أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - خطة أوباما الأمنية الجديدةهل هي بداية انتصار المقاربة الجمهورية في العهد الديمقراطي؟















المزيد.....

خطة أوباما الأمنية الجديدةهل هي بداية انتصار المقاربة الجمهورية في العهد الديمقراطي؟


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاجأ الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) في خروجه الأخير كل المتتبعين؛ حينما أعلن عن خطته الأمنية الجديدة؛ التي تعتبر خطة جمهورية؛ أكثر مما هي خطة الحزب الديمقراطي؛ وخطة الرئيس باراك أوباما على وجه الخصوص .
لنفترض أن الشاب النيجيري؛ أقدم حقيقة على تنفيذ خطة القاعدة؛ لإعادة مشهد التفجيرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية ( و هذا في الحقيقة ما لم يثبته بعد التحقيق القضائي؛ المخول له البث في حيثيات هذه المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب). لنفترض أن هذا الشاب أقدم على محاولته بتوجيه من تنظيم القاعدة ؛ هل هذا كاف لتبرير الإعلان عن هذه الخطة الأمنية المتشددة؛ التي لا يمكن فهمها إلا على أساس ممارسة تمييز عرقي بغيض؛ لا يتلاءم و القيم الأمريكية؛ في حق كل العرب و المسلمين؛ الذين لم يتعافوا بعد من الآثار الكارثية التي خلفتها تفجيرات الحادي عشر من شتنبر؛ و الذين تلصق بهم تهم ظالمة بالإرهاب؛ باعتبارهم –خلافا للقاعدة القضائية- مجرمين بالفطرة؛ و ما عليهم سوى إثبات براءتهم و ليس العكس .
و هذا انتهاك شنيع لحقوق هؤلاء الذين تشكل الـأغلبية الساحقة منهم دعامة حقيقية للمجتمع الأمريكي في مختلف المجالات. فهل من المنطقي اتهام مواطنين أمريكيين ذوي الانتماء العربي/الإسلامي بتهم ظالمة من دون تمييز؛ و في غياب أية أدلة مادية؛ تثبت قضائيا تورطهم في أعمال يجرمها القانون الأمريكي ؟
ما معنى أن تصبح الملامح الشرق-أوسطية- و الآن بعد المحاولة الأخيرة- الإفريقية تهمة في حد ذاتها؛ على صاحبها إثبات براءته؛ و إلا فهو إرهابي بالفطرة؛ يجب أن تمارس عليه مراقبة مشددة؛ تمنعه من الحفاظ على أبسط خصوصياته؟
لماذا لا يطبق القانون على المجرم؛ الذي يقترف أعمالا إجرامية؛ بغض النظر عن عرقه أو دينه أو ملامحه؛ و كذلك من دون تعميم على الجماعة التي ينتمي إليها؛ لـأنه ببساطة المسؤول الوحيد أمام القانون عما اقترفه من أعمال إجرامية ؟
إن المساواة أمام القانون مبدأ أساسي في الدستور الأمريكي؛ فلماذا يتم تجاوز هذا المبدأ كلما تعلق الأمر بالعرب و المسلمين؛ حتى و لو كانوا أمريكيين كاملي المواطنة ؟!
كل هذه الأسئلة تدفعنا إلى مناقشة القرار الأخير الصادر عن الرئيس الأمريكي (باراك أوباما)؛ و الداعي إلى تشديد المراقبة في المطارات-بشكل خاص- و هو يحيل بذلك على تشديد المراقبة على العرب و المسلمين؛ الذين يلجون المطارات الأمريكية؛ باعتبارهم اقترفوا بشكل جماعي محاولة التفجير الأخيرة؛ كما اقترفوا جميعا من قبل تفجيرات الحادي عشر من شتنبر !!!
و الرئيس أوباما بقراره هذا يعطي الضوء الأخضر للأجهزة الأمنية و المخابراتية؛ التي ما زالت تسير على نهج المقاربة البوشية؛ يعطيها الضوء الأخضر لانتهاك حقوق العرب و المسلمين بدون استثناء؛ و من دون أية تهم ثابتة؛ و الأسوأ من كل هذا هو تجييش الرأي العام الأمريكي ضد نسبة كبيرة من المجتمع الأمريكي؛ ذات الأصول العربية/الإسلامية .
إن (باراك أوباما؛ و من خلال الإعلان عن مقاربته الأمنية الضيقة هذه؛ يكون أخيرا قد سقط في شرك الحزب الجمهوري؛ و ذلك ضدا على كل الشعارات التي روج لها خلال حملته الانتخابية؛ و كذلك ضدا على مقاربة حزبه الديمقراطي؛ الذي بنى مشروعيته أمام ناخبيه على انتقاده الشديد لمقاربة جورج بوش الأمنية؛ التي لا تخدم سوى فكر القاعدة؛ الذي ينتعش وسط هذه الأجواء النتنة؛ و يروج أيديولوجيته؛ عبر ترسيخ نظرية المؤامرة لدى قسم كبير من المسلمين عبر العالم؛ الذين قد يتحول بعضهم إلى وقود لإشعال نيران قادمة؛ ستأتي لا محالة على الأخضر و اليابس .
إن الأمر الواضح هو أن (باراك أوباما) قد بنى قراراه المتسرع هذا على رؤية سياسوية ضيقة؛ ترتبط بانتخابات تجديد ثلث أعضاء الكونغرس؛ أكثر من التركيز على مقاربة عميقة و عقلانية؛ تنطلق من دراسة الظاهرة بشكل علمي؛ و معالجتها من دون أعراض جانبية؛ قد تكون أخطر من الظاهرة نفسها.
