أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حافظ سيف فاضل - نبية من هذا الزمان















المزيد.....

نبية من هذا الزمان


حافظ سيف فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 876 - 2004 / 6 / 26 - 08:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قبل ان اخوض في هذا الموضوع اردت ان اسجل موقف وهو انني شخصيا اقف الى جانب بنود مبادئ حقوق الانسان بكاملها, ومنها بند حرية اختيار المعتقد كما اُعلنت في الوثيقة الدولية لهيئة الامم المتحدة والتي وقعت عليها الجمهورية اليمنية, وظهور السيدة ثريا منقوش التميمي (المثقفة والباحثة اليمنية) برسالة سماوية (لاتزال قيد الاعداد والنشر) تبشر عن ذاتها كأول امرأة نبية ذات رسالة يرسلها اله, انما في اعتقادي يدخل ضمن حرية العقيدة واختيار المعتقد, متمنيا ان يحميها من جنون وعنف دعاة سفك الدم (المحتسبون الجدد), الجمعيات المدنية والمجتمع المدني والهيئات الانسانية الدولية والدول المتقدمة الراعية لحقوق الانسان. وهذه ميزة لم تكن لتوجد مالم يتعدد العالم في الثقافة ويتنوع في المعتقد ويتنافس في الشراكة لتحقيق الرقي والتقدم الانساني العام فيرتد دعاة الظلامية على اعقابهم خاسرين امام هذا الزخم المؤنسن. تتحدث ثريا بكامل اهليتها وقواها العقلية ولا اشكك شخصيا بأهليتها وقدرتها, مادمت لم استخدم المقاييس التشخيصية العلمية النفسية في تشيخص تلك القدرة, كوني اخصائي نفسي اكلينيكي يعتمد على مثل هذه المقاييس النفسية والخطوات العلمية للتشخيص والحكم على الاهلية من عدمها. وسبب تطرقي لهذا الموضوع هو من باب الحوار المنطقي وليس سواه, فحديثها عن بعض المبشرات والتي وردت في صفحة ثريا منقوش الالكترونية كأساس لدعوتها, والتي (اصطفيت) من اجلها تعد جليلة في محتواها وقد لايختلف معها اثنان حولها ولكنها امور بديهية مدركة ومطلب انساني هام, فيما عدا مسائل الايمان والمعتقد والتي وردت في رسالة التوحيد الخاصة بـثريا, هي حق شخصي يختلف الناس في شأنه متماشيا مع حق الوثيقة الدولية لحقوق الانسان التي تكفل حق الخلاف والقبول بالمختلف دون تمييز. النقاط العامة التي اوردتها (نبية هذا الزمان) في الحقيقة لاتحتاج الى جهد رباني يتمثل في ارسال نبي او نبية في شأنها بقدر ماهو الجهد الحقيقي فعلا في ان يبين للانسانية آلية للتنفيذ والتي من خلالها تطبق قيم مثل المساواة, العدالة, الاخوة الانسانية, والتي تودي عمليا الى كامل المساواة, كامل العدالة, كامل الاخوة وكامل السلام. وهذا هو مربط الفرس, ومن هنا نأمل بأن تأتي رسالة سماوية حديثة كـ"معجزة" تفصح عن آلية سحرية او اعجازية للتطبيق تحقق الشعارات السامية على الارض. لكن بمجرد مجئ نبي او رسولة للتذكير فقط والنصح بوجود تلك القيم, يكفينا حينها ما قد سبق من تذكير منذ اكثر من (ستة) الف عام منذ الرسالة اليهودية الاولى, والانبياء والرسل كثر في هذا المضمون. الانسان بمفرده كفيل بادراك واستنباط واستنتاج قيم وامور ايجابية اخرى وتشريع قوانين في الصالح البشري, فقد اعتمد الانسان على نفسه قبل مهبط الرسالات وكذلك في فترة الفوارق الزمنية الطويلة بين كل رسالة واخرى. ان الوحي مسألة ايمانية صرفة وبنت وقتها, فضلا عن كونها تحمل صفة التذكير دون السيطرة, اي انها لاتمتلك قوة الالزامية واجبار البشر عليها, بفضل تكريم بني آدم, وفي المحصلة يبقى الانسان مخير الارادة وحر وليس مسير وهذا اجمل ما في الخلق وما يتميز به عن سائر المخلوقات الاخرى.
لنستعرض بعض تلك القيم التي تبشر بها (النبية) ثريا ولنرى ان كانت فعلا صعبة الادراك على البشر لتتطلب حتمية وجود نبي في هذا الزمان يقرئنا اياها لمدعاة القصور في التفكير البشري:
-المساواة, بين الناس كل الناس في القوانين والتطبيق.
-العدالة, توزيع خيرات الارض بالعدل بين الناس.
