أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - كلَّ عام ونحن أجمل!














المزيد.....

كلَّ عام ونحن أجمل!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 14:17
المحور: المجتمع المدني
    


كلُّ نهار يشقشقُ على هذا البلد "الآمن"، كما أراد له القرآنُ أن يكونَ في قوله تعالى: "ادخلوا مصرَ إن شاء اللهُ آمنين."، تتأكدُ حاجتُنا الماسّةُ إلى مجتمع مدنيّ. من أجل هذا أنشأتْ مجموعةٌ من نُخَبِ مصرَ الثقافيةِ جماعةً أطلقوا عليها: "مصريون من أجل مجتمع مدنيّ"، أشْرُفُ أن أكونَ من بينهم مع أجلاّءَ منهم: د. وسيم السيسي، الطبيب وعالم المصريات، والإعلاميةُ سحر عبد الرحمن، والكاتبُ بهيج إسماعيل، والمخرجُ علي بدرخان، والفنانةُ صفية العمري، والموسيقار يحيى خليل، وأمينة ثروت أباظه، ود. عصام عبد الصمد، وسواهم من طليعة هذا البلد الطيب، الذي كرَّمته السماءُ بكثير رموز أنارتْ للعالمين عقولَهم، مثلما هو المجروح في قلبه بثلّة من مأفوني العقل خاويي الروح ممن لا تعتزُّ بهم مصرُ، وليس من اعتراف منها ببنوتهم اللهم إلا من باب أخطاء البيولوجيا التي تُنجبُ من ظَهْر العالِم فاسدًا.
وإذ أتكلم عن "مجتمع مدني"، فلعلّي لا أعبأ بالمنطلق السياسيّ والتشريعيّ، بقدر ما يعنيني رسوخُه في عمق وعي مواطني بلادي، سواءً نخبته العليا أو بسطائه.
مع بزوغ شعاع الشمس الأول كلَّ نهار تتأكد حاجتنا اللحوحُ لمجتمع مدني! لتأتي ذروةُ تلك النهارات مع عيد الميلاد المجيد، الذي أشرق على نجع حمادي بخيوط دم تتفجر من أحشاء فاجعة هزّت أركانَ بلد، شاء القرآنُ له أن يكونَ آمنا، ولم تشأ ذلك ثلّةٌ رعناء من رجال مُخرَّبي العقل والحسّ، على طُرفة ظنّهم أنهم ينصرون الله بفعلهم ما نهى اللهُ عنه!
عبارة "المجتمعُ المدنيّ" في جوهرها، ليست وحسب فصل الدين عن الدولة، حيث: "الدين لله والوطن للجميع"، كما أقرّت ثورة 19، وكما أعلن المسيحُ قبل ألفي عام: "ما لقيصرَ لقيصرَ، وما لله لله!"، لكن، وهو الأهم، أن يدركَ العامةُ: أن العقيدةَ شأنٌ فرديّ شديد الفردانية؛ أن لا دخل لي بعقيدة جاري، أن أمنَه حقٌّ له عليّ، وأن مواطنًا مصريًّا، مسلمًا كان أو مسيحيًّا، يرعى حقوقَ مواطنته ويؤدي ما عليه من التزام وواجب نحو مصرَ ونحو المصريين، لهو أقربُ إلى قلب مصرَ، وإلى قلب الله، من رجل يؤدي مناسكَ السماء في معبده، ثم يخرج على الناس شاهرًا سيفَه! متى يدركُ أولئك أننا جميعَنا، إلا النادر منّا، مسلمو ومسيحيو وراثة؟ لم نختر دينَنا، بل ورثناه عن أسلافنا وراثةً لا فضل لنا فيها، إلا ما أتت أيدينا من خير وجمال؟ متى يدرك أولئك أن الله خلقنا لكي نحبَّه ونحبَّ خلقَه مهما اختلفت ألوانُهم وعقائدهم، ولكي نعمّرَ الأرضَ فلا نقتل طيرًا أو نبتًا أو بشرًا إلا بالحق؟ كيف لإنسان، (يا لها من كلمة كبرى!)، أن يخرجَ على مواطنيه وجيرانه العُزّل يتنسكون للسماء يومَ عيدهم ليفتحَ عليهم النارَ فيما يخرجون من معبدهم، فتتناثرُ الأشلاءُ وتتشردُ الأسَرُ وتثكلُ الأمهاتُ ويتيتمُ الأطفال؟ ثم، وهي الطرفة السوداء، يظنون أنهم يؤدون حقَّ الله!
قامتِ الدنيا ولم تقعد يومَ اغتال ذلك الألمانيُّ العنصريّ المأفون طبيبةً مصريةً جميلة كلُّ خطأها أنْ جاهرت بعقيدتها بارتدائها حجابًا. فهل تمرُّ فاجعةُ نجع حمادي على نحو أبسط؟ هل نصمت حتى تتفجّر مزيدٌ من دماء مصريين على أيدي مصريين؟ هل أقلُّ من بيان سياديّ شديد اللهجة يطالبَ رؤوس الفتنة من بعض شيوخ وقساوسة يدسون الفرقةَ في أدمغة الناس، من أجل وقف تلك المهازل التي أنهكت قلبَ مصرَ المعتلّ؟ علما بأن ضحية الحجاب د. مروة الشربيني قضت إثر مشادة عصبية في حديقة أطفال وعلى يد ألمانيّ أرعن، فيما ضحايا نجع حمادي قضوا إثر أدائهم الصلاة في دار عبادة، وعلى يد مواطنيهم، ومع سبق الإصرار والترصّد؟ ثمة بلادُ الله تضمُّ عشرات العقائد والملل والطوائف، لا يحدث فيها ما يحدث في بلادي!
بدايةٌ رديئةٌ لعام جديد كنّا نراهنُ أن يكونَ أجملَ من سابقه! برغم ذلك نقول لمواطنينا أقباط مصرَ، وكلّنا أقباط: "أحسنَ اللهُ عزاءنا، وكلَّ عام ونحن أجمل!"



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارٌ متمدِّنٌ في ثماني سنوات
- رجلُ الفصول الأربعة
- اسمُه: عبد الغفار مكاوي
- أولى كيمياء/ هندسة القاهرة
- المحطةُ الأخيرة
- هُنا الأقصر
- وتركنا العقلَ لأهله!
- لا شيءَ يشبهُني
- طيورُ الجنة تنقرُ طفولتنا
- المرأةُ، ذلك الكائنُ المدهش
- مصنعُ السعادة
- شباب اليوم يعاتبون:وطني حبيبي الوطن الأكبر
- سور في الرأس، سأسرق منه قطعةً
- التواطؤ على النفس
- حاجات حلوة، وحاجات لأ
- التخلُّص من آدم
- بلال فضل، وزلعةُ المِشّ
- الثالثُ -غير- المرفوع
- كريستينا التي نسيتُ أنْ أقبّلَها
- أعِرْني عينيكَ لأرى العالمَ أجملَ


المزيد.....




- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - كلَّ عام ونحن أجمل!