أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين ثابت - يمه لو جاني العيد















المزيد.....

يمه لو جاني العيد


امين ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


بعد مضي اكثر من ستة اشهر.. تمكن أخيراً ان يجمع بين ثلاثتهم- إنها لعنة السياسة- لم يكن نصر.. الفلسطيني من مواليد غور الأردن يمانع اللقاء بهما- كان رقيقاً إلى ابعد الحدود، حنوناً في اخوانه ما لم اصادف مثله.. قط- تعرفت به بعد ان سأل عني- كان يتابع كتاباتي النقدية عن المسرح- حاول مراراً تقديم نصوصاً مسرحية لعدد من المخرجين.. العاملين في وزارة الثقافة- لم يحظ بأي اهتمام خلال تردده عليهم- عام كما اخبرني لاحقاً- كانت عدن تستقبل الفلسطينيين، لكن القبائل الماركسية في الحكم زرعت عدم الثقة بغير المتمركسين العرب- خاصة جناح فتح- كنت تشعر بظلالات شبحية لا تغادر ايقاع خطواتك، وبعد فترة- كما لو انها قد حصت تنقلاتك، لا تشعر بها الا وهي تنتظرك في المكان- كان نصر متعلقاً بصداقتي- كنت اول صديق حميم له.. قال ذلك مراراً، حتى آخر لقاء يجمعنا، كنت مغادراً الى روسيا، وهو انهى دراسته الجامعية، ورحلة مغادرته بعد اسبوعين الى الاردن بعد سفري.

- سأختنق بعد رحيلك.
- اسبوعين.. وتصل الى اهلك.
.. انا الممزق.. ادع لي..

اعوام خمسة منذ قدمت مع عناصر المنظمة، الذين اخرجوا من لبنان.. والاردن- كان قدري المجيء الى عدن- سنوات طويلة عشت غريباً فيها- لا ادري.. لماذا يخاف اليمنيون من ربط علاقة معنا- التقيت عدداً من الناس.. لطفاء- كانوا فجأة يتهربون مني-اعوام خمس كما لو كنت مصاباً بالجرب- اليمنيون طيبون.. لكن شيئاً يبعدهم عني في اقصر فترة- كان الالم يمزقني، الوحدة.. ان تكون منبوذاً من اناس مكتوب عليك العيش بينهم.. لا تعلم الى متى- الغريب.. كانت بدايات كل تلك الصداقات-حتى بعد هجر كل واحد منهم لصداقتي.. فجأة- لم تستطع نزع حبي وارتياحي لليمني..

- اليمني انسان ودود.

حتى زملاء الدراسة.. المقربين، بعد عدد من الجلسات يتحاشاك دون سابق انذار- كنت ارى في وجوههم ذات التعابير الوفية.. وهم يهربون- انه ما ابكاني كثيراً- في كل مكان.. لم يحدث مرة ان قابلني انسان- حتى في الشارع- الا وأولاني الكثير من الاهتمام- انه شعب نبيل، حتى الزملاء والاساتذة متعاونون و..غاية في اللطف- انه وطنكم- أتحتاج شيئاً، أهنالك تقصير- أي مضايقة.. مهما كانت.. اخبرنا، لن نسمح لفلسطيني ان يشكو من شئ- نحن نحبكم كثيراً- انهم الناس في أي مكان اجد نفسي فيه، حتى في الحافلات العامة- آه، انتم الفلسطينيون ابطال، مكانتكم كبيرة عندنا مع أي كان.. الا وقال ذلك- اذن.. لماذا يهربون من صداقتنا.. كالخائفين من الاصابة بعدوي مرض قاتل.. تنقله اليهم.. اذا ما تقاربوا معنا‍‍‍‍!!..

