أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين الحسن - لأن الملائكة لا يكذبون














المزيد.....

لأن الملائكة لا يكذبون


زين الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


لأن الملائكة لا يكذبون


عامان مرا
ولم يتحقق الحلم
كانت تبتسم أمامي وتقول بصوتها العذب :
- غداً ستشرق الشمس وغداً ستشترى لي ذاك الفستان الجديد
تضحك عندما اشيح بوجهي وتعود للتأكيد
:--صدقني! فالملائكة لايكذبون
أقترب منها ولا أستطيع أن اخفي دقات قلبي المتسارعة طربا
_هل قال الملاك لكي ذلك؟!
_نعم وأكثر ... قال : انك لن تجلس علىقارعة الطريق ولن تشعر بالبرد
_ثم يتجهم وجهها بصورة مصطعة وتقول :
_هل تعلم أن الصباح القادم هوصباح طفلينا؟!..ووجههما السعيد عليك.
أقترب أكثر وأكثر وأنا أحاول أن أعرف... اسألها بشوق :
_ وماذا قال الملاك أكثر
ولكنها تحاول أن لا تجيب إلا بعد أن أعترف لها أن الصباح القادم هو صباح طفلينا ولذلك اجيبها
_نعم ..!انه صباح طفلينا ، ولكن اجيبيني وماذا قال الملاك بعد فأنا لم أعد احتمل برودة الليل ..صحيح أن القمر ينير أحيانا ولكنه لا يرحمني من صقيع الجلوس في الطرقات .!وأسألها بالحاح
_ ماذا قال ايضا ً
_ قال أنك ستكون رقماً ! ..رقماً كتلك الأرقام التي تملآ الكون.. مكرر كتكرارها.. ولكنك ستكون رقماً! ولابدأن يجدك العاد مهما طال الزمن .
لم انم ليلتها .عددت النجوم لعلني أ عرف ولو بالإحتمال أيرقم سأكون. ولكني لم أنم .. جلست انتظر الفجر الذي غاب منذ زمن طويل .وتخيلت الملاك وقد آتى ليأخذ بيدي الى مجرة بعيدة .. بعيدة بعد الكون.والىكوكب لا يشبة الأرض .. كان قفراً الا منا انا وهى وطفلاي .. وينبوع تسقط منه قطرة بعد كل حين وحين .
قال الملاك :
_ ابشر . فهذا رقمك !
قفزت من الفرح .. لقد صرت رقماً . صيحيح ان خاناته بامتداد الكون . ولكنه رقم
لقد صرت انظر الى الشمس التي تهب الحياة لقد رأيت الشمس . ولكني انظر اليها من مجرة بعيدة بعد الخيال فأراها نجمة في ليل كوكبي الجديد
ومع ذلك كنت فرحاً فهذه سعادة طفلاي .. كنت فرحا فلن اغازل القمر الذي يميتني برداً بعد اليوم . كنت فرحاً فلن اجلس في الطرقات ...لقد صرت رقما .. أعرف انه يختلف عن كل الأرقام التي كنت أراها في طفولتي .فالطفولة لا تحجر الأحلام ولكنه رقم بامتداد الكون.يملكه ملايين الواهمين من امثالي .
وصحوت من خيالاتي .. لأجد النجوم ما زالت كما هي واجمة في سماء ليلي الذي لا ينتهي .والقمر ما زال ينهك جسدي المتعب من طول المسافات التي اقطعها بين السماء والأرض بليله القارس .
نظرت الى وجهها البرئ.. قبلت خدها التفاحي .. ابتسمت دون أن تستيقظ كعادتها دائماً .. فهي واثقة أن الملائكة لا يكذبون.
أغمضت عيناي ولكني لم أنم. ولا أريد ان انام . فأنا اريد أن ارى تباشير الفجر .. هكذا قال الملاك ونظرت اليها والى الطفلين الملقيان على قارعة الواقع المر .
..............

عامان مرا
ولم يطلع الصباح ولم اتوقف عن الجلوس على قارعة الطريق
عامان مرا
وانا انتظر القمرالذي غاب منذ زمن .. ولم يرحمني الليل من برده القارس
إقتربت منها أسألها :
هل لقيتي الملاك؟!
هزت رأسها بالنفي واستطردت .. ولكنه حدثني من السماء
قلت بشغف..: _ وماذا قال ؟!
قال : _إنك تخطيت كل كل خطوط الرحمة .
_وماالذي فعلته؟!
_يقول : انك حلمت وأمثالك لا يحلمون.. يقول انك شوهت سمعته عندما قلت انك ستصير رقماً وأمثالك لا ينطقون .
لقد غضبت عليك كل شياطين الأرض فأغضبت ملائكة السماء .. وهذا لايغتفر.!
_ أرجوكي اسأليه أن يسامحني
_ لا يستطيع فابليس يقول أنكقد أهنته ولذا فهو لن يغوي البشر بعد الآن !.
_ وهل هذه كارثة؟!
_ نعم كارثة .. فجهنم لن تمتلئ والناس لن يستغفروا ... كم من المومسات سيمتن جوعاً ؟.. وكم من القتلة سينبذهم التاريخ؟ .. وكم من القساوسة لن تطلب منهم صكوك الغفران
فلماذا ينزل الملاك الى الأرض ؟!
بكيت وأنا اعترف بالذنب .. لقد اخطأت في حق الملاك البرئ.. لكنني سألتها السؤال الذي يلح علىِ
_ وهل سأصبح رقماً ؟!!
نكست رأسها فأنسدل شعرها الطويل
_ بكل اسف !!.. لن تستطيع
_ ولكنه وعدني !
هو لم يأمرك بأن تحلم
_ وكيف العمل الآن .. هل سيشرق الصباح
_ كلا
وصمتت لبعض الوقت وهي تتأمل وجهي المتجهم وانا اردد
_ولكنه وعدني ... لم يقل لي ان الحلم محرم .. ثم انني لم اخطئ يوماً في حق أي ابليس على وجه الأرض
_ هكذا ادعى عليك ابليس.
وأفترت شفتاها عن ابتسامتها البريئة وهي تقول :
ولكني ساطلب منه ان يعيد القمر
_ هل تعدينني
_ نعم اعدك .. فهو لا يرفض لي طلباً
......
عامان مرا
وأختفت النجوم ولم يطلع القمر وكانت بجانبي بإبتسامتها البرئية وهي تقول
_ صدقني ستطلع نجمة ذات يوم لقدوعدني الملاك ..ٍوالملائكةلايكذبون






#زين_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين الحسن - لأن الملائكة لا يكذبون