أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فرات محسن الفراتي - التعليقات في عالم الانترنيت















المزيد.....

التعليقات في عالم الانترنيت


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 08:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


يجد الكثير من الخبراء المختصين في عالم الاخبار و التسويق الخبري ، خاصه في شقه الالكتروني .. ان نجاح و تفوق الخبر و النص الالكتروني على قرينه الورقي .. جاء بسبب التفاعلية التي يمتلكها النص الالكتروني على حساب انعدامها في النص الورقي .. و بلا شك فأحد اهم مصاديق التفاعلية تكمن عبر الية (التعليقات) و هي مساحات حرة تترك للمتلقي ليعطي رأيه بالنص المكتوب اياً كان خبراً ام مقالاً ام اي نص أخر .
و على الرغم من كل الايجابية التي توفرها التفاعلية من زيادة للمتابعة الى امكانيات التأثير و التوجيه للرأي العام .. الى المقاربة لآستقراء رأي المتلقي .. و امكانية وصول افكار التحديات و الطروحات المعاكسة .. و امكانية خلق جو من تبادل الرؤى .. و ما الى اخره من الميزات .. تبرز سلبية في هذه التفاعلية و انا بطبيعة الحال .. اناقش من جانب (التعليقات) الان ، فعند تقيمنا لسلبية بعض التعليقات و ما الاثر السلبي الذي تقدمه هذه التعليقات نجد ان .. التفاعلية تصطدم احياناً بسوء الاستخدام ، الذي لن يكتفي بتعكير جو المادة المراد ايصالها ، بل ربما يساهم في تعكير جو المتلقين الاخريين .. مما يحول ايجابية التفاعلية الى سلبية .. اوجبت لدى البعض اليات تقنية لتقنين او تهذيب اليات التفاعل عبر التعليقات .. من خلال ترك رؤى اصبحت جاهزة مع قوالب المواقع كما الحال في العبارات (الموقع غير مسؤول عن التعليقات) او العبارة (الموقع سيحذف اي تعليق يسيء للدين او العقيدة او لشخص ما) و ما الى اخره من عبارات التحديد او التهذيب .
بعبارة اخرى فموجة الصرامة الادارية التي تستخدم من قبل بعض مراقبي و مديري المواقع على تعليقات زوار الموقع .. لابد من الاعتراف بأنها على اضطراريتها احياناً الا انها .. لا تبرر احياناً .. فأن كان الهدف هو منع التعليقات التي تستخدم عبارات التحريض و الاسائات العمدية و القذف و العبارات النابية ، فبالتأكيد فحذف هكذا تعليق لن يكون تخطياً على حرية التعبير ، فحرية التعبير على قدسيتها ، تحترم الاسلوب الاخلاقي في الطرح و لا تحرض و لا تسيء .. الا ان الضاهرة السلبية لصرامة مراقبي بعض المواقع نشئت مع انتشار التعليقات الفكرية او التي تقترب من مواضيع خلافية و خاصة في حقول الفكر و السياسة و الدين .. فمع الاسف الشديد سخر بعض المراقبون جهودهم الى حذف تعليقات سليمة و محترمة و اكاديمية احياناً ليس لسبب سوى لخلاف الرأي بين المعلق و المراقب .. و هذا هو تخطي صريح لحرية التعبير ..
و لدراسة خلفية سلوك المتلقي (تجاه التعليقات) و أليته في ذلك يجب حسم عنوان عام ، و هو ان المتلقي المستخدم للتعليقات سيكون اسيراً لواقعه النفسي و خلفيته العاطفية و الثقافية ، فيما يتناوله في تعليقاته .. فالتعليق ملف تفاعلي ينشىء بين اثنين .. اما بين القارىء و الموضوع .. لأثر نفسي سببه الموضوع للقارىء ايجابياً كان ام سلبياً .. و اما من زاوية اخرى فالتعليق ينتج لاستثارة نفسية اخرى للقارىء مع ما سوف يجده من تعليقات على نص الموضوع قد تؤثر بعواطفه سلباً او ايجاباً .. فتحركه للمساهمة في التعليق و وفق الاثر النفسي الذي سببه الموضوع او التعليقات على نفسية المتلقي ان ازعجته او افرحته او استفزته و ما الى اخره .

