أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سما حسن - يوم بلا كهرباء في غزة(من يوميات امرأة محاصرة)














المزيد.....

يوم بلا كهرباء في غزة(من يوميات امرأة محاصرة)


سما حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 09:08
المحور: الادب والفن
    




كتبتها سما حسن ، في 11 كانون الثاني 2010 الساعة: 05:07 ص

أمس كان يوما اخر بلا كهرباء في غزة، أصبح هذا امرا عاديا ومملا ، اعتدنا عليه أو هو اعتاد علينا، صمتنا ووجومنا أصبح أكثر من عادي،يستيقظ صغاري ولا يتحدثون، فالظلام يعم شقتنا الصغيرة لأن التيار الكهربائي قد قطع منذ الفجر، لا أحد يريد أن يتحدث في موضوع انقطاع الكهرباء، ويمسك كل واحد بكتابه وينزوي في سريره، ليراجع ما حفظه في الليلة الماضية استعدادا للامتحان الذي سيحل موعده في العاشرة صباحا.

أناالوحيدة التي تبدي تأففها من هذاالوضع، ارتب البيت على عجل، أعلن أمام الجميع أنني سأغادر البيت، وأمنح كل واحد مصروفه اليومي، وأعلن أمام نفسي أنني يجب أن أتغيب خارج البيت لأطول مدة ممكنة، فأنا أرى البيت جحيما بلا كهرباء، الكهرباء هي التي تمنحني الحياة في بيتي الصغير مع صوت التلفاز،وأغنية نجاة المحببة لي " شكل تاني" والتي تنطلق من الحاسوب، وصوت هدير الغسالة،وزنات الثلاجة العتيقة، وطنين مروحة الهواء على نافذة المطبخ، ولكن هذه الحياة حين تتوقف تعني انني يجب ان اغادر البيت، وبالفعل خرجت وأنجزت بعض الأعمال السريعة وعدت مع ساعات الظهر…..

الهدوء كان يعم المكان، والمغص الكلوي كان يعم جسدي بسبب المجهود الذي بذلته دون تعاطي السوائل الكثيرة، قررت ان أفتح (اللاب توب) خاصتي لأطالع بريدى الالكتروني، ولكن حين فتحته وجدت ورقة صغيرة كتبت بخط ركيك هو خط ابني الذي يشبه"خرابيش الجاج":

ماما لاتخافي /اللاب توب مش عطلان بس انا اخذت بطاريته معي ع الامتحان مشان ماتخلص شحنته ولما ارجع العب عليه……

ضحكت من "زعرنة" ابني كثيرا كثيرا، واستلقيت على سريري في انتظار رحمة الله الواسعة، لم يكن امامي شيئا أفعله سوى انتظار الكهرباء، وانتظار عودة الصغار من الامتحانات.

ابنتي الكبرى كانت أول من عاد، وجهها كان مرهقا وسألتها: طمنيني كيف الامتحان.؟؟

ردت باقتضاب : ممتاز يا ماما اطمني …….سهل كتير.

سألتها : شواجاكم موضوع عن العولمة اللي قعدنا طول الليل نحفظ فيه؟

هزت رأسها أسفا، قلت لنفسي : رائع جدا أن نستفيد من أشياء لن نستفيد منها بسرعة…..

عاد ابني الذي اخفى بطارية اللاب توب متقافزا وضاحكا فوق سريري وقال دون أن اسأل: امتحان الرياضيات كان سهل كتير يا ماما……..

رفعت حاجبيّ استغرابا فأردف يشرح…….

انا اول من استلم ورقة الامتحان ، أخرجت الالة الحاسبة من جيب معطفي، وبدأت بسرعة صاروخية أحل المسائل الرياضية التي كتب فوقها : ممنوع استخدام الآلة الحاسبة…….

بمجرد ان انتهى المعلم المراقب من توزيع الأسئلة على باقي الفصل، كنت قد أنهيت حل الأسئلة الصعبة على الآلة، وبدأت أحل الأسئلة التي لا تحتاج لآلة…….

حين صرخ المعلم : ممنوع استخدام الآلة ………يلا كل واحد يطلع الآلة تبعتو ويحطها ع الطاولة.

كنت أ ول من قدم آلته للمعلم وتلاعبت على شفتي ابتسامة شيطانية وقلت بأدب" يعطيك العافية يا مستر

تفضل……………..

ضحكت وقهقهت ونسيت أن لا كهربا

وان لا حصار

وانني في جنة كبيرة اسمها……مغامرات ابني الأسمر الذي يحمل ملامح والده والذي أعتبره فاكهة بيتي السمراء" حبة تمر" كما أقول له……….

أنه يوم آخر بلا كهرباء ولكنه حقا من الأيام اللذيذة.





#سما_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبك الذي جاء(يوميات امرأة مهزومة)
- هاتفي اللعين(يوميات امرأة مهزومة)
- ماذا فعلتِ بابني يا حماس؟(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)
- الحب في زمن الايدز(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)
- أحلامه مؤجلة”يوميات امرأة مهزومة”
- يا ابن عمي”يوميات امرأة مهزومة”
- حبيبي من يكون” من خواطر امرأة مهزومة”
- لماذا لا تثورون على حماس؟”من يوميات امرأة محاصرة”
- لا تجادلني ” خاطرة لامرأة مهزومة”
- في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”
- في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”
- معك(من خواطر امرأة مهزومة)
- يقولون ولكن ماذا تقول أنت؟
- يوم الجمعة-من يوميات امرأة محاصرة-
- في حياتي....-من يوميات امرأة محاصرة
- ولع
- -الحبّ الأول- أجمل كذبة
- يا سيد اللحظات
- كتاب الأحلام
- أعرف


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سما حسن - يوم بلا كهرباء في غزة(من يوميات امرأة محاصرة)