أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - كان أبي















المزيد.....

كان أبي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 00:24
المحور: سيرة ذاتية
    


لم يكن أبي الولد المدلل لجدي وجدتي لأنه الوحيد , بل لأنه هو أول مولود يعيش لجدتي بعد أن مات لها ثلاثة وهم في الشهور الأولى من الولادة , لذلك دللوه وأحبوه وكانوا يحضرون له كل ما يتمنى حتى لو كان لبن العصفور .
ويوم ختنوه ذبح جدي وطبخ وليمة سمع بها كل أهل قريتنا وحضروها عن بكرة أبيهم نفراً نفراً ولم يكن تعداد السكان كثيراً وكان كل رجالات القرية لا يتجاوزن ال 100رجل وال 100امرأة بدون الأطفال.
ويوم تزوج بأمي صنع له جدي حفلة طربية استمرت 7 أيام بعد ليلة الدخلة , كل هذا له مؤشر وحيد وهو أن أبي كان (ولداً مدللاً).

وأنا لستُ شاهد عيان على كل ما أرويه عن أبي , فأنا شاهدته وكان رجلاً كبيراً ومريضاً , وكنتُ أبلغ من العمر 15عاماً حين مات أو حين فارقنا للأبد , وكنتُ أفسرُ كل تصرفاته ببراءة , لأنني طفل بريء , أما عمي فقد كان يمقت كل تصرفاته ولم يكن يحبه على الإطلاق ولكن حين مات أبي جثا عمي على ركبتيه وبكى بصوت مسموع وقال : من مين بدنا إنخاف بعدك؟

لقد كان لأبي شخصية عظيمة وقوية في المنزل فالكل يخافُ منه البنات والشباب وجدتي وأمي ويقال أن جدي بجبروته وقوته وعنجهيته كان يهابه أو يهاب التصادم معه , وكان أبي يقيم الدنيا ويقعدها على أقل شيء , وأحياناً لا يفتح فمه ولا ينتقد الأشياء التي تستحق أن يقيم الدنيا ويقعدها من أجلها , فلم يكن يهتم بتفاصيل حياة الناس اليومية أو بالأشياء التي يهتم بها كل الرجال العاديين فلم يكن يدخل المطبخ ليشاهد ما تفعله أمي ومن هذه الناحية كان شعاره (فخار يكسر بعضه , وكان انطوائيا وشروداً ويحبُ الجلوس لوحده والنوم لوحده والأكل لوحده , وكان يطلب كل شيء من أمي دون أن يحرك لسانه أو شفتيه , فحين كان يريد شاياً كان يؤشر لها برفع إبهام إصبعه للأعلى وإنزال الخنصر للأسفل , فتفهمُ أمي أنه يريد الشاي وحين كان يطلب الطعام كان يضم ثلاثة أصابع إلى فمه ويرفع رأسه للأعلى فتفهم أمي أنه يريد أن يأكل كان في ذلك وكأنه يعطي نشرة إخبارية للصم والبكم وكانت أمي تفهم عليه وكأنها صماء أو خرساء متدربة على لغة الصم والبكم , وحين كنا نتواجد في الغرفة المجاورة لغرفة نومه ونومنا وهي مضافة جدي ,نعم, كان يقترب من الجدار ويضرب عليه بيده فينتقل صدى الضربة عبر الجدار فتسمع جدتي ذلك الصدى فتقول لأمي : روحي شوفي جوزك شو بده .

