أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا . (1)














المزيد.....

الدين عندما ينتهك إنسانيتنا . (1)


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 00:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل الدين ببعده التراثى والقيمى والفكرى يصلح كمنظومة أنسانية ترتقى بالحس والشعور الأنسانى أم يمارس به ومنه دوراً تخريبياً فى تشويه الأنسان النفسى والمعنوى وترتد به عن مسيرة حضارية طويلة من الرقى الإنسانى .

هذا ما نحاول ألقاء الضوء عليه فى التأملات التالية .

*** القسوة .

عرف الأنسان القسوة والعنف عندما عرف الحياة , فكانت هى وسيلته الطبيعية فى التعامل مع الطبيعة القاسية وجهله بفهم مفرداتها , وقد يعزى هذا السلوك الهمجى والمتوحش لإنحداره من المملكة الحيوانية بما تحمله من فطرية التوحش والصراع .

مع تطور المجتمع الأنسانى , اصبح هناك مرونة وليونة فى التعامل مع الواقع ولكن ظلت القسوة والعنف تحت الجلد تجد لها متنفساً فى المشاحنات والقتال والحروب.
يكون الدين والمعتقد هو الصورة المثالية للتعبير عن قسوتنا المعهودة , وإيجاد متنفس وغطاء لتفريغ طاقات القسوة والغضب ضد الأخر بإعتباره خارجاً عن الجماعة البشرية التى تمثل الهوية المتفردة .

فنحن المؤمنون فقط وكل من يخالفنا فى أعتقادنا هم ملعونون من إلهنا وسيكونون من أهل الجحيم , إن لم يكن هم وقود الجحيم .
يصبح من السهولة بمكان أن نتقبل بكل قسوة أن يعذب أنسان إلى مالانهاية ( لاحظ معى كلمة مالانهاية ) لمجرد أنه ولد فى الزمان الخطأ والمكان الخطأ !!.. المثير للدهشة أن المؤمنين على كافة أطيافهم يقبلون هذا الأمر بدون غضاضة او شفقة ودون أن يغمض لهم جفن .

أن يقبل المؤمن بكل برود , فكرة أن أطفال الغير مؤمنين مصيرهم إلى الجحيم أو على أقل تقدير أن يكونوا خدماً وعبيداً لأطفال المؤمنين أو قل هم خارج الحسابات الإلهية ..ولكن فى كل الأحوال لن يكونوا فى جنتنا وجنة أطفالنا , لأن حظهم العاثر أنهم ولدوا فى الزمان والمكان الخطأ !!.. نحن هنا أمام مشاعر لم تتطهر من القسوة والفظاعة والغباء أيضا ً.

أن نتوقع لظالمينا حفلة حافلة بجميع ألوان العذاب إلى مالانهاية من الزمن ( أقول ثانية إلى مالانهاية ) لمجرد أنهم ظلمونا فى حياتنا فى لحظة معينة , كان من الممكن أن نسامحهم فيها على الأرض , ولكننا جعلنا فكرة الله تعاقب بلا حدود , أو أننا فى لحظة غضبنا نعاقب بلا حدود .
أن يكون الأنتقام والقسوة لا نهائية ولا تتناسب مع حجم الفعل , يكرس فينا بالضرورة قمة إمتلاك القسوة والوحشية .

أن نرى معاناة الأنسان فى عالمنا من فقر وجوع وكوارث ولا يحرك فينا سوى الكلمة التخديرية عن حكمة الله فيما يفعله مع أخوتنا فى الأنسانية ...أو قل هو عقاب إلهى على كفرهم أو خطاياهم , فهنا نحن أمام قسوة مصحوبة بالتبلد .

أن نرى الكارثة والفجيعة التى تحل على جماعات بشرية فنبحث أولاً عن بطاقات هويتهم الإيمانية قبل أن نبدى أى تعاطف أو فتور ..فإذا كانوا منا فلا بأس من التعاطف والبكاء مع مد يد المساعدة ..وإذا كانوا من خارج قطيعنا فلا يذرف عليهم حتى الدمع وإنما هم فجرة إستحقوا عقاب وقسوة الله .

أن نقبل بكل السعادة والحبور رجم أوجلد رجل وأمرأة ألتقوا مع بعض فى لحظة حب وأحتياج خلقهم بها المدعو الله ..وكانت جريمتهم أن الفعل تم بدون مقايضة ومهر ..
أن نقبل بكل التهليل والتكبيرمنظر قاتل تقطع رأسه لتنطلق منه نافورة دم ترضى قسوتنا ووحشيتنا الكامنة البدائية , فإذا كان لابد من أعدام القاتل ..فما الفائدة من ذبحه ؟
ماذا نجنى من هذا المنظر البشع سوى قتل أى شعور رحيم فى داخلنا وأحلال كل البشاعة والهمجية .

أن نقبل بدم بارد قتل أنسان لمجرد أنه اختار أن يخرج عن ديننا..فبمجرد قبول هكذا فكرة لا تجعلنا قساة فقط بل تخرجنا من رحم الأنسانية .

الاديان جاءت معبرة عن منظومة حياتية لأنسانها القديم بلحظته التاريخية ودرجة تطوره الحضارى والثقافى وكون أن يتم أقحام هذه المنظومة فى عالمنا المعاصر هو ألغاء لتاريخ أنسانى طويل من التطور والمعاناة نحو عالم إنسانى أفضل ليحل مكانها شريعة القسوة وكل النزعات البدائية والهمجية .

التشيث بتراث الأديان هو إرتداد إلى قسوتنا القديمة وإستحضار لهمجيتنا فى عنفوانها .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً (2)
- قراءة فى العنف والإنسان والإله .
- عيون وراء نقاب .
- أريد أعيش كإنسان ..ذاك أفضل جداً .(1)
- موت السؤال .
- المربع المتبقى للفكرة .
- تكون هى أرحم .
- خربشة عقل - الله والخلق .
- لن أعيش فى جلباب أبى .
- الملكية والزواج والزنا والله .
- ماذا لو تاب الشيطان ؟
- فزاعة الموت
- قراءة فى مذبحة الأقباط بنجع حمادى .
- تعالوا نقسم اللانهائى .
- الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .
- الرضاعة الفكرية .
- سينما أونطة ..هاتوا فلوسنا .
- الديك لا يبيض .
- ثقافة النفاق والوصولية .
- أحلامنا المكسورة .


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا . (1)