أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الملكية والزواج والزنا والله .














المزيد.....

الملكية والزواج والزنا والله .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 00:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بتحول المجتمع الإنسانى من حالة المشاعية إلى مجتمع الملكيات الخاصة , أدى هذا بالضرورة إلى تغير كبير فى العلاقات الجنسية .
ففى حالة المجتمع المشاعى حيث تسود حالة من البحث الدائم عن الغذاء بشكل يومى بلا إحتمالية لوجود فائض إنتاجى.. لم تكن العلاقات الجنسية حينئذ تتميز بالخصوصية الصارمة التى لحقت بالمجتمع عندما تولدت فوائض للقيمة .

وبظهور المجتمعات المنظمة وبدء تحسس الإنسان بإيجاد نظم إنتاجية تعطى فوائض مادية من إنتاج الطبيعة كما فى المجتمعات الرعوية ثم الزراعية ..بدأ تظهر الأطماع البشرية فى الإستحواذ على فوائض الإنتاج من قبل كبار رجال القبيلة بما يمثلوا من رمز وقيمة سلفية , وكذلك أيضاً من وجود رجال أقوياء بالضرورة .

عمليات الإستئثار بفوائض الإنتاج خلقت معها فئة وطبقة الملاك ..والتى بدأت تنظر بعمق كيف تحافظ على الثروات والأملاك التى وضعت يدها عليها .
كان الهاجس القوى هو كيفية إنتقال الثروة إلى المقربين من المالك ..ولم يكن أكثر من أولاده هم من يجب أن ينالوا تلك الثروة .
ولكن المشكلة كانت فى ضمان نقاء الأوعية الجنسية التى تنتج الأطفال ..أى ضمان أن الإنتاج كله يكون من إنتاج الرجل المالك ..ولذا قامت أول عملية تأميم ومصادرة فى تاريخ البشرية ..ألا بتأميم المرأة ومصادرتها كوعاء جنسى خاص للرجل ..بحيث يضمن الرجل لحد كبير أن يكون المنتج النهائى من صلبه .

يقوم الرجل على هذا الأساس بشراء المرأة من وليها مقابل إحتكارها جنسياً منتجة له الأولاد الذين يرثون أملاكه ...وسمى هذا النظام زواجاً ليقبل تحت مظلته كل أشكال البيع والمقايضة والإحتكار..ويمكننا أن نرى ببساطة عدم وجود تغيير يذكر فى الأوضاع والملامح العامة بين زواج قديم أو حديث إلا فى بعض الشكليات والديكور العام .

من هنا عرفت البشرية أشكال الزواج كعلاقات جنسية محددة وصارمة للحفاظ على الملكيات الخاصة .
الملاك يساورهم الشك أيضا من الرجال الشبقى فى القفز على إناثهم ..وتلويث أوانيهم الجنسية مما ينتج أطفال غير مقبول أن تنتقل لهم الثروة ..لذا ظهرت الرغبة فى تقييد العمليات الجنسية خارج مؤسسسة الزواج وإعطاء لها صفة الزنا .

كان من الضرورى أن يتم كبح جماح الغريزة الموجودة فى الأخر والذى يتعطش فى ممارسة شبقه فى حريم المالك والمستحوذ ..ولكن ما العمل أمام هذه القوة العارمة مع عدم وجود وسائل ردع كافية فى أيدى الملاك .؟
يلزم هنا تجنيد إله القبيلة فى هذه المعركة أى تحويل الإله إلى بوليس سمائى يتولى الردع والترهيب .. ولم يكن الإنسان فى بادئ الأمر يهتم بقضية وجود عالم أخروى يمارس فيه العذاب للزناة ..بل كانت رهبة الإنسان فى حيز خوفه على يومه وغده وحجم المصائب التى يمكن أن يلقاها من غضب الإله على الأرض ...وبالطبع إنضم فى فترة لاحقة لقائمة العقوبات والمصائب المحرقة السمائية التى ستتم للزناة .

من خلال تبلور مجتمع الملاك والعبيد ..ظهرت منظومة مؤسسة الزواج وتم ترسيخها ورسم ملامحها وإقامة تحصينات تحافظ بقدر الإمكان على نقاء الأوعية الجنسية ,
وتم تصوير أن الإله ينزعج من الممارسات الجنسية خارج مؤسسة الزواج بالرغم عدم إختلافها كشهوة ورغبة وفعل ديناميكى عما تتم ممارسته داخل مؤسسة الزواج .

وعندما نحاول أن نسأل عن سر الإنزعاج الإلهى من فعل الزنا يبادر من يحاول أن يجد إجابة منطقية هو الخوف والقلق من إختلاط الانساب ..
هذا يدفعنا للسؤال وهل الله سيصيبه الإرتباك من إختلاط الأنساب .؟!!
من معين هذه الإجابة نتلمس أن الإنسان أسقط رغباته ورؤيته على إلهه وجعله يتبنى وجهة نظره ورغبته .

لست فى مجال تحليل قضية الممارسات الجنسية خارج مؤسسة الزواج فهذه قضية اخرى ترتبط بشكل علاقات الإنتاج, ولكن نحن بصدد كشف رغبات وإرادات إنسانية طلبت أن تتواجد ثم أحاطت نفسها بشرنقة وتابو المقدس .





#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو تاب الشيطان ؟
- فزاعة الموت
- قراءة فى مذبحة الأقباط بنجع حمادى .
- تعالوا نقسم اللانهائى .
- الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .
- الرضاعة الفكرية .
- سينما أونطة ..هاتوا فلوسنا .
- الديك لا يبيض .
- ثقافة النفاق والوصولية .
- أحلامنا المكسورة .
- مناورة العقل الدينى .
- ثقافة العبيد .
- العروسة والمسدس


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الملكية والزواج والزنا والله .