أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوحنا بيداويد - جرائم حرب دولية ضد المسيحيين في الموصل















المزيد.....

جرائم حرب دولية ضد المسيحيين في الموصل


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 17:39
المحور: حقوق الانسان
    


خلال الفترة الزمنية الطويلة التي قاربت ثمانية الالاف سنة، ظهرت في العراق (بلاد الرافدين) ادارات سياسية مختلفة، من الامبراطوريات استمرت للالاف السنين ثم اختفت وحلت محلها غيرها. تعددت الاسماء وتعددت اللغات، ولهذا نجد اليوم في العراق قوميات عديدة منها حديثة العهد مثل العرب والاكراد والتركمان والارمن والقديمة منها مثل الكلدان-البابليين والاشوريين والسريان والاراميين التي دخلت المسيحية واندمجت فيها وانصهرت اختلافاتها في بودقتها فاصبحت شعبا واحدا يملك نفس اللغة والثقافة والتاريخ والتراث والوطن والديانة، كذلك احتفطت بعض الاقليات الدينية القديمة الاخرى بأصولها حسب ديانتها مثل اليزيدين والشبك والصابئة المندائيين واندثرت تقريبا منذ زمن بعيد اتباع الديانة المانوية والزرداشتية.

لان هذه الاقليات ذات عقيدة دينية مختلفة عن القوميات الكبيرة، لذلك عانت على مر التاريخ من اضطهادات وويلات لاتحصى، ودفعت انهارا من الدماء من اجل الحفاظ على وجودها. بالنسبة للمسيحيين الشرقيين لديهم مشكلة اخلاقية ودينية كبيرة هي ان ديانتهم المسيحية لا تسمح بالقتل وايذاء الاخر حتى وان كان ذلك الاخر عدواً لهم (1). هذا الامر جعلهم هدفا سهلا لجميع الاعداء والاصدقاء من جيرانهم الذين ديانتهم تعطيهم الحق التصرف بطريقة اخرى.

الا ان هبوب نسيم الحرية على شعوب المنطقة في بداية القرن العشرين، شجعهم جميعا للتخلص من دولة الرجل المريض. وعلى الرغم من المسيحيين العراقيين بكافة تسمياتهم كانوا طرف في الحرب لانهم لاقوا اشد المصائب من الجيش العثماني على اساس انتقامها من الدول الغربية المسيحية وخسارتها ضحايا كثيرة في المعارك، والبعض منهم كانوا في تحالف مع القوى الكبرى (بريطانيا وفرنسا ودول الحلفاء) الا ان حلفائهم لم يلتزموا بوعودهم، فاستمر حالهم على حالها، كأنه في زمن الدولة العثمانية. فانخفضت نسبتهم من حوالي 10% في 1900 الى النسبة 2% او اقل اليوم. هذه الارقام تتحدث عن نفسها وتكشف ما حدث للمسيحيين.

حقيقة حدثت مجاز ر واضطهادات كثيرة لكل القوميات داخل العراق في القرن العشرين فالقوي يفتك الضعيف وكأن قانون الغابة هو السائد، حتى في السنين القليلة الماضية حصلت حرب اهلية بين المذاهب الديانة الاسلامية ولكن توقفت الان. لكن الامر الغريب هو استمرار الهجمة الشرسة البربرية ضد المسيحيين والاقليات الاخرى الذين ليس اي منهم طرفا او طامعا باي شيء يثير حفيظة الاخرين الانداد الاقوياء، اصبحت هذه الهجمة مستمرة طوال سبع سنوات، الامر الذي ترك البعض منا ان يشك بل يؤمن انها حملة مشبوه ومخططة ومتفقة عليها من قبل الجميع حتى من الاطراف المعتدلة التي تظهر العطف والنوايا الحسنة مجاملة لنا احيانا.