و لعل من بين الآثار الجانبية التي خلفها قرار أوباما الأخير؛ هو اقترابه أكثر من سياسات الحزب الجمهوري؛ عبر استخدام نفس أدوات سلفه جورج بوش؛ في مقاربة ما يسمى بالإرهاب مخابراتيا و أمنيا؛ في غياب تام لوعي عميق بالظاهرة .
و لعل هذا هو ما يبدو واضحا من خلال الإسراع بتحمل مسؤولية ما وقع شخصيا؛ و كأن الأمر لا يدخل ضمن سيرورة؛ بدأت مع سياسات الحزب الجمهوري؛ في مقاربته الإيديولوجية لمجموعة من القضايا الدولية؛ سواء تعلق الأمر بالدعم الأعمى للكيان الصهيوني ضدا على الشرعية الدولية؛ أو تعلق الأمر بغزو العراق و أفغانستان عسكريا؛ مع ما رافق ذلك من مجازر في حق المدنيين؛ و تخريب لكل المعالم الحضارية. و هذا أول فخ وقع فيه باراك أوباما؛ الشيء الذي فرض عليه مقاربة ما وقع من زاوية أمنية و مخابراتية؛ بادعاء سرعة تحقيق النتائج؛ و ذلك على شاكلة ما سار عليه جورج بوش تماما.
لقد صرح سيناتور جمهوري بأن اهتمام أوباما بالملفات الداخلية؛ وخصوصا ملف الرعاية الصحية؛ هو الذي شغله عن قضايا الأمن الداخلي؛ الذي يتهدده خطر الإرهاب. و جاء الجواب صريحا و مطمئنا للسناتور الجمهوري من طرف أوباما؛ بأنه جمهوري أكثر من الجمهوريين أنفسهم؛ و أنه لن يكون لقمة سائغة للجمهوريين في الانتخابات القادمة؛ لذلك فليطمئن هذا السيناتور و باقي الجمهوريين؛ بأن الرئيس (الديمقراطي) الجديد لا يختلف كثيرا عن سلفه الجمهوري جورج بوش؛ بل و إثباتا لجمهوريته سيعلن عن قرارات تتجاوز ما أعلن عنه جورج بوش حتى !!!
لنكن صرحاء؛ لقد خسر أوباما عبر هذه القرارات المتسرعة صورته لدى الحزبين؛ فهو حتى و إن صار أبعد من هذه المقاربة الأمنية الحديدية؛ لن ينجو من نقد الجمهوريين؛ الذين لا يمتلكون لحدود الآن مرشحا بديلا لجورج بوش؛ كما لا يمتلكون رؤية واضحة؛ سواء تعلق الأمر بالسياسة الخارجية أو الداخلية؛ و لذلك فإن مشروعهم الوحيد هو المزايدة على جميع القرارات الصادرة؛ حتى و إن وافقت رؤيتهم السياسية .
و في نفس الآن يبدو أن الرئيس أوباما بدأ يفقد صورته لدى الحزب الديمقراطي؛ الذي يبدو أنه يسعى إلى ممارسة سياسة خارجية؛ تميزه عن غريمه الجمهوري؛ خصوصا و أن سياسة محاربة الإرهاب وحدت رؤية الحزبين لما يقارب العقد من الزمن؛ و الآن قد حان الوقت ليعود الحزب الديمقراطي إلى بناء صورته بشكل مغاير للحزب الجمهوري . لكن ما يبدو هو أن باراك أوباما عبر قراراته المتسرعة هذه؛ يسبح ضد تيار الحزب؛ و بالتالي فهو يهدد مستقبله السياسي .
لقد صاغ باراك أوباما خلال حملته الانتخابية صورة جديدة لأمريكا؛ و هذه الصورة هي التي جعلت العالم يستقبله باحتفاء قل نظيره؛ توج مؤخرا بحصوله على جائزة نوبل للسلام؛ التي تتطلب الكثير من الإنجازات؛ على مستوى ترسيخ السلام و الحوار في العالم .
لذلك نخاف على كل هذا الرصيد السياسي الغني أن يضيع في جلبة الإيديولوجيا و المقاربة السياسوية الضيقة لقضية شائكة؛ تتطلب الكثير من الدراسة و التمحيص؛ لضبط أسبابها و التحكم فيها بشكل عقلاني؛ بعيدا عن الجيشان العاطفي؛ الذي لا يحل أبسط القضايا؛ فما بالك بأكثرها تعقيدا .







#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصيلة القدس سنة 2009 : مزيد من التهويد
- نهاية سنة أمريكية دامية
- التقارب السوري-اللبناني: تغليب كفة المصالح المشتركة
- مذكرة اعتقال تسيبي ليفني: مصداقية القضاء البريطاني على المحك
- أزمة ديون دبي في نقد المقاربة الإيديولوجية
- أزمة المآذن في سويسرا في الحاجة إلى نقد مزدوج لثقافة التطرف
- الوضعية السياسية الجديدة لحزب الله ما بين التصريح الحكومي و ...
- وهم وقف الاستيطان المخرج الأمريكي- الإسرائيلي من المأزق
- حول الملف النووي الإيراني- السوري : تصريح البرادعي – الشجرة ...
- طرد الموريسكيين مأساة إنسانية في عز النهضة الأوربية
- تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية
- هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟
- الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - خطة أوباما الأمنية الجديدةهل هي بداية انتصار المقاربة الجمهورية في العهد الديمقراطي؟