أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - عبد الحليم مهودر في ظل استثنائي... مدينة الانهار














المزيد.....

عبد الحليم مهودر في ظل استثنائي... مدينة الانهار


سعيد حاشوش

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 12:26
المحور: الادب والفن
    


(هكذا أموت قبل أن أولد)

( الزمن التخيلي اختفى ، نحن في النقطة التي غيرت مجرى الزمن، نقطة الزمن الصفري الذي يبدأ من الزمن الافتراضي وهكذا يصبح الكون من دون بداية أو نهاية كثيراً ما نجد أنفسنا على حافة النسيان من دون أن نعي من دون أن نحس نصور الفراغ ) ص17 من قصة اختفاء
بالتأكيد أن الزمن التخيلي يتخذ له واقعاً يختلف في مساره الفني عن الواقع ألمعاشي لأن الخيال يفقد الصلة بالواقع يرتبط به فقط ( بزاوية الرصد أو بالرؤية الفنية للحدث ) . فالخيال هنا يرتكز على الرؤية الأسطورية الدائرية الزمن وكل شيء بلا بداية أو نهاية يدور في دائرة والنقطة التي أفترضُ بأني سأخطو للأمام منها هي نقطة الصفر ، حيث يكون الزمن صفراً، هذا الصفر الرقم اللانهائي . حيث ( الزمن الوصفي اختفى، والرقم واحد زاد حالة الفوضى في الكون) ص18 ففي قصة عشرة أبواب ( من البوابة صفر إلى البوابة رقم عشرة )