عامان ونصف مرا- كنت احس بخانوق يفقدني طعم العيش- اذكر رواية تسجيلية كنت قد قرأتها مترجمة، لإنسان رمته الامواج الى جزيرة مقطوعة عن العالم، رعب بطل القصة عندما فاق من غيبوبته، ورأى نفسه وسط اناس بدائيين.. عراة، يحملون رماحاً واقواساً للصيد- اكان افضل له لو مات غرقاً.. افضل من ان يكون وجبة لاكلي لحوم البشر هؤلاء- انه كان قد قرأ عنهم من قبل- لكنه فوجئ بتعاملهم- تكلموا معه كثيراً وتحدث اليهم- لم يستطع أي منهم فهم الاخر.. اكرموه- لم يشعر يوماً الا بمودتهم- كانت النظرات الباسمة ترافقه اينما كان، واعوام تمر حاول الاندماج معهم- كان يريد معرفة لغتهم- مهما كانت حفاوتهم- الوحشة بين اناس طيبين.. ابشع من وحشة انسان وجد نفسه وحيداً في صحراء مقفرة، لا صوت بشري- تحتفظ حتى ببقايا ذاكرة.. منه- كان يعقد مقارنات بين موطنه المدني.. الممل، حيث الناس لا هم لها غير جمع الاموال.. بأية طريقة.. والتآمر على بعضهم البعض، والـ.. نفاق اصل المعاملة- اما المسالمون فأخلاق الجبن والنميمة أصلهم- عكسه هنا.. هذا المجتمع البدائي.. الذي لم يعرف طريق التفسخ.. بعد- هذا غير من شبه المستحيلات ان تمر سفينة في هذا المكان المخفي عن العالم- كان يلج عليه رضى باستبدال هذه الجزيرة.. لتكون هي الوطن- ما فيها هو ما يحلم به كل مدني- ويمضي وقت- كان كلما حاول التقرب لاي كان، يجد الجميع يتحاشى المكوث معه لبعض من الوقت- انهم لطفاء- انه يحتاج لتعلم كلامهم، لكنه لا يعرف لما يتحاشونه- كلما تقدم الوقت في مكوثه، ازداد احساساً بالوحدة القاتلة- رغم انهم لم يتغيروا عن سابق عهدهم- قرر الرحيل خلسة في الارض المجهولة العارية.. المحيطة بأطراف القبيلة- لو انه صنع قارباً منذ الاشهر الاولى، لما مضى هذا العمر- اقل شيء كان المحيط يمكن ان تتلقفه سفينة عابرة، فالقبيلة كانت يمكن ان توفر زاداً يكفيه لثلاثة اشهر- لا ينفع الان البدء في ذلك، ليس امامه سوى الرحيل كهارب مطارد.. من حياة اشد رعباً من الموت. اخبر الناشر ان هذه الرواية حقيقية، وجدتُ المذكرات مكتوبة في مفكرة جلدية غزيرة الاوراق بجانب بقايا عظام ادمي- كانت محفوظة في صندوق خشبي مصمت، مُنع عنها التآكل بفعل الرطوية- انها ذات الحكاية، اللهم هنا الناس نتكلم نفس اللغة- ولكن ليس لي اية احتمالية ان افر من هذا المكان.

بعد عامين ونصف عرفتُ سر تجنبي- كان الفلسطينيون من طلبة الجامعة- امثالي- يحظون بالتجاذب مع اليمنيين- كنت اتلصص خلسة الى مجالسهم في الكافتيريا، وكثيراً كنت اطرطق سمعي لاحاديثهم في قاعة الدرس- انهم صاروا كأبناء البلد، يتلقون الدعوات، ويلتقون شبه يومي- حتى ان الفتيات.. كنتُ أرى وداً تجاهي، لكني ما ان أحاول التعارف.. أجدهن يتحاشين فتح أي حديث معي، حتى نظراتهن تهرب من الالتقاء بعيني، بينما احدس بنظرات تلازمني، اباغتها فأراها مبعدة البصر.. ولا ترفعها مجدداً- كنت احس بالود، لكن ما ان يشعر الآخر بنظراتي المتوسلة- اني بحاجة لصديق- حتى يتهرب مني.

