أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - آليات التطرف والاعتدال في الإسلام














المزيد.....

آليات التطرف والاعتدال في الإسلام


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 01:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية لا يشي هذا العنوان "الاستنتاج" أن الإسلام بات محشوراً في زاوية ضيقة، فإما أن يكون بسلوك أفراده رمزاً للتطرف أو للاعتدال، ولا خيار ثالث يمكن أن يتوسط بين هذين النقيضين.
فكما أن اعتدال بعض المسلمين ، هو في أساسه اعتدال سياسي أكثر منه ديني ، يتأتى في سياق ممارساتهم السياسية والاجتماعية وحتى الثقافية ، كذلك الأمر بالنسبة للتطرف ، الذي لا ينبغي أن يظهر إلا من خلال صورة السياسة ، ولو أنه غالباً ما يُرى على صورة الدين ، لارتباطه العميق بصورة الأشخاص (المسلمون) الذين يقومون بممارسته .
لطالما فهم الاعتدال في الإسلام على أنه اعتدال في السياسة ، فمن المحتم أن يفهم التطرف على أنه تطرف في الدين ، مع العلم أن التطرف والاعتدال نقيضان لا يلتقيان في الإسلام ، إذا ما أخذنا بفرضية عدم التقاء السياسي "الاعتدال" بالديني "التطرف" ، فإن هذه التوصيفات الجاهزة ، لا تعطينا حكماً قاطعاً ومبرماً حول حقيقة التطرف والاعتدال في الإسلام ، قدر ما تعطينا أحكام مسبقة يعوزها المنطق السليم.
وبالعودة إلى تحديد أسباب التطرف غير التقليدية المعمول بها أكاديمياً ، والتي تبين أنها لا تقنع أحداً ، بمن فيهم مطلقيها الغربيون ، لتبين لنا ثانية ، أن العلاقة السلبية بين دين وآخر، بفعل التراكمات والرواسب التاريخية العميقة بينهما ، تدفع نحو انتهاج منهج التطرف أكثر مما تدفع إلى الاعتدال ، والإسلاميين أنفسهم يقرون ذلك ، عندما تتناهى إلى مسامعهم خطابات سياسية تحمل في طياتها التبشير بحرب صليبية جديدة ، فإن ذلك سيدفعهم إلى أقصى درجات التطرف ، ليس دفاعاً عن دينهم وحسب ، بل عن كيانهم السياسي والديني في آن.
لا نشك لحظة واحدة ، أن للتطرف أسبابة الأخرى ، بل ومدارسه التي ينهل منها جملة الأسباب التي تدفع به نحو التطرف ، فالإنسان المتطرف ، ليس هو الإنسان المسلم ، وبالطبع ليس هو المسيحي ، لأنه لو كان هذا الإنسان المتطرف مسلماً ، لانعدم وجود نقيضه المعتدل ، سيما وأن الغرب يقر بوجوده ويسعى إلى دعمه والتعاون معه في شتى مجالات الحياة ، مثلما يسعى إلى محاربة نقيضه المتطرف .
كما أن الإسلام ، وهذا ليس دفاعاً عن أي مذهب أو عقيدة ، ليس كله على صورة واحدة ، فصورة المسلم الأوروبي تختلف اختلافاً عميقاً عن صورة المسلم الأفريقي أو الأسيوي ، وهو ما يطرح سؤالاً عميقاً ، لماذا يختلف سلوك المسلم الأوروبي عن نظيرة الأسيوي ؟ وأدل جواب نراه في صورة الإسلام الأوروبي الذي تمثله تركيا، مقابل صورة الإسلام الأسيوي الذي تمثله إيران، وبطبيعة الحال ليست المسافة التاريخية والجغرافية بينهما بعمق المسافة الشاسعة بين الشرق والغرب.
