أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - أصنع مستقبلك أيها النمر العراقي !














المزيد.....

أصنع مستقبلك أيها النمر العراقي !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 20:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دردشة

في العديد من النشاطات الثقافية واللقاءات الاجتماعية ، تكرر عليّ سؤال :"ما الذي دفعك لتعلم اللغة الروسية؟"، ودائما ـ عزيزي القاريء ـ كان جوابي جاهزاً وسهلاً : " بسبب أنطوان تشيخوف "!، فهذا الكاتب الروسي العبقري، الذي عاش حياة قصيرة (1860ــ 1904) ، وأعتبره ليف تولستوي .. " بوشكين الأدب النثري" ، وقال عنه أنه :" فنان لا نظير له ، نعم بالضبط ، لا نظير له، انه فنان الحياة. وميزة فنه انه مفهوم وقريب لا لكل انسان روسي فحسب ، بل ولكل انسان عموما ..."، هذا الكاتب الفريد، ومنذ أن قرأت إبداعاته مترجمة الى اللغة العربية، وانا على مقاعد المدرسة الاعدادية، فتنت بأسلوبه الأخاذ في عرض وقائع حياة الانسان ومعاناته وعذابته واحلامه ! أيامها ، وامام مجموعة من اصحابي ، ونحن نتجاذب الحديث حول أعلام الادب العالمي ، أعلنت قراري بأني سأقرأ تشيخوف بلغته الام ، وبعد حين نجحت في تحقيق ذلك ! لم يكن قراري اندفاعا وحماسة لحداثة السن فقط ، بل جزء من ذلك أتى انطلاقا من وصايا اساتذتنا ومربينا ، لمن يطمح بدخول معترك الادب ، وأقصد الوصية بضرورة تعلم لغة اجنبية للاطلاع على ادب وتجارب الاخرين ، وجاء اختياري للغة العبقري تشيخوف لانه هو وقبل غيره من الفلاسفة والادباء من علمني الايمان بالمستقبل وبقدرة الانسان على العطاء ، وأن العدل والحقيقة والكرامة الإنسانية والجمال الروحي فوق كل شيء !
ربما ستسأل ـ عزيزي القاريء ـ ما مناسبة الحديث عن تشيخوف الآن ، وما الذي ذكرني به ، من بين المئات من غيره من الكتاب والمفكرين العباقرة ، الذين اغنوا الحياة البشرية بابداعهم وتجاربهم ؟!
انه العام الجديد ، عام 2010 م ، ورغم ابتدائه بالخسوف الجزئي للقمر، الذي اثار تشاؤم ومخاوف البعض من الناس ، الا انه من جانب اخر ، اثار الأمل والتفائل عند كثيرين ، ممن يرون انه وحسب التقويم الصيني ، الذي يعتمد على دورات القمر ، أنه "عام النمر" ، الذي حملت الاساطير قصصه ، وكيف أنه رمز القوة والاناقة ، ورغم كوني لست ميالا لشؤون الأبراج ، الا ان روح التفاؤل الذي يحمله "عام النمر" يدفعني لمغازلة الأبراج والاقتراب منها ، وعندي لا بد ان يحمل هذا العام معه الافضل لعراقنا وشعبنا ونموا وانتعاشا للحياة الثقافية ، فلابد من التفاؤل بالعام الجديد ، فالنمر أيضا هو حيوان شجاع بدون حدود ، ومن النادر ان يخسر الصراع بغض النظر عن الميدان ، والفلكلور الصيني يقول لنا أيضا ان الحيوان الذي يحكم السنة له تأثير عميق على الشخصية، وهو يختبأ في القلب ، وسواء كنت تؤمن أو لا تؤمن بالابراج مثلي ـ عزيزي القاريء ـ فلنتمثل ذلك ، ولتكن قلوبنا تملك هذه الجرأة والشجاعة والتركيز من أجل عدم خسارة اي صراع عادل ، من اجل مستقبل اجيالنا القادمة ، من أجل تجاوز مجموعة العوامل المعرقلة لتقدم الوطن والمجتمع .
واذا عدنا الى انطوان تشيخوف ـ بعد هذا الفاصل النمري ! ـ هذا الانسان الذي في ساعات احتضاره راح يسخر من الموت، ويؤلف حكاية لاضحاك زوجته ليرفع عنها الحزن، فهو الذي تسائل في مسرحيتة "الشقيقات الثلاث" :" هل الناس الذين سيأتون بعد مئة عام ... سيذكرونا أم ينسوننا ؟" قالها ـ عزيزي القاريء ـ ليعكس ببساطة تفكيره وايمانه العميق بالمستقبل ، وهو الذي اذ كان بنفسه يحرث ويزرع الحديقة المجدبة حول بيته ويقتلع منها الاعشاب الضارة ، ويقول لمن حواليه بأن هذه الارض المليئة بالاحجار والحسك بعد ثلاثمئة او اربعمئة سنة ، ستكون كلها حديقة غناء و... " حينذاك ستكون الحياة في غاية السهولة والراحة " ! كان تشيخوف مثل عباقرة كثيرين ، ينظر بثقة الى المستقبل البعيد ولخير الانسانية ، ولهذا نجد ان أسمه يذكر بجدارة الى جانب ليف تولستوي وفيودور دوستويسفكى ووليم شكسبير، وغيرهم من الادباء العظام . الكاتب تشيخوف رغم السنين التي تفصلنا عن زمن حياته الا ان اعماله وافكاره تبدو وكأن كاتبها معاصر لحياتنا ، وذلك ببساطة لان الموهبة الحقيقية تخترق حدود الزمان ، اليس هو من يوصي الانسان ويتمنى أن يكون .." جميلا في كل شيء ، في مظهره، في كلامه ، في افكاره وفي عمله "! فمن اجل ان تكون حياتنا ، وحياة اجيالنا القادمة " في غاية السهولة والراحة" ، ومن اجل ان يذكرنا بالخير الناس "الذين سيأتون بعد مئة عام" ، كيف يمكن ان نكون جميلين في كل شيء لنساهم في بناء حياة جديدة ؟ أنحتاج الى قلب نمر ، أم قلب انسان ينتمي الى وطنه اولا واخيرا ، ونابض بمحبة الناس الطيبين ، كل الناس، ويؤمن بأن المستقبل دائما هو الافضل ، وان العطاء والابداع ممكن من أجل الاخرين ؟
وسنلتقي !





