أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الشمري - الانسان أخو الانسان أحب أم كره













المزيد.....

الانسان أخو الانسان أحب أم كره


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 22:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد اتخذت من هذا المقال للنبي محمد(ص) كعنوان لمقالتي هذه للرد على كل من يحاول أستغلال حادثة نجع حمادي وغيرها للوقيعة بين اخواننا المسيحيين والمسلمين في هذا الظرف الحساس الذي يمر به عالمنا المشحون بالفتن والاضطرابات التي يقف ورائها تجار الحروب من أعداء الانسانية..أم أن هناك جهات أستعمارية تريد أن تغذي الاحداث الدينيةلغرض التدخل والسيطرة على الدول بحجة الحمايةللاقليات ,كما نراها الان تحتل دولا بحجة مكافحة الارهاب.
أن جميع الاديان السماوية تدعوا الى المحبة والسلام والوئام بين الشعوب والامم,وهذا لا يختلف عليه اثنين من المنفتحين عقليا ,أن مشكلتنا ليس في تعاليم الاديان السماوية وتنزيلها ولكن مشكلتنا في التفسير والتاويل لها,ويقول عز وجل في محكم كتابه بسم الله الرحمن الرحيم ( والنفس وما سواها ,فألهمها فجورها وتقواها) فالانسان عندما يولد توجد بداخله بذرتان للشر والخير ,وهنا تقع المسوؤلية على من يحفز احدى البذرتين للنمومن خلال تهيئة الارضية والاجواء الملائمةلها, لهذا نجد في كل الاديان أنقسامات وفرق متعددةوأحيانا انقسامات بين أتباع المذهب الواحد ,وهذه تحدث نتيجة الاجتهادات المختلفة ومدى قناعة الاشخاص اللذين يتبعون نهج الداعية لهم ,والعاقل من يدرك الحقيقة,أن السماء هي واحدة وتعاليمها واحدة تبعث للبشرية بواسطة الصالحين من العباد ,وهي ترسل حسب الظرف الزماني والمكاني للامم ,وكلها تطالب البشرية بالسير على ا لطريق المستقيم والالتزام بالاعمال الحسنة والابتعاد عن الاعمال السيئة التي تضر بالاخرين ,كي يسودالعدل ويعم الامن ويعيش الانسان في طمأنينة بعيدا عن الصراعات والحروب,وكلها تطالب الانسان بالايمان بالعدالة السماوية وميعاد اليوم الاخر.
اما مسألة التكفير والتجريم التي تحدث بين الاطراف المختلفةفي الدين الواحد لم يقف ورائها نبيها ,بل تقف ورائها الاطماع الشخصية وحب التسلط والقيادة ,وهذا ينطبق على الاختلافات بين الاديان كذلك ,فأنبياء الاديان المختلفة هم رسل الخالق الى البشرية ولم يختلفوا مع بعضهم البعض والدليل على ذلك كل نبي ياتي يؤمن بالذي قبله من المرسلين,لكن العلة تكمن في اتباعهم وتحريفاتهم لتعاليمهم سواء عند حياتهم أو بعد مماتهم وكتب التاريخ ولمختلف الديانات مليئة بالشواهد على ذلك,,,,,,
وان هناك احتمالية أخرى وهي الازمات الايمانية التي تعاني منها بعض الديانات والمذاهب من خلال تمرد اتباعهم على تعاليمهم المحرفة ,أو شعورهم بالاستغلال تحت ستار تعاليم الدين,ولكي يحافظوا على لحمة دينهمو مذهبهم وعدم فرط عقده يختلقون لهم اعداء وهميين من ديانة اخرى ليرمون بفشلهم الى خارج حدود تعاليم دينهم او مذهبهم,غير أبهين لنتيجة الصراع الديني وأثاره المدمرة على الشعوب لغرض تحقيق أغراض شخصية أو دنيوية......أو أن الحاكم غير عادل وعنده ميول دينية لجهة على حساب جهة اخرى,فالحاكم العادل يجب أن لا يفرق بين رعيته باللون أو الطائفة أو العرق أو الدين ,فالامام علي (ع) يخاطب الحكام (أتقوا الله في عباده فانكم مسوؤلون حتى عن البقاع والبهائم),ويحثهم على ان يكونوا خصما للظالم وللمظلوم عونا,
فالقاتل هو مجرم في كل الاديان وتعاليمها ,والمسئ مدان ومرفوض مهما كانت عقيدته ودينه ويسئ الى البشرية جمعاء والحسن هو مثال يقتدى به في كل انحاء العالم ولا يسأل عن دينه ومعتقده وانما يسأل عما قدمه من خدمة جليلة للانسانية ...
ان الجدل بين الاديان السماوية يعني الخصومةونتيجتها الدمار للبشرية باسرها ,وأن السبيل الى حل الخلافات العقائدية بين الاديان هو الحوار البناء الواقعي والصريح وتقبل الاخر,وعدم الاكراه مطلقا,والتاكيد على مبدأ الصبر والتحمل ,ومبدأ التعايش السلمي ,وهذه تعتبر الركائز الاساسية للتقريب بين الاديان وابعاد شبح الحروب والصراعات بين الدول المختلفة في دياناتها,وهذه حقيقة يفرضها الواقع العالمي الجديد,ووسيلة لتحقيق الوحدة الوطنية بين مختلف طوائف الامة ضمن الدولة الواحدة .
لكن مع الاسف الشديد لم نسمع من المرجعيات الدينية الاسلامية او المسيحية اي دعوة او نداء لوقف الفتنة الدينية التي بدأ لهيب نيرانها يمتد الى ماليزيا وغيرها من الدول الغربية ,فسواء الدول الاسلامية او الدول الغربية كليهما لدية اقليات من الديانات الاخرى ولاجل تحسين أوضاع الاقليات الدينية في مختلف دول العالم لا بد من توجيه الدعوات للحوار بين الاديان وتحسين صورة كل منهما لدى الجانب الاخر لانه الوسيلة القادرة على أبراز التسامح الديني ,ونبذ العنف بكل أشكاله وصوره .فهنالك علاقات قديمة بين كلتا الديانتين تربطهما رابطة المواطنة والوطنية منذ ألالاف السنين, وعلى المسلمين ان يتذكروا دوما الفضل عليهم من قبل اخوانهم المسيحيين منذ بداية الدعوة الاسلامية ,حيث تم لجوء قسم كبير منهم الى النجاشي ملك الحبشة هربا من بطش قريش المشركين , وعلى الاخوة المسيحيين التذكر بان الدولة الاسلامية وفي أوج عظمتها لم تضطهد او تنكل بهم حيث كانوا من المقربين لسلاطين المسلمين ومن اطبائهم وحكمائهم ومفكريهم...
هنا نستذكر مقولة الامام علي(ع) الرائعة ( الانسان صنفان ,أما أخ لك في الدين او شبيه لك في الخلق)فلنبني معا جسور التأخي والمحبة ونردم حفر التفرقة الدينية البغيضة,فالكل هو من خلق الله والكل متوجه لعبادة الخالق ,ولا فضل لاحد على احد ألا بالتقوى وعمل الخير لصالح الجميع....
ان المبادرات الانسانية الرائعة يجب ان تقابلها مبادرات اروع منها كي يتم التواصل الانساني ويعم الخير الجميع وهذه هي رسالة السماء السمحاء , ومثل هذه لا تطلق ألا من الحكماء والعقلاء,أما أصحاب النفوس المريضة والعقول الملوثة فهم من باعثي السموم الى البشرية ومن مزودي النيران بوقود الفتن والخراب ,قبل أيام هز أسماعي خبر من الفاتيكان يعلن فيه عن مبادرة كريمة منه بالتبرع ببناء 15 ألف وحدة سكنية في العراق دون مقابل ومنها 2000وحدة في مدينة الناصريةلتخفيف أزمة السكن التي يعاني منها العراقيون ,أما مراجعنا الاسلامية في دولنا الاسلامية فهي ترسل لنا أفواج البهائم الجهادية لقتلنا وتخريب مدننا وبيوتنا ,ومقابل هذا العمل الانساني يقوم من يسمون أنفسهم أسلاميين زورا وبهتانا بحرق بيوت ومحلات اخواننا المسيحيين في ماليزيا ومصر .؟؟؟؟؟؟
فالى ما ذا يعزى هذا التصرف الاحمق ؟الى الجهل والتخلف؟أم الى التعصب الديني الاعمى ؟؟؟؟؟فمن يزرع العدوان يحصد الخسران......





