أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شه مال عادل سليم - بشر كالتماثيل ...لاحياة فيهم ...!














المزيد.....

بشر كالتماثيل ...لاحياة فيهم ...!


شه مال عادل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 08:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اوقفني خبر عن الامير وليام نجل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ، الذي يأتي في المرتبة الثانية في خط الخلافة على عرش انكلترا وانا اتصفح احدى الصحف اليومية الدانماركية , بعد ان امضى ليلة كمشرد في يوم شديد البرودة للتضامن مع المشردين في احدى شوارع لندن . . لتسليط الضوء على معاناتهم والامهم , حيث نام الامير داخل كيس للنوم إلى جوار العديد من حاويات القمامة بالقرب من جسر بلاك فريار الشهير في لندن ليلة 15 ديسمبرالتي شهدت انخفاض الحرارة إلى أربع درجات تحت الصفر .
وبعد قضاء ليلة واحدة كمشرد قال الامير مصرحا للاعلام " بعد ليلة واحدة امضيتها في الشارع لا يمكنني حتى ان اتخيل صعوبة ان ينام الشخص في شوارع لندن في العراء ليلة بعد اخرى". واردف قائلا " بان المشردين فعلا معرضون للخطر " . وجدير بالذكر ان الأمير وليام يترأس بشكل شرفي العديد من المنظمات الخيرية من بينها منظمة "سنتر بوينت" المعنية بالمشردين ( 1 ) والتي كانت تٌدعم من قبل والدته الاميرة الراحلة ديانا ايضا .
وما اريد قوله هنا وانا اتابع بفضول اخبار الامير وتضامنه مع المشردين , انني تذكرت وبالحاح كل المشردين( 2) الذين قابلتهم في العراق وخاصة بين شريحة النساء والاطفال والمعوقين الذين حفروا بكلماتهم ودموعهم و الامهم ومعاناتهم وماساتهم على جدار قلبي ....
نعم تذكرت المتسولين والمتشردين الذين التقيتهم في شوارع وساحات واكواخ وطني ومن كل الاعمار ، من كبار السن الى الاطفال , اناثا وذكورا , ومن الشباب والشابات بعضهم من الحفاة وبعضهم ينام في الساحات اذ لا ملاذ لهم وبعضم وتحديدا المعوقين منهم يفترشون الارض ويتلحفون السماء !......تذكرت هؤلاء المشردين والفقراء الذين يزداد اعدادهم يوما بعد يوم ....واسأل كل من يعنيه الامر ماذا عن الفقراء والمشردين في العراق وهم يصارعون الصقيع والبرد والامطار والثلوج في الشتاء والحر الخانق وعواصف التراب في الصيف ؟
من يسلط الضوء على معاناتهم ؟ من يتضامن معهم ؟ من يمسح دموعهم ؟ من يسمعهم ؟ الى متى يبقون هكذا امام عواصف العوز والمرض والاهمال ؟ الى متى ؟
وهل هناك احد يحاول ان يستفيد من تجربة الامير وليام ؟ واقصد هنا تحديدا المسؤولين في حكومتنا الموقرة الذين يؤكدون وباستمرار على حق الإنسان في الحياة والعمل والتعبير والعيش الكريم !.... نعم اقصد اصحاب القرارات ....... الذين انتخبهم الشعب بعد ان وعدوا بالعمل لتحسين الاوضاع الاقتصادية بشكل خاص وزيادة المداخيل بعد ان تخلصنا من الاستبداد والمستبدين على امتداد عقود من الزمن في عراق الحروب و المهالك والانفالات .........نعم في عراقنا المغمس بالدم !....
اقول لكم مخلصا ....
حاولوا ايها السادة ...ولو لمرة واحدة فقط ...ان تجرّبوا التشرّد وتتضامنوا مع مشردي وطنكم لتعرفوا الفرق بين الدفء والوجبات الدسمة والفراش الوثير والغرف المكيفة وبين العيش في الشوارع والاكل من حاويات القمامة وقضاء الحاجة في الطرق وخلف الحيطان المهدمة وشرب الماء الاسن والنوم في الاكواخ وعلى الجرائد والاكياس ... حاولوا ولو لمرة واحدة ان تروا و تسمعوا الحقيقة كما هي ...
اسمعوا ....اسمعوا صرخات وبكاء ونحيب المشردين التي تشق عنان السماء .... .... غادروا قصوركم الفخمة واتركوا خدمكم وحشمكم والتحقوا بالمشردين ـ واسألوا انفسكم لماذا يقضون هؤلاء اجمل ايام عمرهم في الشوارع ؟ اسألوهم واسمعوا معاناتهم ـ ولا تتركوهم في العراء وهم يعانون من البرد والجوع والضياع في العراق الجديد الذي نعمل جاهدين على إقامته ....
اقبلوا التحدي وضحوا بليلة من لياليكم للقضاء بجانب المشردين في شوارع العراق لمعرفة حجم معاناتهم وتفهم ظروفهم الصعبة التي لا توصف حقا ....
اخيرا .......
السؤال الذي يطرح نفسه وبالحاح هو : هل نفاجىء بقبول التحدي من قبل المسؤولين والمهتمين بهذا الجانب وهم في أجواء التنافس (الديمقراطي) نحو انتخابات نيابية (حرة نزيهة وشفافة جدا ) ؟ .........

