والـ جي سي، ‏
‏ كـ ( بي كي سي)، دوشكا، عفاروف، قناص . . ‏
‏3.‏ كان لعدد كبير من العوائل المهجرة في تلك المناطق اقارب ومعارف في وحدات الجاش، وكانوا ‏يدفعون من خلال ذلك رشاوي للمرور الى قراهم الأصلية الحبيبة لهم هناك، لشتى الحاجات .‏
‏4.‏ هزار، من وجوه الأنصار المعروفة، كان مقاتلا وآمر سرية ، اشتهر بحنكته و حسن تدبيره، قاد ‏انصار سريته بنجاح، وعُرف بسعة علاقاته الأجتماعية والعشائرية، وكان ضد التهوّر . . كان ‏معروفاً في المنطقة، بكونه احد افراد مجموعة البيشمه ركه الصغيرة التي كمنت في مضيق ‏
‏ " كلي علي بك" واوقفت تقدم قوات صدام / البكر لأجتياحه، لمدة قاربت الشهر، في ربيع عام ‏
‏ 1975 . . محققين بذلك احدى المآثر التي لاتنسى في معارك البيشمه ركه(الأنصار) . ‏
‏5.‏ ‏" حاملي سلاح السلطة" ، حالة فرضتها الدكتاتورية على كل قادر على حمل السلاح وغير ‏مسجّل في سجلات فرسانها(جحوشها)، بدعوى وجود خطر اجتياح ايراني. وبذلك زادت الأمور ‏تعقيداً، وصار الجميع يُحسبون جحوشاً للسلطة .‏
‏6.‏ ‏ كوبتر، جمعها كوبترات باللهجة الشعبية، يقصد بها طائرات الهيليكوبتر(السمتيات). ‏
‏7.‏ اتّبعت قوات صدام ذلك الأسلوب الوحشي في قتل والتمثيل بجثث الأنصار، كاسلوب لتحطيم ‏نفوس المقاتلين ضد الدكتاتورية، كجزء من الحرب النفسية الوحشية المتنوعة، ولبث الرعب ‏والخوف في نفوس المدنيين المسالمين من اهالي القرى التي تحتضن الأنصار(البيشمه ركة). ‏
‏8.‏ الشهيد ابو شهدي، من اهالي البصرة، طالب جامعي وعامل ميناء مناوب، اضطرته ظروف فقره ‏القاسي للعمل مبكراً ولم ينقطع عن الدراسة، وكان يعين والدته الضريرة . . المسؤول السياسي ‏للفصيل الأول / سرية الشهيد محمود قادر/ كوي . . ‏
‏9.‏ وقد تناقل القرويون من ابناء المنطقة ـ بعضهم كان من حاضري الحادث ـ التالي : ‏
‏ " فيما كان القتلة من الفرقة الخاصة للجاش يربطون جسد الشهيد ابوشهدي بالسيارة، ‏لسحله والتمثيل به، لمح آمر القوة العسكرية، ان مكبّر الصوت كان معلّقاً بكتف الشهيد . . ‏الأمر الذي ادىّ به الى ان يهرع مسرعاً الى الجسد، مبعداً افراد فرقة الجاش الخاصة بضربات ‏عصاه، وصوت دعوة المكبّر العربية ترنّ في اذنيه ـ على ما قيل ـ ليحدّق بوجه ابن الجنوب ‏الأسمر ويكتشف فيه، ان الشهيد كان جاره ابن " محلة الخندق" في مدينة البصرة !!‏
‏ لطم الآمر على وجهه وهو يصيح بافراد الفرقة الخاصة من الجاش، نائحاً فاقداً صبره : ‏‏"ابعدوا اياديكم القذرة عن البطل . . ويلك! انه بطل، انه بطل . . الموت للدكتاتو. . . " ‏انقطعت جملته بان مدّ وكيله يده الى فمه بلطف وحزم قائلاً " اخاف عليك . . من الوشاة ‏وانت تعرف ! "‏
ودفن الجنود الشهيد وفق الأصول !! " .‏
‏10.‏ لاعلاقة لها بجبل قنديل الشهير .‏




#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري !‏‏ 1 من 2‏
- رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟!‏ ‏2 من 2‏
- ‏رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟!‏ 1 من 2‏
- محاكمة صدام خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن!‏
- ‏ من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! ‏2 من 2‏
- من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! ‏‏1 من 2‏
- حول الخصخصة في الحروب ‏2 من 2
- حول الخصخصة في الحروب 1 من 2‏
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 3
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 2
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 1
- الديمقراطية . . ونزيف الدم ؟
- كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !
- لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !
- لم ينلْ (الكيمياوي) من شعلة النوروز !
- المصالحة الوطنية كبديل للدكتاتورية
- حازم جواد لايتذكّر 2 من 2 الزعامة مهما كان الثمن ؟!
- في 8 آذار-الدفاع عن المرأة ودورها شرط اساس لتقدّم المجتمع
- المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟
- حازم جواد لايتذكر ـ 1 من 2 محاولة عقيمة لتجميل الماضي


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند البراك - ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري ! 2 من 2