أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين ثابت - ليس للجنوب أن ينتظر الشمال















المزيد.....

ليس للجنوب أن ينتظر الشمال


امين ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 00:48
المحور: المجتمع المدني
    


تنثر أحزاب المعارضة والسلطة الحاكمة وعيا اجتماعيا خاطئا بمعارضتها نشوء تعبير جنوبي يرفض الواقع القائم ونازعا للتغيير ، بحيث يقف هذا التعبير الجنوبي على مكتسبات تم استئصالها بقيصرية حرب 1994م. ، والتي تمثلت بنزع دور الدولة كراعية للمجتمع تقدم له كامل الخدمات وتسهر على حماية استمرارها وعدم تضرر تلك الخدمات بأية ظروف أو عوامل تذكر – وهو ماكانت عليه إبان حكم الحزب الاشتراكي للجنوب - وتحول نظام الدولة إلى نظام حكم جباية للمجتمع ، ومن نظام حكم يحفظ الملكية العامة كملكية دولة محمية بقوة الدستور والقانون من عبث أي مسئول أو نافذ ، وحماية حقوق الفرد من أي اعتداء من قبل النافذين ، وتحول هذا النظام إلى نظام رعوي متصرف بالملكية العامة وثروة المجتمع وحقوق الأفراد كقوة سلطوية ممنوحة للمختارين من قبل هذا النظام كمحميين بسلطته بتحريرهم من أي قيد يحد من تصرفاتهم بمقدرات الأمة وثروات أجيالها القادمة ، وتحريرهم من أية مساءلة لمزاجية رعونتهم في امتهان حقوق المواطنين وكرامتهم ، ونثار معارضة ( أحزاب المعارضة اليمنية ) لذلك التعبير الجنوبي يرجع لخصائص ضعفها الواقعي تحت طائلة وقوعها بين فكي كماشة السلطة المحلية الحاكمة وسلطة النفوذ المركز الخارجي ،كون أن أي دور يمكن أن تمارسه خارج حدود المعارضة الخطابية الصورية – كمعارضة عبر سقفي الخطاب الإعلامي والحواري السياسي – يعد نزوعا لإثارة الفتنة الاجتماعية وبالتالي يمنح ذلك السلطة الحاكمة أن تستخدم تجاهها القوة العسكرية أو إلغاء شرعيتها مع منح التبرير لها بقمع كل تعبير اجتماعي رافض حتى في حدوده المطلبية ( الضرورية اليومية بحدها الأدنى ) ، وتعد بالنسبة لقوى مركز التحكم الخارجي بكونها لم تغادر مواقعها الثوروية التقليدية التي لاتستجيب لها وتعاديها من قبل – هذه الكماشة الفارضة للمعارضة أن تنعزل عن مهماتها الأساسية ( الملموسة ) بين الناس لتنحصر في كانتونتها الفوقية كظاهرة صوتية ، تبث وهما رؤيويا توهيميا بأن أي نضال اجتماعي مكتوب له الفشل إذا لم يكن شموليا لعموم اليمن ( تحت التحجج بأن النضال يجب أن يكون وحدويا ) أما دون ذلك فهي مشاريع صغيرة ليس مكتوب لها الفشل فقط ، بل وأنه يمزق صف النضال الشعبي ، ووفقا لما ورائية هذا القول نكتشف مامعناه لانضالا صائبا إلا بقيادتها ، والحقيقة أنها لاتقوى أن تلعب هذا الدور ، أما ذريعة معاداة نظام الحكم للتعبير الجنوبي عن الحقوق بأنه مازال انفصاليا بموجب مافرضته نتائج حرب 1994م. أن أي تعبير رافض للممارسات السلطوية الخاطئة وعدم الإذعان لقسرية التصرف المطلق لحاملي حماية السلطة يجيز محاكمة من هو منسوب لأسفل ما بعد سمارة فهو كانفصالي ، أما من هو منسوب من صنعاء وما فوق فهو إمامي ، إن لم يقبل بالديمقراطية بالطريقة الوحدوية ( بما تريده السلطة ) .. وفق ماأملته نتائج حرب 1994م.