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ هناك اكثر من 4000 مشرد في شوارع لندن حسب الارقام التي نشرتها الحكومة البريطانية ....

2 ـ التقيت في زيارتي لاقليم كوردستان بمجاميع كبيرة من المشردين والمتسولين من كلا الجنسين ـ فالنساء اخذن يسردن مشاكلهن وطلباتهن شريطة عدم ذكر اسمائهمن وان كانت بالرمز فقط ... وللتاريخ اقول بان اغلبهن كنّ من الموصل وحويجة ومدن العراق الجنوبية ولهن اطفال وباعمار متفاوتة ..... بعد ان تركن ديارهن خوفا على حياتهن وحيوات عوائلهن واختاروا الاقليم كمكان امن لهن ولعوائلهن ... وان الكثيرات منهن وافقن على نشر صورهن مادام الامر يصب في حل مشاكلهن وعرضها على الجهات المعنية...... طبعا باستثناء البعض منهن وخاصة الشابات اللواتي رفضا رفضا قاطعا التصوير والحديث عن مشاكلهن واسباب تشردهن ليأسهن من الوعود تلو الوعود حيث قالت أحداهن " ملينا من الاسئلة والاستفسارات وسئمن الوعود تلو الوعود" ثم اردفت قائلة " لااحد يسمعنا وما فائدة الاسئلة والصور ؟ يوميا نلاقي ابشع انواع الاهانة والعذاب ! اتركنا بحالنا الله يخليك " تركتني وذهبت باتجاه اخر والدموع تنزل من عينيها ! .



#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة محرومة من السعادة ... تعمل لتعيش في زمن القهر والعوز !
- خضر كاكيل ...من أبطال ملحمة - هندرين -
- لنتذكر معأ الشهيد النصير ناصح حمدأمين ( كوجر )
- شمس بيرموس تلامس مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي في اربيل
- من اولويات ومهام الكابينة السادسة في أقليم كوردستان
- بدون تعليق رجاءً ..!
- - الى الذي عاد و لم يعد .... ! -
- قتلة كامل شياع ... هم انفسهم وراء تفجيرات الاربعاء الدامي !
- اوقفوا المتاجرة بضحايا حلبجة والانفال !
- جعفر حسن ...صوت حق ...متوجع ونقي ! الجزء الاخير
- لقد صدقت الغجرية يا امي ... من مات في الغربة هو شهيد !
- جعفر حسن ...صوت حق ...متوجع ونقي ! 1 2
- دعوة للتامل في جرائم حزب البعث في العراق ...الجزء الاخير
- دعوة للتامل في جرائم حزب البعث في العراق الجزء الاول
- هكذا تحدث المناضل فتاح توفيق ( ملا حسن )عن ايام النضال الصعب ...
- هكذا تحدث المناضل فتاح توفيق ( ملا حسن )عن ايام النضال الصعب ...
- سعيد ره ش ... بيشمركة شجاع من البصرة الفيحاء ! الجزء الاخير
- سعيد ره ش *... بيشمركة شجاع من البصرة الفيحاء ! الجزء ال ...
- اطفالنا بين مرارة الواقع و . . الوعود الانتخابية ! الجزء الا ...
- اطفالنا بين مرارة الواقع و . . الوعود الانتخابية ! الجزء الا ...


المزيد.....




- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شه مال عادل سليم - بشر كالتماثيل ...لاحياة فيهم ...!