فمثلاً على ذلك ، قبل ايام طالعت خبراً على موقع (شبكة الاعلام العراقي) بعنوان (طابع بريدي جديد يحمل صورة شيخ المدربين الراحل عمو بابا) .. يتحدث عن قيام الوزارة العراقية المعنية بتصميم و اعتماد الطوابع البريدية .. بوضع صورة شيخ مدربي كرة القدم العراقيين الكابتن الراحل (عمو بابا) و الذي يعد احد اهم رموز (كرة القدم العراقية) عبر تاريخها الطويل .. و قد شعرت بسعادة بالغة ، لدى قرائتي الخبر .. لاهتمامي الكبير بدعم الرموز العراقية و تخليدهم خدمة للحركة الابداعية و في جميع اصناف الحياة .. مما دفعني للتعليق عن سعادتي بالمبادرة .. بالتالي ان كان تعليقي ردة فعل .. فالفعل كان تأثير المقال علي كمتلقي .
و في يوم اخر و اثناء تصفحي لموقع (المرصد العراقي) وجدت خبراً اقل ما اقول انه ازعجني ، تحت عنوان (قناصون قطريون يرفضون قراراً بمغادرة العراق) يتحدث عن رفض لصيادون عرب مغادرة احد مواقع الصيد في بر الناصرية جنوب شرق العراق .. بعدما منحتهم الحكومة العراقية موافقة للصيد .. فما كان مني الا التعليق عن سوء التصرف الحكومي العراقي بالسماح بالصيد لما له من مضار بيئية و تأثير سلبي على الحياة البرية في العراق .. و لما يمثله عدم امتثال الصيادون لقرار اخراجهم من عدم احترام لقانون البلاد مما سيضر بسيادة البلاد .. و هنا اجد ان ما ساقني للتعليق هو شعور الانزعاج من نص الخبر ، اذن نحن امام مصداق للبعد النفسي الايجابي و السلبي على المتلقي في تعليقه .. بالتالي نلاحظ ان التعليقين الذان اوردتهما في الموقعين الاول و الثاني .. كانا مرتبطان بشكل واضح بمدى تأثري العاطفي بالحدثين .. فشعوري بالسعادة شجعني على التعليق في المقال الاول .. و شعوري بالانزعاج شجعني على التعليق في المقال الثاني .. بالتالي فالعامل النفسي للمتلقي هام في تعليقه .
اما في الحديث عن مادة التعليق او نصه .. فهذا بطبيعة الحال يعود الى ثقافة المتلقي و سلوكه .. فمن يحول خانة التعليقات لصهريج نفايات كما يصفها البعض ، اعتقد ان ذلك راجع لثقافة المتلقي اولاً .. و ربما لمواد بعض المواقع التي يلاحظ عليها الانحياز المبالغ به ثانياً ، فالحيادية تقلل من سطوة الخلاف و لا تبرر للمسيء اساءته .. اما الانحياز فيساهم في تشديد الخلاف و ضهور بوادر الاساءات من بعض المختلفين الذين قد لا تسعفهم ثقافتهم او خلفيتهم التربوية على الرد الموضوعي .. مما يدفعهم للتهجم و اساءة استخدام التعليقات .. فأنا الاحظ ان معظم النصوص التي تتناول بأنحياز الملفات الدينية و الطائفية و القومية و ملفات الصراع و ملفات الاحزاب السياسية او متناقظي القضايا كالتحرريين و المحافظين ، و ما الى اخره .. اكثر اساءة في استخدام التعليقات .. في حي تنخفض الاساءات الى ادنى درجاتها في المواقع المحايدة .
و لابد من الانتباه ان انخفاض لغة التعليقات المسيئة هو عامل للانتعاش الثقافي لمجتمع المتلقين .. في حين تصاعد الاساءات هو اشارة على تردي ثقافي في مجتمع المتلقين .. و بهذا او بذاك فالتفاعلية تبقى عاملاً تطويرياً هاماً .





#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحريات و الحقوق و الخصوصية .. في ضوء ظاهرة رسائل الهاتف الج ...
- دوافع الاختراقات الامنية المسكوت عنها
- في ذكراه الثانية و الاربعين .. بين جيفارا و ساسة العراق الجد ...
- دقائق لن انساها .. عندما وقفت امام (منظار غاليلو) الذي عرض ل ...
- من داخل متحف النوبل في استوكهولم .. و في ظل الاجواء الحالمة
- المعارضين الأجانب في العراق .. العراق و أزمة الحوثيين انموذج ...
- قضية لبنى الحسين .. تفتح ابواب الحريات و الحقوق في العالم ال ...
- العراقيون و مشاريع اوباما
- السجارة التي احرقت روما .. تحرق بغداد
- ذكرى 14 تموز .. و ثمار الحرية
- مع قرب الانسحاب .. التناقضات تفتضح
- كنت استاذاً و صديقاً .. فليرحمك الله يا سلام الحيدري
- بين رفع الحصانة و سحب الثقة .. لا محاكمة للوزراء و النواب
- الإجابة على السؤال التقليدي .. المصالحة مع من ؟
- بخطوة متأخرة الحكومة العراقية توجه بإقامة تمثال للراحلة نزيه ...
- في الذكرى السادسة للتغيير في العراق
- حقيقة الجدل العراقي حول الانفتاح على (حزب البعث) السابق
- بين مفهوم المواطنة الأمريكية و مفهوم المواطنة العراقية .. في ...
- العراق الجديد (الديمقراطي) لا يمتلك سفيرة بالخارج !
- الانتخابات المحلية في العراق .. تعلن بداية فصل جديد في عراق ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فرات محسن الفراتي - التعليقات في عالم الانترنيت