أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى حسين - اقتراحات - قصيدة














المزيد.....

اقتراحات - قصيدة


هدى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 876 - 2004 / 6 / 26 - 08:21
المحور: الادب والفن
    


اقتراحات
أقترح
أن نترك العالم
بمحض إرادتنا
أن نتخفف قليلا من أحمال الجسد
لم يعد قص الأظافر يكفي قرباناً
للآلهة..
نحن مساكين.
كيف واتتنا الجرأة أن نكون مساكين هكذا
نتوسل يا أيتها الآلهة الجميلة
خذي أظافرنا
واتركينا نرعى كالقطط المنزلية..
خذي شعورنا التي نبتت فينا
نبتت
من لحمنا
خذيها
خذي أسناننا عظامنا
لا تتركي شيئاً فينا
ودعينا
أحياء..

في الصباح سأقرأ فنجان القهوة
وأتفرج على خطوط يدي
وأخرج لدار العبادة
أي دار عبادة
حيث آلهة مسكينة تحتاج لمن يحتاجها
أذهب بلا مصلحة وكأنني أمر على بائع الجرائد صدفة فأقرؤه السلام
ما من أحد يذهب هذه الأيام للتعبد بلا سبب مغرض
أيتها الآلهة التي تأخذ أظافرنا
شعرنا
أسناننا وعظامنا
ألا تدركين ذلك حتى الآن؟

أقترح أن نعبد إلها لا يصلح لشيء بالمرة
إله لا يلتفت للدعوات
لا يقبل العطايا
إله يقترح علينا أن نموت سريعا
أن نحمل معنا للموت مخالبنا
هيكلنا العظمي
كبرياءنا الأجوف الذي يشبه جماجمنا
إله لا يقترح على الدود أن يعبث فينا هكذا
ونحن لا حول لنا ولا قوة..
أقترح أن نعبد إلهاً يطلق الدود علينا
أحياء..

بغض النظر
كنت أقترح أن نتخفف قليلا
أولا
سنتخفف من حمل القرابين للآلهة
ثم نتخفف من حمل الطعام للبيت
قد نفكر في تخفف من الإنصات المستمر
لتفاصيل حياة الآخرين..
ثم نقرر ألا نصغي لتفاصيلنا..
نحن آخرون أيضا.. أحيانا
جراب الذاكرة الثقيل يا إلهي
كيف لم أقترح حتى الآن
سكبه في أقرب صندوق قمامة
هذه هي الطريقة الوحيدة المتاحة
لكي يعيد التاريخ تدوير نفسه بنفسه
أي بدوننا
نتخفف من اعتماد التاريخ علينا
من اعتمادنا على الزمن
وقد لا نتمكن من الانتظار حتى نجد صندوق قمامة
أقترح أن نصنع محرقة جماعية للذاكرة
يساهم فيها كل بنصيبه من الحكايات
هكذا يمكننا بسرعة أن نمحو الحكايات
ونترك للأشباح التي سكنتها فسحة
من السماء..
أقترح
أن نتخفف من السماء أيضاً
ولا نعود نشارك القردة على الأشجار حلمها
بالطيران..
أقترح أن نغفو قليلا
ونرمي أجسادنا في أي حلم يقترحه السرير علينا
أقترح أن نصمت
أن نسد آذاننا وافواهنا وأنوفنا وعيوننا
أقترح أن نرحل
بإرادتنا
أي شيء نحتاج غيرها؟

في الظهيرة سأتفقد أصدقائي
كل في ركنه
نائم كما أراد ربه
يحدثني عن الحر في الصيف
عن البرد في الشتاء
أنا أيضا نائمة في ركني
أصطنع نكاتا تلهيهم عن مأساتهم
أقترح
أن نزرع مآسينا
ونرويها بكل الحزن
ونحصدها في ربيع الكآبة
ونظل نبكي كثيرا
حتى يخف الماء تماما من أجسامنا
أن ندخل المصحات
ننتظر بلهف طلة الممرضة النموذجية كما نتخيلها
ونشفق كثيرا على أنفسنا..
هكذا في النوم..
يا للوقاحة
نتوسل
أيتها الممرضة الجميلة
خذي أحلامنا
عينات دمائنا
وداوينا ببسمة
نحن ضحايا الكسل المزمن
خذينا
واتركينا أحياء..

أقترح أن ندهن أحذيتنا بالورنيش اللامع
أن نختار شامبو ضد القشرة
ونفتخر بأناقتنا
أن تثير الأخبار شفقتنا الحنونة على القتلى المساكين
حتى أننا نعطيهم بعضا من وقتنا في الحديث أثناء السمر
ثم نتحمس كثيرا لنتائج المباريات..
أقترح أن يقتلنا الملل من شدة الرفاهية
ثم نبعث من جديد أشباحا
مزخرفة.

في المساء سأتحرك ببطء
بطء قدسي
أوقد شمعة أرجوانية
وأغوص في مفارقة أزرق اللهب وأصفره.
أحدث نفسي عن المجرة
وعن تشريح الجسم البشري
عن طقوس عبادات السكان الأصليين لأمريكا
وأنتظر هجوما عسكرياً
يجعلني أحد السكان الأصليين
لمنطقة الشرق الأوسط
أتأمل سلحفاتي
على ضوء الشمعة الشاحب
أصلي
لروحي التي تسكن سلحفاة
وأستمر في البطء
أقترح
أن نرسم طيورا بعيون صفراء فاقعة
وأن نحنط بومة
وتمساحاً
وغراباً..
أقترح أن أتخفف كثيرا من الروح التي تسكن جسمي
لأجل الجسم الذي يسكن روحي
أقترح
أن أتخيل عالماً ضيقا جدا
يفور من رأس دبوس
وبعض تمارين اليوجا
وشيء
من القرف
والبسمة الماكرة المخادعة.

هدى حسين
القاهرة – يونيو 2004



#هدى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلامي (2) - باب العالم ونظارته
- أحلامي
- بيننا
- بعض الوقت لآليس بلا عجائب
- الكتابة رفيقة العمر التائه
- الحدث
- قصائد
- عشـوائـية
- سأقول أعرفها
- إنهم يصنعون الخبز
- لأمي
- قِدر الطعام


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى حسين - اقتراحات - قصيدة