ولرؤية تأكيد ماذهبنا إليه – ممثلا بعنوان المقال – على الصعيد الاجتماعي – وهو مايغيب فكريا عند قادة الحراك الجنوبي ، ولا يحضر إلا كقول صادم للغالبية العظمى من أبناء اليمن الواقعين تحت طائلة الوعي العاطفي – لاالوعي العقلاني – وتحت الوعي الزائف بان أية معارضة للنظام الحاكم وتحت تسييد تصنيف المعارضين كجماعات ضد مصالح الأمة ، يريدون إرجاع اليمن إلى الوراء – الإمامة أو التشطير – وذلك عبر الدعوة المماحكة للنظام الحاكم بالمطالبة بالانفصال ، أو بلا علاقة للجنوب إذا ماكانوا الشماليين يقبلون بهذا النظام ، وهو مايتكيء عليه الحاكم بجعل هذه الغالبية من اليمنيين صوتا وقوة إضافية لإفشال حركة الجنوب إلى جانب القوة العسكرية للدولة القابض لها والتراكيز الكبيرة من الجيش الاحتياطي غير النظامي ومجاميع المرتزقة – على هذا الصعيد الاجتماعي نجد أن نجاح نمو الحراك الجنوبي يعود إلى خصائص الجنوب المبني تاريخه القديم على مقاومة الاستعمار الخارجي والانتفاضات الشعبية ، وحديثا اطر ذلك النضال بصيغته المعاصرة عبر متراكمات نوعية للخبرات النقابية والسياسية ، والتي مع فقدان فاعلية السياسي واحتواء العمل النقابي كليا من قبل نظام الحكم وتحويله وظيفيا لمناوأة دوره المعروف به تاريخيا ، وجعله مطية اختيارية العمل تحت يد من منحت بهم الثقة لأداء ذلك الدور – كان لتلك المتراكمات (الموضوعية) أثرا ملموسا لإنجاح العمل الجماهيري وتحوله من مطالب حقوقية لفئة محدودة من موظفي الدولة المضطهدين إلى مطالب حقوقية عامة لايقبل التجزئة فيها ( لما تعرف بالحقوق الجنوبية ) ، وهو مايفتقر له إنسان الشمال الذي يتكئ فيه نضاله على موروث تاريخي خال من الثورات والانتفاضات الشعبية ، ويتصف تاريخه كإنسان عام بتبعيته السياسية لمالك القوة أو رمزه – الحاكم أو المتصارعين على الحكم – وليس له تاريخا اجتماعيا بالمعنى الحرفي للكلمة - وهو تاريخ ذات خصائص من العبودية الطوعية ، يتجلى فيه موروث الجبن بالدوران في فلك الحاكم فيما بسيده عليه من مفاهيم ( مغالطة ) ومن ممارسات غير محدة بدستور أو قانون عليه أن يختار أن يكون منسوب إليه فلا يظهر عليه الضعف مقابل العامة والنخبة غير المنسوبة إليه ، ومظهر هذه العبودية الطوعية تجاه مالك القوة تتجلى سياسيا – مع الحاكم أو المعارضة – ومن هنا فإن التاريخ المعاصر لنضال إنسان الشمال اليمني رهن ويرتهن بفرزين جغرافيين - كدلالة اجتماعية - تابعين .. أي غير مستقلين نسبيا عن السياسي – ,وهما شمال الشمال اليمن ( الموحد ) والوسط مايعرف بالهضبة الوسطى والمنطقة الشرقية وسهل تهامة ، فالجغرافية الأولى ينحصر مبدأ نضالها أولا بمعادلة نصيب هذا الجزء من نظام المحاصصة في السلطة الحاكمة ، ومن جانب ثاني ماهو واقع درجة نفوذها على عمومية بقية مناطق اليمن ( بمعنى اجتماعي للكلمة ) ، وبالتالي فإن سندها الاجتماعي التاريخي كمبدأ للنضال يتكئ على الرافعة القبلية ومشيخة القبيلة التي تجعل نضالها مساندا للحاكم أو مناهضا