هذا الموقف يذكرنا بما حصل للفلسطينين في منتصف القرن الماضي على يد اليهود المهاجرين من اوربا، وماحصل ايضا لليهود الاوربيين على يد الحزب النازي الالماني وقائده هتلر الذي دعي Holocaust هوليكوست كوست اي الابادة الجماعية (2).
حقيقة ما جرى في مدينة البصرة وماجرى في منطقة الدورة – بغداد وما جرى ويجري في مدينة الموصل ما هو الا عملية هوليكوست كبيرة و منظمة من قبل جهات دولية كبيرة واحزاب عراقية كبيرة الان وتنفذ بأيادي مأجورة من اهالي المنطقة.
وإلا كيف يتم خطف الطالبة سارة ادمون من داخل جامعة الموصل، بدون اي رد فعل من المراقبين و رجال الامنيين والمسؤولين في الجامعة والمحافظة؟ اين هي نتائج التحقيقات ومتابعة القضية؟. هذه ليست اول قضية للمسيحيين في مدينة الموصل، هناك مئات من حالات خطف واغتيال للرجال والنساء والاطفال والشيوخ. عشرات المرات فجرت الكنائس. هذه الامور حدثت وتحدث يوميا وبصورة منظمة والحكومة المحلية لازالت ساكتة لا تتحرك ولا تتحمل المسؤولية الى درجة
تجعلنا ان نشك كأنها هي متفقة او مؤيدة لما يحصل. كثير من الحوادث والجرائم التي حدثت لشعبنا لا يوجد تفسير اخر لها سوى ما قاله هؤلاء المجرمين في رسائلهم التي وضعوها تحت ابواب بيوت المسيحيين (اخرجوا من ديار الاسلام !) وهذه بعض من هذه الحوادث:-

1- جريمة قتل الاب رغيد كني والاب اسكندر والمطران بولص فرج رحو والشمامسة ومرافقيهم على يد مجهوليين بدون توجيه تهمة لحد الان لاحد، الا لجهات مجهولة وعدم كشف نتائج التحقيقيات(3) لحد الان. وكأن شعبنا يعيش في الكهوف لا يعرف الحقيقية، كلا شعبنا يقظ وواعي لما يحدث، إنها حالة مقصودة ومخططة، إنها هولي كوست للمسيحيين في هذه المنطقة.

2- قضية اختطاف الطالبة سارة ادون من حرم الجامعي قبل اسبوع بدون وجود اثر للقضية لحد الان حتى في الاعلام، وهنا نتذكر كيف توقف الطلاب المسيحيين من الذهاب الى الجماعة قبل بضعة السنوات الا بوضع الحجاب. هي اشارة اخرى لعملية هولكوست ضد المسيحيين.

3- الانفجارات المتكررة في اقضية وقرى المسيحية من بغديدة وتلسقف وبطنايا وتلكيف والاحداث الاخيرة في برطلة هي شهادة قوية اخرى لعملية هولي كوست ضد المسيحيين.

4- محاولة ادارة مجلس المحافظة في مدينة الموصل قطع وتوزيع اراضي في بغديدة وكرمليس لغير الساكنين فيها دلالة واضحة الهدف، هي التهويل والتخوين والتهجير، هي Genocide كالابادة العرقية التي حدثت للالبان في كوسوفو قبل عشرة سنوات.

5- اذا كنت مخطئا في كل ما ذكرته في اعلاه ، فانني متأكد من ان اقدام شرطي الذي يعمل حارسا للكنيسة الى عمل مشين بتعليق صور لائمة الشيعية اثناء واجبه في داخل الكنيسة هي عملية مدروسة ومخططة ومُتفق عليها ، وهدفها صنع فتنة طائفية ضد المسيحيين من قبل الاخوة الشبك وغيرهم في المنطقة بالاخص ضد بلدة برطلة المسيحية في الايام الاخيرة .


ان هذا الحادث بذات هو اشارة واضحة من ان الشرطي الذي يبحث عن رزق عائلته لن يقوم بهذا العمل إن لم يكن هناك ايادي مجرمة استأجرته الى القيام بهذا العمل المشين . وإلا كيف يجريء شرطي بحمل اعلام المظاهرات وهو يرتديء ملابسه الحكومية الرسمية، الا يوجد تفاهم وتأييد من مسؤوليه لقيامه بهذا العمل؟ الا يوجد ضوابط للوظيفة الشرطي ام ان الشرطة انفسهم منقسمين بين الاحزاب والتكتلات السياسية ويعملون كمرتزقة ومجرمين للاعتداء على الاخرين وبالاخص المسيحيين؟

سواء اعترف المسؤولون الامنيون (من الشرطة والجيش ورجال الامن وشرطة المرور وحراس البنايات) والمسؤولون المدنيون (من اعضاء مجلس محافظة الى اخر موظف في الحكومة ) ام لم يعترفوا، انهم متهمون في مشاركة في قضية هوليكوست ضد المسيحيين والاقليات الاخرى في هذه المدينة.