( قاصداً بيت الأشياء المدغمة في دورة محمومة تبدأ من الجنوب الى الجنوب ) أو الدوران ضمن دورة لا نهائية في قصة الدائرة والمفتاح، دائرة القبة التي بدون بداية ونهاية (القبة لها وظيفة في هذا المبنى ويضم في داخلها فراغاً بلا بداية ولا زمان ، فراغاً وحيداً ) ص6 أنه الفراغ المهمش من مركز الدائرة ، الهامش على المتن ، ان القاص عبد الحليم مهودر يتحدث عن البصرة التي تحولت (من المتن الى الهامش) ص27 بعد ان كانت المركز او المتن او الوجود المحسوس الى مجرد ظل او من كاتب الى ناسخ
وفي قصصاً اخرى من ناسخ عن راوٍ عن ناسخ ينسخ من ناسخ آخر أي الوصول الى مرحلة الظلال الصفر ، المرحلة التي تاه فيها الجنوب بالحروب والدمار والمجاعات أو( الظلام المبهم ) ص27 البصرة ( تشكيل الدائرة من خطي دخان آبار النفط في الغرب ومحطة الكهرباء في الشمال ) ص9 ولا يمكنني الهمس احتجاجاً على التهميش حتى ( السر يسير امامي مستوراً مغلقاً ) ص27 ( ولن ينجو من العقاب من يذكر الملك بسوء ) ص50 و( همست امه بالاسم السري وبصوت خافت جداً لحظة الولادة للمرة الاولى ، وكان الغرض من هذا الاسم بلا شك هو خداع العفاريت ... فأختلط مع الاسم الرسمي الذي بلغ الى السلطة المدنية ... هناك لم يرد في التقارير) ص47
وولادة الإنسان في ( الأول من الشهر السابع) و( الطريق محفوفة بالمخاطر فتتنكروا في القافلة) ص48 بل يصل التغريب بالكاتب نفسه حين ينادي على القارئ (فأنا لا أثق بك) ص46
أن النصوص تندرج ضمن قصص التغريب والتجريب المسند بمعرفة وحنكة الكاتب وبرؤية مبتكرة تعتمد على اأسطرة الواقع وتتناص مع ألف ليلة وليلة والكتب التراثية الاخرىومع مجموعة المملكة السوداء لمحمد خضير في خاتمة قصته الانطفاء ( ورقة بيضاء على رصيف المحطة ) واعني بذلك قصة قطارات ليلية ، التناص ليس مقارنة بين نص وآخر وإيجاد تناصص
جمل وأفكار وانما تناص يحدث في الذهن البشري سواء في اجواء القصص او الثيمات المطروحة او اطارية الشكل ,ويجب التنبيه ان النقد الادبي بشكل عام يصر على التناص في الافكار والمشاهد بين الادب التراثي والمعاصر اذا ادركنا ان الواقع يختلف بتعقيدة وحيثياته وان الفكر وليد ذلك الواقع كما ان الصورة او المشهد وليدة الجهود السايكولوجية لذلك الواقع وانما التناص يتم في نسق الطرح حيث وظف القاص اسلوب الحكاية الشعبية في جميع القصص والاسطورة في (الدائرة,المفتاح,الانطفاء,مدونات الرقي)
بجمل لغوية تمس جوهر الشعر والانغماس في حلم سرعان ما ينتشلنا القاص منه بجمله مثل (بطاقة هوية لم يعد السير من دونها مضموناً في الشوارع)او (المدينة التي شاخت قبل أوانها) لايمكنني الاطالة في هذه القراءة سوى ان اتذكر قول اليوت ان العمل الفني الجديد ذلك الذي ينتمي لتراث الامة من ناحية ولا ينتمي اليه من حيث هو عمل جديد بل يجدد نظراتنا اليه,ان التجديد عند عبد الحليم مهودر اثر في القصة العراقية واستجاب له مريدون مثلما ترك محمد خضير بصمة لاتمحى ,ففي قصة رجل مفترى عليه.تأخذ القصة من الحكاية الشعبية اطاراً لها ومن الشعر قصيدة نثر باسلوب القطع واللصق مع عدم غياب الرابط في الحبكة السردية وتعدد الاصوات - مصطلح موسيقى الاصيل - .في (الصابر الغابر والصابر اللاحق )بتناغم هارموني وتشكيلي يكشف عن انزياح فن القص الى جنس ادبي اخر وهو النص المفتوح , وفي اغلب القصص تتعدد اساليب القص ، تارة تتضمن الرسائل او جملاً طائرة مجنحة في (تنائية الوهم على سبيل المثال _ عندما سال مني الدم صحوت على خيول صماء ترتحل وراء افق الحقيقة او زحفت على اربع كدموع في رمال العيون او رماد آسِ مسلول يغر الوشاة )ويفاجئنا القاص بقصته الاخيرة (لا) بتكوين هندسي يجعل فضاء النص - مصطلح تشكيلي - على شكل مثلث ان الشكل والإطار مأخوذان من فن التزيين ولم اطلع على قصةِ قصيرة في التسعينيات وظفَ الإطار الهندسي فيها الا عند عبد الحليم مهودر ,ان توظيف الاطار الهندسي اضفى الغموض ودفع القارئ للتفكير او حسب قوله ( ناسخ ثان) ان قصته ( لا ) صرخة احتجاج اخيرة ,كل القصص تدفع القارئ للقلق والتوتر ودراسة التاريخ المثولوجي لانسان الجنوب المعقد التركيب بسبب اضطهاد وتهميش طاله عبر مئات السنين (ظلال الناس باتت ضائعة)ص29 او (تظليلي لمن يخلفني في القراءة بهامش غامض )او (كتابة في هامش ضاع متنه)و(ما زلت اتوقع سقوط شيء ما فوق رأسي )الشجاعة في الطرح الذكي والخوف من افتضاح سره,هذه هي الحرب الثقافية ضد الأنظمة الدكتاتورية




#سعيد_حاشوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مجموعة (اللوحة) القصصية لمجيد جاسم العلي
- ادباء بصريون : (شواهد الاشياء لباسم الشريف... شواهد الماء)
- (أصوات أجنحة جيم ) لجابر خليفة جابر....رفيف الأجنحة الراحلة
- كتاب ( طريدون ) القصصي ...رواية حديثة
- قراءة في مجموعة علاء شاكر رجل في عقل ذبابة : تطويع اللغة ومر ...
- لاأحد يشبه المسيح
- أدباء بصريون.... ناصر قوطي .. العمق المنفرد
- ادباء بصريون...عبد الحسين العامر في مرزوك ...الإيقاعات الضائ ...
- أدباء بصريون...حارس المزرعة لنبيل جميل .... عبثية الإنسان ال ...
- أنفلونزا الصمت..للقطراني قصص قصيرة جدا
- أدباء بصريون ... لعنة ماركيز لضياء الجبيلي .. رواية عجائبية
- أدباء بصريون... قراءة في رواية - علي عباس خفيف - (عندما خرجت ...
- أدباء بصريون .... محمد خضير بين التشيؤ والمثيولوجيا
- مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد
- رصد مدفعي
- مذكرات بائع جوال في إحدى صباحات الدولفين
- اضغط على الزر واشعر بالقوة
- صورتي الرائعة
- الوجهاء
- قوس قزح أبيض...قصة قصيرة


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - عبد الحليم مهودر في ظل استثنائي... مدينة الانهار