علمت اخيراً.. انها السياسة. لم يكن اليمني يفرق بيننا، لكن جهاز الامن لم يكن يثق بتواصل أي عربي مقيم بمواطني البلد.. عدا من كانوا من احزاب ماركسية الانحدار- حتى اني اكتشفت في عامي الرابع ان الدعم المعطى لعناصر الجبهتين الديمقراطية والشعبية- حتى الشباب في سني منهم- اكثر بكثير من ما يمكن ان يتحصل عليه كادر وطني.. عال..
لم يكن عندما جيء به مع النازحين.. من فتح- كان مجبوراً على مغادرة بلده- لم يكن متسيساً ابداً، لـ.. لكنه فلسطيني.. كتب عليه الخروج- انها السياسة البلهاء، حتى كمشردين.. لا تنسى الاحزاب الناقلة لنا، استغلال ضعفنا.. فيربطونا اليهم.. وإلا سيموت المرء ضياعاً وجوعاً.. اذا لم يقدم اسمه في كشف من كشوف الاحزاب الناقلة. فحرم الاتصال بين الفلسطينيين- من الاحزاب المختلفة- خيانة لو ارتبط بصداقة مع زميل من الشعبية او الديمقراطية- انك مدسوس- ستموت جوعاً، و.. ربما يغتالونك لمجرد الاشتباه، خاصة لو رأوك متكرر الاتصال بشيوعيين عرب، او ناشط من الحزب اليمني الحاكم.

-لو تؤجل سفرك.. بعد مغادرتي. (متوسلاً)
-كل شئ تمام روح عن نفسك في هذين الأسبوعين.
عندك ألان أصدقاء كثر.
لن يتركوك فتحي.. وحسن..

بَحْلَقَ بعينين دامعتين- هذا عنواني، راسلني- احتضنا بعض باكين.. وشاركنا فتحي حالتنا هذه. كان حسن شديد الصلابة- هو ما عرفته بمنتسبي الجبهة الشعبية- علق بكلام ساخر منا، لكن صوته كان مليئاً بالدموع كعينيه لحظتها.

- اطفال.. انتم
انت مسافر روسيا غداً. نصر بعد اسبوعين عائد الى اسرته.
.. فتحي بداية أشهر مغادر الى ألمانيا.. للدراسة- أطفال.
.. اما انا فمسافر متسللاً الى فلسطين- هكذا حدد لي ان استعد في اية لحظة.
..أ.. انا ذاهب الى الموت.. اهلي في الداخل.
-اكيد ستتلاقون يوماً.. اما انا.. ذاهب للشهادة- اني سعيد.. افضل من حياة العبث.. هذه.. دون جدوى.

كُنتُ أقيم في نفس المنزل الذي يقطن فيه فتحي وحسن. ربطنا علاقة ثلاث سنوات ونصف بأخوة نادرة. نتناول وجباتنا سوية، ويجمعنا المساء في أحاديث سمر.. في الغالب ما نجلس في المتنزه المطل على البحر- كان الليل شاعرتا بعد خروج فصل الصيف الطويل.. نسمات عليلة.. وأنغام فيروز.. غالباً.. التي تستبدل عند الساعات المتأخرة من الليل بأغنية لام كلثوم.. فكروني، شمس الاصيل، اغداً ألقاك، أحيانا محمد عبد الوهاب.. الجندول.. أو موسيقى رومانسية تصدح حتى ساعات لاحقة من بدء منتصف الليل. كانت ليال منعشة- غالباً ما كان حسن مشغولاً، يصل متأخراً بعد مروره في المنزل باحثاً عنا. كان يقطن الاثنان غرفة واحدة، شديدا التفاهم.. والوفاء لبعض- رغم ان فتحي من الجبهة الديمقراطية- قد تكون الامور قد تغيرت بعد 1986م. فلم تفرق السياسة- لكني عرفتُ ان قوة ارتباطهما قد تأسس منذ 1983م بعد الخروج من لبنان- كل ما اعلمه ان صداقتهما لم توقفها مساءلاتهما، حتى انهما استطاعا ان يكسرا حدود الاتصال الممنوع بين المثقفين الشباب من الجبهتين.