وكان نادراً ما يحضر معنا على مائدة الطعام إلا ما ندر , وكانت غالبية وجباته تأتيه وهو جالسٌ أو وهو نائم في الزاوية القائمة من الغرفة الجنوبية المجاورة لمضافة جدي , وكانت هذه الغرفة هي كل شيء بالنسبة لنا وكان مدمناً على شرب الدخان وقراءة الجريدة اليومية وهذه العادة لم أرثها عن أبي أو لم أعرف أن أتعلمها منه على الإطلاق , وكان لا يستغني بتاتاً عن الراديو الذي يصطف أمامه ولن أنسى أن أتكلم عن فرشة أبي المصنوعة من الصوف في الزاوية القائمة الشرقية من الغرفة الجنوبية وأحياناً كان يستبدلها بسرير نوم مصنوع من الحديد والفولاذ , فكان يتمدد طوال النهار على فرشته وبجانبه باكيت دخان كمال وقداحة تعمل على الكاز وكيس ممتلء بالهيشي وهذا نوع من أنواع دخان اللف كان وما زال الرجال الكبار في السن يلفونه ليدخنونه,والراديو كان جزءاً مهماً من تفاصيل حياتنا اليومية فلو دخل علينا في ذلك الوقت أي إنسان ولم يسمع صوت الراديو لشعر بنقص عام أو بشيء ينقص المكان وكان الراديو لا يسكت طوال الليل والنهار حتى في الليل ونحن نائمون نستمع لصوت الراديو وهذا يفسر لبعض أصحابي حفظي للأغاني الطربية القديمة لأن أذني كانت تتعرض طوال الليل والنهار لسماع صوت الراديو والأغاني والقصص والحواديت والحكايات والعبارات الأدبية الكلاسيكية , وأيضاً كأس الماء الذي لا يفارقه على الإطلاق وبجانب كأس الماء مكته (متكة) السجائر والتي كنت أرمي ما بها من أعقاب سجائر طوال النهار أكثر من مرة أو مرتين وغالباً ما تكون مصنوعة من الحديد ولونها إما أزرق وإما أحمر فاتح وبجانبه مباشرة قلم حبر أزرق جاف وأوراق مسطرة وأطباق كربون وكان أبي يمتلك خطاً أفضل من المطبعة وكل أعمامه وأبناء أعمامه يمتلكون هذه الميزة إلا أنا فخطي ليس جميلاً مقارنة بخطه في الكتابة وأهل حارتنا كانوا يأتون إليه من أجل أن يكتب لهم (استدعايات ) لأن خطه جميل ولديه براعة وأناقة في اختيار الكلمات المعبرة , وكان طوال النهار إما مستلقياً على ضهره شاخصاً ببصره إلى سقف الغرفة المصنوع من القصيب وإما متكئاً بيديه على ركبتيه وهو جالسٌ على الفراش وواضعاً بيده أو بين يديه قلم الحبر الجاف وينظرُ فيه وهو يُدوره بين أصابع يديه باستمرار وقال لجدتي طبيب نفسي في مستشفى بيت لحم : هذه حالة من الفصام تذهب وتعود وتذهب وتعود وتذهب وتعود, فكانت جدتي حين تراه يمسك بالقلم ويدوره بين أصابعه وهو ينظر إليه , كانت فعلاً تقول (أجته الحاله) أما الناس من الأقرباء فكانوا يقولون : هو في حدى بالدنيا ما عندهوش حاله ؟, ولكن جدتي لم تكن تقبل بهذه التعزية فلم تكن تقبل لتعزي نفسها بمثل تلك المجاملات لأنها كانت تبتسم ابتسامه خفيفة وتدمع بعيونها وهي تقول : مريض الزلمه مش طبيعي...الله يجازي اللي كان السبب.

وكان أبي يحبنا ولا يفعل لنا أي شيء غير أنه كان يهتم بأناقة ثيابنا فلم يكن يقبل ليرانا متسخين أو ليرانا نمشي في الشارع بغير أحذيه على عادة حب الأطفال للعب والركض حفاة , وكنتُ أشاركه معظم مشاويره إلى السوق للتسوق فكان يخرج للسوق ومعه حقيبة حمراء فكنت أحملها ونحن ذاهبون وفي طريق العودة تكون ثقيلة جداً فيحملها لوحده , وكان أبي يحمل حقيبة التسوق بسبب عدم وجود أكياس بلاستيك للخضروات والفواكه وكانت معظم الأكياس مصنوعة من الورق وكانت تتعرض للتلف أثناء حملها من السوق إلى منزلنا لذلك كان أبي يحمل معه حقيبة التسوق و كل شيء يشتريه يضعه في الحقيبة وكان ينزعجُ جداً إذا سمع صوت أقدامي وهي تجرُ على الأرض جراً , فبعض الناس تمشي وهي تنقلُ خطواتها خطوة خطوة وبعض الناس تمشي وكأنها تقفز قفزاً وهذه الأنواع من المشيات لم يكن أبي (علي الواعي) يحبها لذلك دربني على نقل أرجلي حين أمشي نقلاً وبخطوات متساوية وكان يقول الحيوانات المتدنية في سلم النشوء الطبيعي هي التي تقفز أو تشحط على الأرض شحطاً أما الإنسان المتمدن فإنه ينقل حركاته نقلاً , لذلك تعلمت أنا وشقيقاتي على نقل أرجلنا نقلاً وهذه العادة ما زالت إلى اليوم في بيتنا واليوم أعلمها لأولادي .

كان أبي يستلقي طوال نهاره على فرشته يأكل ويشرب وينام وأمي من يقوم بعمل كل شيء ما عدى شيئاً واحداً وهو التدريس والتثقيف وهذه العادة من عادات أبي الجميلة وكان أبي يحكي الإنكليزية بطلاقة جداً وكان يتفاهم طوال النهار مع شقيقتي الأصغر مني باللغة الإنكليزية وهي اليوم مدرسة للغة الإنكليزية أما أنا فلم أكن أرغب فيها إطلاقا, وكان أبي جميلاً في اختيار ألفاظه وكلماته حين يتكلمُ معنا وكان يقبل منّا أي كلمة ما عدى الكلمة النابية الجارحة لذلك تعلمتُ منه على اختيار كلماتي وانتقائها وكان يقول الكلام الحلو مثل العسل , وكان يقول لي : لازم الناس بس تسمعك وأنت تحكي يشعروا إنك بتعد عليهم ليرات ومصاري , ولقد تأثرتُ بهذا الأسلوب منه رحمه الله.