-الاخوة والسلام, لاعادة الناس امة واحدة كما كانوا عليه لايفرقهم لون ولا جنس ولا اي شئ اخر, لايفرقهم غير الايمان والتقوى.
ان مفهومي المساواة والعدالة, يعمل جميع البشر نحو تطبيقهما, ويدركوا سمو ومعنى هاتين القيمتين بدون وسيط, فنجد قيم كالمساواة والعدالة والاخوة مع برنامج كل مرشح سياسي يوعد بهم ناخبيه, كما نجد تطبيق تلك القيم سائرة نحو طريق الكمال في الدول الغربية ذات المجتمع ونظام الدولة الديموقراطي المنفتح عالي الشفافية عنها في دول العالم الثالث بما فيها الدول العربية المنعدمة للديموقراطية المنغلقة منخفضة الشفافية, تكون حينها المساواة بعيدة الى حد كبير, بسبب نوعية تلك النظم السياسية والميراث الاجتماعي المترهل منتهي الصلاحية. وكذلك يندرج الامر نفسه على مفهوم العدالة. ان (آلية التطبيق) هي المحور والمحك الحقيقي لتطبيق اي شعار مطاط او براق خادع. فماذا يمكن ان يقدمه نبي او نبية اذا لم يملك آلية وسلطان لتنفيذ تلك المفاهيم؟
الاخوة والسلام, لاعادة الناس امة واحدة كما كانوا عليه, هو ماتقوم به العولمة في تقريب الشعوب وفتح الحدود وتجاوز للانظمة السياسية, وما قيام بعض المظاهرات الشعبية المناهضة للعولمة عند حلول اي اجتماع يعقد للدول الغنية في هذا الشأن هو في مضمونه الدعوة الى (أنسنة) العولمة المتوحشة, لا وقفها, لان ايقافها يعد ضربا من الخيال وكسر لمسيرة التاريخ الانساني وقيمه. والتظاهرة المضادة مشروعة وصحية وهي تدعوا الى عدم ابتلاع الدول الغنية للدول الفقيرة في خضم المتغيرات الدولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وكلها قضايا مشرعة بآليات تنفيذية ومجهود بشري بحت نتج عن التداخل التاريخي الثقافي والحضاري الانساني, دون التدخل الالهي في هذا الشأن. لقد حثت وثيقة حقوق الانسان الدولية على عدم التمييز بين الناس على اساس الجنس اواللون اوالعرق اوالمعتقد. وبذلك تفوق المفهوم الانساني في هذا المضمار على ماتدعوا اليه (النبية) التميمي اليمنية, اذ هي في دعوتها فرقتهم على اساس الايمان والتقوى. بينما الرؤية الانسانية تجاوزت بعد خوض كثير من المعارك البينية وسفك الدم هذه التفرقة العصبية, بانجاب المفهوم الانساني في اعلان الميثاق الدولي لحقوق الانسان والمستمد من الثورة الفرنسية والذي اكد على عدم التفريق بين البشر على اساس المعتقد, وان لكل انسان الحرية في اعتناق اي دين, او مذهب, او فكر, او عدم اعتناق اي ادين. هكذا الانسان الراقي حدد المفاهيم وحسنها وجد في السعي الى تعزيزها وفق اطر وبرامج سياسية. ويلوح الانسان الراقي بضغوط متعددة ومنها عسكرية للالزام بها الانسان الاقل رقيا. ولكن للاسف يوجد هناك بطء وصعوبة في آلية التطبيق, وكذلك اختلاف الآليات وفق اختلاف المجتمعات الثقافية والانظمة السياسية. كما تختلف ايضا المفاهيم والقيم من حيث نسبيتها من مجتمع الى اخر, مايتوجب اخذ ذلك بعين الاعتبار, واعتباره عائقا من العوائق الاساسية في ترسيخ مفهوم القيم الانسانية المشتركة وجعلها مشروعا تطبيقيا, مكتملا, وواقعا, منتشرا كثقافة. او على الاقل ذلك الخلاف يؤخر من موعد نشرها وتعميمها على سكان الارض فتصبح ثقافة انسانية عامة مطبقة يحمي وجودها الوعي العام المنفتح لدى البشر وتداخل المصالح.
دعوة السيدة ثريا منقوش الى ماسبق عرضه من مفاهيم وقيم بديهية (دون آلية تنفيذ), اضافة الى الزام قيدي يربطها بالايمان ويربط الايمان بها كنبية مرسلة, يعد امرا غير ذو اهمية من اساسه, وملوي ليا قسريا بتكلف شديد غير مبرر, اي بمعنى, هذه رسالة التوحيد بقيمها التي عرضتها المعروفة لدى الناس (ولاجديد في الامر) والمطلوب الايمان بها كنبية على ذلك!!.
ومن هنا لاندري ماهي الفائدة المرجاه في هذا العصر من خلال اعلان الهي كهذا مفاجئ (مزعوم), وبغض النظر, أكان المبشر نبي رجل او رسول امرأة, او العكس, فالامر سيان!؟.