كان حسن إنساناً مهذباً.. يكبرنا سناً، كان من النوع الفدائي.. قليل الحديث.. عملي- وان بدا في الاشهر الاخيرة قبل رحلينا.. شغوفاً بأحاديث النجوى.. اما فتحي- اسمه التنظيمي- بينما كان يحب مخاطبته من خلالنا باسمه الحقيقي (محمود)- كان شديد الذكاء، بديهي العقل، مسيس بثقافة رصينة- لكنه يعيش شبابه وبسمته مقارنة بحسن- الفدائية التي عرفتها من خلاله- كان فتحي من الدهاء ان يصل في سنة المبكر كثاني شخصية للجبهة في عدن.

توطدت العلاقة ما بيني وفتحي، حتى أصبحت كثير الزيارة معه للمقر- كان- مكاناً محرماً لغير الأعضاء.. الذين لا يأتون اليه الا باستدعاء. عرفني على كبار القادة الذين يجيئون في زيارة الى عدن- كنا ندخل في نقاش طويل:

- محمود. وعدتني تتعرف على نصري
ما الذي يخيفك وحسن.
- ملعونة السياسة التي تمنع الصداقة.
.. يا اخي.. انتم اخوة.. انه يعاني من الوحدة.
- ما فيش حاجة.
.. خليها للصدفة.
- أصحاب فتح.. هؤلاء!!
- أنا اعرفه.. انه إنسان رقيق.. حساس. (مقاطعاً لحديثه)
.. عامان اعرفه- انه لا يتكلم في السياسة.
.. انه كاتب مسرحي.. شفاف- يا أخي أنت شاعر.. لا تجعل السياسة تقتل الإنسان الجميل فيك.
.. انا وعدته.. سيأتي الى هنا.
***
لقاء بارد. تصافحنا، نظر نصري بعينيه الحزينتين- كان متردداً ان يلتقيني مع آخرين من أي من الجبهتين- لم يكن معولاً على مسألة المنظمة- فهو لم يكن يؤمن بحزبية الفلسطيني- كلهم فلسطينيون- ولذا ذاق الإهمال الشديد من فتح بعد عامه الثالث. كان ما يجعله متردداً.. محاولاته الكثيرة لربط صداقات مع جيدين منهم، لكنه كان يجابه بالنفور.. وتقارير الاذى المرفوعة عليه الى المنظمة- النفور هو ما كان يخيفه- حاول تقريب المسافة- كان فتحي يجيب مختزلاً الحديث.. بدون اهتمام- صمتا ثم أحاديث منفردة بيني وكل منهما- كان نصري في حالة من تداعيات الحزن، بسط نصاً مسرحياً ظل يكتبه طوال ليال اربع لم اره خلال أيامها، وهو الذي لا يغيب يوما او يومين عني، الا اذا ما أصيب بوعكة صحية. كان الارهاق بادياً عليه- عيناه تكشفا عن طفولة متشوقة للرفقة- انساب كلامه الممسرح الحزين.. تداع كأن رفقتي تسهل عليه تمثل حضوره.. لتحرر روحه دون قيد بصوت مسموع- كان يصل الى مقاطع من مسرحيته الباكية عن مقتل شباب واطفال، وفدائي شاهد احتراق جثته وصورة زوجته التي غادرها دون الدخول عليها.. يتقطع صوته، وينساب الدمع.. فيصمت حتى يهدأ فيعاود القراءة.

لم يقو فتحي الجلوس في حالة البرود. رأيته يسرح مع النسمات الباردة.. الموقعة كلمات نصري على نفسه- اضطرب- رأيته مثبتاً بصره على نصري.. الذي كان يحلق باكياً مع أخيلته- كانتا عيناه تغرقان بالدمع.

- آه.. صورة ابو خالد.. وابو ايمن.. عندما أتوا حاملين نعشهما.
- بشعاً كان المنظر..جسداهما .. منخورين بالرصاص.