وكان أيضاً خجولاً جداً وقد شاهدني مرة أخلع بنطلوني أمامه وكنتُ وقتها في الصف الثالث من المدرسة فقام من على فرشته وأمسك بيدي وفتح باب الخزانة وقال : بس تشلح بنطلونك افتح باب الخزانه بيني وبينك على شان عيب أشوفك , ومنذ تلك الحادثة وأنا أستحي من خلع ملابسي حتى في حصة الرياضة في المدرسة كنتُ أخجل من لبس(شورت قصير ) أمام الطلاب .
وكان يهتمُ بالألعاب ورغم أن أبي كان كسولاً إلا أنه من ناحية الاهتمام بالأطفال كان مهتماً جداً ويصلح لأن يكون مربية من الدرجة الأولى فكانت أمي وعمتي حين يُردن الخروج يتركننا عنده وكنا نستمتع معه بوقت طويل وممتع وكانت روحه من هذه الناحية طويلة ولا يمل من صراخ الأطفال ولكنه أحياناً كان ينزعج فكان يقوم ويتهددنا جميعنا دون أن يرفع أو يمد يده علينا , وقد علمني مرة على أن لا أسمح لأحد بضربي وكان يقول يجب أن لا أضربكم فهذا ليس أسلوباً تربوياً حتى البهائم اليوم ممنوع أن يضربها أحد وكان يحبُ جداً أن نتأثر بالكلمة , ومن هنا كان أبي يؤمن بسحر الكلمة كأسلوب تربوي بعكس الآباء المنتشرين في حارتنا والذين كانوا يؤمنون بالعصا كأسلوب سحري للتربية وللتعليم , وكان شعاره:

الإنسان بحس بس من أول مره بنضرب فيها وبعدين بموت احساسه , بس الإنسان يجب أن يتعود على الإحساس بالكلمه .
لقد كان أهل حارتنا يربطون الولد المذنب في الزيتونه أو الرمانه ويضربونه في البربيش فكان أبي يضحك ويقول : حتى الأسرى في الحروب يتلقون معاملة أفضل من معاملة أهل حارتنا لأولادهم .
وكان يهتم جداً ببناطيلنا فكان يثقب بنطلوني من الأمام حتى لا أتأخر في إخراج البول , وكان المرحاض(الحمام) بعيداً جداً عن غرفتنا فكان يهتم بوضع دلو كبير أو تنكه لكي نتبول فيها ,لأنه كان يخشى علينا من المشي أثناء الليل لمسافات بعيدة وفي الصباح كان يحملها ليسكبها في جورة المرحاض.
وكان لا يحبُ أن يشاهد أحداً منّا وهو متعب أو وهو تعبان , وكان أحياناً يتهدد علينا تهديدات كبيرة وأحياناً يوعد أمي بخنقنا أو ذبحنا دون أن يفعل أي واحدة منها .
وكانت أمي تزعل منه في بيت أهلها كثيراً فحين أنجبت أختي البكر والثانية غضبت في بيت أهلها 3 سنوات متواصلات وبعد أن عادت أنجبتني أنا وشقيقي التوأم الذي مات طفلاً صغيرا ومن يومها لم تذهب أمي لأهلي وهي زعلانه منه.
وكان أبي عاطفياً وودوداً جداً ولا يحب جرح المشاعر وقالت أمي كان شعاره في كل مره أزعل منه وأعود (صفحه جديده) فكان يقول لأمي في كل مره هذا الحوار :
-إذا ارجعتي وانت مغصوبه أو كارهيني ارجعي على أهلك .

فكانت أمي ترد عليه وتقول :-

- لالا أجيت لحالي.

- خلينا نبدأ صفحه جديده .
وشاهدته وأنا طفل بريء وكل ما أقوله عنه هي ملاحظات طفل بريء في سن أو في غمرة عمره الأولى وهي 14 ربيع (أربع طعشر رببيع ) وكان في آخر زمانه ضعيف البصر إذا خرج في الليل يحمل معه مصباح نقول له (بيل) فكان لا يمشي إلا والمصباح(البيل) في يده ,غير أن هذا الضعف لم يأته على كبر فكل أقرباء أبي لديهم العشا الليلي وبسبب هذا المرض فقد قدرته على السواقه مبكراً وهو في سن ال 36 سنة من عمره أي حين تزوج بأمي , فحين تزوج بأمي كان عمره 36 سنة وأمي 15 سنة أو 16 سنة وقال : أكرهني أبي عليها , وهي تقول : تزوجته دون أن أراه أو يراني بناء على معرفة عمي وأبوه .









#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة أمي المرضية
- أمي على مائدة الطعام
- اللغة السريانية والمسجد الأقصى
- الخلفيه الثقافيه
- الحياة العامة في الأردن3
- العلاج بالقرآن الكريم
- من نوادر البخلاء
- بيت الكرم1
- كيف أصبحت الأنثى امرأة؟
- وجه الشبه بين زوجتي والحكومة الأردنية 2
- مثقف أردني يحكي قصة اضطهاده2
- مثقف أردني يتحدث عن نفسه2
- ضك الجينز
- المرأة مصنع الرجال
- المخلوق العجيب
- تحديد النسل من وجهة نظر سياسية
- أسئلة الأطفال
- نقاش عام عن المرأة
- الملابس الإسلامية
- الشخصية المثقفة والشخصية العادية


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - كان أبي