اعتقد جازما ان الانسان بنفسه وذاته كفيل بالمضي قدما لتحقيق خير البشرية مادام متمسك بالعلم والقيم الانسانية المشتركة في حدها الادنى ومنها مفهوم الحرية والابداع, مع ضرورة افشاء مفهوم التسامح في امور اختلاف المعتقد والعقائد والقبول بالاخر, لكي لايحدث صدام يعيق الحركة الانسانية العامة لفترة من الزمن, والدليل على ذلك ان المناهج الربانية السابقة دون استثناء, وعلى امتدادها, تكاد تكون متوقفة وغير مطبقة بمجمل نصوصها منذ قرون طويلة وخصوصا في فترة فروقاتها الزمنية المتباعدة بين كل رسالة واخرى, ولكن مع كل ذلك التوقف, الحياة لم تتوقف او تهدم, والانسان في ترقي مستمر وسائر في تطوره قدما, برغم التوسع والتعقيد, مقارنة بما كانت عليه البشرية في الماضي. وهذا مايسبب حنق وحقد بعض اتباع الاديان من الظلاميين تجاه حضارة الانسان المتفردة كونها اصبحت بهذه العظمة دون وسائط رجالات الدين وفي غياب الدولة الثيوقراطية المتخلفة.



#حافظ_سيف_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقترح لتطوير العملة اليمنية
- خديجة والنقاب
- اعادة صياغة الثقافة العسكرية
- اكذوبة الاصلاح من الداخل
- مجموعة خيبات امل
- الارهاب من المنظور النفسي
- الاعلام وتشكيل الوعي المزيف
- الايدز ليس رعبا.. مرعب مادمنا نجهله
- من ابو غريب الى دار البشائر
- الآم المسيح
- الخطاب المأزوم
- كنت اتسائل.. (!؟)
- مقترحات للحد من ظاهرة حمل السلاح /في الحالة اليمنية
- انظمة العقد القادم والبقاء للاصلح
- ولايات من ورق !!
- الماورائيات
- المطلوب من الاشقاء العرب تجاه العراق
- ارهاب القنابل الموقوتة
- صعوبة العقلية العربية
- قليلا من الكلام في حرية المرأة


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حافظ سيف فاضل - نبية من هذا الزمان