#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنية شعارات انتخابية أم قيم مبدئية
- قيادات ام عصابات مخابراتية تحكم العراق
- هل تقبل الامارات العربية المتحدة أن تضم اليها العراق كأمارة ...
- مراسيم عاشوراء أستفتاء شعبي عفوي
- أحتفالات أعياد الميلاد ومحنة الاخوة المسيحيين في العراق
- اليوم فكة .........وغدا مكة
- بين تصريحات السفير قمي وتناقضات قادتنا ضاعت سيادتنا
- ربما ضارة نافعة
- القوى الوطنية والعلمانية وأخفاقاتها المتكررة في الانتخابات ا ...
- متى يتوقف هدر الاموال العراقية
- في الذكرى ال61 للاعلان العالمي لحقوق الانسان /ماذا اعدت له ا ...
- ثمان قناديل مضيئة وثمان أبواب مشرعة
- متى يتوقف مسلسل الايام السوداء الدامية في عراقنا الجريح
- مجلس النهب الاعلى الاسلامي
- بؤس المراة العراقية بالارقام
- وطن وأحلام البقاء
- قرارات أمارة اسلامية
- اهات العمر
- الاقليم الرابع/حلف بغداد جديد بمسمى أخر
- أخيرا.........باض الديك


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الشمري - الانسان أخو الانسان أحب أم كره