#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل أن يشج رأسك كتاب !!
- مثقف راهن !
- الكاتب عبد المنعم الاعسم : لو امتدحوك فهذا يعني أنك على خطأ ...
- من أجل الحوار والتمدن … تحية !
- عَمود بالعرض !!
- السينما تخلد قصة وفاء كلب ياباني !
- ديمقراطية الخورمژ !
- خذ بالك من أنف الديمقراطية ؟!
- الكلاب المسعورة !!
- صورة -العدو- البشع في الدراما التلفزيونية العربية -رجال الح ...
- هل سيشهد العراق فترة حكم الديكتاتورية الطائفية ؟
- النكات الطائفية !
- التراث العراقي تراث تعاضدي أنساني
- لقاء مع المناضل الشيوعي والاستاذ الجامعي الفرنسي باتريك ريبو
- لقاء مع قيادي بارز من الحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والا ...
- المؤتمر الخامس للأنصار الشيوعيين العراقيين ينهي أعماله في بغ ...
- وقائع المهرجان الثقافي الثالث للأنصار الشيوعيين بغداد 6 8 آب ...
- اليسار الفنلندي والخروج من الأزمة !
- حكاية الفنان كوكب حمزة وامرأة قطار أبو شامات
- السيد -سيد صباح بهباني - انت مطالب بالاعتذار للقراء أولا !


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - أصنع مستقبلك أيها النمر العراقي !