أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار عبد المنعم - الإسكندرية تتنفس شعرا














المزيد.....

الإسكندرية تتنفس شعرا


انتصار عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


على مدار أربعة أيام احتضنت الإسكندرية مؤتمر أدباء مصر فى دورته الرابعة والعشرين ، والذى جاء تحت شعار « المشهد الشعرى الراهن»، ليتوافد المثقفون من كل محافظات مصر إلى مدينة الثغر تصحبهم أحلام وطموحات فى أن يكون تجمعهم السنوى برلمانا يعبر عن حال الثقافة والمثقف. رفع الجميع هذا العام شعار «هذا وقت الشعر» هذا الشعار الذى دشنه أمين عام المؤتمر الشاعر فتحى عبد السميع فى يوم الافتتاح حين قال «هذا وقت الشعر»، فالشعر ليس رفاهية، وليس استرخاء، وليس تسلية، الشعر ضرورة، ويقظة، وبناء داخلى متين ومهيب، ليس غيابا عن الواقع بل هو الحضور الأعمق فى قلب العالم وفى طرح الشعر على بساط البحث طرحا عميقا لكل قضايانا ومشكلاتنا».ولذلك لم يكن مستغربا أن يحرص رموز الفكر والثقافة على التواجد والمشاركة الفعلية فى فعاليات المؤتمر من جلسات وأمسيات، بل فى حوارات مفتوحة مع المبدعين. وقد شهد أول أيام المؤتمر حوارا مفتوحا مع وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى الذى أجاب فيه عن كل الأسئلة دون انتقاء أو إعداد مسبق فى خطوة طالما نادى بها المثقفون فى أن تتقلص المسافة بين المبدع والسلطة الرسمية. فالابداع وإن كان سلطة للعقل والفكر، إلا أنه يقع تحت أسر السلطة الرسمية التى بيدها دوما إما أن تُـُحجم شكل الإبداع نفسه وإما أن تمنعه تماما. ومما قاله الوزير مطمئنا به جموع الحاضرين إن بابه مفتوح «وإن وزير الثقافة هو ممثل الأدباء والمبدعين فى الحكومة، وليس مجرد ممثل للحكومة بينهم». وقد أكد الوزير على رفضه لقطع العلاقات بين مصر والجزائر خصوصا فى الثقافة ، أو أن يكون هناك أى شكل من أشكال القطيعة بين الشعبين العربيين. وهذا نفسه ما أكد عليه المؤتمر فى توصياته والتى أشارت إلى عمق وأهمية العلاقات التاريخية بين مصر والجزائر، وأنها تسمو فوق أى أحداث وتصرفات غير مسئولة، وأن أدباء مصر المشاركين فى المؤتمر يدينون ما بدر بسبب مباراة كرة قدم، ويؤكدون أن ما خلّفته تلك المباراة مجرد قشور سطحية لن تنال من عمق الصلات بين الشعبين .وقد أثار أدباء مصر مع الوزير قضية حرية الإبداع دون رقابة من أية جهة سلطوية أو دينية، وأن الابداع والثقافة لهما معاييرهما الخاصة والتى لا ينبغى أن تخضع للفحص من أية جهة خارج منظومة الثقافة والابداع. وفى مشهد آخر يمثل انفراجة نحو سيادة رموز الفكر، وأن المثقف الحقيقى ستكون له مكانته المميزة وما تستوجبه من احترام وتبجيل وتكريم ، بل يبشر أيضا بأن هناك أياما قادمة ستشهد ذوبان الجليد المتراكم على أعتاب رؤساء الهيئات وذوى المراكز الحكومية التى تمنع الوصول إليهم، هذا المشهد الذى وددت أن أوثقه بصورة فوتوغرافية لولا أنى احترمت موقف الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة؛ وهو ممثل الحكومة والسلطة فى الجلسة الختامية للمؤتمر، حين جلس على الأرض، وعلى درجة من درجات السلم ليتحدث إلى الدكتور عبد المنعم تلّيمة رافضا أن يجلس بجواره ليبدو المشهد وكأنه مجرد طالب علم يجلس بين يدى