له ، كتبعية طوعية لتاريخ اجتماعي مذابا في السياسي ، أما الجغرافية الأخرى وفقا لما تتصف به من تطور حضري مقارنة بالأول فإنها قد غادرت الرافعة القبلية تاريخيا وظلت مراوحة كريف انتقالي إلى المدنية وهو ماثبتت عليه عبر تاريخ 1962 م. من قبل أنظمة الحكم المتعاقبة حتى ألان ، هذا الجزء من اجتماعية الشمال اليمني لم يعرف في انتقاليته سندا لما يعرف بالعمل النقابي ، وبالتالي لايمتلك أي متراكمات في هذا الشأن ، ولذا ليس مستغربا أن ينشأ حراكا اجتماعيا على صعيد الجنوب ويصعب تحقق مثالا له على صعيد الشمال خاصة المنطقة الوسطى والملحق بها كما أسلفناه سابقا ، ومن هنا فإن النضال الاجتماعي على هذا الصعيد الأخير لايمتلك تاريخا اجتماعيا ( بالمعنى الحرفي للكلمة ) ولكن تاريخه هذا مذابا كتابع للسياسي المحتوي كل أشكال التعبيرات الاجتماعية في هذا الجزء من اليمن ، ولذا فإن نضال أناس هذه الجغرافية ممزق تحت تبعته ( الطوعية ) للسياسي الحاكم والمستخدم عبر وعيه الزائف كوقود تحت يد السلطة الحاكمة بشكلي الاستخدام غير المباشر والمباشر كأدوات للنظام الحاكم تحت تصور أنها بنصرة الحاكم ينطبق وفق فهمهم الشعبي الدفاع على ماهو موجود أفضل من المجهول كأمر مخيف ، أوتحت تبعيته للمعارضة ينتظر منها تحديد دور مشاركتها (التي تعرف ماالمطلوب منها ) ولكنها لاتقوى على تحريك ساكن في انتظار التوجيهات – وهو مالم ولن يحدث راهنا في ظل ماتعاني فيه هذه القوى من عجز ذاتي وعجز وضعي وموضوعي يجعلها غير قادرة على لعب دور المعارضة إلا صوريا - وهو مابيناه سابق – ولذا فهذا الجزء الجغرافي (الوسطي) لايمتلك رافعة الجنوب في تحقيق الحراك الاجتماعي الشامل – كما قلنا لافتقاره للخبرات الإدارية للعمل الاجتماعي ( النقابي والجماهيري ) ، ولكن أقصى مايمتلكه هو إعادة استنهاض الروح النضالية عند الأفراد ضد الظلم ، الفساد ، وغياب حقوق المواطنة والمواطنة المتساوية ، وأعلى حد للتعبير الجمعي لايمتلك حدا ابعد من صناعة جسورا بين مجاميع نخبوية – لاصناعة حراكا اجتماعيا في هذه المنطقة ، وحتى ينمو هذا الاتجاه للتعبير الاجتماعي يكون الجنوب في آلية نمو نضاله قد ذهب بعيد في عمله وثمار عمله ذلك .

… ولـــــذا نقول ليس على الجنوب أن ينتظر الشمــــال … أبدا .. أبدا – وليس لرؤيتنا هذه
أية علاقة مساندة لطروحتهم بالدعوة للانفصال ، لكوننا نرى في الأمر مسألة حقوقية ، ومسألة تاريخية
لضرورة التحول التاريخي للمجتمع وعودته إلى المسار الصحيح الذي خرج عنه الشمال منذ زمن بعيد ،
أما الوحدة ليست مسألة مقدسة ولكنها قدرا تصنعها الشعوب أو تفك رباطها ، كما وتصنعها الظروف والعوامل المختلفة وليست قدرا بيد هذا أو ذاك .






#امين_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النشاط الهادف ومطاطية المنتج المفهومي :ما الجدوى القائمة ورا ...
- يمه لو جاني العيد


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين ثابت - ليس للجنوب أن ينتظر الشمال