من منبر عنكاوا كوم ، ادعوا جميع ابناء شعبنا في الداخل والخارج بمختلف تسمياتهم يعوا لما يحصل لاهلنا في سهل نينوى وان يدركوا هذا المخطط، وان يعلموا ان اعدائهم كثيرون مثل رمال البحر وخطتهم واضحة هي الابادة الجماعية او الهجرة او الاستسلام.

كفاكم الانقسام على امور ثانوية، حان الوقت لرفع قضيتكم المصيرية الى محافل الامم المتحدة والمحكمة الدولية ضد جرائم الحرب ضد الانسانية في لاهاي، الى محاكم الاتحاد الاوربي والكونجرس الامريكي الذي يجب ان يتحمل اثار قرار تصويته لغزو العراق وغيرها من الجهات المعنية التي لها المصدقية في القضايا الانسانية. كي ينظروا الى قضية شعبنا (قضية هولي كوست ضد مسيحيين في العراق وبالاخص في مدينة الموصل) كي يتم القاء القبض على كل مجرمي الحرب ضد الانسانية (كما فعلوا في كوسوفو وشمال افريقيا وحرب العالمية الثانية) وعلى كل المسؤولين المتواطئين في هذه الجرائم الدولية والموظفين والمسؤولين الحكوميين الذين لا يقومون بمهماتهم القانونية في حماية المدنيين في المدينة بالاخص المسيحيين.
................
1- المسيحيون الغربيون لم يتمسكوا بهذا المبدا دافعوا عن ذاتهم لذلك لم تندثر قومياتهم
واستمرت دولهم.
2- Holocaust هوليكوست مصطلح اطلق على المحارق والابادة الجماعية التي قام بها هتلر ضد اليهود في الحروب العالمية.
3- حاولت بعض الجهات الرسمية بتصغير القضية بإدعاء بانهم مسكوا مجرما واحدا اسمه احمد علي محمد في ايار 2008 اعترف انه قام بالجريمة الكبيرة خطف وقتل المطران الشهيد رحو و ادعى انه احد قادة القاعدة وحكم عليه بالاعدام.



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا احتلت ايران حقل الفكة الان ؟!
- بطافة تهنئة بمناسبة اعياد الميلاد
- عيد بأي حال عدتَ على مسيحيي مدينة الموصل يا عيدُ ؟!
- عندما تبلع الذات الصغيرة انا الكبيرة
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة:دعوة للمناقشة حول دور الفلسفة ...
- منع عراقيي المهجر من التصويت عمل غير وطني ؟!
- يوحنا بيداويد يلقي محاضرة عن تاريخ ظهور الفكر الديني في وادي ...
- لو كنت في محل نوري المالكي؟!!
- الاصطفاف السني والكردي والشيعي مع انفسهم علامة لهزيمة الديمق ...
- القديس اوغسطينوس هل هو فيلسوف ام لاهوتي؟
- مقابلة مع الاستاذ الكبير بنيامين حداد
- المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي ومعضلة تهميش الكلدان
- حاكم قرقوش يطبق الدستور في الحمدانية!!
- كم دولة في العراق اليوم؟!!
- اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة بعد اربعين س ...
- الاسبوع الثقافي السريان الثاني وثماره الطيبة
- قضية موت الله بين الشاعر العربي ادونيس والفيلسوف الالماني ني ...
- دور المدارس السريانية ومعلميها على الحضارة العالمية
- من يُسَيرالعالم الحكمة ام القوة ؟!!
- تهنئة للقوائم الفائزة ..على الكلدان الافتخار بمشاركتهم ..عتا ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوحنا بيداويد - جرائم حرب دولية ضد المسيحيين في الموصل