أستاذه، على مشهد ومرأى من جميع الحضور الذين توافدوا لحضور الجلسة الختامية التى تضمنت لقاء مفتوحا مع الدكتور أحمد مجاهد وقراءة لتوصيات المؤتمر، والتى كان من أبرزها التأكيد على الموقف الثابت لمثقفى وأدباء مصر برفض كل أشكال التطبيع والتعامل مع العدو الصهيونى. تضمنت اصدارات المؤتمر أربعة كتب، الشهادات وأوراق عمل المائدة المستديرة، وأبحاث المؤتمر، واليوبيل الفضى مراجعة واستشراف، والمكرمون، بالاضافة إلى الكتاب الموسوعى «ثورة الشعر الحديث» للدكتور عبد الغفار مكاوى. كل هذه الكتب جرى العرف على أن يحصل عليها الأدباء فى حقائب تحمل شعار المؤتمر فى أول يوم لانعقاد المؤتمر. ولكن هذه الكتب وعلى الرغم من قيمتها الفكرية والأدبية، وعلى الرغم من كم المجهود الذى بذلته الأقلام المميزة فى اعدادها لجعلها فى متناول الحضور، فإنها تبقى فى الحقائب حتى انتهاء المؤتمر، ليطلع عليها الأدباء حين عودتهم إلى مدنهم وقراهم التى أتوا منها. وأعتقد أنه من الأفضل أن يتم توزيع هذه الإصدارات على المشاركين فى المؤتمر قبل انعقاده بفترة كافية، حتى تكون هناك فرصة لقراءة قبلية، ولو على سبيل الاستكشاف للأبحاث والدراسات كى يتحول المثقف المشارك فى المؤتمر من مستمع سلبى يكتفى بالانصات، أو الاستمتاع بالاقامة الفندقية والتجوال فى المدينة المستضيفة، إلى مشارك فعلى لديه خلفية عن موضوع النقاش أو البحث، وأيضا لربما أضاف بعض النقاط او الملاحظات على الموضوع الأصلى، فالمؤتمر لا يخص أعضاء الموائد المستديرة فقط ولا الجلسات البحثية المصاحبة، وإلا فلماذا حضر غيرهم المؤتمر؟. بقى شىء عبر عنه الدكتور أحمد مجاهد فى الجلسة التى كان من المفترض أن يحضرها أعضاء أمانة المؤتمر لبحث سبل وكيفية تطوير المؤتمر ولكنه فوجئ بحضور عضو واحد فقط ، فى الوقت الذى حرص كبار الأدباء والمثقفين على حضوره مثل الأساتذة حلمى سالم، وجميل عبد الرحمن، وقاسم مسعد عليوة وغيرهم حيث قال متسائلا «هل نحن حقا نسعى لتطوير المؤتمر؟ ومن سيفعل ذلك إذا كان المسئولون عن ذلك والمطالبون به لم يهتموا بحضور الجلسة التى تناقش التطوير والتى طالبوا هم بانعقادها؟».كلمة حق أخيرة، كانت هناك فرص للتعبير عن الرؤى والآراء، ولكن للأسف لم يستثمرها الأدباء كما يجب، واكتفوا بالحديث الجانبى عن الخدمة الفندقية وأمور أخرى هامشية، ونسوا أن المشهد الشعرى الراهن هو مجرد جزء من مشهد عام من وضع أيديهم هم أنفسهم
مجلة أكتوبر العدد1731




#انتصار_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدباء العرب ونظرية المؤامرة
- نحن أولاد الغجر
- عن البهجة والكآبة
- «ماركيز».. دروس فن الحياة
- الثقافة المفهوم.. والأزمة
- ادكو..من الكانو إلى نوكيا!!
- سأحدثكم عن ندا
- علاء الأسواني ودوق داركور!!
- -الصرخة-مابين كرم النجار وأم الرجال!!
- مشايخ الإنترنت!!!
- التسكع الرقمي
- قلب الكاوبوي لا يتسع لأسودين!!
- قاسم أمين ... ديور وشانيل !!
- مأزق أحمر!!!!
- سبعون جلدة وعشرون يوما حبس لمن يطالب بحقه
- وثائق
- سوزان تميم وهشام طلعت مصطفى .. قراءة مغايرة
- كوليرا تغريدة البجعة!!!
- قل لي : أوحشتِني !
- نصف جنيه وقطعة حشيش


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار عبد المنعم - الإسكندرية تتنفس شعرا