كانت أضواء البواخر الراسية عن بعد.. تنكسر على صفحة الماء الليلية.. فتضفي مهابة اجمل على المكان.. كان شكر المقاومة ولواعج الشباب الذين فارقوا ديارهم منذ الطفولة.. قد ازاح فتح.. الديمقراطية.. والشعبية الى حيث لا رجعة- مودة خالصة أصبحت بين ثلاثتهم- كان حسن اول ما حدثه فتحي عن نصري.. سريعاً ما احبه- كانا يرتبطان بعرى وثيقة.. أخذني بعض الوقت عنهم، فوجدت ثلاثتهم معاً على الدوام- كان كل منا ذاهباً الى المجهول، لكن نصري كان اسوأ حالة منا، انه أخيراً وجد ضالته- كان قنوعاً من الحياة، كل ما يريده.. الكتابة و.. أصدقاء حميمين- كان لا يحب العودة الى الاردن- الان شعر بجمال وسحر عدن- في الفترة الاخيرة كان كثير التبسم، شديد التغزل بعدن- ها هي الساعات الأخيرة قبل دخولي لقاعة المغادرة- يومان على سهر واصل- كانت لحظاتنا الأخيرة مؤلمة للافتراق- حضر التاريخ بأجمعه، حضر الشعر.. محمود درويش، سميح القاسم، توفيق زياد..أناديكم، اشد على أياديكم، أبوس الأرض تحت نعالكم.. أقول أفديكم.. أناديكم، وحضر شنق زهرات لصلاح عبد الصبور، والمومس العمياء للساب، وحضر احمد فؤاد نجم، ولا تصالح وان منحوك الذهب.. لا تصالح وان قيل رأس برأس.. هل كل الرؤوس سواء- كان فتحي قوي الحفظ- بكينا كثيراً، تذكرنا البحر.. كثيراً- سنفتقد نسمات هواء البحر الساحرة.. مسكينة الأجيال القادمة، ربما لم تلحق استنشاق هذا العليل، فالتلوث سيأتي- لعنا أمريكا كثيراً- قدم إلى خاطري صوت الصيادين وهم يغنون من بعيد:

هيلا.. يا رب السمك
.. في هذه الليلة الباردة.
املأ شباكنا بالخير
.. ومن البحر.. أمنَّا
.. هيلا يا رب السمك
.. جود علينا.. بما يرضيك.

أشعل حسن سيجارته (الحمراء) السورية، وقال بعد ان تعاهدنا على عدم الضعف.
- يقولون شهر نوفمبر.. تأكل فيه رياح عدن.. رجل واطيها.
- من هو.. يا ترى؟‍- حمد لله نحن مغادرون قبل نوفمبر.
ضحكنا لأول مرة من اسبوع، واخر كلمات جمعتني بهم، قصيدة غنائية ارتجلها فتحي:

يا يمه لو جاني العيد
ما في عيد بيسعدني
يا يمه يامه
يمه يا يمه
وانا من دياري بعيد
لا في عيد بيسعدني

نشج باكياً.. متداعياً في تراتيل متقطعة أخرى:
رجع الخي
فوق اكتاف
يا عين لا تدمعي له
رفاقه ومحبيه

……..
رجع الخي يا يمه
البسي ثوب جديد
زغردي له
زغردي يا يمه

بحلقتُ لاعناً الزمن- ترى كم هم الحالمون بوطن.. مثلي- صقيع، ضياع.. وحزن، وتأخذني ناتاشكا مدثرة لرأسي بين ثدييها الثلجيين-كشتاء كازان- كانـت دافئة كالربيع حين يحل على "بارْكْ كُلْتوري"(*)- استرق لحظات من السعادة سعادة تنسيني أمي واخوتي.. الصغار- اخوتك ما زالوا يراع، تنسيني مطاردات الكراهية.. دون سبب- احبك ألميرا- اعظم هدية منحها الله للإنسانية.. الثقافة و.. جميلات روسيا- ما اعظم دفئكن الملائكي بلون الورد.. سأقاوم -ترى ما أخبار أصدقائي.. كان آخر لقاء.. قد اخذ معه كل احتمال.. عدا الذاكرة‍.




#امين_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين ثابت - يمه لو جاني العيد