كل هذا يؤكد بصورة شبة نهائية ، أن تطرف الفرد المسلم أو الجماعة ، لا يرتبط ببقعة جغرافية معينة ، وإن ارتبط نتيجة لظروف سياسية راهنة ، فإنه لا يمكن أن يمتد تأثيره الأيديولوجي إلى البقاع الأخرى ، لأن التطرف لا ينتقل على هيئة أفكار ، بقدر ما ينتقل على صورة أفعال تترجم أفكارها على الأرض ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المسلمين هم الأكثر تضرراً من ذيول التطرف والتطرف المضاد ، فما يمارس على أرضهم من سياسات عالمية ، لها جملة اعتباراتها ومصالحها التي تتعدى الحدود ، وقد أسهمت في استيلاد ذلك الكم الهائل من الأفكار التي أنتجت في نهاية الأمر أفعالاً أقل ما يقال عنها أنها متطرفة ضد نفسها ، أي ضد محيطها المحلي ، وضد الآخر.
ولعل مكمن الخطورة العميقة يتمثل في التطرف المضاد الذي يستهدف الداخل قبل الخارج ، أو أنه يستهدف الخارج من خلال الداخل، كما حصل في باكستان على مدى العقود الماضية .
إن المعركة الأساسية اليوم لا تدور حول القيم والأفكار ، بين مَن يقدس ثقافة الموت ومَن يؤمن بثقافة الحياة ، إنما تدور رحاها ، بين مَن ينتهج نهج التطرف سبيلاً إلى إثبات الذات بالقوة، ومَن ينهج الاعتدال دفاعاً عن تلك الذات ، والإسلام بواقعه الراهن هو الخاسر الأكبر من جراء تلك المعركة غير المتكافئة.
فحقيقة أن الإسلام دين الوسطية ، لم تعد تقنع المسلمين أنفسهم ، فما بالنا بغير المسلمين ، أو من لا وصاية على عقله ، وبقدر ما يزداد حيز التطرف ، يتناقص حيز الاعتدال و يضمحل ، والعكس بالعكس ، فالعلاقة بين التطرف والاعتدال باتت علاقة طردية ، كما أنها علاقة واقعية تستقطب الإسلام بين جنباتها استقطاباً حاداً.
ناقل القول ، إن التطرف والاعتدال ، ظاهرتان سياستان أكثر منهما دينيتان ، فلهما شروطها السياسية اللتان يعملان في حقلها ، والتطرف كما هو موجود في السياسة لأسباب دينية ، موجود أيضاً في الدين لأسباب سياسية ، فكما أن السياسي يتطرف في سياسته عندما يتقرب من الدين ، كذلك الحال بالنسبة للديني الذي يتطرف في دينه عند اقترابه من السياسة .
من هنا نخلص إلى أن النصوص وحدها لا تولد التطرف آلياً، بل قد تدفع إليه بسبب تلك النصوص وأحكامها، فلو كان القرآن وحده ينضح بآيات العنف، فإن في الأديان الأخرى ما يزيد عنه أو يساويه في الدعوة إلى انتهاج العنف، فالصحيح أن العامل الديني عندما يتقاطع مع العامل السياسي ، يتولد التطرف من تلقاء نفسه ، وكلما ابتعد
أحدهما عن الآخر ، ساد الاعتدال بدل التطرف .






#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديكتاتور 30 (أزمة 99%)
- الإسلام والعلمانية: وجهاً لوجه
- الديكتاتور 29 ( الاستفتاء )
- الإسلام دين أم حضارة ؟
- الديكتاتور 28 ( الوريث زعيماً )
- فساد الإسلام أم فساد السلطة ؟
- نادين البدير : وجاهلية البداوة
- الديكتاتور 27 ( اغتيال الزعيم )
- الديكتاتور 26 ( السم )
- ساعات عصيبة في لبنان
- الديكتاتور 25 (انتقام الزعيم)
- قوننة الإسلام عن الهوى
- الديكتاتور 24 (الغرور)
- إصلاح العقل في الإسلام
- الديكتاتور 23 (مغامرات الوريث)
- هل الإرهاب ديدن الإسلام ؟
- الديكتاتور 22 ( مومس الوريث )
- الإصلاح وإشكالية الإسلام
- الديكتاتور 21 ( التوريث )
- الحوار المتمدن .. ورحلة البحث عن الحوار


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - آليات التطرف والاعتدال في الإسلام